قلبُنا النابض هو مفتاح سلامتنا، وهذا المفتاح تتحكم فيه عناصر عدّة، من بينها التغذية السليمة، وممارسة الرياضة، وغيرهما من أنماط الحياة الصحية.
إلا أن الصحة النفسية هي عامل رئيسي في الحفاظ على سلامة قلوبنا، وعلى الإيقاع المنتظم لنبضاتها.
د. باسم الغرباوي
في هذا الصدد، يبرز مصطلح «أمراض القلب النفسية»، حيث يحدّثنا الدكتور باسم الغرباوي، ممارس عام وعضو هيئة تدريس بجامعة الخليج الطبية، عن أبعاد هذا المصطلح، وعلاقته بالحالة النفسية للفرد، وأهمية العناية بالصحة النفسية، مع تزويدنا بخطوات عملية للحفاظ على قلب صحي:
ما مفهوم أمراض القلب النفسية وكيف يتم تشخيصها؟
يجيب د.الغرباوي «تثبت الدراسات أن الحالة النفسية للشخص مرتبطة ارتباطاً شديداً باحتمالية الإصابة بأمراض عدة، منها أمراض القلب. ومصطلح أمراض القلب النفسية هو مصطلح واسع، يتضمن العديد من الأمراض والاضطرابات. وفي بعض الأمراض، كارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب، قد يتسبب سوء الصحة النفسية بتعجيل الإصابة بتلك الأمراض، أو زيادة شدّة أعراضها.
وهناك أمراض أخرى تكون الصدمات النفسية، أو الحالة النفسية السيّئة، هي السبب الرئيسي في الإصابة بها. أحد أشهر هذه الاضطرابات يسمّى اضطراب العصاب القلبي، أو الفوبيا القلبية. وتكون أعراضها مشابهة لأعراض الأزمة القلبية، كالخفقان، وألم الصدر، وضيق التنفس، والتعرق الشديد، ولكن من دون حدوث أي ضرر في عضلة القلب، أو أي من الأعضاء الداخلية.
ويكون سببها التعرض لصدمة نفسية، أو المرور بنوبة هلع. ويتم علاج مثل هذه الحالات بالخضوع لجلسات العلاج السلوكي لتحديد السبب النفسي الكامن وراء تلك النوبات، ولتعليم المريض كيفية تجنب مثل هذه النوبات في المستقبل».
ولا يمكن إغفال ما تتعرض له المرأة -الأم من ضغوطات وأعباء في وقتنا الراهن، بيد أن عضو هيئة التدريس يلفت إلى ازدياد الوعي بهذا الجانب «لحسن الحظ، ازداد في وقتنا هذا الوعي بأهمية العناية بالصحة النفسية، ومدى تأثيرها، في المرأة والرجل، على حد سواء، ولذلك نلاحظ ازدياداً في الفعاليات التي تقدمها المستشفيات والكليات الطبية في الدولة، والمسؤولة عن نشر الوعي بأهمية العناية بالصحة النفسية، والتعامل مع ضغوطات الحياة».
حافظوا على صحة قلوبكم بالابتعاد عن الضغوطات والالتزام بنمط حياة صحي
احتشاء عضلة القلب.. أكثر الأمراض القلبية
ثمّة أمراض يمكن الإصابة بها عند التعرّض لحالة نفسية سيّئة، أو جرّاء أسلوب الحياة غير الصحي، حيث يلفت د. باسم الغرباوي إلى طبيعة الأمراض القلبية التي يمكن أن تصيب الفرد «القلب هو عبارة عن عضلة تنقبض وتنبسط لتمد الجسم بالدم الذي يحمل الأوكسجين اللازم لحياة كل خلية في جسمنا، بما فيها خلايا عضلة القلب، وأشهر أنواع أمراض القلب، وأكثرها خطورة، هو احتشاء عضلة القلب، وفيه ينقطع وصول الدم لأحد أجزاء عضلة القلب بسبب انسداد في أحد الشرايين المسؤولة عن إمداد الدم لذلك الجزء، ما قد يسبب موت جزء من عضلة القلب، وقد يشكل خطورة على حياة الشخص المصاب».
ويضيف «من الأنواع الأخرى لأمراض القلب حدوث التهاب في عضلة القلب لأسباب عدّة، منها التعرض لعدوى، فيروسية أو بكتيرية، وانتقال تلك الجزيئات لعضلة القلب مسببة حدوث الالتهاب. ومن المهم عدم التهاون في الأعراض القلبية، مثل الألم في الصدر، أو ضيق التنفس، والتعرق الشديد، والشعور بتسارع ضربات القلب، ومراجعة طبيب مختص فور الإحساس بهذه الأعراض».
ولكن هل يأخذ طبيب القلب في الاعتبار المشكلات النفسية، ويطرح أسئلة على المريض تخصّ هذا الجانب، أم يكتفي بالأشعة والروتين الطبي العادي؟
يؤكد د.الغرباوي أخذ العامل النفسي في الاعتبار، ويوضح «بالرغم من أن معظم المرضى الذين يزورون أطباء القلب تكون أعراضهم ناتجة عن مشاكل في عضلة القلب نفسها، وليست أعراضاً نفسية، فإن طبيب القلب يأخذ العامل النفسي دائماً في الاعتبار.
إذ يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي للمريض بشكل مفصل، ويفحص المريض للوصول لتشخيص دقيق، وكذلك يقوم بإجراء التحاليل والأشعة اللازمة لتأكيد ذلك التشخيص ولتحديد خطة علاجية فعالة».
تندرج الخطة العلاجية ضمن منظومة علاجية متكاملة يشرحها الدكتور الغرباوي «يهتم الأطباء بشكل أساسي بعلاج الشكوى الرئيسية التي يعاني منها المريض، ولكنهم يركزون أيضاً على الحالة الصحية العامة للمريض.
فدائماً ما يسأل الطبيب عن أي شكاوى أخرى متعلقة بالشكوى الرئيسية، وعن أي أمراض أخرى يعاني منها المريض، أو أي أدوية يتعاطاها في الوقت الحالي لضمان تحقيق الفائدة الكاملة من العلاج، وأيضاً ليحوّل المريض إلى أخصائي آخر إذا تطلب الأمر. فالأطباء يعملون في العادة كفريق متكامل لضمان سلامة المرضى وصحتهم».
خطوات مهمة للحفاظ على صحة قلوبنا
ثمة توصيات يزوّد بها الدكتور باسم الغرباوي القراء لتفادي أمراض القلب الناتجة عن عدم مراعاة صحتهم النفسية، ويدرجها ضمن «خطوات بسيطة تهدف للحفاظ على صحة القلب»: