21 سبتمبر 2025

تانيا قسيس: «ذا فويس» برنامج تجاري وليس مدرسة ومن ينجحون فيه ليسوا الأفضل أحياناً

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

إلى جانب عملها في الغناء، أسّست الفنانة تانيا قسيس مركزا موسيقياً لمساندة من يرغبون في الغناء، أو العزف على آلات موسيقية. بعد لبنان افتتحت قسيس فرعاً لـ«one harmony» في دبي، يشارك طلابه في نشاطات فنية وإنسانية، كما أنها تستعد خلال الأيام المقبلة لحفلَين في دبي ومصر، ولتصوير أغنية جديدة من كلمات وألحان نبيل خوري.

ماذا تقولين عن مدرسة «one harmony» الموسيقية، وهل تفكرين في التوسع خارج لبنان؟

نحن موجودون في دبي ولبنان، وهي ليست مدرسة بل «ميوزيك هوب» (مركز موسيقى)، لأن كلمة مدرسة تجعل الناس يشعرون بأنه يجب أن يملكوا صوتاً جميلاً، أو أنهم يجيدون الغناء، ولكنه مكان يتجمع فيه محبو الموسيقى وبالتأكيد هناك صفوف متقدمة.

مجلة كل الأسرة

ومتى افتتحت المركز في لبنان؟

عام 2019، لذلك لم يكن الإقبال كبيراً، أما اليوم، فلدينا الكثير من الطلاب لأن الناس تعرفوا إلينا، ولمسوا ماذا نفعل، كما بدأت حديثاً في دبي، وقد شارك الطلاب في حفلات وطنية في لبنان، كما في فعاليات إنسانية في دبي، وأنا يهمني كثيراً أن يشاركوا في مشاريع إنسانية، وهذا الأمر مفيد للأطفال؛ لأنهم إذا أرادوا أن يصبحوا فنانين لاحقاً فسيسلكون الطريق الصحيح، وسيكون هناك تهذيب لذوقهم الفني لأننا نثقفهم موسيقياً، ونحن نأمل أن نتمكن من مساعدة الجيل الجديد لكي يكون مثقفاً، ويعمل في الموسيقى بشكل صحيح.

أما للكبار، فهو بمثابة علاج نفسي لهم، كما أن البعض منهم يكتشفون قدراتهم على الغناء في سنّ متأخرة، وهناك من قرروا الاحتراف لاحقاً، وحتى هناك أطفال يفكرون في الاحتراف، فهناك فتاة ستنتهي من دراسة المرحلة الثانوية هذا العام وقد قررت أن تدرس الموسيقى، وأن تصبح معلمة موسيقى، كما أن البعض شاركوا في برنامج «ذا فويس»، ووصلوا إلى مراتب متقدمة، ونحن نعمل دائماً على اختيار المواهب من المركز.

مجلة كل الأسرة

هل أنت الفنانة الوحيدة في المركز؟

بل يوجد أساتذة، وهم من يعطون الحصص، وأنا أقرّر معهم البرنامج الذي يتم العمل عليه. فمثلاً، إذا كان هناك حدث معين أختار معهم الأعمال التي سيتم غناؤها، وهم يتولون مهمة التدريب. أنا أحرص على أن يتم كل شيء بطريقة صحيحة، والمنتسبون يغنون معي على المسرح، يسجلون معي في الاستوديو، يتعلمون كيف نسجل أغنية، كيف نعمل، كيف نصور فيديو كليب، أي أنهم يعيشون التجربة. على سبيل المثال في كليبي الأخير «خليني معاك»، ظهر كل تلاميذ الأكاديمية، صغاراً وكباراً، وجعلتهم يعيشون التجربة. كما أنني أدرّس الصفوف المتقدمة، وأستعين بفنانين آخرين في هذه الصفوف، أي أننا نعطي حصصاً للمتقدمين، وتتراوح مدة الحصة بين ساعتين وثلاث ساعات، ونشكل مجموعات، ونعلمهم أموراً عدّة. وقد تعاملنا مع فنانين أجانب، مثل أنطوني توما، وعمر دين الذي كان من بين المتأهلين للنهائيات في برنامج «Got Talent»، ولكننا سنباشر قريباً التعاون أيضاً مع فنانين عرب.

لديّ مشكلة مع الصغار لأن «ذا فويس كيدز» يسبب الكثير من المشكلات لهم

ما رأيك في الانتقادات التي توجه إلى النسخة المقبلة من برنامج «ذا فويس»، و«ذا فويس كيدز»، بعد أن تم اختيار فنانين ما زالوا في بداية الطريق لكي يحكموا على المواهب؟

«ذا فويس» برنامج تجاري بحت، وهو يفتح الباب أمام المواهب لكي يشتهروا، ويراهم الناس، لكن في النهاية هو عمل تجاري، وليس مدرسة، وليس «ستوديو الفن»، ومن ينجحون فيه لا يكونون أحياناً الأفضل، ومن يحققون النجاح توجد شركة إنتاج وراءهم تدعمهم، بعد التوقيع معهم. في المقابل، هناك أشخاص لا يفوزون، ولكنهم يبرزون ويلفتون الانتباه.

من يريد فرصة للشهرة والوصول إلى الناس بطريقة سريعة يشارك في برامج الهواة، ولكن من الناحية الأكاديمية هي ليست أكاديمية، ولا مدرسة. وشخصياً لا مشكلة لديّ مع هذه البرامج بالنسبة إلى الكبار، ولكن لديّ مشكلة مع الصغار لأن «ذا فويس كيدز» يسبب الكثير من المشكلات لهم، بخاصة عندما يجتاز الطفل المرحلة الأولى، ويفرح به الأهل كثيراً، ويفتخرون به، وعندما يخسر يصبح من الصعب عليه تقبّل الخسارة، ويعيش صدمة، وهذا هو أكثر ما يقلقني، لأنني أشعر بأن الأطفال يجب ألا يعيشوا تجربة الربح والخسارة، وأن يعتادوا على فكرة أن الحياة هكذا طوال الوقت، بل يجب أن يؤسسوا أنفسهم، ثم يختاروا ما يريدون في الحياة.

الأطفال صغار جداً لكي يفهموا معنى الخسارة، وأنا أعرف أن هناك الكثير منهم تضرروا، وأصيبوا بعقد نفسية، وتحطموا لأنهم خسروا، وبعض الأهل لم يعرفوا كيف يتعاملون مع هذا الموضوع، ووضعوا ضغطاً كبيراً عليهم، لأنهم شعروا في مرحلة ما، بأنهم سيفوزون، ومن الطبيعي أن يرى الأهل أنفسهم في أولادهم، لكن هذا صعب جداً على الطفل، وغير مقبول من الناحية التربوية والنفسية.

مجلة كل الأسرة

هل تفكرين في طرح أغانٍ جديدة؟

نعم، هناك أغنية تعاملت فيها مع نبيل خوري، وهي رومانسية بوب سهلة الحفظ، لا ترهق، وفي الوقت نفسه ليست حزينة، وأتوقع أنها ستجذب أجيالاً عدّة، وأنا أشعر بذلك من خلال الأشخاص المقربين مني الذين سمعوها. هي أغنية باللهجة اللبنانية، لكن جوّها الموسيقي ليس لبنانياً، لذا هي تشبهني كثيراً، كما بدأت بالتفكير في الاجتماع مع عدد من الملحنين للتحضير للأغنية المقبلة.

وبالنسبة إلى الحفلات؟

سوف أحيي قريباً حفلات في دبي ومصر، وفي لبنان في عيد الميلاد.