02 نوفمبر 2025

ميرنا نور الدين: مسلسل «أنا أنت.. أنت مش أنا» يقتحم عالم «الميتافيرس»

فريق كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

مع كل دور جديد تلفت الفنانة ميرنا نور الدين الأنظار إليها، وتسير نحو المقدمة بهدوء، فبعد أن تألقت في رمضان الماضي من خلال مسلسل «فهد البطل»، تخوض هذه الأيام تجربة درامية، جديدة ومختلفة، بعنوان «أنا أنت... أنت مش أنا»، التي تجسد من خلالها شخصية «داليا»، والتي من المقرر أن تعرض قبل الموسم الدرامي في شهر رمضان المقبل.

حول المسلسل وشخصيتها فيه، والبطولة أمام الفنان السوري معتصم النهار، كان معها هذا اللقاء:

ميرنا في مسلسل
ميرنا في مسلسل "في لحظة"

نبدأ من من أحدث أعمالك، حيث اسم المسلسل «أنا أنت.. أنت مش أنا» غريب بعض الشيء. فهل لديك تفسير له؟

أولاً، من أهم الأشياء التي جذبتني في البداية، وقبل القراءة الأولى، هو عنوان العمل «أنا أنت.. أنت مش أنا»، فالاسم رائع بالفعل، ولافت للنظر، وعندما بدأت القراءة فهمت مغزى الاسم، والمقصود هنا «أنا» التي تعيش في الواقع، ليست «أنا» في العالم الافتراضي، ما يدعونا جميعاً إلى التفكير، هل نحن في واقعنا، أم «نحن» في عالمنا الافتراضي، أم أن البعض يلجأ إلى صنع شخصيات وهمية يعيش بها في العالم الافتراضي، بعيداً عن واقعه الحقيقي، إضافة إلى أشياء أخرى هامة سيكتشفها المشاهد أثناء المشاهدة.

لماذا قبلت هذا العمل تحديداً من بين كل ما عُرض عليك؟

في حقيقة الأمر عندما عرض عليّ العمل في البداية، تحمست له جداً، لكن عندما قرأت شعرت ببعض التوتر، لأن الفكرة جديدة على الدراما المصرية والعربية، وقفزت إلى ذهني أسئلة عدّة، من بينها وأهمهما: هل سيقبل الجمهور هذا النوع من الدراما، وهذا الموضوع؟ ثم بدأت أسال نفسي: هل سأستطيع أن أوصل الشخصية بالشكل المطلوب، وإظهار مدى صدقها؟ ولا أنكر أنني كنت متخوفة، لكن عندما جلست مع المخرج هشام الرشيدي، وجدت أنه شغوف جداً بالفكرة، والرؤية الدرامية الجديدة، ومتحمس جداً لإخراجها بشكل باهر، ومتفهم لموضوع العمل، ما أشعرني بالطمأنينة والأمان.

العمل يقول اجعل التكنولوجيا جزءاً من عالمك أنت ولا تجعلها تسيطر عليك

ما الذي حمّسك بشكل كبير لموضوع المسلسل؟

بالفعل تحمست جداً له بعد القراءة، وبعد الجلوس مع المخرج، ووجدته أيضاً متحمساً، وشغوفاً بموضوع العمل عن العالم الافتراضي، ورؤيته المختلفة لعالم «الميتافيرس»، إضافة إلى إظهار مخاطر وإيجابيات «السوشيال ميديا»، فالمسلسل مملوء بالرسائل الإيجابية للجمهور، وبالأخص الشباب من سن 16 إلى 30، المهتمين بعالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى؛ حيث إن العمل يقول لا تجعل نفسك جزءاً من هذا العالم، بل اجعل التكنولوجيا جزءاً من عالمك أنت، ولا تجعلها تسيطر عليك، فأنت من صنعت هذا العالم، وليس هو من صنعك، وبالتالي، أنت أذكى منه كثيراً، ومن أهم الرسائل أيضاً كيفية التعامل مع هذا التطور بشكل إيجابي، كما يتناول المشكلات التي ستحيط بالإنسان إذا استخدمه بشكل خاطئ.

تصفين الموضوع بأنه شائك ومقلق، فهل تردّدت في تقديمه؟

بالعكس، كان كل قلقي وتردّدي من استقبال الجمهور له، بخاصة أنني أعلم أن الجمهور على وعي كبير بهذا العالم الافتراضي، وبعضهم يفهم فيه إلى حد بعيد جداً، لكني وافقت على العمل فوراً، لأن القصة غير تقليدية، وتناقش فكرة الهروب من الواقع من خلال العالم الافتراضي، وهذا الواقع نعيشه حالياً بالفعل، وعندما جلست مع فريق العمل شعرت بأن أمامي فرصة لأقدم شيئاً مختلفاً، أو كما يقولون «خارج الصندوق».

