22 يوليو 2025

5 مواقف أكثر إيلاماً للزوجة بعد خيانة زوجها!.. ونصائح للتعافي منها

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

ارتبط خراب البيوت في أذهان الكثيرين بالخيانة الزوجية التي تؤدي، غالباً، إلى الطلاق، وفراق الزوج لزوجته.. لكن الأمر ليس دائماً بهذه السهولة في ظل وجود أبناء، وتشابكات حياتية بين الطرفين، وربما أيضاً الكثير من الحب والعشرة بينهما، كل هذه الأمور، وغيرها، قد تمنع الطلاق، وتحول بين فراق الزوجين.

وفي هذه الحالة، لا يكون استمرار الزوجين وبقائهما تحت سقف واحد أمراً سهلاً، بل قد يكون أشد قسوة وتعقيداً من الانفصال، لأنها تترك آثاراً نفسية عميقة في كل من الزوج والزوجة. وهناك أزواج وزوجات تكون الخيانة نقطة تحوّل في العلاقة بينهم، وتكون بمثابة جرس إنذار للمسار للخاطئ، يتمكن بعدها الزوجان من العمل على إعادة بناء الثقة، والتواصل، وتعزيز العلاقة من جديد.

خبراء العلاقات الزوجية والعلاج الزواجي يرون أن الخيانة، في جميع الأحوال، موقف مؤلم ومحرج، ولها آثار نفسية خطرة، لكنهم يرون أن بعض التصرفات التي يرتكبها الزوجان تكون أكثر إيلاماً وإحراجاً من الخيانة نفسها، ويحذرون الزوجين من التصرفات المتهوّرة وغير المحسوبة، التي تؤذي العلاقة الزوجية كثيراً، وتأخذها إلى طريق اللاعودة.

سألت «كل الأسرة» عدداً من هؤلاء المتخصصين في شؤون العلاقات الزوجية والعلاج الزواجي حول التعامل الأمثل لتجاوز آثار الخيانة الزوجية، وكيف يتعامل الزوجان مع المشاعر المتضاربة بعد اكتشاف الخيانة، وما هي المواقف التي تتبع الخيانة، وتكون أكثر إيلاماً منها:

مجلة كل الأسرة

ماذا بعد اكتشاف الخيانة؟

في البداية، يؤكد الدكتور ياسر يسري عبد المحسن، استشاري الطب النفسي وتعديل السلوك بالقاهرة، أن الخيانة لا تعني نهاية العلاقة الزوجية دائماً، غير أن هذا الأمر ليس قاعدة واضحة يمكن تعميمها على جميع الحالات، لأن هناك عدداً من العوامل التي تتدخل فيه، مثل طبيعة العلاقة الزوجية، ومدى الارتباط والحب بين الزوجين، ووجود أبناء، وتشابكات مالية بين الزوجين، ومدى قدرة كل منهما على تحمل الخيانة وتبعاتها، وكذلك الانفصال وتبعاته. لكن الأمر المؤكد أن الخيانة الزوجية تعتبر من أكثر الأزمات التي قد تعصف بالزواج، وهي الأمر الأكثر إيلاما للمرأة، بل إن خيانة زوجها قد تكون سبباً كافياً لتدمير حياتها، بخاصة إذا لم تتمكن من تجاوز الأمر.

ويرى الدكتور ياسر يسري أن هناك مواقف وأسباباً تزيد من ألم الخيانة، وتجعل الأمر أكثر قسوة ومرارة على الزوجة، منها:

