18 سبتمبر 2025

شخصيتي ضعيفة أمام زوجي... ماذا أفعل؟

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

تعاني بعض السيدات في مجتمعنا العربي، سيطرة وهيمنة الرجال على حياتهنّ، وكأن المرأة أصبحت ضمن ممتلكات الزوج يبيع ويشتري بها وفق أهوائه، ويلغي شخصيتها تماماً، ويتخذ القرارات بدلاً عنها.

بعض الأزواج ينتهزون ضعف شخصية الزوجة ويتمادون في الأوامر والاستبداد، فيصبح الزوج متسلطاً معها لدرجة أن قراراته تكون عنيفة وغير قابلة للنقاش، وانفعالاته تكون سريعة، وغير متوازنة.

خبراء العلاقات الزوجية يؤكدون أن الحياة الزوجية لا تحتاج إلى زوجين متشابهين في الطباع والشخصية، لكي تستقيم وتستقر، وتكون أيامها الحلوة الدافئة أكثر بكثير من أيام النكد والخلافات، بل إلى زوجين متوافقين ومتفاهمين، كي ينتجا أسرة سعيدة ضد الصدمات، تواجه المشكلات والعراقيل بحب وتفاهم.

ولأنه ليس من السهل أن تعيش المرأة حياتها مع زوج متسلط يستغل ضعفها وقلة حيلتها، ويمطرها في كل الأوقات بوابل من الأوامر والتهديدات، طرحت «كل الأسرة» على عدد من خبراء العلاقات الزوجية والعلاج الزواجي مجموعة من التساؤلات حول كيفية التعامل مع الزوجة ضعيفة الشخصية، وأهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف شخصية المرأة، وهل هذا الأمر وراثي أم مكتسب، وما هي الطريقة الأمثل للتعامل مع الزوج الذي يستغل ضعف شخصية زوجته؟

مجلة كل الأسرة

7 علامات للزوجة ضعيفة الشخصية

في البداية، تؤكد المستشارة الأسرية الدكتورة دعاء راجح، استشارية العلاقات الأسرية والمشاكل الزوجية بالقاهرة، أن الرجل الشرقي بطبيعته يحب المرأة التي تحتاج إليه، وهذا الأمر يثير عنده الرجولة، والنخوة، والشهامة، والقوة التي يجب إظهارها أمام الأنثى ليثير إعجابها، ولهذا، يخاف الرجل من المرأة القوية التي لا تحتاج إليه، في المقابل تحب المرأة الرجل الذي يقدم لها الدعم والمساعدة دائماً كلما احتاجت إليه، وتحب أن تظهر احتياجها كي تساعَد وتُدعم من قبل الرجل.

وتحذّر الاستشارية الأسرية الأزواج من الفرح بالارتباط بزوجة ضعيفة الشخصية، بل إن البعض منهم يبحثون عنها أيضاً قبل الزواج، ظناً منهم أن الزوجة مسلوبة الإرادة تكون كأنها مسيّرة، أو دمية بيد زوجها، بينما تكون ضعيفة الشخصية مطيعة هادئة لدرجة أنه من الممكن أن يأمرها حتى بقطع صلة الرحم، وعقوق والديها، والبراءة من إخوتها، وهي تنفذ بكل سهولة، من دون تفكير أو تأنٍّ.. لكنها في الحقيقة لا تصلح لبناء أسرة، وتكون أيضاً محط سخرية الناس، وامتعاضهم منها.

والواقع يؤكد أنه إذا كانت الزوجة صاحبة شخصية ضعيفة، فهذا قد يؤثر في الأسرة بشكل سلبي، وقد يؤدي إلى فشل الزواج. وتشير د. دعاء راجح إلى أهم العلامات التي تؤكد ضعف شخصية المرأة:

