
تحرص النجمة ياسمين صبري على خلق حالة من التوزان بين وجودها على شاشة السينما والدراما التلفزيونية، لتسير بخطى ثابتة في الأعمال التي تقدمها في المجالين، فبعد نجاح مسلسلها «الأميرة.. ضل حيطة» في موسم الدراما خلال شهر رمضان تعيش أصداء نجاحها السينمائي الجديد من خلال فيلم «المشروع X».
حول نجاحاتها في الدراما التلفزيونية والسينمائية، وأسلوب اختيارها لأدوارها، كان معها هذا الحوار:

بداية، ما الذي حمّسك للمشاركة في فيلم «المشروع X»؟
أولاً لا بد أن أشير إلى أنني تشرفت بالفعل بأن أكون جزءاً من هذه التجربة المهمة، وبالتأكيد هناك عناصر كثيرة جداً حمّستني للمشاركة في الفيلم، أهمها موضوع الفيلم الذي يتضمن جانباً كبيراً من «الأكشن»، وهو النوع الذي لم أقدمه من قبل، ما جعلني أشعر بالسعادة والتحدي والإثارة في الوقت نفسه، فضلاً عن أنه أمام النجم الكبير كريم عبد العزيز، ومجموعة كبيرة من النجوم، والقصة والإخراج للمخرج المميز بيتر ميمي، وقبل كل ذلك توفير إنتاج ضخم لم يبخل على العمل، ووفر له كل عناصر النجاح، فهو أحد أضخم الإنتاجات السينمائية في تاريخ السينما المصرية والعربية، حيث تم تصويره في خمس دول، ويتميز باستخدامه أحدث تقنيات العرض السينمائي العالمية، في الصوت والصورة، ليمنح الجمهور تجربة بصرية وصوتية غير مسبوقة في السينما العربية.
ما طبيعة دورك في العمل؟
الشخصية التي أقدمها في الفيلم مختلفة تماماً، لم أقدمها من قبل، فهي شخصية مكتوبة بشكل مميز جداً، ليس لديها الكثير من الحوار، لكنها تعتمد بشكل أساسي على الحركة وتعبيرات الوجه، وهذه النوعية من الشخصيات لم أقدمها من قبل، لأنها تظهر قدراتي كممثلة، والمخرج بيتر ميمي بذل معي مجهوداً كبيراً، وكان يركز معي بشكل كبير في كل مشهد، وأدركت أثناء التصوير وبعد عرض الفيلم أنني جئت إلى المكان الصحيح، لأنني أعشق هذه النوعية من الأدوار والأعمال.

ما طبيعة الجهود التي بذلها المخرج بيتر ميمي معك أثناء التصوير؟
كان دائماً ما يوجهني بألا أخرج بعيداً عن الشخصية، لأن نبرة صوتي أحياناً كانت تبتعد عن الشخصية، فكان ينبهني دائماً للعودة إلى نفس نبرة الصوت، والتحدث بـ«تون» أعمق، لأن صوتي في الفيلم خاص بالشخصية وليس هو صوتي الطبيعي.
هل أفادتك تجربة فيلم «المشروع x» على المستوى الفني؟
بكل تأكيد أفادتني جداً، واختصرت مراحل كثيرة في مشواري الفتي، فأنا أعتبر أن هذه التجربة تمثل نقلة نوعية في مسيرتي الفنية، وأنا شخصياً سعدت جداً بالعمل مع المخرج الكبير بيتر ميمي، فهو يمتلك رؤية إخراجية دقيقة ومميزة، كما يقدم إطاراً سينمائياً جديداً يسعى لإعادة تعريف شكل أفلام الحركة في السينما المصرية، وأعتقد أن هذا العمل سيشكّل نقلة قوية في مشوار كل من شاركوا فيه.
كيف كان العمل مع النجم كريم عبد العزيز؟
كريم عبد العزيز ليس في حاجة إلى أن يتكلم عنه أحد، لأن أخلاقه وحضوره يتكلمان عنه، ونجوميته وإيراداته محفورة في تاريخ السينما المصرية، وأنا تشرفت بأن كنت معه في الفيلم، فهو عاشق لفنه، وحريص جداً على كل تفصيله مهما كانت بسيطة، ومتعاون جداً مع كل المحيطين به، كباراً وصغاراً، وعلى المستوى الإنساني محترم جداً ويملأ «اللوكيشن» بالسعادة والبهجة، وأتمنى له دائماً النجاح.
استغرق تصوير الفيلم 9 شهور تقريباً وأنا شخصياً استمتعت جداً بالعمل مع كل الفريق
ضم الفيلم عدداً آخر من النجوم، كيف كان التعامل معهم؟
أولاً الفيلم استغرق تصويره 9 شهور تقريباً، وهذه كانت فرصة كبيرة للتعايش والشعور بإحساس الأسرة الواحدة، فأنا شخصياً استمتعت جداً بالعمل مع كل الفريق، سعدت جداً بالعمل مع إياد نصار، وأحمد غزي، وعصام السقا، وكل الناس الجميلة الذين تعرفت إليهم في هذا المشروع، والجميع بذلوا أقصى ما لديهم من أجل الخروج بعمل يليق.
شاركت في موسم رمضان الأخير بمسلسل «الأميرة.. ضل حيطة»، فما الذي حمسك له؟
بمجرد قراءة السيناريو تحمست له جداً، لأن الفكرة مهمة، خاصة أن المسلسل كتبه محمد سيد بشير عن قصة حقيقية تناقش قضايا المرأة وتسلط الضوء على الشخصيات النرجسية، وطريقتهم المسيطرة في التحكم في حياة الآخرين وقراراتهم، وتمت كتابته بشكل رائع جداً، رغم أن السيناريست حرص على تخفيف حجم المأساة الموجودة في القصة الحقيقية، وقمنا بتغييرات عديدة مع اختصارات كثيرة، لأن القصة كبيرة جداً، وتم تقديمها في 15 حلقة فقط.

