20 يوليو 2025

نانسي نصر الله: نجوم «تيك توك» و«يوتيوب» يخترقون الساحة الغنائية وجيلنا مظلوم جداً

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

نانسي نصر الله، تخرجت في أهم برامج الهواة، وتقدم أصعب الألوان الغنائية، واليوم تلحق بركب «الترند» من خلال أغنية «باي باي»، التي سوف تلحقها قريباً بثلاث أغانٍ جديدة.. نانسي الواثقة من صوتها وموهبتها تشير إلى أنها يمكن أن تقدم لوناً غير مقتنعة به، كما تؤكد أعجابها بأعمال آدم، ومروان خوري، وإليسا، وتثني على تجربة بيسان، وتضيف أنها مجبرة على تقبّل الواقع كما، هو سواء أعجبها هذا، الأمر، أو لم يعجبها.

مجلة كل الأسرة

كم تشبهك أغنية «باي باي» التي طرحتها أخيراً؟

أيّ عمل أطرحه لا بد أن يكون هناك شيء مني فيه، مع أنني أطرح أحياناً حالات غنائية لا تشبهني تماماً، ولكن أغنية «باي باي» تشبهني لأنني عندما أقول لشخص «باي باي» فهذا يعني أنْ لا رجعة ولا عودة إليه.

هذا على مستوى الفكرة، لكن ماذا على مستوى اللون الذي ينتمي إلى أجواء الموجة الغنائية السائدة مع أنك صاحبة صوت قوي؟

أنا تخرجت في برنامج «ذا فويس»، وقبله في برنامج «سوبر ستار»، وغنّيت شارة أحد المسلسلات، ولا يوجد خلاف على قدراتي الصوتية، ولست بحاجة لإثباتها في كل أغنية جديدة أطرحها، أو لكي أؤكد على طبقات صوتي العالية، أو أنني متمكنة في غناء الطرب، وبناء على كل ذلك، لا شيء يمنع عند اختيار أغنية أن تكون من اللون السائد في السوق، فضلاً عن أنني استهدفت من خلال «باي باي» «التيكتوكرز»، إذ ربما تعجبهم، ويتداولونها، وتصبح «ترند»، وأنا لم أفكر عندما اخترتها في أغنية تعيش لسنوات طويلة، أو أن أثبت للجمهور أنني أملك صوتاً جميلاً.

مجلة كل الأسرة

يبدو أن هناك إجماعاً بين الفنانين على الموجة الغنائية السائدة؟

ربما نحن كفنانين لا نكون مقتنعين بهذه الموجة، وشخصياً أنا لا أحب تقديم هذا النوع من الأغاني، وربما أكون مخطئة في حساباتي الفنية حالياً، وكان من الأفضل لو أنني اخترت أغنية مقتنعة بها، كتلك التي يقدمها آدم، فربما كانت نجحت، واستمرت أكثر.

ولكن الفنان يحب أن يقدم أغنية يفتخر بها في أرشيفه الغنائي؟

سبق أن قدمت العديد من الأعمال القيّمة التي فيها لحن، وتوزيع، وكلمة، ولكن ردة فعل الجمهور نحوها لم تكن أفضل بكثير، ولذلك، نحن نشعر بالحيرة كفنانين، ولا نعرف ماذا نقدم للناس.

إلى أعمال آدم ما هي الأغنيات التي تلفتك؟

ذوقي الشخصي يميل إلى أعمال آدم، وإليسا، ومروان خوري، ولكن عندما أراقب من هم حولي أجد أن لديهم قبولاً لسماع أغاني الشامي وبيسان، وأنا أيضاً أتقبل أعمالهما، وهناك واقع يجب أن أقبل به، وهو أن الذوق العام يتجه نحو لون آخر من الأغاني، سواء أعجبني هذا الأمر، أو لم يعجبني.

