تعرّفوا إلى 3 مخاطر صحية في البوفيهات... وكيف تحافظون على سلامتكم

يمكن أن تكون البوفيهات مرتعاً لتكاثر البكتيريا. تملأ طبقك أمام البوفيه، مستمتعاً بحرية تجربة كل شيء، ولكن بينما قد تحتفل براعم التذوّق لديك، قد تكون أمعاؤك في خطر.
من ملاعق التقديم المشتركة إلى اللازانيا الفاترة، يمكن أن تكون البوفيهات مرعى للتسمّم الغذائي. وفي المملكة المتحدة وحدها، لا يتم الإبلاغ عن ملايين الحالات سنوياً. فما الذي يجعل البوفيهات محفوفة بالمخاطر إلى هذه الدرجة، وما الذي يمكن فعله للحفاظ على سلامتك؟
يُعد التسمم الغذائي مشكلة خطرة حول العالم. وفي حين أن معظم الحالات خفيفة ولا تتطلب علاجاً، فقد يؤدي بعضها إلى دخول المستشفى، أو حتى الوفاة. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن نحو 2.4 مليون شخص في المملكة المتحدة وحدها، يصابون بالمرض كل عام بسبب أمراض منقولة بالغذاء، معظمها ناجم عن فيروسات، أو بكتيريا، أو سموم في طعام ملوّث. ولكن لأن العديد من الناس يتعافون في منازلهم من دون الإبلاغ عن أعراضهم، فمن المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير.
وتقدّر هيئة معايير الغذاء أن هناك ما يقرب من 18 مليون حالة تسمم غذائي في المملكة المتحدة سنوياً، أي ما يقرب من شخص واحد من كل أربعة أشخاص. وتُعد البوفيهات، بخاصة المطاعم التي تقدم خدمة «كل ما تستطيع»، بيئة شائعة لتفشي الأمراض.

