07 مايو 2025

تناول المزيد من الأسماك قد يبطئ تطور إعاقة التصلب المتعدّد

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

تشير دراسة إلى أن الخصائص المضادة للالتهابات والحماية العصبية الموجودة في الأسماك يمكن أن تُساعد على تخفيف أعراض مرض التصلب المتعدّد، حتى في مراحل لاحقة من مسار المرض.

وسبق أن رُبطت الأسماك الدهنية بانخفاض مستويات إعاقة التصلب المتعدّد، ولكن تُضيف دراسة حديثة مزيداً من الدعم لفوائد تناول الأسماك، في ما يتعلق بالتعايش مع التصلب المتعدّد، وهو مرض يُهاجم الجهاز العصبي المركزي.

ويشير فريق البحث القائم على الدراسة الجديدة إلى أنهم تشجعوا، بعدما وجدوا أن المرضى الذين زادوا من تناولهم للأسماك بعد التشخيص استفادوا أيضاً من ميزاتها، ما يُشير إلى أن التغييرات الغذائية قد يكون لها تأثير كبير في تطوّر التصلب المتعدّد، حتى في مراحل لاحقة من مسار المرض.

وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، فإن تناول الأسماك كجزء من نظام غذائي متوازن ومضاد للالتهابات، قد يكون استراتيجية، بسيطة وعملية، لإدارة التصلب المتعدّد.

مجلة كل الأسرة

الأسماك الزيتية والدهنية.. وحتى الخالية من الدهون

بالاستناد إلى بيانات غذائية وصحية لأكثر من 2700 بالغ شُخِّصوا بالتصلب المتعدّد، اعتمدت عليهم الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، لاحظ الباحثون أن تناول المزيد من الأسماك يرتبط بإبطاء تطوّر الإعاقة. وبلغ متوسط ​​أعمار المشاركين 38 عاماً، وتمت متابعتهم لمدة تصل إلى 15 عاماً بعد التشخيص.

ويقول الباحثون إن إحدى النتائج الأكثر إثارة للاهتمام هي أن كلاً من الأسماك الزيتية والدهنية، ترتبط بانخفاض خطر تطوّر الإعاقة. وتوقعوا رؤية آثار إيجابية من الأسماك الزيتية، مثل السلمون والماكريل، والسردين، والرنجة، نظراً لغناها بفيتامين (د) وأحماض أوميغا 3 الدهنية، وهي عناصر غذائية معروفة بخصائصها المضادة للالتهابات، والحماية العصبية.

ومع ذلك، فوجئ مؤلفو الدراسة، إلى حد ما، باكتشافهم أيضاً نتائج صحية إيجابية مرتبطة بالأسماك الخالية من الدهون، مثل سمك القد، والحدوق، والبولوك، ويتكهنون بأن مركّبات حيوية نشطة معيّنة في هذه الأنواع من الأسماك، مثل التورين والسيلينيوم، قد تلعب دوراً، إذ إن تأثيراتها المضادة للأكسدة، وتأثيرها الإيجابي في الاستجابة المناعية للجسم، قد تساعد في حماية الخلايا العصبية.

وعلى الرغم من عدم وجود إرشادات محدّدة لمرض التصلب المتعدّد، تشير نتائج الدراسة إلى أن تناول الأسماك مرة واحدة، على الأقل، أسبوعياً، ويفضل مزيج من الأسماك قليلة الدهون والزيتية، قد يرتبط بنتائج أفضل على المدى الطويل في التعامل مع مرض التصلب المتعدّد.

مع ذلك، يحذّر فريق الباحثين من أن الإفراط في تناول أنواع معينة من الأسماك قد يؤدي إلى التعرض للزئبق، وملوثات بيئية أخرى. وينصحون بالإكثار من الأسماك المفترسة الكبيرة، على وجه الخصوص، مثل سمك القرش، وسمك أبو سيف، والماكريل الملكي، فربما تحتوي على مستويات أعلى من الزئبق، ويجب تناولها باعتدال.

بالمقارنة، نجد مستويات زئبق أقل في الأسماك الزيتية الأصغر حجماً (مثل السردين، والسلمون، والأنشوجة)، وقد تكون خياراً أكثر أماناً للاستهلاك المتكرر.

