30 نوفمبر 2025

7 أسباب شائعة للتعرّق البارد... ومتى يكون مشكلة تثير القلق

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

العرق هو المُبرّد الطبيعي لجسمك. تساعد قطرات الماء الصغيرة على بشرتك على خفض درجة حرارة جسمك عندما تشعر بحرارة شديدة. ولكن ماذا لو كنت تتعرّق وتشعر بالبرد في الوقت نفسه؟ هل هذا مؤشر على أمر خطر؟

ربما، يقول الأطباء، وينصحون بالحصول على رعاية طبية فورية إذا أُصبت بالتعرّق البارد. والتعرّق البارد ليس حالة مرضية، بل هو علامة تحذيرية على وجود خلل ما. قد تكون لديك حالة طبية تتطلب علاجاً فورياً.

ما هو التعرّق البارد؟

التعرّق البارد يعني أنك تتعرّق رغم شعورك بالبرد. إذ عادة لا يجتمع هذان التفاعلان. فالتعرق الطبيعي هو استجابة لارتفاع درجة حرارة الجسم، غالباً ما يكون نتيجة التعرض للحرارة، أو النشاط البدني، حيث يُخفض التعرّق درجة حرارة الجسم، ما يُشعرك بالبرودة.

يمكن أن يحدث التعرّق البارد مع أعراض أخرى، مثل القشعريرة ورطوبة الجلد.

مجلة كل الأسرة

ما الذي يسبب التعرّق البارد؟

هناك حالات عدّة يُمكن أن تسبب التعرق البارد. إليكم 7 أسباب شائعة:

1. اضطرابات الغدد الصماء

ينتج فرط نشاط الغدة الدرقية كمية كبيرة من هرمون الغدة الدرقية، (فرط نشاط الغدة الدرقية). فعندما يكون لديك كمية كبيرة من هرمون الغدة الدرقية، تتسارع عملية الأيض لديك. وقد تشعر بالقلق، وتعاني خفقان القلب، وتتعرّق أكثر من المعتاد، لأن عملية الأيض تساعد على تنظيم درجة حرارة جسمك.

يمكن أن يحدث التعرّق غير المبرّر مع العديد من الحالات التي تؤثر في جهاز الغدد الصماء. على سبيل المثال، يمكن أن يكون التعرّق البارد علامة على ورم نادر في الغدة الكظرية، يسمى ورم القواتم. هذا الورم غير السرطاني يسبب إفرازاً مفرطاً لهرمون الأدرينالين في الجسم، ما يؤدي إلى التعرّق البارد.

ويبدو الارتباط بين التعرّق البارد واضطرابات الغدد الصماء واضحاً عند فهم دور منطقة تحت المهاد في تنظيم درجة حرارة الجسم. هذه الغدة، الموجودة في أعماق الدماغ، هي الرابط الرئيسي بين جهاز الغدد الصماء والجهاز العصبي، وظيفتها الأساسية هي الحفاظ على استقرار الجسم، وهو ما يسمى بالتوازن الداخلي.

ويقول المختصون إنه عندما ترفع التغيّرات الهرمونية الناتجة عن اضطرابات الغدد الصماء درجة حرارة الجسم، يرسل تحت المهاد رسالة إلى الغدد العرقية، فتستجيب الغدد بإفراز العرق لتبريد الجسم.

2. أمراض القلب والنوبات القلبية

يمكن أن يكون التعرّق البارد علامة على مرض الشريان التاجي. يحدث هذا النوع من أمراض القلب عندما تتراكم رواسب اللويحات داخل الشرايين. وتسد اللويحات الشرايين، ما يبطئ تدفق الدم إلى القلب. وأنت معرّض لخطر الإصابة بنوبة قلبية إذا أوقفت اللويحات تدفق الدم تماماً.

لأن التعرّق البارد من أعراض النوبات القلبية الشائعة، يشدّد الأطباء على أهمية الاتصال بالطوارئ عند الشعور بالبرد والتعرّق، ويضيفون أنه حتى لو لم تكن تعاني أعراض النوبات القلبية التقليدية، مثل ألم الصدر، فاطلب العناية الطبية الفورية.

يصاب بعض الأشخاص بما يعرف بالنوبات القلبية الصامتة التي تسبب أعراضاً مختلفة، مثل ضيق التنفس. ويمكن للفحوصات تحديد ما إذا كنت تعاني نوبة قلبية، حتى يتمكن مقدمو الرعاية الصحية من البدء، بسرعة، بعلاجات منقذة للحياة.

3. انقطاع الطمث والتغيرات الهرمونية

يمكن أن تسبب التغيرات الهرمونية، بخاصة تلك التي تحدث أثناء انقطاع الطمث، الهبّات الساخنة، وأعراضاً أخرى. وكما يوحي الاسم، تشعر بالحرارة والتعرّق أثناء الهبّات الساخنة. ولكن بعد ذلك، قد يبدأ التعرّق البارد، مع عودة جسمك إلى درجة حرارته الطبيعية.

