مع عرض مسلسل «الخائن»، وهو النسخة العربية من المسلسل التركي Sadakatsiz، بدا فيه حضور الممثلة اللبنانية الشابة جينا أبو زيد لافتاً ومؤثراً، في سياق العمل، لذلك كان لا بدّ من الحديث معها عن تجربتها الأولى في الأعمال العربية المشتركة، وتحديداً في الأعمال المقتبسة من الدراما التركية:
ماذا تحدثينا عن دور أمل الذي تؤدينه في المسلسل؟
مما لا شك فيه أن هذا الدور كان بالنسبة إلي فرصة للانتشار العربي الواسع، بعد أعمال محلية عدة، خصوصاً وأنه يُعرض على محطة «إم بي سي»، ومنصّة شاهد، واسعتي الانتشار، ولكن لم يكن هذا وحده كافياً بالنسبة إلي، ولولا أنني أحببت الدور، ووجدت أنه يُمكن أن يُضيف إلي شيئاً ربما كنت ترددّت، ولكن شاءت الظروف أن تكتمل العناصر لأكون في هذا العمل الضخم.
أمل امرأة مُعنّفة، أي رسالة أحببت أن توصليها من خلال هذا الدور؟
أحببت أن أعيش هذه التجربة لأختبر شعور المرأة المُعنّفة، وأن أُضيء على واقعها، وعلى ضعفها، وتحمّلها كل العذابات من أجل من تُحب، خصوصاً وأن أمل لم تكن لديها عائلة، وزوجها كان كل عائلتها، وهي أيضاً كل عائلته، فهما تربّيا سوياً، وتزوجا باكراً، وعاشا حياة مُغلقة.
كأنك بشخصية أمل تبرّرين للعنف وجوده؟
هو ليس مبرّراً، فكما ذكرت، هي وزوجها ليس لديهما صورة للعائلة إلا من خلال حياتهما، ولكن مع تطور الأحداث سنجد أن أمل ستتمرّد على واقعها مع دخول د.أسيل حياتها، بعد أن تشعر بأن هناك من يُمكن أن يسندها، ويُشكّل دعماً لها، وهذه هي الرسالة التي أردنا قولها: كوني قوية، تمرّدي على واقعك الأليم.
المُشاهد الذي رأى في عنق أمل آثار تعنيف في اليوم الأول والذي حاولت إخفاءه بالثياب، لم يلاحظ أي أثر له عندما ارتدت ثياباً مفتوحة في اليوم التالي، كيف تفسرين ذلك؟
ربما كان ذلك عائداً لرؤية معينة تعتمد على محاولة أمل إخفاء هذه الآثار من خلال «الفوندايشن».
ولكنها قالت إنها تحاول إخفاءها بالملابس، إضافة إلى أن الآثار لا تزول كلّياً بالفوندايشن..
قد تكون غلطة، فكل شيء وارد.
كنت على تماس مباشر في دورك مع الفنانة سلافة معمار، كيف تصفين تجربتك معها؟
كنت سعيدة جداً بالوقوف أمامها، لا بل كنت أنتظر المشاهد التي جمعتني بها بفارغ الصبر، لأني كنت من المعجبين بها بالأصل، وخلال التصوير اكتشفت التزامها المهني والأخلاقي، وهدوءها، وتلقائيتها في التمثيل، وحاولت التعلّم منها، ومن خبرتها.
وعلى الصعيد الشخصي، هل تطورت العلاقة بينكما خلال تسعة أشهر من التصوير؟
بعد هذه الفترة من العمل في إسطنبول، اقتربنا جميعاً من بعضنا بعضاً، بطرق مختلفة، وأصبحنا مثل عائلة واحدة، بعد أن جمعنا فندق واحد، وأماكن تصوير واحدة، وسلافة إنسانة رائعة بكل المقاييس.
