هل زادت الشاشات من نسبة التوتر؟ وكيف ينعكس ذلك على الصحة العامة؟

على الرغم من الراحة والجلوس الطويل أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، وعلى الرغم من مرونة الدوام والعمل عن بعد، يشكو الكثير من الناس التعب والإرهاق، وتراجع القدرات، وضعف الجسم بشكل عام. وأمام أعراض كثيرة وغير واضحة، يقف الطبيب حائراً، فلا يستطيع أن يشخص مرضاً محدّداً، ولا أن يصف دواء فعالاً... ما السبب، إذن، في ما وصلت إليه الأجسام من وهن في زمن الإنترنت والتواصل الاجتماعي؟

في الواقع، بقدر ما لعبت الشاشات دوراً هامّاً في تطور الحياة، وبقدر ما سهلت عمليات التواصل على جميع الصعد، فإنها وضعت الناس في حالة من التأهب والتوتر، إما لاستقبال الرسائل التي باتت تتدفق كالسيل، وإما لمتابعة الأخبار العالمية والمحلية، والتفاعل مع الأحداث.

والجسم يمتصّ كل ما يجري حوله كما تمتص الإسفنجة الماء، فيبدأ بالشكوى من الأحمال، وكثرة الأعمال، وقد تكون الشكوى غير واضحة لأنها تأتي من مصادر متعدّدة، ومن أعضاء مختلفة من الجسم.

علامات امتصاص الجسم لعوامل التوتر

1- شد عضلي متكرر

تشكو من تيبّس العضلات في العنق والكتفين؟ تشعر بأن عضلات جسمك متصلبة وقاسية؟ هذا يدل على أن عضلات هذه المنطقة من الجسم معرضة للإجهاد، ويُعد الجلوس لفترة طويلة في وضعية معينة، كما النوم غير المريح، والإفراط في ممارسة الرياضة، حملاً كبيراً على العضلات، خصوصاً عضلات العنق والكتفين.

من ناحية أخرى، قد يكون هناك أسباب عضوية لتلك الإشارات التي يطلقها الجسم على شكل ألم، مثل الانزلاق الغضروفي، أو احتكاك فقرات العنق.

2- مشكلات في الجهاز الهضمي

قد يؤدي التوتر إلى الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، عسر الهضم، القرحة أو آلام المعدة، أو إلى التهاب الأمعاء وتهيّجها، أو الإصابة بالإسهال أوالإمساك، وكل هذه الأعراض قد تحدث بسبب الصدمات النفسية، والتفكير الكثير، وقد لا يكون مصدرها عضواً محدداً.

3- آلام غامضة في الجسم

قد تنجم آلام الجسم الغامضة عن أسباب متنوّعة ومتعدّدة، تتراوح بين مشكلات العضلات والمفاصل إلى مشكلات في أعضاء أخرى في الجسم، مثل التواء العضلات، أو تمزق الأوتار، أو بسبب التهاب المفاصل، أو بسبب الجفاف ونقص السوائل في الجسم.

4- تشنجات عضلية

قد يسبب الحفاظ على وضعية ثابتة للعضلة لمدة زمنية طويلة أثناء الجلوس الطويل، شداً عضلياً متكرراً. كما تسببه ممارسة الرياضات الشاقة، كما قد يحدث ذلك نتيجة اختلال توازن الأملاح والمعادن في الجسم، مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم.

5- قِصر في التنفس

قِصر النفس أو ضيق الصدر، أو الجوع للهواء، أو الشعور بالاختناق.. كلها عبارات تدلّ على صعوبة التنفس بشكل طبيعي، وقد تكون الأسباب نفسية مثل القلق والتوتر، أو قد تحدث بسبب ممارسة الرياضات العنيفة، كما قد يدل قصر التنفس على مشكلات في الرئة، أو القلب.

6- صعوبة في النوم

يؤدي العمل المتواصل على الشاشات، والجلوس الطويل والسهر إلى ما بعد منتصف الليل، إلى اضطرابات عدّة في النوم، قد تصل إلى الأرق الشديد، ويمكن أن تكون هذه المشكلات مؤقتة بسبب التوتر، أو التغيرات في نمط الحياة، ولكنها قد تصبح مزمنة إذا استمرت لفترة طويلة.

7- تسارع ضربات القلب

قد يزيد التوتر من سرعة نبضات القلب فتتعدى 100 نبضة في الدقيقة، ولا تدعو سرعة ضربات القلب العابرة إلى القلق، خصوصاً إذا كانت استجابة للتوتر والحركة الكبيرة.

8- بحّة في الصوت

يمكن أن يسبب التوتر والقلق بحّة في الصوت، فهما يؤثران في كل عضلات الجسم، بما في ذلك العضلات المحيطة بالحنجرة، التي تتوتر وتتشنج، فتتراجع جودة الصوت، وتظهر فيه بحة.

9- تعرّق مفاجئ

يسبب التوتر والقلق تعرقاً زائداً، سواء أثناء خلال النهار، أو أثناء النوم، وهو عبارة عن رد فعل طبيعي للجسم.

10- مشاعر غضب وحزن مفاجئة

كما تؤدي نوبات الهلع، أو الخوف المباغتة إلى أعراض مثل تسارع ضربات القلب، وسرعة التنفس، تفعّل نوبات الغضب المفاجئة، كأنما تحدث طفرات في العاطفة سببها إما محفزات خارجية، وإما مشاعر كامنة. ويصاحب ذلك انفعال، ومبالغة في ردود الفعل.

كيف نخفف التوتر مع وجود العوامل المسببة له؟

يمكن أن نحوّل التوتر إلى سبيل آخر يبعد الجسم عن تحمّل المشقة وامتصاص الصدمات، بمحاولة الاسترخاء، والتقليل من ساعات الإجهاد، وأخذ قسط من الراحة في وقت العمل، وأيضاً بعدم الرد المباشر على الرسائل غير الضرورية، وعدم استخدام الشاشات بعد منتصف الليل. إلى جانب التمارين الرياضية الخفيفة، مثل المشي، وتمارين الاسترخاء.