غالية: لا ألتزم بالنمط التقليدي وأغنية «عبالي» كتبتها في لحظة اشتياق

استطاعت الفنانة السورية غالية شاكر، أن تحجز مكانة خاصة في قلوب جمهورها، بأسلوبها العفوي، وأغانيها التي تمسّ القلب. فقد نجحت في المزاوجة بين الموهبة والتطوّر، لتخوض مسيرة فنية بمحطات لامعة، في التلحين والتوزيع والغناء، وتؤسس لقصة نجاح ملهمة من لبنان إلى مصر، وصولاً إلى العالم.
تبلورت بداياتها الموسيقية في عمر الـ16 عاماً، ما أسهم في تشكيل هويتها الفنية الخاصة، وفي عالم تتعدّد فيه المواهب، رسّخت غالية رحلة فنانة لا تقف عند حدود المألوف، عبر مشاريع متنوعة.
في هذا اللقاء، تتوقف غالية عند بعض محطات مسيرتها، وشغفها، وسرّ تواصلها مع جمهورها، وترصد آفاق طموحاتها المقبلة:
بداياتك الموسيقية كانت مبكرة، كيف أسهمت هذه الانطلاقة في تشكيل هويتك الفنية وتعدّد اللغات في أغانيك؟
كنت أتعلّم وأجرّب أنماطاً وآلات مختلفة منذ صغري، وبداياتي الموسيقية تبلورت في سن 16 عاماً. فنشأتي في بيئة متعدّدة الثقافات، بخاصة في الإمارات، جعلتني أتعامل مع لغات ولهجات مختلفة، ما انعكس على موسيقاي. أحب أن أدمج اللغات، لأنني أؤمن بأن الموسيقى لغة عالمية، وكلما كانت أقرب إلى قلوب الناس، كلما انتشرت، وتأثروا بها.
أحييت حفلات في دول عربية عدّة، ما البلد الذي تعتبرينه منطلق شهرتك؟
كل بلد غني بثقافته الخاصة، والتفاعل مع جمهور من مختلف الخلفيات يثري تجربتي كفنانة. أشعر بأنني أتطوّر بعد كل حفلة، لأن كل جمهور لديه طاقة مختلفة. وبالنسبة إلى منطلق شهرتي، يمكنني القول إن لبنان كان نقطة البداية، حيث شعرت بقربي من الناس، كما كانت مصر محطة مفصلية في مسيرتي، إذ وجدت دعماً كبيراً ساعد على انتشار أعمالي.

وصل عدد الاستماع لأغانيك على «أنغامي»، و«سبوتيفاي»، و«يوتيوب»، إلى الملايين، ما السّر وراء هذا الانتشار الواسع؟
السّر أنني أقدم موسيقى صادقة، تعبّر عن مشاعري، وتجارب الحياة الحقيقية. جمهوري ينجذب للعفوية في أعمالي، سواء من خلال الكلمات، أو الألحان، أو حتى طريقة الغناء. كما أنني أحرص دائماً على التجديد في الأسلوب الموسيقي، وعدم التقيّد بالنمط التقليدي.
كمغنية، وكاتبة، وملحّنة، وعازفة على آلات عدّة، كيف توازنين بين هذه الأدوار المختلفة أثناء العمل على إنتاج موسيقاك؟
الأمر ليس سهلاً، لديّ فضول لا حدود له، حتى أنني قمت بتوزيع ألبوم كامل، وتمكنت من تعلم التوزيع الموسيقي في غضون عام. فالموسيقى بحر واسع، ومجال متشعب، تتعدّد فيه الاتجاهات بين التوزيع، والتلحين، والكتابة. التوازن يأتي من فهمي العميق لما أريد تقديمه، وأحاول دائماً أن أستمع لنفسي، وأثق بإحساسي الفني.

