10 يوليو 2025

رغم الحب.. 14 عادة يومية تدمر الرومانسية بين الزوجين

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

وجدت أغلب الدراسات التي عُنيت بشأن العلاقة الزوجية أن أقوى مؤشر على سعادة الأزواج هو نوع العلاقة التي ينشئها الشريكان معاً، واتفقت معظمها على أن العلاقة الرومانسية بين الزوجين مهمة، وأن الاستقرار والسعادة الزوجية لن يتحققا دون قدر لا بأس به من الرومانسية بين الأزواج، ما يتطلب العناية والجهد المشترك من الزوجين للحفاظ على صحة الزواج.

وأشارت هذه الدراسات إلى أن نوع العلاقة التي يبنيها الزوجان معاً أكثر أهمية لسعادتهما على المدى الطويل، كما أن التواصل والتفاعل الرومانسي مهمين جداً في الزواج الناجح، وأن الاستثمار في بناء علاقة رومانسية قوية يضمن سعادة واستقراراً طويل الأمد. ولتعزيز رومانسية العلاقة الزوجية يجب إشعال الشرارة العاطفية بين الشريكين وتعزيز العاطفة والحميمية بينهما.

لكن للأسف مع الروتين اليومي للحياة يبدأ المتزوجون ينسون أو يتجاهلون طرق التعبير عن المشاعر والحب، وتضيع بينهما الرومانسية... لذا تناقش «كل الأسرة» عدداً من خبراء العلاقات الزوجية والعلاج الزواجي للإجابة عن هذه الأسئلة: ما أهم أسباب ضياع الرومانسية بين الزوجين؟ ولماذا يفقد الأزواج والزوجات الرومانسية مع مرور الوقت رغم الحب؟ وكيف يحافظ الزوجان على علاقتهم الرومانسية حتى مع تقدم العمر؟

مجلة كل الأسرة

أين تذهب الرومانسية بعد الزواج؟

في البداية، تؤكد الاستشارية النفسية الدكتورة صابرين جابر، المتخصصة في العلاقات الزوجية والعلاج الزواجي في القاهرة، أن بيوتنا الآن ما أحوجها إلى الرومانسية، خاصة بعد تفشي ظاهرة الطلاق والخلع، وتكدس المحاكم بدعوى النفقة والرؤية للأطفال، وانهيار الكيان الأسري الذي راح ضحيته الكثير من الأبناء، وكم من أزواج وزوجات يعيشون في أفخم المنازل، ولديهم الخدم والحشم، ويأكلون كل ما لذ وطاب، ويرتدون أغلى الثياب وأحدث الموضات، لكنهم لا يشعرون بالسعادة الزوجية نتيجة فقدانهم الرومانسية التي لا تكلفهم شيئاً ولكنها تضفي عليهم البهجة والسرور، وتخلق بينهم الألفة والمودة.

وتقول «المرأة بطبيعتها عاطفية وتحتاج إلى جرعات منتظمة من الحب والرومانسية، وإذا أهمل الزوج الجانب العاطفي في العلاقة مثل الإطراء، والهدايا البسيطة، أو اللحظات الرومانسية حينها قد تشعر المرأة بأن العلاقة أصبحت باردة، ما يضعف مشاعر الاشتياق تجاهه.. لكن للأسف بعض الأزواج والزوجات نتيجة لانشغالهم الدائم بالحياة العملية يعانون الروتين، وذلك قد يكون له مردود سلبي على علاقاتهم العاطفية، لذلك فإنهم بحاجة لتغيير نمط حياتهم لتجديد العاطفة، الأمر الذي يتطلب ضرورة تعاملهم بشيء من الرومانسية».

مجلة كل الأسرة

أخطاء زوجية تتسبب في فقدان الرومانسية

ومن جانبه، يتفق معها الدكتور عمرو يسري، أستاذ الطب النفسي وخبير العلاقات الزوجية والأسرية بالقاهرة، من ناحية أن المشاعر الرومانسية العاطفية هي كلمة السر لنجاح العلاقة الزوجية، لكن ما يحدث أنه في بعض الأوقات بعد انقضاء حفل الزواج وانقضاء شهر العسل يشعر الزوجان بأن المهمة قد تمت أداؤها على أكمل وجه، فيميلان إلى نسيان الرومانسية، ويعتقدان أنه قد آن الأوان لبدء الحياة الزوجية بشيء من الواقعية، لكن لا بد أن يتخللها بعض الرومانسية من وقت إلى آخر لكسر ملل الحياة الزوجية.