1. إذا كانت الخيانة الزوجية أمراً متكرراً، وفي كل مرة يعود الزوج الخائن إلى الخيانة مرة أخرى، فهناك بعض الأزواج النرجسيين والمتهورين الذين لا يفكرون إلا في اللحظة، ولا يعطون أيّ اهتمام للمستقبل، وتكون احتمالية عودته إلى الخيانة مرة أخرى واردة ومتكرّرة، على الرغم من أنه قد يتعهد في كل مرة بأنه لن يكرر الأمر.
2. عدم شعور الزوج بالندم بشكل كاف بعد خيانته: فقد لا تتوقف الزوجة كثيراً عند اكتشافها أمر خيانة زوجها، لكنها من المستحيل أن تتجاوز الأمر إذا لم تشعر بأنه قد ندم، وأبدى الكثير من الأسى والحزن من جرّاء خيانته، لكن للأسف، في بعض الأحيان لا تجد الزوجة في زوجها القدر الكافي من الاكتراث والندم على ما فعل.
3. تبرير الخيانة يكون أشد ألماً وذنباً من الخيانة نفسها، ولا يوجد أصعب على المرأة من الإحساس بالأسى تجاه نفسها عندما يقف الزوج أمامها يبرر لنفسه أسباب الخيانة، وربما قد يلقي عليها الكثير من اللوم والنقد، ويرجع أسباب خيانته إلى إهمالها الشديد، وعدم قدرتها على إشباع احتياجاته العاطفية.
4. في بعض الأحيان يكون ارتباط الزوج بزوجته، وأسرته، ليس بالقدر الكافي الذي يجعله يتراجع عن خيانته، ويتوقف عنها، بل قد يتمادى في الأمر من دون مبالاة، وقد يصل به الحال إلى الانفصال عن زوجته إذا ما اضطر للاختيار، أو المفاضلة.!
5. عندما تأتي الخيانة من الزوج تكون بمثابة طعنة مؤلمة للزوجة، ولكن ما أصعب الطعنات التي تأتي من الأصدقاء لتقلب حياتها رأساً على عقب.. حالات الخيانة التي يكون فيها الطرف الآخر هو الصديقة المقرّبة للزوجة، تكون حينها طعنة الخيانة مميتة للزوجة، وربما تؤلمها أكثر من صدمتها في الزوج نفسه.

مجلة كل الأسرة

كيف تتغلبين على مشاعر الصدمة؟ وهل التخطي ممكن؟

أما الدكتورة نرمين البحيري، الاستشارية الأسرية والمتخصصة في العلاج الزواجي بالقاهرة، فترى أنه في كل الأحوال يجب ألا تثقل الزوجة الأمور على نفسها، وأن تتجنب لوم وجلد الذات، وعليها أن تتوقف عن لوم نفسها، وعدم الاستجابة لتبريرات الزوج، لأنها مهما كانت واقعية لا تمنحه الحق في الانجراف وراء هذا الشيء المشين. لكنها في الوقت نفسه، ترى أنه لا يجب تجاهل هذه الأسباب والمبررات، ويجب دراستها بشكل جيد لمنع تكرار الوقوع في الخيانة، وإصلاح الأذى الذي لحق بالعلاقة الزوجية.

وتشدد الدكتورة نرمين البحيري على الزوجات اللاتي تعرضن للخيانة بضرورة التحدث إلى خبراء العلاقات الزوجية، والإفصاح عن المشاعر التي تشعر بها الزوجة، لتهدأ أولاً، ولتستطيع أن تلملم شتاتها لتعزيز الاستفادة من نصائح الخبراء بعد تكرار خيانة الزوج لها، وتطبيق توصياتهم، إذا كانت مناسبة للزوجة ولظروفها.

وتشير إلى أن«وجود امرأة أخرى في حياة الزوج قد تقلب حياتها رأساً على عقب، وتقلل ثقتها بنفسها، وتخلق في داخلها رغبة عميقة في الانتقام منه. لذلك دائماً ما أنصح الزوجة بألا تتخذ أي قرار في تلك اللحظة، نظراً إلى أن مشاعرها المتضاربة ستدفعها إلى محاولة الأخذ بالثأر، ما يحطم أيّ احتمال لاستعادة الحياة الطبيعية بينهما. من الأفضل أن تتحدث الزوجة إلى نفسها أولاً، لتحديد السبب الذي دفع الرجل إلى الخيانة، فهل خانها مثلاً أثناء فترة مضطربة في علاقتهما، أم أنه زير نساء اعتاد الخيانة؟ المهم، أن تدرك بينها وبين نفسها لماذا حدث ذلك. ومن الضروري ألا تشعر المرأة بأنها ملومة على خيانة زوجها، أو أنها فاشلة في حياتها، فخيانة الرجل لا تعني أن هناك عيباً في زوجته، ولكنها تعني ببساطة أن هناك شيئاً ما خطأ في العلاقة الزوجية، فقد يلجأ الزوج لامرأة أخرى لاستعادة إحساسه بالاهتمام، والثقة بالنفس.

ومن الأمور الهامّة أيضاً، التي تساعد على ترميم وتصليح العلاقة الزوجية بعد خيانة أحد الشريكين، التخلص من المشاعر السلبية تجاه الخائن، أي درّبي نفسك على ألا تنظري إلى زوجك وتعامليه معاملة الخائن، وتذكّري دائماً أنك قررت إعطاءه فرصة ثانية، وصفحة جديدة، لذا لا تتردّدي في إعطائه الثقة، وإعانته عليها.

