14 يوليو 2025

لقاء حصري مع مصممة المجوهرات «سوزان كالان» عن مسيرة امتدت لخمسة و ثلاثين عاما

محررة الموضة والجمال

مجلة كل الأسرة

أسباب عديدة كانت وراء إطلاق المصممة الأمريكية «الأرمنية الأصل» سوزان كالان علامتها الخاصة منذ أكثر من 35 عاماً، كان أولها رغبتها في بناء عمل خاص بها يدوم ويكون ذا معنى تعبّر من خلاله عن إبداعها، كما كان إنجابها ابنتها «باتيل» دافعاً جديداً، فأرادت أن تؤسس لابنتها مستقبلاً تتشاركان فيه معاً، فاختارت عالم المجوهرات الذي كان جزءاً من جذور عائلتها، ولكنها اتّبعت غريزتها وقدمته بأسلوب تميزت فيه وعكس سمات شخصيتها..

عن تلك الرحلة الطويلة كان لنا حوار شيق مع سوزان كالان لنتعرف أكثر إلى مسيرتها:

مجلة كل الأسرة

كيف تطور منظورك كمصممة على مر السنين؟ وما الذي ظل ثابتاً في أسلوبك؟
أصبحتُ أكثر جرأة وثقة في خوض المخاطر. في البداية، كنت أرغب في الخروج عن التقاليد، لكنني شعرت ببعض الضغط للتماشي معها. اليوم، أثق بحدسي. ما لم يتغير هو هوسي بالتفاصيل وارتباطي العاطفي بالقطع. لطالما صممت من القلب، وما زلت أفعل ذلك حتى الآن.                                        

كيف تبدئين في تصميم قطعة جديدة؟ هل تنطلقين من لون، أم حجر، أم حالة شعورية؟
يمكن البدء من أي شيء.. لون يجذبني، أو شكل حجر، أو حتى شعور أود أن أترجمه. لكن في كثير من الأحيان تأتي الفكرة من حاجة شخصية. أحياناً أدرك أن هناك شيئاً مفقوداً في مجموعتي، شيئاً أود أن أرتديه. عندها تنطلق الفكرة: ما الذي أحتاج إليه؟ ما الذي أرغب فعلاً في ارتدائه؟ ومن هناك تبدأ ملامح التصميم في التكوّن. إنها دائماً عملية حدسية وشخصية.

مجلة كل الأسرة

ما الدور الذي تلعبه العاطفة في تصميم قطعة المجوهرات؟
العاطفة هي نبض كل قطعة أصممها. أصمّم برؤية بصرية، طبعاً، لكن دائماً بنيّة إثارة شعور لدى من ترتديها. سواء كان ثقة، أو حنيناً، أو فرحاً، أريد أن ترتبط كل قطعة بعاطفة. هذا ما يجعل المجوهرات ذات معنى، ليس فقط ما تراه، بل ما تحمله بداخلك.

أسلوبك في مجموعة فايروركس جريء وغير تقليدي.. ما الذي دفعك إلى كسر قواعد التناسق بهذا الشكل؟
لطالما أحببت تحويل ما هو غير مرغوب فيه إلى شيء يستحق التقدير. عندما بدأت مجموعة فايروركس لم تكن أحجار الباغيت رائجة، بل كانت كثيراً ما تُهمَل. في أحد الأيام، كنت أعمل في مشغلي، وكانت مجموعة من أحجار الباغيت مبعثرة على مكتبي، وبينما كنت أنظر إليها، غير متناسقة وفوضوية قليلاً، خطرت لي الفكرة: ماذا لو تم ترصيع الألماس بهذه الطريقة تماماً، غير مثالي، ومتفجر، ومليء بالطاقة؟ ومن هنا وُلدت المجموعة، وغيّرت الطريقة التي أصمم بها كلياً.                                               

مجلة كل الأسرة

حدِّثينا عن شراكتك مع أحمد صديقي.. كيف نشأت هذه العلاقة؟
كنا معجبين بعلامة أحمد صديقي منذ سنوات، التزامهم بالجودة وفهمهم العميق للحرفية كان له صدى كبير لدينا. وعندما أتيحت فرصة التعاون شعرنا بأن الأمر طبيعي تماماً. كلانا يؤمن بأهمية التقاليد، مع الانفتاح على الابتكار. وقبل كل شيء، كلانا يهتم بتقديم شيء يحمل معنى حقيقياً لعملائنا.

حين أصمم أفكر في المرأة التي تريد شيئاً جريئاً وأنيقاً، متجذّراً في التقاليد لكن بروح عصرية

كيف تأملين أن تتحدث تصاميمك إلى العملاء في الشرق الأوسط؟
ولدت في لبنان ومن أصول أرمنية، لذا فالشرق الأوسط ليس مجرد سوق بالنسبة لي، إنه جزء مني. أفهم تقاليده وقيمه، وأدرك مدى أهمية المجوهرات في حياة المرأة هناك. هذه المنطقة قريبة جداً إلى قلبي. لطالما ألهمتني ثقافتها الغنية، وتاريخها العميق، وعمارتها المذهلة، وكل ذلك ينعكس في تصاميمي. حين أصمم أفكر في المرأة التي تريد شيئاً جريئاً وأنيقاً، متجذّراً في التقاليد لكن بروح عصرية. هذه الروح حية في نساء الشرق الأوسط، وأشعر باتصال عميق بها.

مجلة كل الأسرة

كيف تحافظين على خصوصية تصاميمك في ظل توسّع العلامة ووصولها إلى جمهور عالمي؟
نفكّر في هذا الموضوع باستمرار. نُبقي كل شيء داخلياً ونتابع كل المراحل عن قرب، من التصميم إلى تجربة العميل. ودائماً أذكر نفسي لماذا بدأت: لأصمم مجوهرات تحمل العاطفة والنية. طالما بقي هذا في صميم العمل ستبقى الخصوصية موجودة دائماً.

هل ترين المجوهرات وسيلة لسرد القصص؟
بالتأكيد. كل قطعة تروي قصة، أحياناً قصتي، وأحياناً قصة من ترتديها. فقطعة مجوهرات قادرة على توثّيق اللحظات محطات، ذكريات، مشاعر. قد أصمّم وأنا أفكر في قصة معينة، لكن ما إن تُرتدى القطعة تصبح جزءاً من قصة جديدة. وهنا تكمن روعتها.

مجلة كل الأسرة

ما الذي يثير حماسك بشأن مستقبل المجوهرات الراقية؟
الحرية. أعتقد أننا نعيش فترة لم يعد فيها المصممون مقيدين بالتقاليد. هناك مجال أكبر للتجريب، ودفع الحدود، مع الحفاظ على الحرفية. وما يسعدني أكثر هو أن العملاء يتبنون هذا التغيير. إنهم يبحثون عن قطع تشبههم، لا مجرد قطع تتبع موضة عابرة.

مجلة كل الأسرة

لو لم تكوني تعملين في تصميم المجوهرات، أي مسار إبداعي آخر كنتِ ستتبعينه في رأيك؟
ربما كنت سأتجه الى التصميم الداخلي، كشيء بصري وملموس.  او عالم الأزياء فلطالما أحببت الجماليات والتصميم بكل أشكاله. لكن في الحقيقة، المجوهرات وجدتني في الوقت المناسب، ولم أعد منها أبداً. هي المساحة التي أشعر فيها بأنني على طبيعتي تماماً.