ما الذي يجعل البوفيهات بؤرة رئيسية للمرض أحياناً؟
إليك الأسباب الرئيسية التي تجعل هذه البوفيهات الذاتية الخدمة تحمل مخاطر أعلى:
1. التلوّث المتبادل
يُعد التلوّث المتبادل أحد أكبر المخاوف في البوفيهات، عندما تنتقل البكتيريا الضارة، أو الفيروسات، أو مسببات الحساسية، من طعام إلى آخر. ويمكن أن يحدث هذا في أيّ مطبخ، لكن البوفيهات معرّضة للخطر بشكل خاص.
لماذا؟ لأن عشرات الأطباق تُعرض بالقرب من بعضها بعضاً، فإن الزبائن يخدمون أنفسهم بأنفسهم (أحياناً من دون غسل أيديهم)، وتتم مشاركة الأدوات بين الناس، والأطباق، والطعام المعرّض للهواء لفترات طويلة.
وإذا تلوّث طبق واحد فقط، على سبيل المثال، بعصارة اللحوم غير المطبوخة جيداً، أو البكتيريا من الأيدي غير المغسولة، فقد ينتشر إلى أطعمة أخرى، ما يؤثر في العديد من الأشخاص.
كما أن العطس فوق الأطباق، والتعامل المباشر مع الطعام من قبل الزبائن غير المدربين، يزيد من المخاطر.
حتى استخدام ملعقة واحدة لأطباق متعدّدة قد يكون كافياً لنقل البكتيريا. ومع ملامسة العديد من الأيدي لنفس الأدوات، ونقل الطعام، أو خلطه بين الحاويات، يمكن أن يصبح حتى البوفيه الجيد منطقة خطرة، حيث تصعب مراقبة التزام جميع الزبائن بقواعد سلامة الغذاء.
2. مسببات الحساسية
بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون حساسية الطعام، يمكن أن تكون البوفيهات خطرة بشكل خاص. والتلوّث المتبادل يعني أن الأطعمة الخالية من مسببات الحساسية يمكن أن تصبح غير آمنة، حتى من خلال أدنى اتصال مع المكوّنات المسبّبة للحساسية.
على سبيل المثال، ملعقة مستخدمة في سلطة تحتوي على مكسّرات ثم توضع في سلطة خالية من المكسرات، قد تكون كافية لإثارة ردّ فعل تحسسي. ولتقليل هذا الخطر، تأكد من أن جميع أطباق البوفيه تحمل معلومات واضحة عن مسبّبات الحساسية، واستخدم أدوات تقديم منفصلة لكل صنف، واحتفظ بالأطباق الخالية من مسببات الحساسية منفصلة عن الأطباق الأخرى، ودرّب الموظفين على السلامة من مسبّبات الحساسية، ومخاطر التلوّث المتبادل.
وعلى الرغم من حسن النوايا، لا تسمح أماكن البوفيه المزدحمة دائماً بتطبيق هذه الاحتياطات بشكل مثالي، ما يعرّض رواد المطاعم الذين يعانون الحساسية لخطر أكبر.
3. مشكلة درجة الحرارة
يُعد التحكم في درجة الحرارة أحد التحديات الرئيسية لسلامة الغذاء في البوفيهات. حيث تتكاثر البكتيريا الضارة بسرعة في ما يُطلق عليه الخبراء «منطقة الخطر»، وهي نطاق درجة الحرارة بين 8 درجات مئوية و63 درجة مئوية. إذا بقي الطعام ضمن هذا النطاق لفترة طويلة، فإنه يُصبح بيئة مثالية لتكاثر الميكروبات.
وتُعتبر أنواع عدّة من البكتيريا مسؤولة بشكل شائع عن الأمراض المنقولة بالغذاء في أماكن البوفيهات.
والسالمونيلا توجد غالباً في الدواجن والبيض ومنتجات الألبان غير المطهوة جيداً، ويمكن أن تُسبب الإسهال، والحمّى، وتقلصات البطن، وتنتشر بسهولة إذا لم يُحفظ الطعام الساخن في درجة حرارة آمنة.
ويمكن أن تُسبب الإشريكية القولونية، المرتبطة عادة بلحوم البقر غير المطهوة جيداً، والخضراوات النيئة، وأمراضاً معوية حادّة، وفي بعض الحالات تؤدي إلى الفشل الكلوي.
كما يمكن أن تنمو الليستيريا المستوحدة في الأطعمة المبرّدة، مثل الأجبان الطرية، والباتيه، والسندويشات المُعبّأة مسبقاً، وتُشكل مخاطر جسيمة على النساء الحوامل، وكبار السن، ومن يعانون ضعفاً في جهاز المناعة.
وتزدهر بكتيريا كلوستريديوم بيرفرينجنز في الطعام الذي يُترك دافئاً لفترة طويلة، بخاصة اليخنات، والطواجن، والمشويات، ويمكن أن تُسبب تقلصات معويّة مفاجئة، وإسهالاً.
فيروس نوروفيروس، المعروف أيضاً باسم جرثومة القيء الشتوي، هو جرثومة معوية تُسبب القيء والإسهال. ويمكن للمصابين به نقل هذا الفيروس عبر الطعام من خلال التلامس المباشر، مما يُسبب المرض للآخرين الذين يتناولونه.
والمكوّرات العنقودية الذهبية هي بكتيريا شائعة الوجود على جلد الإنسان، وعندما تنمو على الطعام تُنتج سموماً قد تسبب الغثيان، والقيء، وتقلصات المعدة، والإسهال. ويمكن أن تنتقل هذه البكتيريا بسهولة إلى الطعام من خلال ملامسته للأواني، أو الزبائن، وتنمو إذا لم تكن درجة حرارة الطعام ضمن النطاق الصحيح.
ويعد الحفاظ على درجات حرارة آمنة للطعام أمراً ضرورياً لمنع تكاثر هذه المسبّبات المرضية. ووفقاً لإرشادات سلامة الغذاء، يجب حفظ الطعام الساخن في درجة حرارة أعلى من 63 درجة مئوية، والطعام البارد في درجة حرارة أقل من 8 درجات مئوية. ومع ذلك، في العديد من بوفيهات الطعام، يُترك الطعام في الخارج لفترات طويلة، أحياناً في درجة حرارة الغرفة، وأحياناً أخرى من دون معدات تدفئة، أو تبريد كافية. وهذا يسمح للبكتيريا بالنمو.
وللأسف، في بيئات الطعام المفتوح المزدحمة، من الشائع أن يقوم الموظفون بملء الصواني نصف الفارغة، بدلاً من استبدالها. ومع أن هذا قد يقلل من هدر الطعام، إلا أنه يزيد من احتمالية التلوث، بخاصة خلال أوقات الخدمة المزدحمة. ومن دون بروتوكولات نظافة صارمة، حتى الثغرات الصغيرة في التحكم في درجة الحرارة يمكن أن تؤدي إلى انتشار الأمراض على نطاق واسع.

الحفاظ على السلامة
يجب ألا تكون البوفيهات بالضرورة وصفة للكوارث، ولكن السلامة تعتمد على ممارسات النظافة في المكان، وسلوك رواد المطعم أنفسهم.. إليك ما يجب الانتباه له:
- أن تكون الأطباق ساخنة جداً أو باردة، وليست فاترة.
- توفير أدوات مائدة نظيفة لكل صنف.
- أن تكون ملصقات مسبّبات الحساسية واضحة.
- على الموظفين مراقبة وصيانة أماكن تقديم الطعام.
- على رواد المطاعم غسل أيديهم قبل تقديم الطعام لأنفسهم.
في حال الشك، يُنصح بتجنب الأطباق المشكوك فيها، بخاصة تلك التي تبدو كأنها مُركّبة لفترة طويلة، أو غير مُعلَّمة، أو ممزوجة بوضوح مع أصناف أخرى.
مراجعة سريعة
قد تكون البوفيهات طريقة لذيذة لاستكشاف نكهات جديدة، والاستمتاع بالتنوّع. ولكن من دون احتياطات السلامة المناسبة، قد تُشكّل أيضاً مخاطر جسيمة على سلامة الغذاء. وسواء كنت تتناول وجبة مشوية، أو تتناول فطوراً في فندق، أو تُكدّس طبقك في مائدة مفتوحة، من الهام الحرص على النظافة، ومعرفة متى يجب عليك الابتعاد عن طاولة البوفيه.
اقرأ أيضاً:
- تعرّف إلى أقذر الأشياء التي لا تتوقعها وتلمسها كل يوم
- احذروا الأطعمة القاتلة... علامات وأعراض التسمّم الغذائي