يساعد الموز على منع التقلّصات، وهو غني بمضادات الأكسدة التي تحارب الأمراض. إنه من الفواكه المفضلة في جميع أنحاء العالم، ففي أمريكا وحدها، على سبيل المثال، يستهلك كل شخص ما معدله 11 كيلوجراماً من الموز سنوياً. لكن قد لا يعلم الكثيرون أن مرحلة نضج الموز، ولونه بالتحديد، تحدد الفوائد الصحية التي يحصلون عليها.
يقول بعض أخصائيي التغذية إن الموز لا يفقد الألياف، لكن الألياف تتغير مع نضجه، فيتحول من احتوائه على نشا مقاوم أكثر، إلى احتوائه على نشا مقاوم أقل.
وسواء كنت تفضل الموز الأخضر غير الناضج، أو الموز البنّي الأكثر طراوة، فهناك فوائد جمة في جميع مراحل هذه الوجبة الخفيفة المعبّأة طبيعياً، وغير المكلفة.
الموز الأخضر
على الأرجح، ليس هذا هو الخيار الأول لمعظم الناس في متاجر البقالة.
ومع ذلك، فالموز الأخضر يحتوي على كمية كبيرة من النشا المقاوم، وهو كربوهيدرات أساسية تتغذى عليها تريليونات البكتيريا التي تعيش في أمعائنا، والتي ارتبطت بتحسين صحة الأمعاء.
ووفقاً لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، تساعد الأنظمة الغذائية التي تحتوي على النشا المقاوم على التحكم في نسبة السكّر في الدم، وتضمن الشعور بالشبع.
وقد ثبت أن النشا المقاوم يقلل من الإصابة بالسرطان في الأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي، مع استمرار آثاره لمدة تصل إلى 10 سنوات، وفقاً لباحثين من المملكة المتحدة.
وقال الدكتور جون ماذرز، الأستاذ بجامعة نيوكاسل، في تصريح له «وجدنا أن النشا المقاوم يقلل من مجموعة من أنواع السرطان بنسبة تزيد على 60%».
ويحتوي الموز الأخضر على ألياف البكتين البريبايوتيكية، والتي تساعد أيضاً على الشعور بالشبع، وتتحكم في ارتفاع نسبة السكّر في الدم. إذ يوجد في الموز الأخضر بالكامل ثلاثة جرامات من الألياف، بينما يحتوي الموز الناضج على أقل من جرامين.
ويجب أن يتراوح إجمالي تناول الألياف الغذائية للبالغين من 25 إلى 30 جراماً يومياً من الطعام، وفقا لجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. ويبلغ متوسط استهلاك البالغين الأمريكيين حالياً نحو 15 جراماً فقط، يومياً.
الموز الأصفر والبنّي
مع نضج الموز واكتسابه اللون الأصفر، يتحول النشا المقاوم الموجود فيه إلى سكّر، وفقاً لجمعية القلب الأمريكية.
ينطبق هذا، بغضّ النظر عن مدى نضج الثمرة، بما في ذلك الموز الأصفر ذو السيقان الخضراء والموز ذو البقع البنية ذو اللب الطري.
وعلى الرغم من أن الموز الناضج أسهل هضماً، إلا أنه قد يسبب ارتفاعاً حاداً في نسبة السكّر في الدم. يحتوي الموز الناضج عادة على نحو 15 جراماً من السكّر، بينما يحتوي الموز الأخضر عادة على جرامين، أو ثلاثة جرامات أقل.
لكن الموز الأصفر يعد مصدراً أفضل للبوتاسيوم، وهو معدن ضروري لتنظيم ضغط الدم، وموازنة الصوديوم الذي يرفع ضغط الدم.
تحتوي موزة متوسطة الحجم على 420 ملليجراماً، ما يمثل جزءاً كبيراً من الكمية الموصى بها للرجال والبالغة 3400 ملليجرام، و2600 ملليجرام للنساء يومياً.
ويقول أخصائيو التغذية المُعتمدة إن موزة واحدة تحتوي على 8% من القيمة اليومية للبوتاسيوم، وهو معدن لا يحصل عليه الكثير من الناس بكمية كافية. كما يحتوي الموز الناضج على مستويات أعلى من مضادات الأكسدة، والمواد الكيميائية النباتية، مثل فيتامين ج الذي يعزز صحة المناعة، وفيتامين ب6 الذي ينظم عملية الأيض. لذلك فهم يؤكدون أن موزة واحدة تمنحك ما بين ربع وثلث الكمية اليومية من فيتامين ب6.
الموز الناضج جداً
على الرغم من أن مستويات السكّر ومضادات الأكسدة ترتفع قليلاً مع الموز البنّي، أو الأسود، إلا أن مستويات الألياف وفيتامين ج تنخفض أيضاً.
على سبيل المثال، تحتوي الموزة الناضجة على 14 ملليجراماً من فيتامين ج، بينما تحتوي الموزة الناضجة جداً على 10 ملليجرامات. ومن المثير للاهتمام أن الموز الناضج جداً يحتوي على حمض الفوليك أكثر بقليل من الموز الناضج. وحمض الفوليك هو فيتامين ب ضروري لنمو الخلايا، ويساعد على تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. قد لا تجد موزة ناضجة جداً على رفوف المتاجر، لكن الكثيرين يستخدمونها لتحضير خبز الموز.
كما يضيف خبراء التغذية أن الموز الناضج جداً هو الأكثر حلاوة، وأسهل هضماً، وعلى الرغم من أن مستوياته الغذائية قد تنخفض قليلاً، إلا أنه لا يزال مصدراً جيداً للطاقة والبوتاسيوم. وقد يكون خبز الموز غنياً بالسكّر، لكن يمكن للخبازين إعداد نسخة صحية منه عن طريق استبدال الزبادي اليوناني بالكريمة الحامضة، والتخلّي عن سكر المائدة.
وأخيراً، يُعد الموز الناضج جداً إضافة جيدة أيضاً لعصير الإفطار، أو مزجه مع الزبادي اليوناني لتجنب الكربوهيدرات.