
يتظاهر الأطفال أحياناً بالمرض للتهرب من المسؤوليات، والواجبات، ولكن كيف يمكنك حقاً معرفة ما إذا كانت أعراضهم غير حقيقية؟.. من خلال علامات تدلّ على ذلك.
ليس من غير المألوف أن يتظاهر الطفل بالمرض، بل يصبح هذا التظاهر أحياناً أحد «الطقوس» بمجرّد بلوغه السن المناسبة لحضور المدرسة، ومن ثم المراهقة. فليتذكر كل واحد منا وهو في سن المراهقة، كيف كان يفعل ذلك، أو يسمع عمّن فعلها.

لماذا يتظاهر الأطفال بالمرض؟
في المدرسة الابتدائية، قد يتظاهر الأطفال بالمرض لتجنب التعامل مع شيء ما، سواء كان متنمّراً، أو درساً مُرهقاً، أو اختباراً صعباً. وقد يتظاهر الأطفال أيضاً بالمرض إذا نسوا القيام بواجباتهم المدرسية، أو كان عليهم تسليم مشروع هام ولم ينتهوا منه.
وإذا كان أحد المقرّبين منهم يعاني مرضاً عضالاً، على سبيل المثال، فقد يخاف طفلك من الذهاب إلى المدرسة، أو ربما يفتقد أحد والديه، أو كليهما، بخاصة إذا كنت مسافراً، أو تعمل كثيراً، أو إذا كان لديهم شقيق جديد في المنزل يشغل انتباهك.
وفي بعض الأحيان، يكون سبب المرض المزيف أنهم يريدون البقاء في المنزل لتجربة لعبة جديدة فقط، أو مشاهدة الأفلام، أو ممارسة ألعاب الفيديو، أو يشعرون بأنهم بحاجة إلى استراحة فقط.

كيف تعرفين ما إذا كان طفلك يتظاهر بالمرض؟
في حين أن التظاهر بالمرض متوقع أحياناً، فهذا لا يعني أنه يجب عليك تجاهله، أو التغاضي عنه. إذ يجب أن يكون الأساس هو حضورهم إلى المدرسة باستمرار. لهذا السبب، من المهم معرفة كيفية تمييز ما إذا كان طفلك يتظاهر بالمرض....
وفي ما يلي بعض العلامات التي تدلّ على ذلك:
الصداع
قد يجد الأطفال صعوبة في وصف شدّة الألم الذي يشعرون به، لذا يعتمد الطبيب غالباً على أداة تسمى مقياس تقييم الألم، وهي سلسلة من الصور تتراوح من الابتسام إلى البكاء، لقياس مدى الضيق الذي يشعر به الطفل.
إذا كان طفلك يبكي، أو يغلق عينيه، أو لا يرغب في اللعب أو المزاح، فهو في حالة سيئة. وفي الواقع، إذا استمر صداعه لأكثر من ساعة، أو ساعتين، ولم يستجب للدواء، فلن يحتاج إلى التغيّب عن المدرسة فقط، بل يحتاج أيضاً إلى رؤية طبيب الأطفال.
قد يكون الصداع الشديد الذي يتكرّر (بخاصة ذاك الذي يكون مع تغيّرات في الرؤية، أو الغثيان، أو النفور من الضوء أو الضوضاء) صداعاً نصفياً، ويستدعي التشخيص، وتسكين الألم...
اصطحب طفلك إلى قسم الطوارئ إذا ظهرت عليه الأعراض التالية:
- صعوبة تحريك الرقبة
- صعوبة التحدث، أو المشي، أو التفكير، أو استخدام اليدين
- الصداع يوقظه من النوم
- الصداع يسبب التقيؤ
إذا لم يكن طفلك يعاني الكثير من الألم، على سبيل المثال يأكل ويشاهد التلفزيون بشكل مريح، لكنه يصر على أن رأسه لا يزال يؤلمه، فأخبره أنك ستحدد موعداً مع طبيب الأطفال، وهنا يكون التغيّب عن المدرسة ليس أمراً ممتعاً، إذا كان يعني مجرّد رحلة إلى عيادة الطبيب. لذلك فإن موقفك هذا يمكن أن يشعل شرارة الشفاء المفاجئ.!
مشاكل المعدة أو البطن
عادة ما تمنع العدوى في المعدة، التي تأتي مع الغثيان والتقيؤ و/أو الإسهال، طفلك من الذهاب إلى المدرسة، وفي معظم الحالات ستتمكن من التحقق من المرض من خلال «رواية شهود عيان» في المنزل.
ولكن ماذا لو أمسك طفلك بطنه وقال إنه يؤلمه؟ حان الوقت للبحث عن الأعراض الثانوية. يحفز ألم البطن العصب المبهم (اتصال مباشر بين الأمعاء والدماغ)، ما يبطئ القلب، ويجعل الجلد شاحباً ورطباً، ويزيد من إنتاج اللعاب، ويضيّق حدقة العين.
هناك طريقة أخرى سهلة لمعرفة ذلك.. الشهية، فهي عموماً أول شيء يختفي مع وجود مشكلة في المعدة، لذا إذا تناول طفلك الفطور المفضل لديه، فمن المحتمل أنه بخير.
مع ذلك، لا تتجاهلي أبداً الشكاوى المزمنة، أو المتكررة من آلام البطن. حتى إذا تمكن طفلك من تجاوز يومه الدراسي، فقد يعاني أيّ شيء، من الإمساك، أو الارتجاع، أو حتى القلق والتوتر. لذلك قد يحتاج زيارة إلى الطبيب.

