25 سبتمبر 2025

طبيبة في مسلسل «سلمى»... فرح بيطار: الأعمال المعرّبة ليست مجرد موجة عابرة

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

استطاعت الممثلة فرح بيطار أن تثبت حضورها في الدراما اللبنانية، والعربية، والمعرّبة، بفضل موهبتها وأسلوبها الطبيعي على الشاشة، ويضم رصيدها عدداً من الأعمال اللبنانية، والمشتركة، والمعرّبة، وهي تطل حالياً بشخصية «وفاء» في مسلسل «سلمى»، وتلعب من خلاله دور الطبيبة، كما تصوّر حالياً في تركيا النسخة المعرّبة من مسلسل «ابنة السفير».

يُعرف عن بيطار عفوّيتها، وقدرتها على تقديم شخصيات مختلفة، ما بين الدراما الاجتماعية، والرومانسية، والكوميدية، كما أنها تتمتع بحضور جذاب وعفوي، وتعتمد على البساطة والصدق في الأداء.

مجلة كل الأسرة

ما أكثر ما لفتك في قصة «سلمى» والدور الذي تلعبينه؟

اسم المسلسل بالنسخة التركية «Kadim»، أي «امرأة»، وهو يروي قصص نساء من مختلف الطبقات الاجتماعية، وكل التجارب التي مررن بها في حياتهنّ، ولذلك نرى في مسلسل «سلمى» قصصاً لنساء عدّة، من جميع الطبقات، ويضيء على الأوضاع التي مررن بها. «سلمى» ليست مجرد امرأة واحدة، بل هي تروي قصص نساء عدّة. ومن بين الشخصيات النسائية في المسلسل «الدكتورة وفاء» التي أجسّد شخصيتها، وهي امرأة ينصب اهتمامها على مشكلة الذكورة الموجودة في المجتمع، فتحاربها بكل قوّتها، وتُظهر للمجتمع أنها تستطيع أن تكون امرأة وأمّاً قوية في حياتها، في آنٍ واحد، ولا يقتصر دورها في الحياة على أن تكون مجرّد امرأة يطلب منها الرجل الطهو، أو الدخول إلى المطبخ، ويلاحقها دائماً هاجس وهوس بألّا تكون تحت مظلّة رجل.

وأكثر ما لفتني في شخصية وفاء قوة شخصيتها، والتناقض الكبير في الشخصية بين وجودها في عائلتها وتعاملها مع زوجها وابنها، وبين وجودها في المستشفى، وتعاملها مع عملائها ومرضاها، ثم قربها من «سلمى»، وأنا أحببت كثيراً هذا التناقض الموجود في الشخصية. أما «سلمى» فهي امرأة أفنت كل حياتها من أجل أبنائها، وتعاني كثرة الهموم التي تحاصرها، وبالرغم من كل ذلك فهي لا تستسلم، بل تناضل في الحياة من اجل أبنائها، ولا تهتم بكيانها، وشخصيتها، ومستقبلها.

أما هيفاء فهي المرأة التي لم يعرف المشاهد قصتها الحقيقية حتى الآن، وهي ما زالت بالنسبة إليه مجرّد امرأة تعيش في كنف رجل ينفق عليها، ويلبّي كل ما تريده، ولكن الحقيقة ليست كذلك على الإطلاق، وسيكتشف المشاهد قصتها الحقيقية لاحقاً. المسلسل هو فعلاً قصص نساء عدّة، ويضيء على قصص حقيقية حدثت في المجتمع، وبالتأكيد تمت المبالغة فيها درامياً قليلاً، ولفتني كثيراً في مسلسل «سلمى» كيفية سير القصص بالتوازي، وكم الأحداث التي تحدث، في كل حلقة، مع كل امرأة منهن.

