12 مايو 2025

سامر المصري: مسلسل «آسر» جسر بين الأدب العالمي والواقع العربي

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

كما في كل الأعمال الفنية التي يشارك فيها، يعتبر النجم السوري، سامر المصري، رقماً صعباً في الدراما التركية المعرّبة، وآخرها مسلسل «آسر»، وهو النسخة العربية من المسلسل التركي «إيزيل» الذي عرض بمشاركة عدد كبير من النجوم اللبنانيين والسوريين، وحظي بنسبة مشاهدة عالية جداً.

المصري الذي شارك في الموسم الرمضاني الفائت في عملين بارزين، هما مسلسل «معاوية»، ومسلسل «تحت الأرض: موسم حار»، تحدث عن تجربته في الدراما المحلية، والدراما المشتركة، وعن الانتقادات التي وجهها إلى بعض الأعمال، ووضع المهنة، والممثل ​بشكل عام، كما تطرق إلى تجربته السينمائية، وجديده فيها.

مجلة كل الأسرة

على الرغم من نجاح الأعمال المحلية، هل يمكن القول إن النجم العربي يحقق نفسه أكثر، مادياً ومعنوياً، من خلال الأعمال المعرّبة؟

لا شك في أن الأعمال المعرّبة تتيح للنجم العربي فرصة مختلفة. فهي تُعيد صياغة حكايات نجحت عالمياً، لتتناسب مع بيئتنا ومجتمعنا، وهذا بحد ذاته تحدٍّ جميل. وعلى المستوى المعنوي، يشعر الممثل بالرضا حين ينجح في نقل قصة عالمية بروح عربية. أما على المستوى المادي، فلا يمكن إنكار أن هذه الأعمال تمنح دعماً، إنتاجياً وتسويقياً، كبيراً، ما ينعكس إيجاباً على كل فريق العمل.

كيف تتحدث عن توليفة مسلسل «آسر» على مختلف الصّعد؟

مسلسل «آسر» هو أكثر من مجرّد دراما معرّبة، إنه جسر بين الأدب العالمي، والواقع العربي. العمل مستوحى من رواية «الكونت دي مونت كريستو»، للكاتب ألكسندر دوماس، والتي ألهمت أيضاً كاتب المسلسل التركي «إيزيل». هذا العمق الأدبي منح القصة بعداً إنسانياً عالمياً، بينما أضفى التكييف العربي عليها خصوصية ثقافية تجعلها قريبة من وجدان المشاهد العربي. التوليفة بين النص القوي، والإخراج الحساس، والأداء الصادق من فريق العمل، جعلت من مسلسل «آسر» عملاً يصل إلى الناس بسهولة، وصدق.

هل يمكن القول إن الفن تحوّل اليوم إلى مهنة بالنسبة إلى الممثل أكثر من أيّ وقت مضى؟

نعم، لكنه يبقي شغفاً أيضاً. المهنة تفرض التزامات، توقيتات، وأحياناً تنازلات، لكن الشغف هو ما يدفعنا لنصمد، ونستمر، ومن يعتبر الفن مهنة فقط، يفقد روحه سريعاً.

أثبتت البطولات المشتركة التي بدأت بها الدراما السورية، وانتشرت لاحقاً في الدراما العربية، أنها الأقرب إلى الناس. هل هذا يعني أن النجم الواحد لا يكفي لنجاح العمل مهما كانت قيمته وحجم نجوميته؟

الدراما بطبيعتها عبارة عن عمل جماعي. النجم قد يجذب الجمهور في البداية، لكن ما يُبقي هذا الجمهور هو القصة، وتكامل الأدوار. العمل الذي يُبنى على بطولات مشتركة يُشبه الواقع أكثر، لأنه يُقدّم شخصيات متعدّدة ومتكاملة، وهذا ما يريده المشاهد اليوم.

ما يميّز العمل الناجح هو أن يشعر كل ممثل بقيمته فيه

وهل البطولات المشتركة هي فعلاً مشتركة وبشكل متساوٍ بين الممثلين، أم أن هناك ممثلاً له وضع خاص، على مستوى الأجر والدور والدعاية؟

في الحقيقة، العدالة الكاملة نادراً ما تكون موجودة، سواء في الفن، أو في الحياة. لكن الأهم أن يكون هناك توازن واحترام متبادل داخل العمل. بعض الأدوار يتطلب حضوراً أكبر، وهذا طبيعي، لكن ما يميّز العمل الناجح هو أن يشعر كل ممثل بقيمته فيه.

كيف وجدت مستوى ما قدمته الدراما الرمضانية، وهل هناك أعمال ظُلمت؟

الموسم الرمضاني كان جيداً، وفيه تنوّع ملحوظ. بعض الأعمال لاقت ما تستحقه، وأخرى لم تُنصف، سواء من ناحية العرض، أو التوقيت، أو حتى الترويج، وهذا جزء من اللعبة الإعلامية للأسف، لكنه لا يقلل من قيمة الجهد المبذول.

مجلة كل الأسرة

وجهت انتقادات لاذعة إلى اللغة والمفردات المستخدمة في الأعمال الرمضانية واستنتج الناس أنها موجهة إلى تيم حسن. كيف توضح هذه النقطة؟ ومن كنت تقصد بكلامك؟

أنا لا أوجّه انتقادات لأشخاص، بل أتحدث عن ظواهر. حين أتكلم عن اللغة، أو الأداء، فأنا أتحدث كمشاهد أولاً، وكفنان يتمنى الأفضل لهذا المجال. وتيم زميل، وفنان موهوب، وله جماهيرية كبيرة، ولا يمكن تجاهل بصمته، وكلامي كان عاماً، وليس شخصياً.

على الرغم من رواج المنصات وجمهورها الواسع، هل يبقى للتلفزيون مكانة الخاصة؟

التلفزيون لا يزال يحتفظ بجمهوره، خصوصاً في مواسم مثل رمضان. هناك شيء في الشاشة الصغيرة، في الجمع العائلي، لا يمكن أن تستبدله المنصات، ولكن المنصات أيضاً فتحت لنا آفاقاً جديدة للوصول إلى جمهور عالمي، وهذا تطوّر طبيعي.

مجلة كل الأسرة

سينمائياً، هل من مفاجآت جديدة تحضّر لها؟

أعمل حالياً على مشروع سينمائي مختلف، يحمل طابعاً تاريخياً وإنسانياً في آن.

وهل تعطيك السينما بقدر ما تعطيها؟

السينما تعطي الكثير، لكنها تتطلب الكثير أيضاً. هي مساحة أوسع للتأمل والتعبير، وكل عمل درامي، أو سينمائي أقدمه هو محاولة لإضافة شيء جديد إلى المشهد العربي.