
التصلب المتعدّد مرض يصيب الجهاز العصبي، حيث يهاجم جهاز المناعة نفسه، وواحد من الآثار الوخيمة لهذا المرض أن تتوقف الرسائل العصبية من الدماغ إلى العضلات، فيصاب المريض بالشلل، الجزئي أو الكلي. لذلك من الضروري للغاية تعديل جوانب حياة المريض كي يسهل عليه أداء مهامه اليومية، وتقليل الإرهاق بسبب هذا المرض.
قد تساعد استراتيجيات العناية الذاتية، مثل اتّباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام، على تقليل تأثير أعراض التصلب اللويحي. كما أن اتّباع توصيات أخصائي الرعاية الصحية وخطة العلاج، أمر أساسي لمساعدتك على التأقلم مع التصلب المتعدّد.
نستعرض في ما يلي ثماني نصائح لإدارة أعراض التصلب المتعدّد يومياً:

1. تغييرات بسيطة
توفير الراحة لتقليل استهلاك الطاقة اليومي أمر أساسي لإدارة حياتك مع التصلب المتعدّد. فالتغييرات البسيطة قد تحدث فرقاً كبيراً.
بناءً على ظروفك الشخصية، يمكنك التفكير في:
- توثيق يوميات مكتوبة أو صوتية لحفظ جميع المعلومات التي تحتاج إليها عن حالتك في مكان واحد.
- استخدام برامج تحويل الصوت إلى نص لتجنب الكتابة على جهاز الكمبيوتر، أو الهاتف الذكي.
- اختيار مكان محدّد وسهل الوصول إليه للأغراض التي تستخدمها أو تحتاج إليها بشدة.
- استخدام أدوات العلاج المهني للمساعدة في المهام الحركية الدقيقة، مثل ارتداء الجوارب، وفتح العلب.
- جدولة التذكيرات والملاحظات على هاتفك الذكي من خلال تطبيق.
- طلب المساعدة من أصدقائك وعائلتك في بعض مهامك اليومية، مثل التسوق، أو التنقل.
2. موازنة درجة حرارة جسمك
إذا كنت تعاني التصلب المتعدّد، فمن المحتمل أن تكون حساساً لتغيرات درجة الحرارة، بخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. وقد يؤدي عدم تحمل الحرارة إلى تفاقم بعض أعراضك. وفي هذه الحالات، فإن موازنة درجة حرارة جسمك ستوفر لك الراحة، وتساعدك على السيطرة على نوبات التصلب المتعدّد.
لتبريد جسمك عند الشعور بارتفاع درجة الحرارة، فكّر في:
- ارتداء ملابس تحتوي على أكياس ِجل تُساعدك على البقاء منتعشاً في الطقس الحار.
- الانتقال إلى مرتبة صلبة ذات سطح مُبرّد مُصمّم للحفاظ على برودتك ليلاً، أو استخدام وسائد تبريد للمراتب.
- الاستحمام بماء بارد حتى تشعر بالراحة.
- الحفاظ على رطوبة الجسم باستمرار لمساعدة جسمك على تنظيم نفسه.
- تركيب وحدات تكييف في المكان الذي تجلس وتنام فيه.
3. ممارسة حركة خفيفة
قد يساعد النشاط البدني المستمر على تسهيل المهام اليومية، إذا كنت تعاني إرهاق التصلب المتعدّد.
فقد تكون الحركات اللطيفة والوضعيات المدعمة هي الحل الأمثل. على سبيل المثال، يمكنك:
- التمدّد لبضع دقائق يومياً لتخفيف ألم العضلات والتشنج.
- العمل على تطوير قوة عضلات الجذع للمساعدة على تقليل آلام الظهر، والمفاصل، والرقبة.
- النوم مع وضع وسادة، أو مسند أسفل ركبتيك للمساعدة على تقليل الضغط على ظهرك، ومنع آلام وتيبّس الصباح.

4. الحفاظ على الطاقة
الإرهاق من الأعراض الشائعة للتصلب المتعدّد. وقد ترغب في تنظيم وتيرة نشاطك على مدار اليوم إن أمكن. كما أن أخذ فترات راحة عند الحاجة قد يفيدك.
قد تساعدك التعديلات التالية أيضاً على إدارة أعراض التصلب المتعدّد يومياً:
- تحديد المهام التي يمكنك القيام بها وأنت جالس، مثل طيّ الملابس، أو الاستحمام، أو تقطيع الخضراوات.
- التفكير في استخدام عربة لترتيب الطاولة أو ترتيب الملابس.
- توزيع أدوات التنظيف في جميع أنحاء منزلك حتى لا تضطر إلى حملها أثناء القيام بالأعمال المنزلية.
- استخدام رأس دش قابل للإزالة يتيح لك الجلوس.
- الانتقال إلى فراش خفيف الوزن لتسهيل الحركة ليلاً.
5. توقع المخاطر المحتملة
قد تؤثر بعض أعراض التصلب المتعدّد، مثل ضعف التحكم الحركي وفقدان التوازن، في سلامتك في بعض الحالات. كما أن للتصلب المتعدّد آثاراً أخرى في جسمك، قد تؤثر في تنسيقك الحركي وحركتك، في بعض الأحيان.
إذا واجهت أياً من هذه الأعراض، أو شعرت بأنك قد تحتاج إلى دعم إضافي في الحركة للمساعدة على منع السقوط، ففكر في مناقشة الحلول المحتملة مع طبيبك.
في هذه الأثناء، قد تساعدك التغييرات والتحديثات التالية على الشعور بمزيد من الأمان بشأن سلامتك:
- اختيار أحذية خفيفة ومانعة للانزلاق، وتجنب النعال والصنادل، قدر الإمكان.
- إضافة سجادة مانعة للانزلاق إلى الدش، أو حوض الاستحمام، وحول الحمامات والمطبخ.
- التحول إلى الأجهزة والإلكترونيات المزودة بخاصية الإغلاق التلقائي.
- ترك أبواب الحمام وغرفة النوم مفتوحة إن أمكن.
- حمل هاتفك معك باستمرار، حتى في أرجاء المنزل.
- تركيب درابزين في الأماكن التي تعتقد أنها قد تساعد، مثل السلالم، أو في الحمام.
- الطلب من أصدقائك وأقاربك الاطمئنان عليك بشكل دوري، كلما قضيت وقتاً بمفردك.

