هنا الزاهد: توقعت نجاح فيلم «ريستارت» وبسبب «سلمى» أصبت باكتئاب طوال 3 أشهر

لم تستطع النجمة هنا الزاهد خلال فترة قصيرة تجاوز أزماتها ومشكلاتها الشخصية فحسب، بل استطاعت القفز خطوات كبيرة في مشوارها، وتحقيق قدر كبير من النضح الفني، وإثبات قدراتها كممثلة مميزة تستطيع أن تؤدي كل الأدوار، بعد أن حصرها المخرجون والمنتجون في بداية مشوارها في أدوار الفتاة الجميلة.
هنا الزاهد قدمت مؤخراً عدداً من الأعمال في السينما والتلفزيون، تؤكد براعتها كممثلة لها قدرات خاصة، سواء في أدوار الحب والرومانسية، أو الكوميديا، أو حتى أدوار الشر.
في هذا اللقاء تتحدث هنا الزاهد عن أعمالها الأخيرة، سواء مسلسلها «إقامة جبرية»، أو فيلم «ريستات»، فضلاً عما ينتظرها من أعمال:

هل كنت تتوقعين كل هذا النجاح لفيلم «ريستارت»؟
بالتأكيد، منذ أن عُرض عليّ الدور أعجبت بالفكرة والموضوع، ودوري في الفيلم، لأنني أثق جداً بالفنان تامر حسني، فهو يختار أعماله بعناية، ولا يكتفي بذلك، بل طوال مرحلة التحضير والتصوير يجتهد جداً في أن تكون كل كبيرة وصغيرة بشكل صحيح، لذا كانت ثقتي كبيرة بأن العمل يحقق هذا النجاح، والحمد لله النجاح فاق توقعاتي بكثير.
ما الذي أعجبك في الفيلم؟
أنا تحمست له جداً من البداية، فإلى جانب الفكرة ووجود تامر حسني، هناك فنانون كبار مشاركون في الفيلم، باسم سمرة ومحمد ثروت وميكا، فكنت سعيدة جداً.. وأنا أعتبره فيلماً عائلياً يجمع الأسرة كلها، وفكرة الفيلم بشكل عام تسلط الضوء على الـ«سوشيال ميديا» والجانب السلبي فيها، وتنبه إلى خطورة استغلال البعض هذا الجانب السلبي، وهي فكرة في توقيتها تماماً، إضافة إلى الجانب الرومانسي الجميل في الفيلم، فهو حالة جميلة، السيناريست أيمن بهجت قمر كتبه بشكل رائع، والمخرجة سارة توفيق بذلت فيه جهداً كبيراً ليخرج بهذه الصورة الجميلة.
بعيداً عن فكرة الفيلم، ما الذي أعجبك في شخصية «عفاف» في «ريستارت»؟
«عفاف» جزء من الفكرة العامة للعمل، المفروض أنها فتاة بسيطة «تيك توكر»، تحلم مثل غيرها بالمال الذي يخرجها من الوضع الاجتماعي الذي تعيش فيه، ولديها مشاعر وأحلام، مثل كثير من الفتيات الآن.