مجلة كل الأسرة

ما الذي جذبك إلى شخصية «داليا» التي تقدمينها في المسلسل؟

جذبني شكل وطبيعة الشخصية، فهي فتاة عادية جداً، لكنها في الوقت نفسه شخصية مركّبة، تعاني فقدان الثقة بنفسها، وبكل من حولها، وتعيش صراعات نفسية بصمت شديد، لكنها ترفض الحديث مع أيّ من أقاربها، أو أصدقائها، ثم تلجأ إلى العالم الافتراضي، وهناك تبدأ ببناء شخصية جديدة لها، شخصية تعيش بها داخل هذا العالم، ما يريحها بخاصة أنه عالم مثالي بالنسبة إليها. لكن في الوقت نفسه، سيجد المشاهد أنها لا تحاول أن تتجمل، أو تتصنع، بل تكون صريحة جداً مع نفسها، حتى داخل هذا العالم.

من خلال تحليلك لشخصية «داليا» هل وجدت فيها جوانب تجمعك معها؟

إلى حدّ ما، ربما في العفوية والتلقائية، حتى إنها لا تفكر قبل أن تتكلم، أو تبدي ردّ فعل تجاه شيء ما، ما قد يوقعها في مشكلات، وهذا ما يحدث لي أيضاً في مواقف عدة، لكن بصورة مختلفة. وفيما عدا ذلك، فهي تختلف عني تماماً في حياتها الشخصية، وأفكارها، وعلاقاتها مع المحيطين بها، وهذا ما جعلني أعمل الشخصية منذ القراءة الأولى، وخلال التصوير، وأحاول الاهتمام بأدق التفاصيل لديها، لأنني أراهن على هذه الشخصية لتقديم عمل مختلف لم يقدم من قبل، وشخصية مختلفة عمّا سبق وقدمته في كل أعمالي.

مع أحمد العوضي في مشهد من مسلسل
مع أحمد العوضي في مشهد من مسلسل "فهد البطل"

هل صادفت في الواقع شخصيات مثل «داليا»؟ وكيف تجدين تأثير السوشيال ميديا فيهم؟

بكل تأكيد. والتأثير كان قوياً جداً، لأن «السوشيال ميديا» تعطيهم مساحة يعبّرون فيها عن أنفسهم، ويفعلون ما لم يفعلوه في واقعهم الحقيقي، ما يضع عليهم ضغوطاً رهيبة، لمحاولتهم الظهور بصورة مثالية، مثلما حدث مع «داليا»، لأن هناك بعض الأشخاص يريدون أن يعيشوا حياة ليست حياتهم، وأحياناً البعض ينخدع بهم من خلال التعارف الذي يحدث عبر «التشات»، بخاصة أنت لا تعرف مع من تتحدث، وإلى أيّ مدى ستصل في حوارك معه.

يشارككِ البطولة الفنان السوري معتصم النهار... كيف ترين كواليس التعاون؟

ممتعة جداً، فهذه أول مرة نعمل معاً، لكن شعرنا منذ اللحظة الأولى بأن هناك كيمياء بيننا، حتى في مشاهد الانفعالات أو الجدال، كنا نبني على ردود أفعال بعضنا بعضاً بتلقائية وطبيعية، لأنه فنان محترف، يمسك بتفاصيل شخصيته بشكل رائع، ويعمل عليها بصورة مميزة جداً، ويعرف تفاصيل شخصيته والشخصية التي أمامه، فضلاً عن أنه حريص طوال الوقت على أن يقدم أفضل ما لديه، ويضع المشاهد دائماً أمامه.

هل تتوقعين أن يتفاعل الجمهور مع فكرة المسلسل ويقبلها؟

أتمنى، وأتوقع هذا بشكل كبير، بخاصة أن الموضوع يهم كل إنسان الآن، لأن «السوشيال ميديا» غزت حياتنا بشكل كبير، واعتقد أن الجمهور سيتفاعل مع العمل وموضوعه، وكل تفاصيله، لأنها ستعبّر عنه بشكل كبير، وتناقش مشاكله مع «السوشيال ميديا»، وموضوعات هامة تخصه، خصوصاً الشباب من الجنسين، وتحديداً الفتيات اللاتي يعشن مثل واقع «داليا».

مجلة كل الأسرة

كيف تتعامل النجمة ميرنا نور الدين مع «السوشيال ميديا»؟

أحاول أكون طبيعية كما في حياتي، أشارك جمهوري لحظاتي الطبيعية كما أعيشها، من دون تجميل، أو تقليل، واعتقد أن الجمهور يحب ذلك، ويستطيع أن يدرك جيداً الإنسان الذي يعيش بطبيعته، ومن يحاول التصنع، واعتقد أن هذا يساعدني على أن أطور من نفسي كممثلة، لأني أتبادل النصائح والإرشادات مع جمهوري بحب كبير.

ما الجديد لديك خلال الفترة المقبلة، وهل هناك عمل لموسم الدراما في رمضان؟

حالياً، أنا مشغولة باستكمال تصوير «أنا أنت.. أنت مش أنا». وهناك أكثر من مشروع معروض عليّ حالياً، لكني ما زلت في مرحلة القراءة والمفاضلة، لأنني أحاول أن أختار بعناية، وأحرص على أن كل عمل أقدمه يكون مختلفاً عما سبق وقدمته، حتى لا أكرر نفسي، لكني أستعد لمشروع مهم خلال موسم رمضان سيكون مفاجأة، وأتمنى إن لم يكن أفضل، أن يكون على المستوى نفسه.

* إعداد: أحمد إبراهيم