وحول أبرز العادات الخاطئة التي يرتكبها الأزواج والزوجات والتي تتسبب في فقدان الرومانسية وحدوث جفاء وخرس زوجي، يحددها الدكتور في عدة نقاط من أهمها:

1. قلة الاهتمام بالشريك بعد مرور فترة من الزواج: فحينما لا يعود الاهتمام بالشريك من الأولويات تضعف روابط الحب، وتحدث فجوة بين الزوجين، وتقل الرومانسية.
2. الامتناع عن العلاقة الحميمية: وهو يعد أهم سبب لضياع لحظات الرومانسية بين الزوجين، فالعلاقة الحميمية هي أهم عادات توثيق الرومانسية بين الزوجين، وحينما تغيب أو تقل أو تتحول إلى روتين وواجب بين الطرفين بدون حماس تهرب الرومانسية بعيداً عنهما.
3. غياب الاحترام المتبادل: قد لا يتوفر الحب بين الزوجين ومع ذلك تسير الحياة الزوجية على وتيرة مستقرة ولا يحدث خلافات بين الزوجين، لكن لا يمكن أن تستقيم الحياة الزوجية إذا لم يتوفر الاحترام المتبادل.
4. جعل الأولوية للعمل والأصدقاء والأهل على حساب العلاقة الزوجية: فمن المؤكد أن كل هذه الأمور مهمة للغاية ولا غنى عنها، ولكن يجب أن تكون الأولوية للشريك حتى يشعر بأهميته وتقديره في نظر الطرف الآخر.
5. التذمر والنقد المستمر: قد يختلف الزوجان في الطباع ومع ذلك تستمر الرومانسية، لكن كثرة التذمر والنقد تقتل الحب بين الأزواج، وعندما يصبح التذمر والشكوى لغة حياة بين الشريكين تتحول الأيام السعيدة إلى كآبة وغضب لا ينتهي.
6. انتهاك خصوصية الشريك: يتشارك الأزواج والزوجات الحياة في مختلف النواحي، ولكن يجب أن يبقى لكل منهما مساحة شخصية لا يجوز انتهاكها، لأن ذلك يسبب نفور الشريك وعدم تقبله لتصرفات شريكه حتى ولو كانت بدافع الحب والغيرة.
7. حب التملك والسيطرة: قد يستمتع كلا الزوجين بالاهتمام الزائد من الطرف الآخر وملاحقاته الدائمة له في بداية العلاقة، لكن هناك خيط رفيع بين الحب الزائد والتملك وحب السيطرة.
8. الشك الزائد والغيرة العمياء: وهما من أهم أسباب ضياع الرومانسية، فدائماً ما يشعر الشريك بأنه مراقب طول الوقت، وأن الطرف الآخر يتلصص على كل تحركاته وأفعاله بسبب أو بدون سبب، ما يشعره بالضيق والحنق تجاهه، ولا يتقبل منه أي شيء، حتى وإن كان بعض اللحظات الرومانسية.
9. التجاوز والتطاول: سواء كان ذلك يتم بشكل مادي أو معنوي، فلا يمكن أن تظل العلاقة بين الطرفين بها قدر كاف من الحب والرومانسية عند افتقارها للاحترام والتقدير، بل قد تزيد هذه الأفعال من الجفاء والقطيعة.
10. عدم اعتذار أحد الطرفين عن أخطائه دائماً: عندما لا يقدم الطرف المخطئ اعتذاراً لائقاً عن أي تصرف خاطئ لن تصبح العلاقة بين الزوجين على أفضل ما يكون حتى وإن استمرت بلا مشكلات محددة، ولكن ستتحول لعلاقة بائسة محبطة أشبه ما تكون بالطلاق الصامت.
11. الاستخفاف بمشاعر الزوجة: مطالب الزوجة الدائمة من الزوج أن يشاركها أوقاتاً ممتعة وألا يتركها وحدها لساعات طويلة تضيع أي لحظات رومانسية بينهما وتفقدها الكثير من الفرص لقضاء أوقات سعيدة.
12. نسيان تواريخ الذكريات السعيدة بين الزوجين أو تناسيها: يحدث هذا بحجة ضغوط العمل والحياة مثل ذكرى الزفاف، وأعياد الميلاد، وغيرها من الذكريات المشتركة، ليتحول الأمر إلى ذكريات تعيسة بسبب التجاهل وقلة الاهتمام.
13. التوقف عن الغزل وتقديم الهدايا: فبمجرد إتمام الزواج ومرور وقت قصير تضيع الكثير من الفرص الرومانسية بين الزوجين، وتتحول العلاقة بينهما إلى علاقة روتينية لا حياة فيها.
14. التوقف عن الاهتمام بالمظهر والوزن بعد الزواج: يجعل العلاقة الزوجية مملة وبلا تجديد، ويقود إلى الطلاق.

