بعد سنوات من التنقّل بين مواقع التصوير وكاميرات الدراما، تعود الفنانة دانا حلبي إلى شغفها الأول: الغناء، لتعيد التوازن بين صوتها وعدستها، وبين مواقع التمثيل واستوديو التسجيل، لتقدّم مشروعاً غنائياً مختلفاً تتنوّع فيه اللهجات والألوان الموسيقية.
بين الغناء والدراما، تمضي بخطوات ثابتة نحو مشروعها الموسيقي الجديد الذي خططت له بعناية، والذي تصفه بأنه متنوّع، في ألوانه ولهجاته، وتحمل أغنياته نَفَساً عصرياً يعكس تطلّعها إلى التجدّد والتفرّد.
كيف تقيّمين أصداء أغنيتك الجديدة «انت قاسي» التي طرحتِها أخيراً؟
الأصداء أكثر من إيجابية، والأغنية تصدرت في المغرب عند صدورها، وهناك إجماع على أنها تدخل القلب بسرعة، وهذا يسعدني كثيراً.
هناك مقطع من لحن الأغنية قريب من لحن أغنية حسين الجسمي «طبطبة»؟
أنا أحب حسين الجسمي كثيراً، وأحب أغنية «طبطبة»، وإذا كان هناك شيء ما من أغنيته فلن أزعل أبداً. حسين الجسمي «على الراس والعين».
وكيف تتحدثين عن الألبوم الجديد من حيث الألوان الموسيقية واللهجات؟
الألبوم منوّع جداً، وفيه أغانٍ لبنانية ومصرية، وكلها جديدة، من حيث الشكل والمضمون. أغنية «إنت قاسي» مثلاً ،هي من نوع الهاوس، وهذا لون أغنية للمرة الأولى. الألبوم كله مختلف ويضم 6 أغانٍ منوعة، وبعيدة عن اللون المقسوم الذي اعتاده جمهوري، وتحمل طابعاً خاصاً، وتعبّر عن شخصيتي الفنية، وأشعر بأن جميع أغاني الألبوم ستلقى نجاحاً.
يبدو أنك تسعين لإرضاء الجيل الجديد؟
يمكن القول إن هذا العمل هو بمثابة تجديد للهوية الفنية، و«تغيير للجلد»، كما يُقال، كأنني بدأت من الصفر، وأطرح أغاني لأول مرة.
لماذا قررتِ اتخاذ هذا القرار في هذه المرحلة تحديداً؟
لأنني في السنوات الأخيرة كنتُ أركز على التمثيل، وأصبحت دقيقة جداً في اختياراتي، ولا أقبل بأي عمل عادي، بل أتعامل مع أهم الشركات، والمخرجين، والممثلين، فقط. واليوم شعرت بأن الوقت حان لكي أعود بخطوات ناضجة أيضاً في الغناء، لأنني لا أريد أن أقوم بأي خطوة ناقصة على المستوى الفني.
هل تعتبرين أنكِ ارتكبتِ خطوات ناقصة في مسيرتك الفنية؟
نعم، ولكن في الغناء أكثر من التمثيل، لأنني ابتعدت، وعدت، وتشتت قليلاً. أما في التمثيل فأشعر بأنني أسير وفق خطة مدروسة جداً، وهذا ما أفعله اليوم في مجال الغناء، لأن خطواتي الغنائية أصبحت هي أيضاً مدروسة وصحيحة، ومبنية على وعي وتجربة.
الجمهور اليوم يتبع الأغنية الناجحة ولا يتبع اسم الفنان
وكيف وجدتِ المنافسة الغنائية هذا الصيف؟
كانت المنافسة قوية، وهناك أغانٍ جميلة كثيرة، ولكننا لم نعد في زمن «الفنان»، بل في زمن «الأغنية». الجمهور اليوم يتبع الأغنية الناجحة، ولا يتبع اسم الفنان، وهو لا ينتظر فناناً محدداً، بل يبحث عن الأغنية الحلوة التي تلمسه.
وما أكثر الأغاني التي لفتتك أخيراً؟
أخيراً أعجبتني أغنية الأخرس الجديدة، كما أحببت عدة أغانٍ من ألبوم نانسي عجرم الأخير، وكذلك قدمت آمال ماهر أغنية جميلة في ألبومها الجديد، مع أنني لست من المتابعين الدائمين لها، لأن لونها لا يستهويني كثيراً.
هناك شبه إجماع على أن الأعمال التي يقدمها معظم نجوم الغناء لا تحظى بإعجاب الجمهور، ولذلك هم يعتمدون على أغانيهم القديمة؟
شخصياً، أنا أشعر بأنني وفقت في عملي الجديد، وكل الناس فوجئوا بالأغنية، وأحبّوها، وهذا يعني أنها وصلت إليهم.
وهذا يؤكد أن الجمهور يهمه الأغنية الناجحة أولاً؟
أنا كنت من جمهور الفنانة إليسا، ولم أكن أسمع غيرها، وأنتظرها لكي تطرح جديدها، كما كانت صورها معلقة على جدران غرفة نومي، لكنني تغيّرت، ولم أعد كذلك، بل أصبحت أقول هناك أغنية جميلة لهذا، أو ذاك الفنان، اسمعوها. السوق تغيّر، والأغنية الناجحة هي التي تهيمن، وليس اسم الفنان.
هل لديكِ مشاريع تمثيلية جديدة؟
عُرض عليّ مسلسل جديد، لكنني لم أحسم موقفي حتى الآن.
وهل هو من بطولتك؟
بل أشارك فيه كضيفة. العمل يضم نجمات من أكثر من بلد، وأنا أمثّل الدور اللبناني فيه، ولكنني لا أستطيع الكشف عن التفاصيل لأنني لم أوقّع رسمياً حتى الآن.
وهل هو مسلسل
نعم المسلسل مصري، وبطله مصري.
هل تفضلين الأعمال المشتركة التي تجمع بين ممثلين من أكثر من بلد عربي؟
أنا مع العمل الجميل، مهما كان نوعه، وقراءتي للنص هي التي تحدّد قبولي أو رفضي، لكنني شخصياً أحببت تجربتي في التركي المُعرّب، لأنها كانت ناجحة معي، وأحببت أجواءها.
ولكن دورك لم يكن كبيراً في مسلسل «العميل»؟
أنا شاركت في 30 حلقة من أصل 90 حلقة، أي ما يعادل مسلسلاً عادياً من بطولتي. «العميل» هو أقوى مسلسل تركي معرّب تم عرضه حتى الآن، وشارك فيه أهم النجوم، وفي مقدمتهم أيمن زيدان.
وماذا عن السينما، هل لديكِ مشاريع فيها؟
حالياً، لا توجد مشاريع جديدة، والإنتاجات السينمائية في لبنان قليلة جداً، وأنا كل أفلامي كانت لبنانية، وشاركت في أربعة أفلام مع زياد برجي، وفي فيلم إماراتي.
ولماذا أنتِ بعيدة عن السينما المصرية؟
المسألة عرض وطلب، ولم يطلب مني المشاركة في أفلام مصرية.