«اليوتيوبرز» و«التيكتوكرز» هم نجوم الساحة حالياً، وعلينا أن نتأقلم مع هذا الأمر

ما رأيك  في تجربة بيسان؟

هي صغيرة، وجميلة، ومهضومة، والمستقبل أمامها، وتستحق النجومية إذا عرفت كيف تشتغل على نفسها. هناك معايير جديدة للنجومية تختلف عن تلك التي كانت في زمن جيلنا الفني، والجيل الذي سبقه، لأن «اليوتيوبرز» و«التيكتوكرز» هم نجوم الساحة حالياً، وعلينا أن نتأقلم مع هذا الأمر. عندما يدعو ملحم زين بيسان إلى الغناء معه على المسرح لا يسعنا سوى القول «لو أنها دامت لغيرك لما وصلت إليك»، ونحن نفكر بنفس الطريقة أيضاً، ونعرف أن هناك جيلاً جديداً اخترق الساحة بأسلوبه.

كيف تقارنين بين أحلامك الفنية وبين الواقع الحالي، وهل يوجد تضارب بينهما؟

أنا أشبّه أحلامي في الفن بأحلامي في الحياة، وأحلام الجيل كله، وقد غلب زمن الحروب زمن الفنون.. عندما كنت في الـ 19 كنت أحلم بأن تكون لي مكتبة فنية تشبه مكتبة صباح وفيروز، ولكن منذ 2006 وحتى اليوم، لم يعرف لبنان، ولا المنطقة، السلام الذي يسمح للناس بالعمل، والتخطيط بطريقة صحيحة. نحن نحاول أن نعيش، وأن نحقق أحلامنا، ولكننا لسنا قادرين على تحقيق الكثير. هناك عدد قليل من الفنانين استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم في السنوات الأخيرة، ومعظم من حققوا النجومية وصنعوا اسماً لهم ينتمون إلى الجيل الماضي، أي قبل الحقبة الحالية، وهم مستمرون حتى اليوم، مع خرق لـناصيف زيتون، وحتى يارا ونانسي عجرم برزتا قبل 2006، أما من يخرقون عربياً اليوم فهم نجوم الـ«تيك توك»، والـ«يوتيوب»، ولا شك في أن جيلنا مظلوم جداً، على كل المستويات.

مجلة كل الأسرة

ولكنْ هناك رأي يعتبر أن الـ«سوشيال ميديا» سهلّت أمور الفنان؟

أنا لم تساعدني الـ«سوشيال ميديا»، بل هي فتحت الباب أمام أشخاص لا يملكون محتوى جيداً للوصول بسذاجة، وعندها يأخذ التافهون والسذّج من درب أصحاب المحتوى الجيد، ولذلك تصبح الأمور صعبة أكثر بالنسبة إلى الأشخاص الذين يوجد لديهم ما يقدمونه.

هل تشعرين بالخذلان؟

لو أنني ولدت في أوروبا أو أمريكا، وبذلت نفس المجهود الذي أبذله منذ سنوات طويلة، وحتى اليوم، لكان وضعي مختلفاً تماماً.. أنا أشعر بالخذلان لأنني ولدت في منطقة مشغولة بالحروب، وليس بتحقيق الأحلام، وبالرغم من ذلك، أقول الحمد لله لأن وضعنا أفضل من غيرنا.

والجمهور ماذا يحب أن يسمع في الحفلات؟

لأن معظم حفلاتي في الخارج فإن الناس يكونون متعطشين للتراث، وهم يحبون أن أغني لسميرة توفيق، والدبكة، ومواويل وديع الصافي، لأنهم يشعرون بالحنين إلى الزمن الجميل، كما أنني أغني أيضاً أغاني الجديدة.

ما هي مشاريعك للفترة المقبلة؟

ثلاث أغانٍ، من بينها أغنية جزائرية، ومجموعة حفلات في الخارج من بينها حفلات أعراس في برلين، كما سوف أحيي مجموعة مهرجانات في جبيل، ولبعا، وجزين، وزغرتا.