4. العدوى

يمكن أن تسبب العدوى الفيروسية، مثل الإنفلونزا، ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم، مسببة الحمى. ومع بدء الشعور بالتحسن، تنخفض درجة حرارتك، ما قد يؤدي إلى التعرّق البارد. كما يمكن أن تسبب العدوى البكتيرية التعرّق البارد. وغالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بعدوى المكورات العنقودية الذهبية، مثل تعفن الدم، تعرّقاً بارداً، لأن جهازهم المناعي يبذل جهداً أكبر لمكافحة العدوى.

5. انخفاض سكّر الدم

قد يشعرك الانخفاض السريع في سكر الدم بالبرد والرطوبة. ومرضى السكري، بخاصة الذين يستخدمون علاجات الأنسولين، أكثر عرضة لانخفاض سكر الدم.

في بعض الأحيان، قد يسبب الإفراط في تناول الأنسولين، أو أدوية السكري الفموية، انخفاضاً حاداً في مستويات سكّر الدم، بخاصة إذا لم تتناول طعاماً كافياً بعد تناول الدواء.

يعاني بعض الأشخاص انخفاضاً في سكّر الدم خلال ساعتين بعد تناول الطعام. ويُعد سبب نقص سكّر الدم التفاعلي غامضاً بعض الشيء، ولكن الإفراط في تناول الكربوهيدرات البسيطة، بما في ذلك الحلويات، قد يسبب هذا التفاعل.

قد تنخفض مستويات سكّر الدم أيضاً عند ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، أو البقاء لفترة طويلة من دون طعام.

6. الألم والصدمة

قد يبدأ جسمك بالتعرّق البارد عند الشعور بألم شديد نتيجة إصابة، أو حالة مؤلمة، مثل حصوات المرارة، أو الكلى.

يحدث التعرّق البارد عندما يحفز الألم استجابة الجسم للهجوم، أو الهرب. ويتدفق الأدرينالين في الجسم، ما يرفع ضغط الدم، ويجعلك تتعرق.

قد يكون التعرّق البارد الذي يحدث عند الشعور بألم شديد علامة تحذيرية على دخولك في صدمة. والصدمة حالة طارئة تهدّد الحياة، وتشير إلى أن أعضاءك لا تحصل على كمية كافية من الدم، وتتطلب هذه الحالة رعاية فورية.

يمكن أن تسبب الإصابات وردود الفعل التحسسية الشديدة، وصدمة الأنسولين، دخولك في صدمة. وإضافة إلى التعرّق البارد، قد تعاني الدوخة، أو الإغماء، الغثيان والقيء، شحوب أو شحوب الجلد، سرعة التنفس وزيادة معدل ضربات القلب.

7. التوتر والقلق ونوبات الهلع

يحفز التوتر والقلق أيضاً استجابة «القتال أو الهروب». قد تصاب بتعرّق بارد، وقد يتسارع معدل ضربات قلبك وتنفسك.

يعد التعرّق البارد شائعاً أثناء نوبات الهلع. وتسبب نوبات الهلع أعراضاً تشبه أعراض النوبة القلبية، بما في ذلك التعرّق، والغثيان، وألم الصدر.

إذا كنت تعاني تعرّقاً بارداً، فاطلب العناية الطبية فوراً، لاستبعاد إصابتك بنوبة قلبية.

مجلة كل الأسرة

هل يُعد التعرّق البارد خطراً؟

التعرق البارد بحدّ ذاته ليس خطراً، ولكن الحالة الكامنة التي تسبب التعرق قد تكون خطرة.

قد يكون التعرّق البارد علامة على مشكلة صحية خطرة. ومن دون فحص طبي مناسب، لا يمكنك الجزم ما إذا كان التعرّق البارد ناتجاً عن القلق، أو التوتر، أو نوبة قلبية. لهذا السبب، يُنصح باستشارة الطبيب فوراً، إذا كنت تعاني التعرّق البارد.

قد تشعر بأنك بخير عندما يتوقف التعرّق، أو قد تشعر بالحرج عند طلب الرعاية الطبية، بينما تعتقد أن الأعراض مؤقتة، لكن من الأفضل معرفة ما يحدث بدلاً من تعريض حياتك للخطر.

كيف يختلف التعرّق البارد عن أنواع التعرّق الأخرى؟

يختلف التعرّق البارد عن أنواع التعرق الأخرى بطرق عّدة:

يحدث فجأة من دون سبب واضح

يبدأ التعرّق حتى لو لم تكن تقوم بأيّ مجهود بدني شاق، أو في بيئة دافئة. على سبيل المثال، يمكن أن يحدث التعرّق البارد أثناء مشاهدة التلفزيون، أو الجلوس على مكتبك، أو المشي إلى المطبخ لتناول وجبة خفيفة.

يحدث وأنت مستيقظ

هذه الحقيقة تجعل التعرّق البارد مختلفاً عن التعرّق الليلي، الذي يوقظك من نوم عميق بملابس نوم وملاءات مبللة. يمكن أن يجعلك التعرق الليلي تشعر بالبرد، بل وحتى بالارتعاش، حيث يبرّدك العرق. لكن الحرارة الناتجة عن الارتفاع السريع في درجة حرارة الجسم هي التي تسبب التعرّق الليلي.

اقرأ أيضاً: 7 معلومات هامّة يجب أن تعرفها حول فرط التعرّق