28 سبتمبر 2025

مع أسبوع التوعية به... كيف تميّز بين الصداع النصفي والصداع العادي؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

يتطلب الصداع النصفي علاجاً وطريقة خاصة للتعامل معه، لذا من الهام عدم تجاهله، معتبراً إيّاه صداعاً عادياً شديداً.

ففي حين أن الصداع العرضي غالباً ما يكون مجرّد إزعاج بسيط، إلا أن ألم الرأس المستمر والشديد قد يشير إلى حالة أكثر خطورة، مثل الصداع النصفي. ويتطلب الصداع النصفي تدابير خاصة عند التعامل معه، وينصح الخبراء بالانتباه له، ومعرفة تمييزه عن حالات الصداع الأخرى.

ومع حلول أسبوع التوعية بالصداع النصفي (22-28 سبتمبر)، نستعرض معكم ما يقوله الخبراء والأطباء عمّا يميّز الصداع النصفي عن الصداع العادي.

ما الذي يسبب نوبات الصداع النصفي؟

الصداع النصفي حالة عصبية معقدة، يُعتقد أنها ناتجة عن نشاط دماغي غير طبيعي يؤثر في الإشارات العصبية، والمواد الكيميائية، والأوعية الدموية في الدماغ.

ويشعر الأشخاص المصابون بالصداع النصفي بنوبات هذا الصداع، ورغم وجود مُحفِّزات مُحدّدة لهذه النوبات (مثل الجفاف أو التوتر)، إلا أنها ليست السبب.

مجلة كل الأسرة

ما هي خصائص ألم الصداع النصفي؟

غالباً ما تنطوي نوبات الصداع النصفي على ألم رأس متوسط، ​​إلى شديد. وعادة ما يكون الصداع نابضاً ويزداد سوءاً بالحركة، أو الضوء. وغالباً ما يكون في جانب واحد من الرأس، بخاصة في بداية النوبة.

ويُعرِّف موقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا الألم الشديد بأنه ألم مستمر يُصعِّب على الشخص التفكير، أو التحدث، أو النوم، كما يُصعِّب عليه الحركة، أو النهوض من السرير، أو الذهاب إلى الحمام، أو الاغتسال، أو ارتداء الملابس.

ووفقاً للأطباء فإنه لا يُمكن تشخيص الصداع النصفي سريرياً إلا لدى الشخص الذي يُعاني خمس نوبات على الأقل، والتي تُلبي المعايير التالية:

  • صداعاً يستمر من 4 إلى 72 ساعة لدى البالغين، أو من 2 إلى 72 ساعة لدى المراهقين.
  • صداعاً مصحوباً باثنتين، على الأقل، من العلامات التالية: موقع أحادي الجانب (وعادة ما يكون ثنائي الجانب عند الأطفال)، أو نبضي قد يوصف بأنه «ينبض»، أو «ضربات» عند الشباب، أو ألم متوسط أو شديد، أو يتفاقم مع الأنشطة اليومية الروتينية (مثل المشي أو صعود السلالم).
  • صداعاً مصحوباً بأعراض، تتضمن واحداً على الأقل، مما يلي: الغثيان و/أو التقيؤ، رهاب الضوء (الحساسية للضوء)، ورهاب الصوت (الحساسية للصوت).
مجلة كل الأسرة

ما تأثير الصداع النصفي في الحياة اليومية؟

عادة ما يُسبب الصداع العادي شعوراً مؤقتاً بعدم الراحة؛ ولكن غالباً ما يكون للصداع النصفي تأثير عميق في الحياة اليومية للشخص.

كما يمكن أن يكون للصداع النصفي تأثير كبير في جوانب أخرى من حياته، من علاقاته إلى حياته المهنية، وصحته النفسية.

كشف بحث أجري في بريطانيا العام الماضي (استطلاع رأي شمل 2028 شخصاً) أن 89% من المصابين بالصداع النصفي أفادوا بتأثر صحتهم النفسية نتيجة لهذه الحالة، بينما أفاد 49% منهم بتأثيرها السلبي في قدرتهم على العمل، وأفاد 80% منهم بانخفاض مشاركتهم في المناسبات الاجتماعية نتيجة لهذه الحالة.

كم يستمر الصداع النصفي؟ وما هي مراحله؟

بينما تميل معظم حالات الصداع إلى الشفاء بسرعة، يستمر الصداع النصفي عادة ما بين أربع ساعات، وثلاثة أيام، ويمر عادة بمجموعة من المراحل.

ويجد الكثير من الناس أن نوبات الصداع النصفي تتكون من مراحل مميّزة، تختلف كل منها في مدتها.

المرحلة الأولى: يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 24 ساعة، وقد تتضمن «علامات تحذيرية»، جسدية أو نفسية، لبدء النوبة، مثل الشعور بالتعب، أو الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معيّنة.
المرحلة الثانية: يُصاب بعض الأشخاص بالصداع النصفي المصحوب بهالة، والتي قد تشمل مشاكل في البصر (مثل رؤية خطوط متعرّجة، أو أضواء وامضة)، أو خدراً، أو وخزاً، أو دوخة، أو صعوبة في الكلام قبل بدء الصداع النصفي مباشرة.
المرحلة الثالثة: يمكن أن تستمر مرحلة الهالة من خمس إلى 50 دقيقة قبل نوبة الصداع، وقد تشمل اضطرابات بصرية، أو حسية أخرى. ويعاني ما يصل إلى ثلث المصابين بالصداع النصفي من هذه المرحلة.

خلال مرحلة الصداع، إضافة إلى ألم الرأس، قد تشمل الأعراض غثياناً أو تقيؤاً، إضافة إلى حساسية حسية. ويمكن أن تستمر هذه المرحلة من بضع ساعات، إلى ثلاثة أيام.

علاوة على ذلك، قد يعاني البعض أيضاً، مجموعة من الآثار الجانبية في الأيام التي تلي نوبة الصداع النصفي، في ما يُسمى «مرحلة ما بعد الصداع النصفي».

ويستمر الكثير من الناس في الشعور بالإعياء، أو الإرهاق، أو الشعور بأعراض لعدة ساعات، أو حتى أيام، بعد المرحلة الرئيسية من النوبة.

مجلة كل الأسرة

متى يجب عليك زيارة الطبيب؟

من الهام لأي شخص يشتبه في إصابته بالصداع النصفي أن يتحدث مع طبيب مختص.

ويوصي الأطباء بالخضوع للتشخيص في الحالات التالية:

  • إذا كانت نوبات الصداع النصفي لديكِ شديدة أو تتفاقم، أو تستمر لفترة أطول من المعتاد.
  • إذا كنت تُصاب بالصداع النصفي أكثر من مرة أسبوعياً.
  • إذا كنت تجد صعوبة في السيطرة على نوبات الصداع النصفي لديك.
  • إذا كانت المرأة تُصاب بالصداع النصفي بانتظام قبل، أو أثناء الدورة الشهرية.
  • كما يُنصح بزيارة طبيب إذا استمر الصداع النصفي لأكثر من 72 ساعة، أو إذا استمرت أعراض الهالة لأكثر من ساعة متواصلة، أو إذا كنتِ حاملاً.