1. غير قادرة على الدفاع عن نفسها وأهلها: الزوجة ضعيفة الشخصية تتعرض للإهانة، وتعرّض أهلها لها أيضاً من دون أخذ رد فعل مناسب، أو القدرة على رد اعتبارها أمام من أهانها، بخاصة أهله.
2. سلبية دائماً: السلبية صفة من صفات الزوجة الضعيفة أيضاً، إضافة إلى إلقاء اللوم دائماً على الزوج وكأنه الشماعة التي تعلق عليها ضعفها، وعجزها، وعدم استطاعتها اتخاذ أو مشاركة زوجها في أي قرارات.
3. فاقدة للثقة بنفسها: الزوجة الضعيفة فاقدة للثقة بنفسها، وتعتقد دائماً أنها بلا نفع أو فائدة، ولا يمكنها التقدم في حياتها المهنية، والعائلية،والاجتماعية، ما يسبب الكثير من المشكلات مع زوجها، ويهدّد الحياة الزوجية.
4. تتهرّب من المسؤوليات: هذا النوع من الزوجات يلقي جميع المسؤوليات على الزوج، وتترك له التحكم في الأمور المادية، حتى إن كانت تعمل، تجعله يدير الأمور كلها وحده، وتأخذ مصروفها منه لأنها لا تثق بنفسها، ويجعله صاحب القرار حتى في أمورها الشخصية، وتعتمد عليه في كل شيء.
5. ليست شريكة قرار: تتأثر الزوجة ضعيفة الشخصية بكلام من حولها، ولا تستطيع أن تتخذ قراراً مصيرياً خاصاً بها، وبأسرتها، وتلجأ دائماً إلى والدتها، أو إخوتها، أو أقاربها، لاستشارتهم وأخذ رأيهم.
6. تقبل الإهانة: المرأة ضعيفة الشخصية تقبل الإهانة، وتردّ عليها بالصمت، أو الابتعاد عن الموقف، أو الشخص المسيء، وسرعان ما تنسحب من المواقف المختلفة، وهذا يعكس عدم القدرة على الدفاع عن النفس، والخوف من المواجهة.
7. الاعتماد الزائد على آراء الآخرين: تكون الزوجة ضعيفة الشخصية أمام أهلها، ميّالة إلى الاعتماد الزائد على آرائهم، وآراء الآخرين، في اتخاذ القرارات، من دون أن تأخذ في الاعتبار آراءها الخاصة.

مجلة كل الأسرة

من أفشل أنواع الزوجات!

ويتفق معها الدكتور أمجد خيري، استشاري الطب النفسي والعلاج الزواجي بالقاهرة، في أن الحياة الزوجية مع امرأة ضعيفة الشخصية أمر متعب جداً، ويصيب زوجها بالإحباط والخوف على مستقبل أبنائه، لأن بإمكان أيّ كان أن يتلاعب بها، خصوصاً إذا كانت من اللواتي يفشين أسرار البيت، ويقول: «ولأن هذا النوع من النساء يكون ضعيفاً، ولا يميّز بين الأمور، ولأنها تمتلك تلك الشخصية الهشة، فإنها حتماً تعتبر حقل تجارب بالنسبة إلى صديقتها الفاشلة في حياتها الزوجية، أو أختها، أو قريبتها التي تمتلك زوجاً فاقد الرجولة، أو حسداً منها، فنجد أن كل واحدة منهن تحاول أن تؤثر على تلك المسكينة بأن تشير عليها تطبيق ما لم تستطع تطبيقه مع زوجها، فيدفعن دفعاً إلى الصدام، وإلى ما لا تُحمد عقباه. وكيف لهنّ أن تشرن عليها وهنّ فاشلات أصلاً في حياتهن؟».

ويشير د. أمجد خيري إلى أن الأمر يزداد خطورة عندما تكون صديقاتها من النساء المطلقات اللواتي توفي أزواجهن، فإنهن يُعتبرن من أخطر النساء، لأنهنّ متفرّغات وليس لديهن ما يشغلن به أوقاتهن، لذلك نجد أن هذا النوع يتدخل في شؤون غيرهن، ولكونهن ليس لديهن ما يخسرنه فإنهنّ يقمن بتدمير حياة هذه الزوجة ضعيفة الشخصية، ويوصلنها إلى حدّ الطلاق، ثم ينسحبن، وكأنهن لم يفعلن شيئاً.