مجلة كل الأسرة

خطوات بسيطة تضمن لك علاقة رومانسية للأبد

أما الدكتورة هند البنا، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الزوجية بالقاهرة، فترى أن الحب بين الزوجين والرومانسية في التعامل بينهما تعتريها فترات من الضعف والفتور وأحياناً الجفاف الشديد، بالتالي فهي تحتاج إلى مجموعة من المنشطات لتجديد دورة الحب والرومانسية في الحياة الزوجية.

ولأن غالب الجفاف العاطفي يُتهم الرجل بأنه هو المتسبب فيه، فأذكر للزوج والزوجة معاً مجموعة من الوسائل المعينة على تحقيق الرومانسية في تعاملك مع شريك حياتك:

  • لا تجعلا المسؤوليات الملقاة على عاتق كل منكما تنسيكما أهمية شحن بطاريات الحب بينكما بتخصيص وقت للقيام بأشياء مرحة معاً، وتبادل الضحكات واللحظات الرومانسية.
  • كلا الزوجين يحب أن يشعر بأن الطرف الآخر يحتاج إليه ويستمد قوته منه، فالرجل يحب أن يشعر بأنه الطرف الأقوى في العلاقة، بينما تفضل المرأة الإحساس بنظرات الشوق في عيون زوجها.
  • تبادل القبلات والعناق عند الخروج للعمل وعند العودة أمور بسيطة لكن لها مفعول السحر على علاقة الزوجين مهما مر الزمن، ولا يجب التوقف عنها أبداً.
  • اختيار التوقيت الملائم لمناقشة القضايا الحياتية وخاصة الخلافية، والالتزام بآداب الحوار، وأن يكون الأمر بينهما وحدهما دون تدخل أطراف خارجية،  يضمن للزوجين علاقة صحية بلا تراكمات.
  • أقول للزوجات: شاركي زوجك ما يحب حتى وإن كان خارج اهتماماتك، وكوني مرحة ومهذبة، ولا تظهري له قدراً من النكد حتى في أوقات الخلاف.
  • تحيني كل فرصة لتحضير أوقات رومانسية مع الزوج، ولا تربطي ذلك بأوقات العطلات والمناسبات الخاصة، بل اجعلي ذلك يحدث دوماً لتتمتعا بقدر كاف من السعادة الزوجية.
  • وأقول للأزواج: أهمية مصالحة الزوجة لا تقل أهمية عن الرومانسية بين الزوجين، وهي علاج للعلاقة الزوجية التي تمر بمشكلات وعقبات كثيرة، من المهم أن تتيقنا أن الحياة الزوجية تحتاج إلى الكثير من الصبر والتحمل وامتصاص كل منكما غضب الآخر، وستمر بكما محطات صعبة في الحياة فحاولا عدم الوقوف على كل صغيرة وكبيرة، كل إنسان يخطئ ويصيب، ولسنا ملائكة.
  • وأقول لهما معاً: جددا في العلاقة الحميمية بينكما، واجعلاها أكثر إثارة وحميمية للتقرب من بعضكما البعض، ولا تبخلا بالمفاجآت البسيطة والهدايا التي تزيد حماس الحب، ولا تذهبا للنوم وأنتما غاضبان، واهتما بقضاء أوقات مرحة معاً تملؤها الابتسامات والنكات المرحة.

اقرأ أيضاً:
- 3 أسرار لتحقيق السعادة الزوجية
- لا تستسلموا للملل الزوجي.. 4 نصائح لاستعادة الرومانسية