29 مايو 2025

تجاوزت تايلور سويفت وصنعت نفسها بنفسها.. من هي لوسي جاو أثرى شابة في العالم؟

كاتبة صحافية

مجلة كل الأسرة

كانت نجمة الاستعراض الأمريكية، تايلور سويفت، هي الشابة الأكثر ثراء في العالم، حتى جاءت لوسي جاو، وأزاحتها عن عرشها. وقد اعتدنا استخدام صفة «رجل عصامي» على الشخص الذي يحقق نجاحاً بالاعتماد على نفسه، ومن دون دعم من عائلة، أو جهة سياسية، ولكن هذه المرة يمكن القول، من دون تردّد، إن لوسي شابة عصامية بكل معنى الكلمة. فهذه الأمريكية البالغة من العمر 30 عاماً، هي اليوم صاحبة ثروة تقدر بـ1.3 مليار دولار، حسب تصنيف مجلة «فوربس».

مجلة كل الأسرة

الفارق بين لوسي، وغيرها من الأثرياء الشباب، أنها انطلقت من لا شيء. لم تأخذ دولاراً من ماما، أو بابا. إنها ابنة مهاجر فقير جاء من الصين، حيث نشأت البنت في سان فرانسيسكو، غير بعيد عن وادي السيليكون، البقعة التي تتجمع فيها كبريات شركات التكنولوجيا الرقمية المتطوّرة. ومنذ مرحلة الدراسة المتوسطة كشفت لوسي عن ميل للحواسيب، والعالم الرقمي. وهكذا قرّرت أن تلتحق بجامعة كارنيجي ميلون، حال الانتهاء من الثانوية. كانت صغيرة السّن، لكنها لم تكتف بفصول الدراسة، بل سجلت في دورات تدريبية عدّة، في مواقع شهيرة مثل «فيسبوك»، و«سنابشات»، و«كورا». وهناك قابلت ألكسندر وانج، أحد علماء الرياضيات الذي كان يعمل بدوام كامل كخبير في موقع «سؤال وجواب».

مجلة كل الأسرة

قبل التخرج، تركت لوسي جو الجامعة لمتابعة برنامج زمالة «ثيل»، وهو برنامج يرعاه المستثمر الملياردير بيتر ثيل، الذي يموّل الطلاب المتفوقين. وكانت النتيجة أن لوسي في عام 2016، عندما كانت تبلغ من العمر 21 عاماً، فحسب، شاركت في تأسيس «Scale AI»، مع ألكسندر وانج المذكور أعلاه، وهي شركة ناشئة أثبتت نفسها بسرعة، كواحدة من أكثر الشركات الناشئة الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. باختصار، تقوم الشركة بجمع العلامات، وتنظيمها، والتحقق من كميات كبيرة من البيانات (الصور، والنصوص، ومقاطع الفيديو، وما إلى ذلك)، اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وهي تتدخل إذا لزم الأمر لتصفية، وتصحيح ردود نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية (مثل ChatGPT)، عن طريق إزالة المحتوى غير المناسب، أو الخاطئ. لقد تحقق النجاح، وبدأ العملاء يعودون، بما في ذلك شركتا «جنرال موتورز»، و«فليكسبورت»، فضلاً عن الحكومة الأميركية، التي تستخدم الآن تقنية Scale AI، لمساعدة قواتها الجوية والبرية.

مجلة كل الأسرة

لم تستمر قصة نجاح لوسي جاو مع Scale AI طويلاً، حيث عملت هناك لمدة عامين فقط. فقد أصبح وانج الرئيس التنفيذي للشركة، بينما تولت لوسي إدارة العمليات وتصميم المنتجات. لكن سرعان ما تحوّل تعاون الشريكين إلى فشل. وهنا قام وانج بطرد لوسي بعد خلاف حول إدارة الشركة، لكنها بقيت تحتفظ بمعظم حصتها في الأسهم. وقد أصدرت بياناً جاء فيه: «كانت لدينا آراء مختلفة، لكنني فخورة بالعمل الذي قمت به في الشركة فقد ارتفعت قيمتها إلى مستويات عالية». وعندما سألتها مجلة «فوربس» عن تصنيفها الجديد كمليارديرة، أجابت بعفوية عبر رسالة نصية: «لا أفكّر في الأمر حقاً. إنه أمرٌ جنوني. من المؤسف أن كل شيء مكتوب على الورق».

لم تتوقف مغامرة لوسي جاو عند Scale AI.. ففي عام 2020 أطلقت مع شريكين آخرين Backend Capita، وهي شركة ذات رأس مال محترم، تستثمر في الشركات الناشئة. كانت قادرة على ضخ الأموال في قطاع التكنولوجيا المالية الأمريكي. ولمعرفة حجم تلك الاستثمارات لابد أن نعرف أن قيمة الشركة الناشئة تقدر الآن بنحو 13 مليار دولار، وأصبح مؤسسوها الثلاثة، الآن، مليارديرات.

مجلة كل الأسرة

ثم في عام 2022، شرعت لوسي جاو في مغامرة جديدة من خلال تأسيس Passes، وهي منصة تسمح للمشاهير بالتواصل مع معجبيهم. ويدفع المعجبون نقوداً مقابل المحادثات ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت. ومنذ ذلك الحين، وقعت شركة Passes صفقات مع مشاهير، مثل لاعبة الجمباز أوليفيا دون، وأسطورة كرة السلة شاكيل أونيل، ودي جي كايجو. كما جمعت لوسي 50 مليون دولار في ثلاث جولات بين عامي 2022 و2024 من مستثمرين، مثل بوند كابيتال، ما يقدر قيمة الشركة بنحو 150 مليون دولار.

مع ذلك، وجدت شركة Passes نفسها أخيراً، في عين العاصفة، بعد أن واجهت شكوى قانونية تتهمها باستضافة مواد إباحية للأطفال. وطبعاً تنفي الشركة هذه التهمة نفياً قاطعاً، وتحاول تفنيد المزاعم على تسامحها مع نشر محتوى صريح لقاصرين على منصتها. وردّ متحدث باسم الشركة قائلاً: «أيّ محاولة لتوريطنا في هذه الدعوى القضائية لا أساس لها من الصحة».

مجلة كل الأسرة

إلى جانب نشاطها المهني، تعيش لوسي نمط حياة يليق بالنجوم، يتخلّله حضور المهرجانات الرياضية والموسيقية، تبعاً لما تنشره على حسابها على موقع «إنستغرام». وبعد مرور ما يقرب من 10 سنوات على تأسيس شركتها، ثبتت الشابة الطموحة نفسها كواحدة من ست نساء مليارديرات عصاميات، تحت سن الأربعين، على هذا الكوكب. ويضم هذا النادي الحصري أيضاً دانييلا أمودي (37، 1.2 مليار دولار، الولايات المتحدة)، وميلاني بيركنز (37، 5.7 مليار دولار، أستراليا)، وتايلور سويفت (35، 1.6 مليار دولار، الولايات المتحدة)، وريهانا (37، 1.4 مليار دولار، باربادوس)، ولو ييوين (37، 1.1 مليار دولار، الصين).