تقارير بريطانية تنتظر عودة الأمير «الضال»... خطة هاري وميجان السرية للعودة إلى العائلة

هي تحركات غير معلنة يصفها المقربون من الأمير هاري، نجل ملك بريطانيا، بأنها «خطة إذابة الجليد». لكن هذا النوع من الرغبات، حتى لو كان سرياً وغير منظور، فإنه لا يخفى على صحافة الإثارة في لندن، والتي تدسّ أنفها في أكثر الشؤون حميمية من تصرفات أفراد أسرة وندسور، مهما كان اقترابهم، أو ابتعادهم عن العرش.

فقد كتب ريتشارد إدين، رئيس تحرير «الديلي ميل»، مؤكداً أن دوق ودوقة ساسيكس، تعمّدا تكرار الظهور في مناسبات عامة متعددة، خلال الأسابيع الماضية، بهدف التقرب من العائلة المالكة، وسرقة الأضواء من ولي العهد الأمير وليام، وزوجته كيت.
كيف تتم المصالحة طالما أن الحرب الخفية ما زالت جارية بين الشقيقين وزوجتيهما؟
الجواب هو أن الثنائي «الضال» يسعى لاستعادة أواصر العلاقة الطيبة مع أفراد آخرين من العائلة. ويشرح ريتشارد إدين وجهة نظره بالقول إن تكرار ظهور ميجان ماركل يندرج ضمن خطة واسعة بعنوان «إذابة الجليد». وتقتضي الخطة إعادة الدفء إلى أوصال العلاقات بينها وبين أفراد الأسرة، والأهم هو السعي للتقرب من البريطانيين الذين يعتبرونها السبب في الشقاق بين الشقيقين المحبوبين، ولدَي أميرة القلوب ديانا.
ومن المعروف أن قرار هاري، بتأثير من زوجته ميجان، الابتعاد عن العائلة المالكة والانتقال إلى العيش خارج بريطانيا، وتخلّيه عن واجباته البروتوكولية، كان قراراً له وقع القنبلة في أوساط آل وندسور، وكذلك في عموم بريطانيا، وخارجها. وأطلقت الصحافة يومذاك على القرار مصطلح «ميجسيت»، أي خروج ميجان، نسبة إلى قرار «بريكسيت» الذي أعلنت فيه بريطانيا خروجها من المجموعة الأوروبية.

«تمسكنت حتى تمكنت»
هناك مثل عربي ينطبق على الكنّة الأمريكية الجديدة، وهو أنها «تمسكنت حتى تمكنت». فهذه الممثلة ذات الأصول المختلطة، تكبر هاري بثلاث سنوات. وقد سبق لها الزواج والطلاق قبل لقائها بالأمير البريطاني الشاب الذي وجدت فيه فرصة عمرها لتحقيق طموحها الكبير، وبلوغ شهرة لم تكفلها لها مهنتها، وظهورها في مسلسلات تلفزيونية قليلة. وكانت قد مهدت الدرب إلى قلوب الإنجليز حين هاجمت هوليوود، وكأنها تقلب صفحة مستهجنة من حياتها، وتبدأ صفحة ناصعة. وفي تلك الفترة قالت ميجان: «هناك مزايا كثيرة لانضمامي إلى العائلة المالكة، لكن في الوقت نفسه سأفتقد الخصوصية، وأقبل بالحياة العامة».
تابع العالم مشاهد العرس الجميل في لندن، لكن الأمور سرعان ما اتخذت مساراً آخر. وكان من الطبيعي أن تنشأ منافسة بين العروس الجديدة، وبين الكنة المثالية كيت ميدلتون، زوجة الأمير وليام شقيق هاري، لكن التوتر تجاوز الحدود المتوقعة، لاسيما بعد أن أنجب الزوجان طفلهما الأول. ثم جاء قرار الانشقاق عن العائلة، وذهاب الزوجين للعيش ما بين كندا والولايات المتحدة، وما زاد من طين ميجان بلّة تلك المقابلة الشهيرة التي أدليا بها لنجمة تلفزيون الواقع أوبرا وينفري. وفي تلك المقابلة ذرفت ميجان الدمع، وكشفت أنها تعرضت لمواقف عنصرية داخل القصر الملكي. كان ذلك بمثابة إعلان الحرب الباردة على واحدة من أشهر، وأغنى، وأقوى، وأعرق العائلات الملكية في العالم.