وُضع اسمكِ ضمن قائمة Forbes «النجوم الرقميين تحت 30»، ما الذي يميّز موسيقاك ؟
دخولي قائمة Forbes كان لحظة فارقة في مسيرتي.لا أخشى التجربة، ولا أخشى التعبير عن ذاتي. لديّ العديد من الهوايات، والشغف الكبير ببدء المشاريع، كما فعلت مع البودكاست الذي أطلقته، وقريباً سأعمل على مشاريع جديدة. أحب مشاركة هذه التجارب مع العالم، لإيصال رسالة مفادها أنه ليس من الضروري أن يكون للإنسان عمل واحد، أو موهبة واحدة فقط.
ما العوامل التي ساعدت أغنيتكِ «عبالي» على تحقيق أكثر من 40 مليون مشاهدة على «يوتيوب»؟
لامست هذه الأغنية مشاعر الملايين حول العالم، لأنني كتبتها في حالة عاطفية شديدة الحساسية، نابعة من أعماق قلبي، وسط ألم الاشتياق لأصدقائي بعد تخرّجنا. ومع ذلك، أردت أن تحمل هذه الأغنية معاني مختلفة لكل شخص، فقد تعبّر عن شوق أحدهم إلى والدته، أو حنينه إلى شريكه، أو حتى استرجاعه لذكريات الماضي.
كيف أثّر ظهور أغنيتك «آخر يوم» في مسلسل Love Is Blind على انتشارك عالمياً؟
في الوقت الحالي، يتعرّف الناس إلى الموسيقى الجديدة من خلال TikTok، أو المسلسلات، أو حتى الأفلام التي تُعرض على تطبيقات مثل Netflix، وغيرها. كانت ردود الفعل رائعة، بخاصة من المستمعين الجدد الذين أحبوا طابعها العاطفي.

لماذا اخترتِ دخول عالم الهيب هوب في ألبومك الجديد؟
أعشق موسيقى Hip-Hop كثيراً، وأستمع لها منذ صغري. وعندما بدأ Hip-Hop ينتشر في العالم العربي، شعرت بسعادة كبيرة، وأحسست بأنه من الضروري أن أكون جزءاً منه، وأتعاون مع Rappers، لأنني أراهم يعيشون في عالم مختلف تماماً عن عالمنا المعتاد.
المرأة ضمن اهتماماتي الموسيقية
كيف تعكس أغانيك مشاعر الحرية، الحب، وكسر القيود، بخاصة في «بركي بيسمعني»؟
أؤمن بأن الموسيقى هي صوت من لا صوت له. في «بركي بيسمعني»، حاولت أن أنقل إحساس الشخص الذي يبحث عن الحرية، سواء كانت حرية فكرية، عاطفية، أو اجتماعية. أحب أن أقدم أغاني تلهم الناس ليكونوا صادقين مع أنفسهم، ولا يخافون من التعبير عن مشاعرهم.
ما أهم قضايا المرأة العربية التي ترغبين تسليط الضوء عليها عبر فنّك؟
أريد أن أتحدث عن قدرة المرأة على تحقيق أحلامها رغم التحدّيات. أيضاً، أحب تسليط الضوء على قضايا مثل التوقعات المجتمعية التي تحدّ من حرية المرأة، وأهمية أن تكون المرأة صادقة مع نفسها، بعيداً عن أيّ ضغوط.

نراك في معظم لقاءاتك من دون مكياج، إلى أيّ مدى تتحرّرين من مغريات الواقع الحالي؟
في الواقع، أحب المكياج، لكنني دائماً أفضّل الإطلالة الطبيعية.
بعد نجاح جولتك في الشرق الأوسط، ما خططك لجولتك القادمة في أوروبا؟
أوروبا هي المحطة القادمة، وأعمل على تحضير عروض مميّزة تتناسب مع الجمهور هناك. أريد أن أقدم تجربة موسيقية مختلفة، تجمع بين الطابع العربي، والأنماط العالمية، لتعريف جمهور جديد بموسيقاي.
ما الذي يجذبك إلى التعاون مع فنانين مثل أصالة، وغيرها، وهل هناك تعاون مستقبلي مرتقب؟
أحبّ كتابة وتأليف الأغاني للفنانين الذين أستمع إليهم شخصياً، وبينهم أصالة التي أعتبرها من الأصوات القوية والمؤثرة. هناك مشاريع عدّة قيد التحضير مع فنانين من خلفيات موسيقية مختلفة، وأتطلع للإعلان عنها قريباً.

ما الحلم الذي تكشفينه لنا، وما رسالتك إلى المرأة في العالم؟
حلمي هو أن أقدم موسيقى تصل إلى كل بيت، وأن أكون قادرة على إحداث تأثير إيجابي من خلال فني. رسالتي لكل امرأة: لا تخافي أن تكوني على طبيعتك، ولا تخافي الفشل في المرة الأولى، أو الثانية، انهضي مجدّداً، وواصلي السعي وراء حلمك.