الحمى
الحمى هي البطاقة المضمونة لطفلك «للخروج من المدرسة مجاناً»، على الرغم من أن درجة الحرارة الدقيقة التي تبرر البقاء في المنزل لا تزال محل نقاش، إلى حد ما.
وتصر معظم المدارس على أن يظل الطلاب خالين من الحمى لمدة 24 ساعة (من دون استخدام أدوية خافضة للحرارة)، قبل العودة. ربما تكون على حق في استخدام هذا المعيار: إنه موضوعي وقابل للقياس، ونادراً ما يشعر الأطفال المصابون بالحمى بأنهم بحالة جيدة بما يكفي للتعلم بشكل فعّال.
ليس من السهل تزييف الحمى، لكنه ممكن. الخطوة الأولى لكشف كذب طفلك هي الحصول على قراءة دقيقة لدرجة الحرارة. يمكن للأطعمة والمشروبات الدافئة أن تسخن الفم لمدة تصل إلى 15 دقيقة، لذا، إذا كنت تشكين في الخداع، فتأكدي من أن طفلك لا يشرب، أو يأكل فقط، إذ يمكن أن يؤدي النشاط البدني أيضاً إلى رفع درجة حرارة الجسم الأساسية، لذا إذا بدا طفلك يلهث، فاجعليه يستلقي لمدة 20 دقيقة قبل قياس درجة حرارته. كذلك، لا تعتمدي على اللمس (مثل لمس الجبهة باليد، أو الشفة)، لقياس درجة حرارته.
السعال
تُعد التهابات الجهاز التنفسي العلوي أحد الأسباب الرئيسية للتغيب عن المدرسة، وتأتي دائماً تقريباً مع السعال، لأن البرد يزيد من إنتاج المخاط في مجرى الهواء، والسعال يساعد على إزالته.
يمكن لأي شخص أن يسعل متى شاء، ولكن ليس كل سعال يبدو بالصوت نفسه. إذ غالباً ما يكون للسعال الحقيقي صوت مميّز، أي أنه يمكنك سماع المخاط الزائد يغادر مجرى الهواء. كما أنه قوي للغاية (تصل سرعته إلى 50 ميلاً في الساعة!)، ويحدث بشكل متكرّر أكثر من السعال المزيف.
إضافة إلى ذلك، عندما تسعل عمداً، عليك أن تتذكر الاستمرار في السعال، ولكن عندما تكون مريضاً لا يمكنك مساعدة نفسك. هذه هي الاختلافات التي يجب أن تكون قادراً على التقاطها إذا أنصتّ جيداً.
بالطبع، سواء كان السعال مزيفاً أو لا، عادة يمكن للطفل المصاب بالسعال الذهاب إلى المدرسة، بشرط ألا يكون لديه أعراض أخرى، مثل الحمى، أو الصداع. (إذا لاحظت صفيراً، أو ضيقاً في التنفس، اصطحبي طفلك إلى عيادة الطبيب، أو قسم الطوارئ).
التهاب الحلق
ينشأ نحو 70% إلى 95% من التهاب الحلق من عدوى فيروسية، وينبع الباقي من العدوى البكتيرية، وغالباً ما يكون التهاب الحلق العقدي، والذي يتطلب 24 ساعة من المضادات الحيوية قبل أن يكون طفلك جاهزاً للعودة إلى الفصل الدراسي.
إذن، كيف تعرفين أن طفلك مصاب بالتهاب الحلق العنقودي؟ إذا لم يكن يعاني الحمى لكنه يعاني السعال، وبحّة الصوت، فمن المرجح أن يكون الفيروس هو السبب، وليس التهاب الحلق العنقودي. ولكن في النهاية، سيحتاج الطبيب إلى إجراء مسحة للحلق لتأكيد التشخيص.
من الأفضل أن تقومي بزيارة طبيب الأطفال لإجراء اختبار سريع لالتهاب الحلق العنقودي في طريقك إلى المدرسة. تحدّد المسحة ما يصل إلى 98٪ من الحالات، ويمكن أن تستغرق دقائق فقط، للحصول على النتائج. بمجرّد الحصول على إجابتك، يمكنك أن تشعري بالثقة بقرارك، إرسال طفلك إلى الفصل، أو العودة إلى المنزل للاستلقاء على الأريكة.
التعب والضيق
يستخدم الأطباء مصطلح «الضيق» لوصف عدم الشعور بالراحة، والذي يمكن أن يراوح من الحاجة إلى البقاء في السرير، إلى أن يكون على وشك الإغماء. ويعترف بعض الأطفال باستخدام هذا العذر للتهرب من المدرسة، لأنهم يعرفون أن الشعور بالضيق يمكن أن يكون علامة على أي شيء، من بداية نزلة برد إلى التهاب الغدة النكفية، إلى مرض أكثر خطورة. باختصار، من الصعب على الوالد أن يعرف كيف يستجيب لذلك.
يصرّ بعض الآباء على أن يكون للطفل عرض آخر يمكن ملاحظته: «هل لديك حمى؟ هل تتقيأ؟ لا؟ إذن، ستذهب إلى المدرسة»، فالشعور سيظل نفسه ،سواء كان في الفصل الدراسي أو المنزل.
السؤال الأصعب هو: ماذا تفعل إذا لم يختفِ العرض؟ الطفل الذي يشكو كثيراً من الشعور بالضيق يستحق تقييما طبياً. قائمة الأمراض التي تسبب الشعور بالضيق طويلة، ويمكن أن يساعدك التاريخ الطبي الشامل والفحص البدني على تضييق نطاقها.
اقرئي أيضاً:
- أسباب الالتهابات المتكررة عند الأطفال وطرق علاجها
- كيف تميّزين بكاء طفلك الخطر عن العادي؟