6. الحركة قدر الإمكان
على الرغم من أن إرهاق التصلب المتعدّد وتيبس العضلات قد يشعرك بعدم الرغبة في ممارسة الرياضة، إلا أن النشاط البدني قد يساعدك في الواقع، على التأقلم مع بعض أعراضك.
وعلى الرغم من محدودية الأدلة حول الفوائد المحددة لممارسة الرياضة في حالة التصلب المتعدّد، تشير الأبحاث إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام قد تقدم فوائد عدّة، مثل تعزيز قوتك، وتوازنك، وقدرتك على التحمّل، ومرونتك. كما تقلل الحركة من احتمالية الإصابة بأمراض أخرى، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وأمراض القلب، وقد تحسن صحتك الإدراكية والنفسية.
ليس بالضرورة أن يكون النشاط البدني مكثفاَ أو طويل الأمد. يمكنك أيضاً دمج أنشطة مثل:
- المشي
- ممارسة التمارين الرياضية المائية
- القيام بالأعمال المنزلية
- اللعب مع حيواناتك الأليفة
- ممارسة اليوغا
- ممارسة التاي تشي
7. اختيار نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية
قد يساعد النظام الغذائي المتوازن جسمك على العمل بشكل أفضل، ما يمكنك من إدارة التصلب المتعدّد بفعالية أكبر. ومن بين الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية التي قد ترغب في إضافتها إلى نظامك الغذائي:
- الثوم
- البيض
- الكرنب
- البطاطا الحلوة
- التوت والفواكه الطازجة الأخرى
- سمك السلمون
وقبل إجراء أيّ تغييرات جوهرية على عاداتك الغذائية، ينصح بمناقشة هذه التغييرات مع أخصائي الرعاية الصحية الذي يمكنه تقييم احتياجاتك، بما في ذلك تحديد ما إذا كنت تعاني أيّ نقص غذائي، أو قد يحيلك إلى أخصائي تغذية لمساعدتك على وضع خطة غذائية مصممة خصيصاً لاحتياجاتك.
قد يوصي أخصائي الرعاية الصحية أيضاً، بمكملات غذائية وعلاجات طبيعية أخرى، مثل فيتامين (د)، والبيوتين، وأوميغا 3. ومن الهام عدم البدء بتناول أيّ منها من دون استشارة طبيب. إذ قد تتفاعل بعض الأطعمة، والمكملات الغذائية، والأعشاب، والأدوية الأخرى، سلباً، مع أدوية التصلب المتعدّد.

8. تدريب الدماغ
قد يؤدي التصلب المتعدّد إلى تحدّيات معرفية، ما قد يصعّب إدارة الحياة اليومية.
وتشير الأبحاث المبكرة إلى أن تمارين الدماغ، بما في ذلك تلك التي تتضمن استخدام الكمبيوتر، أو أيّ جهاز آخر، قد تساعد على الحفاظ على الوظيفة الإدراكية، وإبطاء التدهور المعرفي، إضافة إلى فوائد أخرى.
في عام 2017 أجريت دراسة عامة على 62 شخصاً يعانون مستويات خفيفة إلى متوسطة من ضعف الإدراك المرتبط بالتصلب المتعدّد. ووجد الباحثون، مقارنة بالمجموعة الضابطة، أن المشاركين الثلاثين الذين أكملوا برنامجا للتدريب الإدراكي بمساعدة الحاسوب، شهدوا تحسناً في:
- الذاكرة اللفظية
- الذاكرة العاملة
- الطلاقة الصوتية
- أعراض القلق
- جودة الحياة المبلّغ عنها ذاتياً
ولكن لم يبلّغ الباحثون عن أيّ تحسن في مستويات التعب، وأعراض الاكتئاب.
تشمل تمارين الدماغ والأنشطة الأخرى التي قد ترغب في أخذها في الاعتبار لدعم صحتك الإدراكية ما يلي:
- الألغاز
- ألعاب الطاولة
- الكلمات المتقاطعة
- ألعاب الفيديو
- التأمل الموجّه
- ألعاب بطاقات الذاكرة
مراجعة سريعة
قد يكون التعامل مع التصلب المتعدّد أمراً صعباً، ولكن تتوفر خيارات علاجية للمساعدة على إدارة الأعراض وتوفير الراحة، حيث يساعدك توفير أماكن إقامة مريحة في منزلك، وتنظيم درجة حرارة الجسم، والحفاظ على النشاط البدني، وتنظيم وتيرة الحركة، وممارسة الألعاب المعرفية، على إدارة التصلب المتعدّد بشكل أفضل.
اقرأ أيضاً: تناول المزيد من الأسماك قد يبطئ تطور إعاقة التصلب المتعدّد