
منذ أن أعلنت ميجان ماركل عن بدء بيع منتجات علامتها التجارية «As Ever»، لكل ما يتعلق بشؤون الطعام والمائدة، والنساء يتساءلن عن أشكال تلك البضاعة، وبالأخص عن أسعارها. هل سيكون في مقدور ربّة البيت من الطبقة المتوسطة اقتناء الأطباق والمفارش الممهورة بتوقيع الممثلة السمراء الجميلة، زوجة نجل ملك بريطانيا؟

جرى البيع عبر موقع التسويق «lifestyle»، وخلال أقل من ساعة كانت كل القطع المعروضة قد وجدت من يقتنيها. إنه نجاح حقيقي على الرغم من الانتقادات التي وجهت إلى ميجان حول مسلسلها في منصة «نتفليكس»، مع العلم أن أسعار القطع المعروضة كانت أعلى من نظيراتها في المتاجر الكبرى. فسعر زجاجة مربّى التوت 9 دولارات، ويصعد السعر إلى 12 دولاراً في حال بيعت الزجاجة مغلّفة بعلبة، وبورق الهدايا. أما مسحوق تحضير البسكويت ورقائق «الكريب»، فهو بسعر 14 دولاراً. وإذا رغبت في علبة صغيرة من الشاي بالأعشاب والزنجبيل، أو نقيع معطّر بالنعناع، فإن السعر هو 12 دولاراً. وهناك الأزهار القابلة للأكل، والتي باتت تضاف إلى الأطباق المطبوخة، فإنها بسعر 15 دولاراً، وتباع تحت مسمّى «ميجان مع الحب». وطبعاً، فإن هناك ما يتجاوز هذه الأسعار، لاسيما قناني العسل بالأزهار البريّة، وسبب غلائها أنها مصنوعة بعدد محدود.

أسعار لم تردع الزبائن
وكتبت ميجان منشوراً في وسائل التواصل تعبّر فيه عن مشاعرها جاء فيه: «إن رفوفنا قد تبدو فاضية لكن قلبي مملوء... بِيع كل شيء في أقل من ساعة، ولن تتسع كلماتي لشكركم، لأنكم احتفلتم، واقتنيتم، واشتركتم معي، ووثقتم بي. إنها البداية وقد انطلقنا». كما نصحت زوجة هاري متابعيها بالاستمرار في تتبّع أخبار علامتها التجارية التي تحفل بالجديد.
يحدث هذا، في حين أن زوجها الأمير الأصهب، هاري، يخوض منذ أيام، معركة قضائية أمام المحكمة الملكية للعدالة، في لندن. إنه صاحب القضية التي يتواجه فيها مع عائلته، للاعتراض على قرار رفع الحماية الأمنية عنه، وعن أسرته، خلال زياراته لوطنه. ومن المعروف أن هاري خسر عدداً من امتيازاته كعضو في العائلة المالكة، منذ أن قرّر التوقف عن أداء واجباته البروتوكولية عام 2020، ومغادرة منصبه كأمير.
وللتذكير، فقد اتخذت الحكومة تلك القرارات بعد فضيحة ما سُمي وقتها بـ«ميجسيت»، أي خروج ميجان وزوجها الأمير، من العائلة، في مقارنة مع «بريكست» التي تعني خروج بريطانيا من المجموعة الأوروبية. فقد سافر الاثنان للعيش في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ولم يكتفيا بالمغادرة، بل اتّخذا مسافة من القصر الملكي، وتنازلا عن ألقابهما الشرفية. وترتب على ذلك قرار الحكومة بخفض الامتيازات الممنوحة للأمير هاري، وزوجته، ومنها توفير حماية الشرطة لهما داخل البلاد.
وفي ربيع 2023، رفضت العدالة البريطانية للمرة الثانية طلب هاري، وعليه أن يدفع من جيبه مصاريف الحماية الرسمية. لكن الأمير لم يتراجع، وعاد إلى المحكمة لكي يدافع عن نفسه، بالقول إن العائلة المالكة وضعته خارجها، وهي معاملة غير مبرّرة. وخلال المرافعات دافعت محاميته، فاطمة شهيد، عنه بأنه اتخذ قرار السفر إلى الولايات المتحدة لأنه شعر بأن الحماية لم تكن كافية له، ولزوجته، داخل بريطانيا، وفق ما يقرّه الدستور. ففي أواخر 2023 نشر هاري رسالة جاء فيها: «المملكة المتحدة هي بيتي. وهي قلبي. وهي إرث أطفالي، والمكان الذي أودّ أن يشعروا فيه بأنهم في بيتهم، بالقدر نفسه الذي يشعرون به في أمريكا. لكن هذا غير متاح، لعدم وجود أيّ إمكانية لتوفير الأمن لهم، حين يكونون على الأرض البريطانية».
حضر هاري أولى الجلسات بصحبة محاميته فاطمة شهيد. كان أمامه يومان لكي يعرض قضيته أمام القاضي، ويعترض على قرارات الحكومة البريطانية رفع الحماية الأمنية عنه خلال تنقلاته في أرجاء المملكة. وبينما تابع الرجال وقائع الجلسة، كانت النساء يتفرجن على الصور التي نشرتها ميجان في حسابها على «إنستجرام»، وهي طفلة بثياب المدرسة، تبتسم، وتحمل بيدها علبة بسكويت. وجاء نشر الصورة بمناسبة تدشينها سلسلة من تسجيلات «البودكاست»، تخصصها للنساء العاملات في الحقل التجاري، أي «البزنس وومان».

