جينا أبو زيد: «بالدم» نقلة نوعية كبيرة لي وانتظروني في «مش مهم الاسم»

جينا أبو زيد، فنانة أكاديمية شابة تحمل شهادة جامعية في عالم المرئي والمسموع، خاضت أولى خطواتها المهنية في مسلسل «حادث قلب» على شاشة MTV اللبنانية، مع نخبة من الممثلين اللبنانيين، واستطاعت أن تلفت الأنظار بموهبتها، وعفويتها، وزاد تسليط الضوء عليها بعد مسلسل «الخائن» الذي لعبت فيه دور أمل، ليأتي مسلسل «بالدم» ويكرّس موهبتها من خلال لعب دور «نايا».
ما رأيك في ردود الأفعال عن دورك في مسلسل «بالدم»؟
في الفترة الأولى، كره الناس «نايا»، ولكن بعد أن فهموها أحبّوها، وهذا الأمر أسعدني جداً، لأني استطعت أن أوصل هذه الشخصية بحذافيرها.
كنت تتوقعين هذا النجاح لعمل لبناني بحت؟
كلنا كنّا نتوقع نجاحاً كبيراً لعمل يحمل كل مقومات النجاح، ويضمّ أسماء كبيرة، ومخضرمة، ولكن النجاح فاق كل التوقعات.
ما الذي جذبك إلى العمل، هل لأنه مسلسل رمضاني يستقطب نسبة مشاهدة عالية، أم لأنه عمل لبناني، أم لأنك أحببت شخصية نايا؟
كنت متحمسّة لتجربة جديدة أخوضها للمرّة الأولى من خلال مشاركتي في عمل رمضاني، وهذا بحدّ ذاته خطوة جديدة بالنسبة لي، إضافة إلى أن العمل مع شركة «إيغل فيلمز»، ومجموعة مثل ندين جابر، فيليب أسمر، كان بالنسبة لي ضماناً لنجاح أيّ عمل، خصوصاً أن العمل كان لبنانياً، وأنا كنت مشتاقة إلى عمل من هذا النوع، إضافة إلى شخصية نايا التي تحمل رسالة معيّنة جيل المراهقين، وإلى الأهل.

المسلسل واجه حملة اتهمت كاتبته بسرقة قصته؟
كل عمل ناجح لا بُدّ أن يجد من يشوّش على نجاحه، وهناك من اعتقد أن القصّة تتمحور حول شخص معيّن، علماً بأن قصص المسلسل كانت كثيرة، ومتشعبة. إن شركة الإنتاج، والمخرج، والكاتبة، يعيشون بين الناس، ولا بُدّ أن يتأثروا بقصصهم، ويستلهموا واقعهم، وهذا كان سرّ نجاح العمل.
بماذا تشبهك نايا وبماذا تختلف عنك؟
هي لا تشبهني كثيراً، وما أختلف في شخصيتي عنها أكثر ممّا يجمعني بها، كطريقة تواصلها مع الآخرين، فأنا أعبّر عمّا يجول في خاطري، بينما هي تكبت بداخلها، ربما لصغر سنها، أنا قريبة جداً من عائلتي حتى لو لم تكن علاقتي بأحدهم متوترة، ولكن القاسم المشترك بيننا حُبنا للعائلة، على الرغم من أن ظروفها جعلتها عدائية في تعاملها مع أفرادها.
لو لم تكوني نايا من كنت تتمنين أن تكوني من شخصيات العمل؟
السؤال صعب جداً، لأن لكل شخصية قصّة، وصراعاً تعيشه، وكلّها كانت أدواراً صعبة.

كمشاهدة، مع من تعاطفت؟
تعاطفت مع الصراع الداخلي الذي عاشته تمارا، وجعلها تقرّر تجميد بويضاتها، كذلك تعاطفت مع غالية التي حاربت من أجل عائلتها، وكان عليها أن تكون دوماً قوية لتصل لمعرفة أهلها، كذلك ليان وحلم الأمومة، وعدلا «وحشة» التمثيل.
ماذا استفدت من كل من حولك؟
استفدت الكثير من كل «كاراكتير»، ومن كل فرد من الفريق العامل، ومن ظروف العمل كلها، فكل تجربة جديدة في حياتنا تشكّل درساً نستفيد منه، ونضيفه إلى مخزوننا.
كان لك تجربة مع المسلسلات «الملبننة» المقتبسة من المسلسلات التركية، فما هو الفرق؟
كل عمل له خصوصيته، فتجربتي في تركيا كانت جميلة جداً، وجديدة، مع شركة «إم بي سي»، ومع الفريق الذي عملت معه، ولكن العمل مع فريق لبناني له نكهة خاصة، من خلال الشعور بالانتماء إلى بلدي، والفخر بوجود طاقات ومواهب قادرة على النجاح، والمنافسة فيه.

