الصوت الذي تسمعه من الركبة، المعروف طبياً باسم «طقطقة الركبة»، حالة شائعة لدى جميع الأعمار. ففي صباح هادئ، تربط حذاءك، وتخرج من المنزل، وتبدأ رياضتك الصباحية، أو تتوجه إلى العمل كالمعتاد. ولكن ما إن تخطو الخطوات الأولى، حتى تسمع صوت طقطقة خافتة، تُشبه تقريباً صوت طقطقة الحصى، تعتقد أنه يأتي من تحت قدميك، إلا أن الصوت في الحقيقة صادر عن ركبتك!
وبالعودة إلى الوراء، تتذكر أنك سمعت صوتاً مشابهاً أثناء صعودك الدرج، الأسبوع الماضي. تتوقف، وتقوم ببعض تمارين التمدّد السريعة، ثم تُكمل المشي. لكن صوت الطقطقة يعود سريعاً.
تبدأ تنتابك موجة من الخوف: هل هناك خطب ما في ركبتي؟ هل هذا احتكاك بين العظام؟ هل أعاني التهاب المفاصل؟
قبل أن تُصاب بالذعر، دعونا نوضح ما قد تعنيه هذه الركبتان الصاخبتان.
طقطقة الركبة هي أصوات طقطقة، أو صرير أو طحن، مسموعة تحدث عند ثني الركبة، أو فردها. قد تسمعها عند صعود السلالم، أو النهوض من الكرسي، أو حتى أثناء المشي.
ومن المثير للدهشة أننا لا نعرف سبب طقطقة الركبة. وتشير النظريات إلى أن هذه الأصوات الصادرة عن مفصل الركبة قد تُعزى إلى تلف غضروف الركبة، أو تحرك الأوتار فوق العظام، أو فرقعة فقاعات غاز طبيعية في السائل المحيط بالركبة.
لكن الأدلة العلمية الحالية غير كافية لتحديد أصل هذه الأعراض الشائعة بثقة.
ووجدت مراجعة بحثية أخيرة في بريطانيا لـ 103 دراسات حول طقطقة الركبة ( شملت 36439 شخصا)، أن 41% من عامة السكان يعانون طقطقة في الركبة.
وهناك اعتقاد شائع بأن صوت الطقطقة، أو الصرير، أو الطحن، هذا هو علامة على تلف الركبة، أو التهاب مفاصلها. ومع ذلك، فإن 36% من الأشخاص الذين لم يشعروا بألم، ولم يتعرضوا لإصابة في الركبة قط، يعانون أيضاً طقطقة الركبة.
إذن، طقطقة الركبة شائعة بين جميع السكان، حتى بين الأشخاص الذين لا يعانون أي مشكلات في الركبة على الإطلاق.
يمكن أن تُسبب طقطقة الركبة القلق، وتجعل الناس يخشون ممارسة الرياضة، واستخدام ركبهم. وكثيراً ما يسأل الناس: هل أسبّب المزيد من الضرر لركبتي؟ هل هذا يعني أنني سأصاب بالتهاب المفاصل؟
تُعتبر الركبتان المزعجتان أكثر شيوعاً بين كبار السن المصابين بالتهاب المفاصل: 81% من المصابين بهشاشة العظام يعانون طقطقة الركبة.
ومع ذلك، فإن طقطقة الركبة ليست دائما علامة على مشكلات وشيكة في الركبة، ولا ينبغي أن تمنعك عن ممارسة الرياضة، واستخدام ركبتك. ففي دراسة أجريت على 3495 من كبار السن (متوسط أعمارهم 61 عاماً)، لم يُصب ثلثا الأشخاص الذين أفادوا بأنهم يعانون «دائماً» طقطقة الركبة، بأعراض هشاشة العظام على مدى السنوات الأربع التالية. إذا كنت شاباً بالغاً وتعرضت لإصابة سابقة في الركبة، فالأمر مشابهٌ تماماً: لا يزال صوت طقطقة الركبة شائعاً، بخاصة بعد الإصابة، ولكنه ليس دائماً علامة على وجود مشكلات كامنة.
كما أجريت دراسة حديثة على 112 شاباً بالغاً (بمتوسط عمر 28 عاماً) تعرضوا لإصابة سابقة في الركبة تطلبت جراحة. ووجد الباحثون أن المصابين بطقطقة الركبة كانوا أكثر عرضة بمرتين لتلف الغضروف (خاصة في منطقة الرضفة)، في السنة الأولى بعد الجراحة. ومع ذلك، فإن الإصابة بطقطقة الركبة لا تعني نتائج أسوأ في المستقبل.
ويبدو أنه على الرغم من أن المصابين بطقطقة الركبة قد يعانون ألماً وأعراضاً أسوأ في المراحل المبكرة بعد الإصابة، إلا أن هذا لا يعني تعافياً أسوأ، أو معدلات أعلى للإصابة بهشاشة العظام على المدى الطويل.
بما أن صوت طقطقة الركبة شائع لدى الأشخاص الذين لا يعانون ألم، أو إصابة، أو التهاب مفاصل في الركبة، فلا داعي للقلق عموماً. نعم، قد تزعجك، أو تزعج من حولك، بخاصة أثناء سكون الليل، ولكن بشكل عام، إذا لم يكن الأمر مؤلماً، فلا داعي للقلق.
للأسف، لا توجد علاجات فعالة لطقطقة الركبة. وأفضل نصيحة هي الاستمرار في القيام بالأشياء التي تساعد على تحسين صحة الركبة بشكل عام: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، سواء الهوائية أو المقاومة، والوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه.
فقط، كن حذراً بشأن الحصول على المعلومات عبر الإنترنت، لأن أكثر من نصف النصائح المتاحة على الإنترنت حول طقطقة الركبة غير مدعوم بالأبحاث.
على الرغم من أن طقطقة الركبة غالباً ما تكون حميدة، إلا أن هناك حالات تستدعي استشارة طبيب مختص، بخاصة في الحالات التالية:
في مثل هذه الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء تقييم بدني لفحص الهياكل داخل مفصل الركبة وحوله، وتقييم تأثير أعراضك في جودة حياتك ومشاركتك في الأنشطة، ويشمل العلاج:
والأهم من ذلك، أن صرير الركبتين وحده، من دون أعراض أخرى، لا يُثير القلق عادة. لذا، ارتدِ حذاءك الرياضي، واستمر في الحركة.
اقرأ أيضاً: 16 عادة خطرة في حياتك اليومية تدمر مفاصلك دون أن تدري