الممثل السوري خالد شباط، وهو زوجك في المسلسل، ظهر بشخصية مختلفة تماماً عن شخصية باسل التي تعاطف معها الجمهور كثيراً في مسلسل كريستال، هل يُمكن للجمهور برأيك أن يتقبلّ نقلته المفاجئة؟
قد لا يتقبّله الجمهور للوهلة الأولى، خصوصاً وأن مسلسل الخائن بدأ عرضه بعد كريستال مباشرة، ولكن الموضوع مهم جداً بالنسبة إلى خالد الذي أثبت قدرة على التحول من شخصية لأخرى مختلفة تماماً في فترة وجيزة، وهذا الأمر يُحسب له، وسيقدّره الجمهور.
لست مع، ولا ضد تجربة الاقتباس طالما نحن قادرون على جعلها تحاكي مجتمعنا
أنت مع تجربة الاقتباس، أم تحاولين مُسايرتها؟
لست معها، ولا ضدها، فهي كانت موجودة من قبل، ولكن قد تكون زادت وانتشرت في الفترة الأخيرة، نظراً لإقبال الجمهور على مشاهدتها، وطالما نحن قادرون على جعلها تحاكي مجتمعنا لمَ لا؟
ولكن فيها قصص لا تشبهنا؟
ربما، لذلك نحاول تقريبها إلى واقعنا، أولاً لنستطيع لعب الأدوار بشكل صحيح، وثانياً ليصدّقها الجمهور.
وماذا عن الكتّاب الذين يزيحون بهذه الأعمال وجودهم عن الساحة الفنية؟
لذلك قلتُ يجب الموازنة بين الأعمال المحليّة والمقتبسة.
أثبت الممثل اللبناني قدرات رائعة في هذه الأعمال لم نشهد مثلها في الأعمال اللبنانية، هل يعود الأمر في رأيك إلى ضخامة الإنتاج، أو لإدارة الممثلين، أو لأسباب أخرى؟
لم يخلُ الأمر من إنتاجات محلية ضخمة، وإن كانت محدودة، وربما كان ذلك سبباً من الأسباب، إضافة إلى أن المسلسل الطويل يُظهر قُدرات الممثل أكثر، لأنه يُتيح له البحث عن تفاصيل صغيرة في الشخصية لكي لا يملّ المشاهد.
أنت مع التطويل؟
ربما لا يكون جمهورنا مُعتاداً على هذا النوع، ولكنه مُسلٍّ لمن كان موجوداً في المنزل، بمعنى له جمهور معين، ولا أجد في الموضوع ضيراً إذا كانت الحبكة صحيحة تشدّ المشاهد. وهناك أيضاً مسلسلات الثماني، والعشر حلقات، جميلة ومختصرة لجمهور لا يملك رفاهية الوقت.. في أي حال لكل نوع جمهوره، ومحبّوه.
هل تعتبرين «الخائن» نقلة نوعية في مسيرتك الفتية؟
إلى حد كبير، هو نقلة نوعية، سواء لناحية الدور، أو الانتشار في مسيرتي الفنية.
عشتم ظروفاً صعبة خلال تصوير العمل، سواء لناحية الغربة بعيداً عن الأهل لفترة طويلة، أو لناحية الزلزال الذي ضرب تركيا في تلك الفترة، هل تأثرتم سلباً خلال التصوير؟
لحسن حظي أن والدي كانت بصحبتي في تلك الفترة، فشعرت ببعض الراحة والأمان، رغم كل الظروف المحيطة بنا، خصوصاً وأن معظم أفراد فريق العمل التركي كانوا منشغلين بأخبار الزلزال، ومحاولة الاطمئنان على عائلاتهم، ولكننا استطعنا تخطّي كل الظروف الصعبة التي يُمكن أن تكون موجودة في أي زمان ومكان.
بعد شخصية «أمل» ما الدور الذي تتمنين لعبه؟
أتطلع لدور مختلف وجديد، ربما أكون فيه الفتاة القوية، المتسلّطة، أو المجنونة، لأطلق العنان لقدرات الممثلة القادرة على لعب كل الأدوار.
اقرأ أيضاً:
- غنوة محمود: سأشارك في عمل رمضاني مصري و«نتفلكس» طلبت اختصار «كسرة قلب» إلى 6 حلقات