مهندسة الديكور تانيا كرم: التصميم الداخلي إبداع يعتمد على المخاطرة

تعترف مصمّمة الديكور البريطانية، تانيا كرم، بأن عناصر الجمال في عالم الديكور قادرة، فعلياً، على تغيير مزاجها، ونفسيتها تماماً، فلطالما كانت اللوحات الفنية المذهلة، والسجاد الخلّاب، محيطة بها، بحكم أن والدها كان تاجر تحف، وصائغاً، فنشأت تدرك قيمة الجمال في الأشياء، وتقدّره، وهي التي ولدت في سلطنة عمان، واستكملت دراستها في لندن، من ثم انتقلت إلى باريس، حيث درست الهندسة المعمارية الداخلية.. كان لنا معها الحوار التالي لنتعرّف أكثر إلى أسلوبها في العمل.
ما الذي دفعكِ لاختيار مهنة تصميم الديكور الداخلي؟
كانت والدتي تعمل كوكيلة عقارات في طفولتي، وشاركتُها شغفها بالمنازل. فكنت دائماً أودّ الانضمام إليها لزيارة المنازل، والمشاريع الجديدة، فقد انتقلنا عدّة مرّات، ولطالما رغبتُ في إعادة تصميم منزلنا. وأتذكر أنني استيقظت ذات ليلة ورسمت مخططاً جديداً للمنزل الذي كنا نعيش فيه، أعتقد أنني كنت في الرابعة عشرة من عمري، تقريباً.


من أين تستقين الأفكار المختلفة لتصاميمك؟
اكتشاف الأشياء من حولنا، من الهندسة المعمارية، إلى الموضة، والطبيعة. فدائماً ما ألتقط الصور أينما أذهب، سواء في متحف، أو موقع بناء، أو في الصحراء.
التخيّل.. لطالما اعتقدت أن الجميع قادر على التخيّل، فقد كان سهلاً جداً بالنسبة لي، لكن مع مرور الوقت أدركت أن الكثيرين يجدون صعوبة في ذلك. التصميم الداخلي يعتمد على الخيال، والإبداع، والمخاطرة... لكن التخيّل هو ما يجعله واقعاً.


ما أكثر ما يثير حفيظتك عند بداية أي مشروع؟
عندما يكون لديك، كمصمم، عميل يتدخل كثيراً، فهذه هي أكثر الأمور تحدّياً وإرهاقاً، فمن المفترض أنه عندما توكل العمل على مصمّم، عليك أن تثق به ليقوم بما يجيده، وعندما يتدخل العميل كثيراً، قد يتحوّل المشروع إلى فوضى. أيضاً عامل الوقت، فكثيراً ما ننشغل بالميزانيات، والجداول الزمنية، والتواصل المستمر مع المقاولين، وزيارة المواقع، ما يضيع علينا الوقت المخصص لنا للتركيز على التصميم، فمن المهم تخصيص وقت كافٍ حتى يتطوّر التصميم ذاته، كما يستحق.
على المصمم الناجح أن يتكيف مع رغبة العميل، فليس لدينا أسلوب، أو طريقة تصميم محدّدة، نحن نتكيّف كثيراً مع عملائنا، أنا شخصيا أتأثر كثيراً بخلفيات وقصص العملاء، وغالباً ما يصبح عملاؤنا أصدقاء مقرّبين، لأننا نشاركهم حياتهم اليومية لمدة ليست بالقليلة.


بمَ تتميز تصاميمك، وأيّ ستايل هو المفضل لديك؟
يأتي عامل الراحة في المقدمة، قبل الستايل حتى، إذ نحرص دائماً على أن يكون منزل العميل مريحاً، ويشعره بالخصوصية، والدفء، لأنه في النهاية المكان الذي سيعيش فيه، وليس نحن، أما أنا شخصياً، فأقدّر المنازل العصرية جداً، لكنني لا أستطيع العيش فيها أبداً، فأنا أحب الراحة، واللمسات الكلاسيكية بلمسة عصرية.
عندما تكون الميزانية واضحة منذ اليوم الأول، عادة ما يسير المشروع بسلاسة أكبر
ما أهم أسباب نجاح أيّ مشروع في رأيك؟
التواصل. التواصل أساسي بين المصمم والعميل، كما ذكرت، أن نتعرّف إليه، إلى ذوقه وشخصيته، كما لابد أن يكون للعميل تصور واضح عن الحد الأقصى لميزانيته، لتجنب أيّ سوء فهم أثناء العمل. فعندما تكون الميزانية واضحة منذ اليوم الأول، عادة ما يسير المشروع بسلاسة أكبر.
يلعب السفر دوراً هاماً في اكتشاف أحدث الصيحات والمستجدات في عالم التصميم الداخلي، إضافة إلى أنه يمكّننا من بناء علاقات وثيقة مع المورّدين الذين نتعاون معهم، وهم دائماً ما يكونون على دراية كاملة بكل التقنيات والصيحات الجديدة ، لذا فالتواصل الدائم معهم، وزيارة معارضهم بانتظام، يُتيح لنا الأدوات اللازمة لابتكار تصاميم مُبتكرة.


ما هو عنصر التصميم المفضل لديك، ولماذا؟
أعتقد أن هذه الإجابة تتغير كل شهر. فحالياً، أنا مهووسة بالحجر الخام بكل ما فيه، من تشطيبات الجدران الحجرية، إلى الأثاث، والأرضيات الجميلة.
أن يكون لديه شغف حقيقي بما يفعله. نعلم جميعاً أن هناك دائماً جوانب في الوظيفة أقل متعة، أو تقنية للغاية، لكن التفاصيل الدقيقة هي الأهم هنا، فالشغف بالتصميم الداخلي يعني أنك تهتم حقاً بالتفاصيل الدقيقة، لأنها تعطي أفضل النتائج.


أخيراً، ما هي أهم سِمة في ديكور صيف 2025؟
هذا الصيف نرى الاستعانة بعناصر التصميم الجريئة والخاطفة و التي تضيف الكثير من اللمسات الجمالية للمكان، مثل قطعة رخامية ضخمة بارزة تخطف الأنظار في المكان، أو غرفة مطلية بلون جريء مع سقف بنفس اللون، كما تظل أرضيات الشيفرون الخشبية صيحة تستمر معنا هذا العام أيضاً.