كيفية التعامل مع الزوجة ضعيفة الشخصية

  • احترام الزوجة ومنحها الثقة: يجب على الزوج معاملة زوجته باحترام مطلق أمام أبنائه، وأهله، وأصدقائه، وحتى عندما يكونان وحدهما، حتى تزيد ثقتها بنفسها من خلال استخدام العبارات المحببة، والمديح، والثناء أمام الآخرين.
  • تشجيعها على اتخاذ بعض القرارات الصارمة: يجب على الزوج جعل الزوجة تقرر ما تراه مناسباً بخصوص المنزل والأولاد، وعدم التدخل في هذه القرارات، والسماح لها بالمناقشة وإبداء الرأي في كل الأمور التي تتعلق بالبيت، وإعطائها المال للتسوّق بما يلزم المنزل والأولاد.
  • تجنب الانتقاد والكلام السلبي: يجب على الزوج أن يتجنب انتقاد زوجته، أو التنمّر عليها مهما فعلت، بل على العكس يفترض على الزوج إظهار الفخر والاعتزاز بإنجازات زوجته، ومديح ما تقوم به مهما كان بسيطاً.
  • الاهتمام بالزوجة وإبداء الإعجاب بها وبشكلها وتصرفاتها: غالباً ما تكون العاطفة هي الطريقة الأمثل للتأثير في الزوجة ونفسيتها، فعند قيامها بأيّ عمل عليك مدحها، وحاول ألّا تذمها مهما حدث، وعليك بالصبر عليها، فذلك يساعد على تقوية شخصيتها.
  • استشرها في القرارات التي تريد اتخاذها، واسمع منها، وحاورها بكل ثقة.
  • استشارة المختصين: يجب عدم التردّد في استشارة الاختصاصيين في حال فشلت الطرق التي ذكرناها في تغيير سلوك الزوجة الضعيفة، والالتزام بتعليماتهم.
مجلة كل الأسرة

10 نصائح للتخلص من شخصيتك الضعيفة

من جهتها، توجه الخبيرة الأسرية الدكتورة مايسة كمال، استشاري العلاج النفسي والزواجي بالقاهرة، النساء إلى بعض الخطوات لبناء شخصية متزنة، والحد من تسلط الأزواج واستغلالهم لهنّ، من أهمها:

1. المرأة لا ينبغي أن تجعل الرجل فقط محور اهتمامها، بحيث تلجأ إليه في أي شيء، وفي كل شيء، بل من الضروري أن تعي وتدرك أن لديها شخصية مستقلة، وسيكون جيداً، بل رائعا لو عاشت حياتها بتلقائية كما كانت قبل الزواج، تمارس هواياتها، وتعتمد على نفسها، وتحتفظ ببعض الخصوصية.
2. تذكّري دائماً أن الرجل لا يحب المرأة الضعيفة، لكنه في الواقع يحب المرأة التي تحتاج إليه، ويشعر بالفخر بأنه لبّى طلبها. لكن الهام أنه يتعلم كيف يلبي طلباتها العاطفية والنفسية، قبل الطلبات العملية والمادية.
3. لا تكوني ضعيفة الشخصية أمام أهلك أو صديقاتك، وتخلصي من كل الأشياء التي تجعلهم يسيطرون عليك، أو يتخذون القرارات بدلاً منك، ولا تحكي لهم أسرارك الزوجية، ولا تدعيهم يتدخلون في كل شؤونك.
4. أن تكوني زوجة مطيعة لا يعني التخلي عن شخصيتك أو حقوقك، بل يعني بناء علاقة تقوم على الاحترام المتبادل، والحب، والتفاهم.
5. لا تستسلمي للخوف من الزوج، فاحترامك لآراء ومشاعر زوجك أمر هام للغاية، ولكن هذا الأمر لا يعني أن تتركيه ينفرد بالقرارات المصيرية للأسرة، بل يجب أن تشجعيه على خوض النقاش والمشورة معك.
6. تحسين مظهرك الخارجي والاعتناء بصحتك الجسدية أمر هام للغاية، لذلك اهتمي بصحتك، وجمالك، وشخصيتك، وحاولي فهم احتياجات نفسك وادعميها، ولا تنتظري الدعم دائماً من الآخرين.
7. التعامل مع أشخاص موثوقين لا يهزون ثقتك بنفسك أمر مفيد جداً لك لزيادة ثقتك بنفسك.
8. اعتمدي على نفسك وتذكّري دائماً أنك لست امرأة عاجزة.
9. شاركي في الأنشطة الاجتماعية ورتّبي أهدافك وأولوياتك وفقاً لاحتياجاتك.
10. لا تنسي أبدا الخطوة رقم 2!!