كيف كان العمل مع النجم تامر حسني في هذا الفيلم؟
ممتع بشكل كبير جداً، سواء أمام الكاميرا أو خلف الكاميرا، وأنا شخصياً أستمتع بالعمل معه، لأنه شخص ذكي وحاضر الذهن في العمل، وقد عملنا معاً في أكثر من عمل فني سابق، وأنا أحبه على المستوى الشخصي والعملي جداً، لأنه إنسان ممتع في الشغل، وأحببت جداً الأعمال التي قدمتها معه، بداية من مسلسل «فرق توقيت» في عام 2014، وكذلك فيلم «بحبك» عام 2022، ثم مؤخراً «ريستارت».
إلى أي مدى التفاهم بينك وبين تامر حسني أمام الكاميرا؟
تامر يحرص جداً على التحضير بشكل جيد جداً لكل مشهد قبل بدء تصويره، يهتم بكل التفاصيل، وأحياناً أثناء التصوير يمكن أن تطرأ فكرة ما خلال المشهد، فنقوم بالتعديل مباشرة، لدرجة أننا أثناء التصوير كان هناك مشاهد ارتجالية كثيرة في «ريستارت» كانت وليدة اللحظة، وخرجت من أجمل ما يكون.
بالتأكيد يمكن أن أؤدي أغنية في فيلم، لكني لن أحترف الغناء
قدمت أغنية خلال الفيلم، فهل كانت متفقاً عليها من البداية، وهل تفكرين في الغناء؟
بالتأكيد كل شيء متفق عليه، «واحنا عاملين» أغنية خفيفة جميلة وليس الغناء الحقيقي، وخرجت الأغنية بشكل كوميدي به «هزار»، لكن بالتأكيد ممكن أن أغني بطريقة أفضل، وهذه ليست المرة الأولى، فأثناء تصوير فيلم «بحبك» كان المفروض أن هناك أغنية لي، على طريقة الأغاني الخفيفة للمطربة العظيمة شادية، لكن لم يحدث، وبالتأكيد يمكن أن أؤدي أغنية في فيلم، لكني لن أحترف الغناء.
هناك تصريح لك قلتِ فيه إن مسلسل «إقامة جبرية» واحد من أهم أعمالك على الإطلاق.. لماذا؟
بالفعل، لأنني قدمت فيه شخصية لم أقدمها من قبل، وشخصية من أصعب الشخصيات التي واجهتها، تركيبة إنسانية غير طبيعية، إنسانة تعاني أحاسيس متضاربة، ومشكلات نفسية، لدرجة أنني تأثرت بها بشكل كبير، والشخصية أثرت في نفسيتي لفترة حتى استطعت الخروج منها.

ما أصعب مشهد لك في المسلسل؟
العمل كله صعب جداً، وكل مشاهد «سلمى» كانت صعبة جداً لأقصى درجة، لكن هناك مشهد تقف فيه أمام المرآة وتتذكر قتل زوجها الأول وتبكي، هذا المشهد احتاج كمية تركيز غير عادية، واستدعاء أحاسيس ومشاعر متناقضة، كذلك مشاهد «سلمى» مع «الدكتورة النفسية عايدة» التي جسدتها الفنانة صابرين، والتي هي في الوقت نفسه والدة الشخص الذي تحبه «سلمى»، كانت مشاهد صعبة جداً مليئة بالأحاسيس، خاصة عندما كانت تشرح لها أسباب الجرائم التي ارتكبتها، من بينها مثلاً كانت الدكتورة عايدة في العناية المركزة على الأجهزة، وسلمى تقف تتحدث إليها، كان مشهداً مرعباً، لدرجة أن الفنانة الكبيرة صابرين قالت لي بعد انتهاء المشهد إنها فصلت للحظة وشعرت بأنني مريضة نفسية بالفعل، وخافت جداً مني في هذا المشهد.
هل مثل هذه المشاهد تؤثر فيك نفسياً بعد تصويرها؟
جداً جداً، وتحديداً بعد هذا المشهد، انهرت في البكاء، لدرجة أن المخرج أحمد سمير فرج راح يهدئني ويؤكد أن المشهد انتهى، وما لم أجد له تفسيراً حتى الآن إحساسي بالشخصية لدرجة كبيرة، وتأثري بها حتى بعد انتهاء التصوير، لدرجة أن الزملاء كانوا يتحاشون الجلوس معي في الاستراحة، لكن أعتقد أن المخرج أحمد سمير فرج كان سعيداً بهذه الحالة وتعمّدها، وأظن أنه كان يقول لهم اتركوها على هذه الحالة.
هل هذه الحالة استمرت معك بعد انتهاء المسلسل؟
3 أشهر شعرت خلالها بالاكتئاب، لدرجة أن «ماما» كانت دائمة السؤال عن سر الحالة التي أصابتني، وأنا كنت في دهشة من حالتي، لكني أيقنت أن هذا من تأثير شخصية «سلمى»، وكان لا بد أن أخرج من هذه الحالة بسرعة.