وكتبت ميجان، التي تحمل لقب دوقة ساسيكس، تعلّق على الصورة: «التجارة، أو المقاولة، يمكن أن تبدأ منذ الصغر. وها أنتم ترون أنني بعد كل هذه السنوات ما زلت أبيع الحلوى»، وهي بهذا تشير إلى شركتها الجديدة لبيع لوازم الطعام، وكل ما يتعلق بفن المائدة. وقد جاءت الصورة فاتحة لسلسلة تسجيلاتها التي تحمل عنوان «اعترافات أنثى تؤسس». وتضمنت الحلقة الأولى مقابلة مع صاحبة موقع التعارف «بامبل»، وفيها تحاورت المرأتان حول الصعوبات التي تواجهها النساء العاملات في حقل المؤسسات، والمقاولات، والتبادل التجاري. لكن الحوار سرعان ما خرج عن إطاره.
لقد انتهزت ميجان الحلقة لكي تتحدث حول تجربتها الخاصة مع الأمومة، وتكشف أنها عانت ما يسمّى تسمّم الحمل. لقد حدث لها ذلك بعد واحدة من ولادتيها، وهي مضاعفات نادرة، وخطرة، تصيب الوالدة النفساء. إن تسمم ما بعد الحمل يتسبب بارتفاع الضغط الشرياني، وزيادة معدل البروتين في الإدرار. وقالت إن الأمر كان مخيفاً، لأن المرأة تحاول التعامل مع تلك الحالة الصعبة، في حين أن العالم يجهل ما تعانيه، وتتحمّله بصمت، عدا عن أنها تحاول أن تقوم بواجباتها إزاء عائلتها.

تصريحات ميجان بمتاعبها الصحية أمام الملأ، يتناقض تماماً مع القاعدة الذهبية التي كانت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، جدّة الأمير هاري، قد اعتمدتها طيلة حياتها، والتي تلتزم بعبارة: لا تفسير ولا شكوى، أو «never explain, never complain»، وهي القاعدة التي فرضتها الملكة على كل أفراد العائلة، والبلاط. أما ضيفة «البودكاست» فقد أشارت إلى تلك الصورة التي ما زالت تحتفظ بها لميجان في أول ظهور لها، بعد فترة وجيزة من ولادة طفلها البكر، الأمير آرشي، عام 2019. فقد انتظر المعجبون في العالم كله رؤيتها خارجة من سرير الولادة، وفوجئ الجميع بأنها تنتعل حذاء عالي الكعب، وترتدي ثوباً في منتهى الأناقة، وهي تحمل وليدها بين ذراعيها.
قد يبدو الهدف من هذه السلسلة تلميع صورة الكنّة المارقة من العائلة المالكة البريطانية، وجذب مزيد من الاهتمام لها، لكنها تؤكد أن غايتها تسليط الضوء على التجارب الملهمة لعدد من النساء الناجحات المشتغلات في حقل المقاولات، وكشف معاناتهنّ التي تبقى خفية لا يعرف أحد تفاصيلها. وعموماً، فإن حكايات ميجان لا تنتهي، وهي تعرف كيف تفتح كل يوم جبهة جديدة، لتؤكد لنفسها أن وجودها خارج القصر لن يحرمها أضواء الشهرة، والثروة.
اقرأ أيضاً: ماذا خسرت ميجان ماركل بابتعادها عن العائلة المالكة؟