12 يونيو 2025

10 نصائح عملية لتجاوز خجل المرأة في طلب المال من الزوج

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

تعاني بعض النساء مشاعر الحرج، أو الخجل عند طلب المال من أزواجهن، حتى وإن كان الأمر يتعلق باحتياجات أساسية، أو مشتركة. هذا الشعور قد ينبع من خلفيات تربوية، أو نفسية، أو من الخوف من إثقال كاهل شريك الحياة.

في هذا الصدد، نناقش الأسباب التي تجعل الزوجة تخجل من طلب المال، رغم قوّة العلاقة، والحب المتبادل، ونستعرض الحلول الفعّالة لبناء تواصل مالي صحي بين الزوجين، يعزز الثقة والشراكة في الحياة الأسرية.

مجلة كل الأسرة

تقول شيخة الكعبي، مستشارة أسرية ونفسية ومعالج معرفي سلوكي «تشتكي بعض الزوجات إحراجهنّ من طلب المال من شريك الحياة، الأمر الذي يضعهن في موقف صعب. فبعد أن تأتي المرأة من بيت ينفق فيه الأب من دون حساب، وأم تعطي من دون سؤال، تجد نفسها وقد وجب عليها طلب الإنفاق، وعلى الرغم من أنه لا يوجد نظام يوّجب على الزوج صرف مبلغ مالي نقدي شهري لشريكة حياته، ففي المقابل، لا يحق له أن يأخذ من مالها من دون موافقتها. وهنا يأتي الاحتواء النفسي من جانب الزوج الذي عليه أن يعلم كل ذلك، ويقرر أن يمنحها مبلغاً مالياً قدَّره هو لها، من دون أن يؤثر ذلك في حالته المادية، لعلمه المسبق بخجلها من أن تطلب المال، رغم الحاجة إليه».

عدم حصول المرأة على فرصة لمنحها الإدارة المالية يحوّلها إلى شخص مُستغِلّ أو خجول

بيد أن هناك أسباباً أسرية تدفع المرأة إلى الخجل من التعبير عن مشاعرها، وضيقها بعدم تقدير زوجها لاحتياجاتها المادية، توضحها شيخة الكعبي «في أحيان كثيرة قد لا تحصل المرأة من أسرتها على فرصة لمنحها الإدارة المالية الشخصية، والتوجيه والإرشاد المالي من والديها، فتكون المحصلة فتاة لا تعرف حقوقها المالية، وما لها، وما عليها، فتتحول إما إلى شخص منهِك للزوج تسلب منه حقوقاً لم تمنح لها، وإما إلى شخص خجول، وتقع ضحية لأفكارها، ومعتقداتها، وتجاربها، ما يجعلها تحت ضغط نفسي ينعكس على سلوكها، حتى هي لا تعلم لماذا تتصرف هكذا، ولكنه نتيجة تراكمات لا تعالج».

وتضيف «هناك بعض الأزواج يستغلون عدم الإدراك لأهمية توجيه الزوجة لما يحق لها من مال تنفقه على احتياجاتها الشخصية، وهذا بدوره يجعلها تعيش التهميش، كأن لا قيمة لها، وبتلقائية تنخفض قيمتها، النفسية والذاتية، لأن ذلك يفتح لها سبيلاً للمقارنة مع النساء الأخريات، أو حتى أخواتها، ما يلزمها بشعور من الأسى، فتنغلق بأفكار ومعتقدات من حيّز تجربتها».

مجلة كل الأسرة

10 نصائح مهمة للزوجة

تقدم شيخة الكعبي 10 نصائح لتجاوز المرأة مرحلة الخجل عند طلب المال من شريك الحياة:

  • عزّزي ثقتك بنفسك: إدراك أن طلب المال في إطار العلاقة الزوجية ليس عيباً، أو ضعفاً، بل يُعد خطوة مهمة، وحقاً مشروعاً ضمن الشراكة والمسؤولية الأسرية.
  • غيّري طريقة تفكيرك: استبدال الشعور بالحرج بالفهم والاستيعاب، وإدراك أن الحوار المالي الصحي يسهم في استقرار العلاقة الزوجية.
  • اختاري الوقت المناسب للحديث: تسليط الضوء على الأمور المالية يحتاج إلى وقت هادئ ومريح للطرفين، إذ يساعد ذلك على تقبّل الموضوع من دون توتر، أو حساسية.
  • اعتمدي أسلوب أكثر لباقة: طريقة الطلب لها دور كبير في تنفيذه، فكلما كانت نبرة الحديث ودودة، وواضحة، زادت فرص التفاهم والتجاوب الإيجابي.
  • الاتفاق المسبق على ميزانية أو مصروف: وضع نظام مالي شهري، أو أسبوعي، متفق عليه يُقلل الحاجة إلى طلب المال باستمرار، ويخفف من الوقوع في دائرة الحرج.
  • الانفتاح في الحديث عن المال: تعويد النفس، والزوج، على مناقشة الشؤون المالية بصراحة، ومن دون شعور بالخجل، أو الذنب، ما يعزز الثقة المتبادلة بين الشريكين.
  • عبّري عن احتياجاتك بوضوح: لا تفترضي أن الزوج يعرف ما تحتاجين إليه، فالتعبير الصريح يساعده على فهم أولوياتك المالية، واحتياجاتك الشخصية التي لا غنى عنها.
  • شاركي زوجك الأهداف المالية: وضع أهداف مشتركة (ادّخار – شراء – مصروفات)، يُشعر الزوج بأن الطلب جزء من التخطيط الأسري.
  • اطلبي الدعم النفسي إذا لزم الأمر: إذا كان الشعور بالخجل عميقاً، وله جذور نفسية، فقد يكون من المفيد استشارة متخصص لمساعدتك على تجاوزه.
  • درّبي نفسك على أن الزواج شراكة لا علاقة تبعية: التوازن في العلاقة الزوجية يتطلب دعماً متبادلاً، مادياً وعاطفياً، ويجب ألا تشعري بأنك «تتسوّلين» المال.

"فالزوج الذكي سليم الفطرة هو من يحاول إزالة المبهم بالنسبة إلى شريكة حياته، وهو من يمنحها السلام المالي الذي يجعلها في حالة سعادة، وتوازن نفسي، يسهم في تعاملها مع كل مسارات الحياة بتفكّر، وتعقّل، ومرونة شديدة».