مجلة كل الأسرة

نصائح نفسية للتعافي من الخيانة وتجاوز آثارها السلبية 

ولأن العلاقة بين الزوجين تحتاج إلى علاج زوجي، ناجع ومكثف، حتى تعود الأمور بينهما إلى ما كانت عليه، تقدم الدكتورة إكرام خليل، المتخصصة في العلاقات الزوجية والأسرية بالقاهرة

مجموعة من النصائح لتوطيد العلاقة بين الزوجين وإعادة بنائها أو ترميمها بعد الهدم، والتصدعات التي سببتها الخيانة، ومن أهمها:

  • تحتاج الزوجة إلى الكثير من الحكمة والتوازن في التعامل لتتمكن من تجاوز الأمر، وتخطّيه في سلام، من دون خسائر نفسية، بخاصة أن تهمة الخيانة لا تسقط بالتقادم في الحياة، فالمرأة لا تنسى هذا النوع من الأذى مهما مر عليها من الزمن.
  • من الهام للزوجة أن تمنح نفسها بعض الوقت، وتحاول خلال ذلك تقبّل الأمر، والتعايش مع مشاعر الحزن، وتجاوز الغضب والرغبة في الانتقام من الشريك الخائن.. لأن التعجّل في التعافي، والتعامل مع الزوج كأن أمراً لم يكن، يحفر في القلب والعقل مشاعر وأفكاراً سلبية لا تمحى بمرور الزمن.
  • الحديث مع الزوج أمر هام حتى وإن لم يكن لديك الرغبة في التعامل معه، ومناقشة الأمر، ومعرفة الأسباب التي أوصلتهما لهذه النقطة، لكن يجب أن يكون الحوار حول هذه المسألة بين الزوجين، وليس علنياً، أو على مرأى ومسمع من الأهل، أو الأصدقاء، أو الأبناء، ويجب أن يتوقف الطرفان فيها عن التجريح ومحاولات إلقاء اللوم على بعضهما بعضاً.
  • يجب على الزوج التفكير جيداً في تسامح الزوجة معه، وأن يحترم الفرص الممنوحة له، وأن يثبت للزوجة أنه يستحق كرمها، وطيب خلقها، ومسامحته على خيانته لها.
  • كما يجب عليه أن يمعن النظر في مستقبل أطفاله المسؤول عنهم وعن تربيتهم تربية سوية، لأنهم أولى برعايته، وعطفه، وحنانه.
  • استشارة المتخصصين ضرورية في كثير من الأحيان، بخاصة في حالات الخيانة التي قد ترافقها رغبة شديدة لدى الطرفين في الفضفضة، والشكوى لطرف آخر خلاف الشريك الخائن.
  • اجلسا معاً، و تناقشا بصراحة وشفافية حول علاقتكما، وضَعا معاً خطة حول الأمور التي ترغبان في تغييرها، وتطويرها، لتصبح علاقتكما أجمل وأقوى، ولا تنسيا أن تتفقا على إظهار الحب لبعضكما بعضاً، فشعور الشخص بالحب من شريك حياته يقوّي ثقته بالآخر، وبنفسه، وهذا سينعكس إيجاباً على ترميم علاقتكما بوقت أقصر.
  • إذا ما قررت إعطاء زوجك فرصة ثانية، وأن تفتحا صفحة جديدة في علاقتكما الزوجية، فهذا يعني أنك ترغبين حقاً في رؤية نتائج إيجابية، وهذه النتائج لن تتم إن لم تتمكني، حقيقة، من مغادرة الصفحة القديمة، لذا من المهم جداً أن تقللي مع نفسك من التفكير المفرط في موضوع خيانة زوجك، وأن تتركي الماضي يذهب مع الماضي، وتستفيدي منه في حاضرك ومستقبلك، ليكون زواجكما أكثر فاعلية، وأن تسمحي لنفسك، ولزوجك، بأن ترمما علاقتكما، فتصبح أمتن، وأجمل، وأقوى.

اقرأ أيضاً:
- 6 خطوات لـ«الحماية من الخيانة الزوجية».. يقدمها الاستشاري الأسري عامر الشواف
- الخيانة الزوجية تكسر قلوب النساء.. تفكك الأسر وتضيع الأبناء