هل استعنت بمدرب تمثيل للتدريب على النقلات النفسية لشخصية «سلمى»؟
في البداية صورت يومين من الشخصية، لكن وجدت أنني في حاجة بالفعل إلى مدرب تمثيل، لأنني وجدت المشاهد صعبة جداً، والتحولات النفسية للشخصية كثيرة حتى في المشهد الواحد، فاتصلت بأحد كبار المدربين، لكنني فوجئت به يسألني: هل صورتِ أي مشهد من مشاهد العمل؟ فقلت له صورت يومين بالفعل، فقال طالما صورتِ لن يجدي الأمر الآن، لأنه كان لا بد من ذلك قبل بداية التصوير، عليك الآن أن تكملي بقية المشاهد بنفس الأحاسيس التي بدأت بها، واعتذر بالفعل، وأكملت تصوير الشخصية كما تصورتها وكما اتفقت عليها مع المخرج.
هنا الزاهد أقنعت الجمهور بدرجة غير عادية بتركيبة «سلمى» النفسية والإنسانية، وفي الوقت نفسه تقدم الكوميديا والرومانسية بتلقائية غير عادية.. كيف ذلك؟
بالتأكيد، الممثل لا بد أن يقدم كل الألوان الفنية إذا سمحت له قدراته بذلك، لا بد أن يقدم الرومانسي والكوميدي والتراجيدي وحتى الشر، ولن تصدق أنني في آخر أسبوعين من «إقامة جبرية» وشخصية «سلمى» كنت بدأت تصوير شخصية «درية» في فيلم «فاصل من اللحظات اللذيذة»، وشتان ما بين الشخصيتين، منتهى الكوميديا والسخرية، ومنتهى الجدية والشر وتركيبة إنسانية غير طبيعية، وكان عليّ أن أفصل تماماً بينهما أمام الكاميرا.
تحرصين على الوجود السينمائي كما تحرصين على الدراما التلفزيونية، فما الجديد لك في السينما الفترة المقبلة؟
هذا حقيقي بالفعل، والحمد لله بعد عرض «ريستارت» وظهوري كضيفة شرف في فيلم «المشروع x»، أنتظر عرض فيلمين كبيرين، الأول بعنوان «الشاطر»، وهو عمل اجتماعي كوميدي مع أمير كرارة ومجموعة كبيرة من النجوم، ومن إخراج أحمد الجندي، أقدم خلاله شخصية جديدة تماماً أقدمها لأول مرة، وهي فتاة مدربة أسود داخل سيرك، تتعرض للعديد من المواقف التي تغير حياتها. والثاني فيلم لا يقل في أهميته عن الأفلام العالمية بعنوان The Seven Dogs، وهو تأليف معالي المستشار تركي آل الشيخ، وإخراج اثنين من كبار المخرجين في العالم عادل العربي وبلال فلاح، ومع مجموعة من كبار النجوم في الوطن العربي، كريم عبد العزيز، وأحمد عز، ومنة شلبي، وتارا عماد، وهالة صدقي، وسيد رجب، والنجم السعودي ناصر القصبي، والنجم الهندي سلمان خان.
على المستوى الإنساني.. هل تشعر هنا الزاهد بالرضا خلال هذه المرحلة؟
الحمد لله جداً.. فقد مررت خلال الفترة السابقة بمرحلة صعبة جداً أثرت بشكل كبير في نفسيتي، لكني الآن أشعر بالرضا والسعادة، والحمد لله هذه فترة مميزة تجمع بين النجاح والاستقرار، وأتطلع دائماً لتحقيق المزيد من الطموحات على الصعيدين الإنساني والفني.
* إعداد: أحمد إبراهيم