ما الذي أعجبك في شخصية «زينب» في المسلسل؟
«زينب» كانت تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لي، وأردت من خلالها أن أغير جلدي الفني، لأنها مختلفة عن الأدوار التي سبق أن قدمتها، والمسلسل بشكل عام مختلف تماماً عن الأعمال السابقة التي قدمتها، فهو يتناول قضايا المرأة والتسرع في اتخاذ قرار الزواج بسبب الوضع المادي للزوج، وذلك من خلال «زينب» التي تتزوج من «أسامة»، الشخصية التي لعبها الفنان نيكولا معوض، بعد موافقة أهلها عليه بسبب وضعه المادي والشكل المثالي الذي ظهر عليه، لكنها تكتشف بعد ذلك العديد من الأمور في شخصيته، وتنقلب حياتها تماماً لتصبح جحيماً، لكن شخصية «زينب» القوية لا تستسلم.
هل تم تغيير نهاية المسلسل بالفعل؟
التغيير لم يكن لمجرد التغيير، لكن الجمهور أراد ذلك أيضاً، أراد أن يكون هناك انتصار للحق بعد الظلم الذي شاهدته «زينب»، مع مراعاة عدم الابتعاد عن القصة الحقيقية بما لا يغير ملامح العمل، وأنا شخصياً سعدت جداً بالعمل مع فريق عمل المسلسل، نيكولا معوض، ووفاء عامر، ونضال الشافعي، وعابد عناني، وجميع الفنانين المشاركين فيه، وبقيادة المخرجة المبدعة شيرين عادل.
كيف كانت ردود الفعل على المسلسل؟
لم أكن أتوقع أن تكون ردود الفعل بهذا الحجم الكبير، وسعادتي كانت كبيرة بحجم متابعة العمل على مستوى الوطن العربي، وسط عدد كبير جداً من الأعمال المهمة خلال الموسم، وسعادتي كانت أكبر بتفاعل الجمهور من كل الدول العربية مع المسلسل.

هل تحرصين على المنافسة مع أعمال بقية النجمات؟
فكرة المنافسة غير واردة بالنسبة لي، فأنا لا أنافس إلا نفسي، ولا أنشغل بالمنافسة مع غيري، ووجود عدد كبير من الأعمال في موسم واحد، ودراما متنوعة بين الكوميدي والرومانسي والاجتماعي، شيء مهم جداً ومفيد بالنسبة للمشاهد.
الملاحظ أنك تفضلين تقديم أعمالك خلال موسم رمضان، ولا تشاركين بأعمال في «أوف سيزون».. هل تتعمدين ذلك؟
بالفعل، لأنني أحب موسم رمضان، وأشعر بأن الجمهور ينتظر بشغف الأعمال الدرامية التي تقدم خلاله، وأنا شخصياً أعتبر هذا الموسم بمثابة «دوري الأبطال» في كرة القدم، فهو الأهم والأقوى، وإن كان هذا لا يقلل من بقية المواسم، لكنني أحب موسم رمضان لأنني أحب أن أكون موجودة في الموسم الأهم، فضلاً عن أنني لا يكون لدي وقت للمشاركة بأكثر من عمل في «أوف سيزون»، لأنني لا يكون لدي وقت لانشغالي بأعمال أخرى بعيداً عن التمثيل.
ما الجديد لديك الفترة المقبلة؟
أنا في فترة راحة واستجمام حالياً، لأنني بذلت جهداً كبيراً في المسلسل والفيلم، فقد بدأت التصوير منذ سبتمبر الماضي ما بين فيلم «المشروع x» ومسلسل «الأميرة.. ضل حيطة»، وأبدأ خلال الفترة المقبلة في قراءة أكثر من عمل درامي لاختيار فكرة لتقديمها خلال رمضان المقبل، وبالنسبة للسينما هناك مشروع جديد لن أتحدث عن تفاصيله الآن.
* إعداد: نادية سليمان