وكيف تتحدثين عن دورك في «ابنة السفير» حيث يتم تصوير النسخة المعرّبة حالياً؟

أنا أؤدي شخصية «رولا» في مسلسل «ابنة السفير»، وهي أخصائية نفسية تعرّضت للكثير من المشكلات في صغرها، ما سبب لها صدمة نفسية في الكبر، وقررت أن تصبح أخصائية نفسية لكي تساعد نفسها، ومن يحيطون بها. نراها في مواقع عدّة ضمن المسلسل، شخصية مُحبة وحنونة، وعلاقتها بأخيها قوية جداً، يتخللها الكثير من المزاح والضحك وتجمع بينهما الأخوّة والصداقة الجميلة والغريبة، ولكن لاحقاً، من منتصف المسلسل وما بعده، تنقلب شخصيتها بالكامل، ويتحوّل مسارها تماماً، وتصبح شخصية مغايرة تماماً، ما يدفع المشاهد إلى التساؤل: «هل يعقل أن تكون هي نفسها؟»، لأنه سيفاجأ كثيراً بما تقوم به.

لقد أثبت مسلسل «عروس بيروت» والأعمال المعرّبة التي تلته أنها ليست مجرد موجة عابرة

وهل تعتقدين أن الأعمال المعرّبة هي مجرّد موجة لا بدّ أن تختفي كتلك التي سبقتها؟

لا يمكنني أن أتكهّن حول هذا الموضوع، ولكن إذا كانت هي موجة فعلاً فلا شك في أنها تحقق نجاحاً كبيراً، ومن غير المتوقع أن تختفي موجة تحقق كل هذا النجاح، إلا في حال ملّ الناس منها، وتبيّن أن أرقام مشاهداتها تراجعت كثيراً، لكن ما نلمسه هو تجديد في العقود بين «MBC» والأتراك، وتصوير مسلسلات جديدة، وطرح أفكار لتعريب بعض المسلسلات لاحقاً، وقد أثبت مسلسل «عروس بيروت»، والأعمال المعربة التي تلته، أنها ليست مجرّد موجة عابرة.

مجلة كل الأسرة

هل يمكن القول إن تكرار الوجوه في أدوار البطولة في الأعمال العربية المشتركة انسحب على الأعمال المعرّبة بدليل تكرار وجوه البطلات والأبطال فيها؟

لا شك في أن هناك عوامل كثيرة تؤثر في اختيار الممثلين لأدوار البطولة، ولكنني لا أعرف ما إذا كان ما يحصل في الدراما العربية المشتركة يتكرّر اليوم في الدراما المعرّبة. لكن للأسف، من أبرز العوامل التي يتم على أساسها اختيار أدوار البطولة هو عدد المتابعين في حسابات الممثلين في الـ«سوشيال ميديا»، لأنهم يُعتبرون منتشرين، وأسماؤهم تبيع.

مجلة كل الأسرة

بعد أن حققتِ خطوات متقدمة، وأثبتّ موهبة متميّزة في مجال التمثيل، ما هي الخطوات اللاحقة على مستوى المكانة والبطولات؟

عادة، أنا لا أختار دوراً، أو نصّاً، أو أن أقرر أيّ شيء إلا إذا وجدت أنه يمكن أن يدفعني، ولو خطوة صغيرة، إلى الإمام، سواء على الصعيد المهني، أو الشخصي، كما تهمّني الشخصية، وأحرص على أن تكون جديدة، ولم أقدم مثلها سابقاً، ولذلك، أنا لا أقدم على أيّ خطوة إلا بعد تفكير عميق في جميع تفاصيلها. وبالنسبة إلى أدوار البطولة، فلا شك في أنها قادمة بالتأكيد، وأنا أؤمن بذلك، لأنني على يقين بأن كل من يعمل بصدق، ويحب عمله، من المستحيل ألا يكون في المكان الذي يستحقه، وأنا لا أؤمن بالحظ في هذا الموضوع، بل أؤمن بأنه من المستحيل ألّا تصل إلى ما تستحقه طالما أنك تعمل بجد.