وفي استفتاء للرأي نشر في الربيع الماضي، أعرب 73 في المئة من البريطانيين أنهم يحملون نظرة سلبية تجاه الأمير هاري. والحقيقة أن هذا الشاب، الذي كان طفلاً مصدوماً بمصرع والدته الفاجع الذي تناقلته كل شاشات العالم، نشأ وهو يشعر بأنه الرقم المبهم في العائلة. وقد وصف ذلك في مذكراته بأنه كان البديل لشقيقه في تأمين استمرار السلالة الملكية، أي «قطعة غيار»، قد يحتاجون إليها في حال غياب وليام، لأي سبب من الأسباب. ثم صار لوليام أبناء يرثونه، ولم يعد لهاري قيمة. وقد تسبب ذلك الوضع في تصرفات هوجاء، وهفوات ارتكبها الأمير الأشقر الذي تنقل بين شابات كثيرات قبل أن تأسر قلبه الممثلة الأمريكية المطلقة ذات الشخصية القوية. لذلك، كان من السهل على المعلقين القول إنه وقع تحت تأثير زوجته، وإنها كانت السبب في خروجه عن تقاليد العائلة.

والآن، يخطط الزوجان لإعادة الحرارة إلى أوصال العلاقات المتوترة. ومن ضمن الخطة الزيارة التي قام بها هاري، أخيراً، إلى بلده الأم، ومشاركته في نشاطات خيرية عدّة. وكان من تباشير تقدم الخطة الدعوة التي تلقاها الأمير من والده الملك تشارلز لتناول الشاي معاً، في «كلارنس هاوس». إنه لقاء استثنائي لأن الأب والابن لم يلتقيا منذ أوائل العام الماضي، إثر الإعلان عن إصابة الملك بورم خبيث.

هاري و«الفطيرة المتواضعة»
وطبعاً، فإن ميجان تشارك في دور أساسي ضمن هذه الخطة، أي خطة الإغواء، ولكن بطريقتها الخاصة. فقد ظهرت في عرض «بالنسياجا» ضمن أسبوع باريس للموضة، وأظهرت خلال العرض حالة الود الكبير بينها وبين رئيسة تحرير «فوج» السابقة، آنا وينتر، الملقبة بكاهنة الموضة في أوساط الصحافة النسائية. وبعد العرض استبدلت ملابسها وخرجت بأناقة لافتة لكي تتناول العشاء في مطعم يقع في حي «السان جيرمان» التاريخي، في العاصمة الفرنسية. لقد كان واضحاً أن دوقة ساسيكس، وهذا هو اللقب الذي نالته من زواجها، راغبة في تلميع صورتها وتأكيد صداقتها مع عدد من المشاهير. إنها خطوة تأتي في إطار خطة إذابة الجليد مع الأوساط المخملية الأوروبية.
لكن هناك دائماً ما يعرقل الخطط. فقد تدخل القدر وأفسد «غزوة» ميجان الباريسية حين ارتكبت هفوة في حجم خطيئة. لقد فتحت كاميرا هاتفها وصورت شوارع باريس من نافذة سيارة «الليموزين» التي كانت تتنقل فيها، ولم تدرك أنها كانت تصور موقع نفق «ألما» الذي لقيت فيه الأميرة ديانا مصرعها في حادث سيارة. وهنا لابد من الاستعانة بمثل عربي آخر هو «من حفر بئراً لأخيه وقع فيه». فقد كان الهدف سحب الأضواء من سلفتها كيت، لكن هفوتها أقامت عليها قائمة الصحافة البريطانية، وعموم محبي ديانا.

يكشف رئيس تحرير «الديلي ميل» أن الخطوة التالية ضمن الخطة هي زيارة المملكة المتحدة مجدداً. وكانت آخر زيارة للزوجين معاً قد تمت في صيف 2022، للمشاركة في جنازة الملكة إليزابيث الثانية. ومن المقرر أن تعود ميجان مع هاري إلى لندن قبل نهاية العام الجاري، حسبما أعلن مصدر مقرب منها. ويقول هؤلاء إن الأمير سيعود مع زوجته حاملاً «فطيرة متواضعة»، وهو تعبير إنجليزي يقصد به العودة مطأطئ الرأس، مع الاعتراف بالخطأ.
هل تسامح العائلة، والشعب، الأمير «الضار»، وتقبل ندمه؟
اقرأ أيضاً: الأمير هاري في المحكمة وزوجته تبيع الشاي والعسل