تُعد مرحلة الخطوبة فرصة ثمينة للتفاهم، وبناء أرضية مشتركة بين الطرفين، وتظل إطاراً اجتماعياً يصل بالخطيبين إلى يوم عقد القران، فالإتيكيت يضع حدوداً راقية تكفل استمرار التفاهم بعيداً عن أيّ تصرف قد يُسبب مشكلات، أو يُضعف من قيمة هذه المرحلة.
فما هي أبرز هذه السلوكات التي تُخالف وتُنافي أصول الإتيكيت الراقي؟ تجيب عن تساؤلنا الدكتورة شيخة الدوسري، خبيرة المظهر والأناقة والإتيكيت «بداية أوضح أن فترة الخطوبة من أهم المراحل التي تعيشها الفتاة، ما يسترعي التعامل مع الخطيب من دون تصنّع، والحرص على الصدق والشفافية، ومحاولة فهم شخصية الخطيب، واستيعاب سلوكه، مع عدم محاولتك تفصيل شخصية ترضيك، فلكل واحد سِماته التي تميزه عن غيره، وعلى الفتاة إدراك تلك المسألة، فلا مجال لتغيير تلك الصفات، بل يجب فهمها، والتعايش معها، وإذا لم تستطع التكيّف فعليها الرحيل قبل فوات الأوان».
محظورات في فترة الخطوبة
وتضيف د. شيخة «فالبحث عن المثالية، وأن يكون كل شيء جيداً بحلول موعد زفافك ربما يكون ممكناً في ما يتعلق بترتيبات الفرح، وليس في تغيير شخصيته، أو طباعه، كما أن نجاح تلك العلاقة يحتاج إلى وضع خطط مشتركة للمستقبل، فهذه المرحلة محورية في الحياة، ولابد أن تغلّفها الأهداف المشتركة، ومراجعتها بانتظام مع الخطيب.
كل هذا يدفعنا لأن نضع 7 محظورات يجب الابتعاد عنها درءاً لنشوب الخلافات، ومنها:
- عدم احترام الخصوصية: من غير اللائق التطفل على هاتف الخطيب، أو محاولة معرفة تفاصيل دقيقة لم يتم الإفصاح عنها، فلكل فرد مساحته الخاصة التي يجب احترامها.
- الملابس والتقاليد: من المهم أن تلتزم العروس بإطلالة محتشمة تعبّر عن ذوقها الراقي، وتحترم التقاليد الاجتماعية والعادات التي تربت عليها.
- الضغط العاطفي والمادي: عدم الإلحاح في الاتصال، أو المطالبة بهدايا باهظة، أو المقارنات المادية غير اللائقة، فالرقيّ في التعامل لا يقترن بالمطالب، بل بالتقدير.
- الانتقاد الجارح: من آداب الخطوبة احترام عائلة الطرف الآخر، وتجنب إطلاق الأحكام، أو التدخل في تفاصيلها، وانتقادها، فالمجاملات الرقيقة تعكس حسن التربية، ولباقة التعامل.
- التحدث باسم الطرف الآخر: لا يُستحب أن تتحدث العروس، أو الخطيب نيابة عن شريكه، أو تؤخذ قرارات بالنيابة عنه أمام الآخرين، فلكلٍ منهما استقلاله، ورأيه الخاص.
- تقمّص دور الزوجة: يُعد فرض الرأي والتحكم العاطفي سلوكاً غير مرغوب فيه، فالعلاقة الصحية تأخذ كل مرحلة فيها وقتها، وتُبنى بالتدريج، من دون إفراط في المشاعر، ويكون قوامها التفاهم والاحترام، لا السيطرة.
- نشر تفاصيل الخطوبة على وسائل التواصل: مشاركة الصور أو الرسائل الخاصة قد تبدو تصرفاً عفوياً، لكنها من منظور الإتيكيت تُعد تعدّياً على الخصوصية، وتهدّد خصوصية المرحلة.
وفي الختام، تؤكد خبيرة المظهر والأناقة والإتيكيت، الدكتورة شيخة الدوسري، أن الإتيكيت في فترة الخطوبة ليس تكلّفاً، بل تربية راقية تحفظ الكرامة، وتعزز الاحترام، وتُمهّد لبداية ناضجة، مبنية على التفاهم والثقة المتبادلة، وعلى الخطيب أن يعزز ذلك كله بإمداد خطيبته بالحب، والعطف، واللّين، وتجنب إعطائها الأوامر، وأن يكون فخوراً بها، ويحترم خصوصياتها، ويشاركها اهتماماتها، ويحفزها على النجاح، وأن يحرص دوماً على الاستماع لها، وفهم وجهة نظرها، مع التحلي بالهدوء، وضبط النفس، والسيطرة على الغضب، وكذلك تجنب وصفها بالعنيدة، لكون ذلك يجعلها أكثر غضباً واندفاعاً، وأخيراً الحفاظ على مساحة الخصوصية، فلكل واحد اهتماماته واحتياجاته المختلفة التي يجب أن يحترم حدودها الطرف الآخر.