صوّرتم العمل في ظروف صعبة وقاسية، كيف تصفين تلك الفترة؟
رغم حماسنا جميعاً لإنجاز العمل، إلّا أن فكرة الخروج من المنزل أيام الحرب لم تكن سهلة في ظل القلق الذي كنّا نعيشه، والخوف على الأهل، والأصدقاء، ولكن شيئاً ما كان يُزيل عنّا هذا الخوف لحظة وصولنا إلى أماكن التصوير.
أُخِذ على الدراما الرمضانية تشابه مواضيعها، وتحديداً هذا العام فكرة النسب، ما السبب في رأيك؟
نحن نعيش واقعاً متقارباً لا بُدّ أن يتشابه، والدراما تعكس هذا الواقع، فما المشكلة إذا أضاءت على مواضيع متشابهة، معالجة بأساليب معيّنة، ومن زوايا مختلفة؟
البعض اعتبر نهاية المسلسل غير منطقية؟
لماذا؟ هل من السهل الدخول في مواجهة مع عصابة من دون خسارة، هكذا يقول المنطق.
لا تقودني الحشرية لأتعرّف إلى كل شخصية من الصفر، ولا أعرف ما إذا كان الأمر مقصوداً من أجل جزء ثان
ولكن بقيت هناك علامات استفهام كان يجب الإضاءة عليها، وربما تُركت عمداً لفتح الباب أمام موسم جديد من العمل..
بالنسبة لي كمشاهدة، ليس من الضروري أن أعرف لماذا قالت نظيرة أنها وُلدت من دون قلب، أي من دون رحمة أو شفقة، وأيّ عوامل دفعتها لأن تكون كذلك، وما قدّمته في العمل من إبداع كان كافياً لكي نتعرّف إلى شخصيتها، وبيئتها، لأنها بالتأكيد لم تكن تعيش أحلى حياة.. لا تقودني الحشرية لأتعرّف إلى كل شخصية من الصفر، ولا أعرف ما إذا كان الأمر مقصوداً من أجل جزء ثان.
سعيدة بدخولك مجال التمثيل وتحديداً اللبناني، أم نادمة؟
سعيدة وفخورة، خصوصاً بعد مسلسل «بالدم» الذي فتح الباب أمام مواهب شابة وجديدة من الجامعة اللبنانية، ما يجعلني أشعر بالفخر والأمل بغد أفضل. لم أندم يوماً على دخولي هذا المجال، رغم يقيني أنه ليس سهلاً، وأن ظروفه غير مستقرة، ولكنه شغفي الأول والأخير، ولا أتصوّر نفسي في مجال آخر غيره.
«بالدم» نقلك إلى مكان جديد، أم أنه تطور طبيعي لمسيرتك العملية؟
أحاول قدر الإمكان أن تكون خطواتي مدروسة، ومتأنية، وكل عمل بالنسبة لي هو نقلة جديدة، ولكن الأكيد أن «بالدم» كان خطوة كبيرة جداً، سواء في العمل مع شركة كبيرة مثل إيغل، أو في الانتشار الأوسع، أو حتى في التعلّم من ممثلين كبار كانوا موجودين في العمل، أو في تقديم «كاراكتير» لا يشبهني أبداً.

تشعرين بالحاجة إلى أن يكون لديك مدير أعمال؟
سألت نفسي ما إذا كانت هذه الحاجة مطلوبة اليوم، أو مستقبلاً، فوجدت أن الأمور لا تزال جيدة، وتحت السيطرة حتى الآن، ربما أحتاج مستقبلاً إلى عين ثانية، ومساعدة على الأمور اللوجستية.
كيف تخطّطين للغد؟
لا يزال مجهولاً، وكل ما أراه بوضوح على خريطته انتظار عمل جديد يشكّل تحدّياً جديداً يأخذني إلى الأمام، خصوصاً أن المسلسل أعطاني دفعاً قوياً، وأملاً بالغد.
ماذا بعد؟
هناك عملان صوّرتهما قبل «بالدم»، يفترض عرضهما قريباً، أحدهما مع شركة الصباح، إخراج ليال راجحة، وكتابة كلوديا مرشيليان، بعنوان «مش مهم الاسم»، ومشروع آخر مع مي أبي رعد، ورندة العلم، سيرى النور قريباً، عبر تطبيق جديد.