مجلة كل الأسرة

كيف يؤثر تناول الأسماك على تطوّر الإعاقة في التصلب المتعدّد؟

في هذه الدراسة، قدّم 2719 مريضاً بالتصلب المتعدّد معلومات حول استهلاكهم للأسماك قليلة الدهون، والزيتية، مع تصنيف تواتر تناولهم لها كالتالي: نادراً أو مطلقاً، من مرة إلى ثلاث مرات شهرياً، وأسبوعياً. وتم قياس تطور المرض باستخدام مقياس حالة الإعاقة الموسّع.

يُسبب التصلب المتعدّد مشاكل في الرؤية، والمشي، من بين مشاكل أخرى، ويقيس مقياس حالة الإعاقة الموسع تطوّر الأعراض. و​​في هذه الدراسة، عُرّف تدهور الإعاقة المُؤكّد بأنه زيادة في درجة المقياس بمقدار نقطة واحدة، على الأقل، عن خط الأساس، تستمر بين فحصين إضافيين، بفاصل ستة أشهر، على الأقل.

وأظهرت النتائج أن تناول السمك، أسبوعياً، عند التشخيص، ارتبط بانخفاض خطر تدهور الإعاقة المُؤكّد بنسبة 34%، مقارنة بتناوله شهرياً، أو عدم تناوله أبداً.

كما وجد تحليل الاتجاهات أنه كلما زاد استهلاك الأسماك قليلة الدهون والزيتية، انخفض خطر تدهور الإعاقة المُؤكّدة، وتطورها إلى درجات أعلى (3 و4)، على مقياس حالة الإعاقة الموسع.

وأكملت مجموعة فرعية من نحو 1700 مشارك استبيان متابعة عبر الإنترنت لتقييم التغيّرات في استهلاكهم للأسماك مع مرور الوقت. في هذه المجموعة، كان لدى أولئك الذين زادوا من استهلاكهم للأسماك خلال خمس سنوات بعد التشخيص، خطر أقل بكثير لتفاقم الإعاقة المؤكدة - بنسبة تصل إلى 59% - مقارنة بمن حافظوا على تناول كميات قليلة من الأسماك.

وأشار الباحثون أيضاً، إلى أن النتائج ظلت صحيحة حتى بعد مراعاة العوامل المؤثرة المحتملة، مثل النشاط البدني، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، والتدخين، وتناول الكحول، والتعرّض لأشعة الشمس.

دور النظام الغذائي في تخفيف أعراض التصلب المتعدّد

تُؤكد هذه الدراسة أهمية العادات الغذائية في إدارة التصلب المتعدّد. ويشير الباحثون إلى أن اتّباع نظام غذائي متوازن غني بالأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة الموجودة في الأسماك، هو وسيلة لتقليل الالتهاب، وتعزيز الحماية العصبية. وقد يؤثر هذا، في النهاية، في كيفية تغيّر نشاط المرض، والإعاقة لدى بعض المرضى، بمرور الوقت.

ولكن في المقابل، يؤكدون أن البحث محدود، إذ إن تفاصيل استهلاك الأسماك مُبلّغ عنها ذاتياً، لذا قد تكون هناك أخطاء في التذكّر. كما افتقرت الدراسة إلى معلومات حول طرق تحضير الأسماك، ما قد يؤثر في محتواها الغذائي، وآثارها الصحية.

إضافة إلى ذلك، هذه دراسة رصدية، لذا لا يمكنها إثبات علاقة سببية بين استهلاك الأسماك وانخفاض تطوّر إعاقة التصلب المتعدّد.

مراجعة سريعة

وفقاً لدراسة، تتمتع الأسماك الزيتية والخالية من الدهون بخصائص يبدو أنها تساعد على إبطاء تطوّر إعاقة التصلب المتعدّد. ويتوافق تناول كميات أكبر من الأسماك مع انخفاض شدّة التصلب المتعدّد.

وتُقدم أحماض أوميغا 3 الدهنية، وفيتامين (د)، والعناصر الغذائية الأخرى المتوفرة بكثرة في الأسماك، فوائد مضادة للالتهابات، وتحمي الأعصاب.

اقرأ أيضاً:
- ممارسة كرة الطاولة.. علاج لمرضى التصلّب المتعدّد والباركنسون
- أفضل 5 أنواع من الأسماك يمكن تناولها وأيّها يجب الحد منها.. وفقاً لأخصائيي التغذية