03 يوليو 2025

ماذا تعرف عن مشروب الماتشا؟ وهل هو صحي أكثر من القهوة؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

يُحتفى بالماتشا، بلونه الأخضر النابض بالحياة وتقاليده العريقة، كغذاء خارق مُعزز للصحة. ولكن ما الذي يُميزه تحديداً عن الشاي الأخضر العادي، أو حتى عن قهوتك الصباحية؟ وما مجموعة الفوائد الصحية المُحتملة؟ وهل هناك جانب سلبي فيه؟

مثل الشاي الأخضر والأسود، يُستخرج الماتشا من نبات الكاميليا الصينية. يكمن الفرق في طريقة زراعته ومعالجته. فبينما يُخمر الشاي الأسود ويُجفف الشاي الأخضر العادي ببساطة، يُزرع الماتشا في الظل لعدة أسابيع قبل الحصاد.

تُغير هذه الطريقة الفريدة التركيب الكيميائي للنبات، ما يُعزز بعض المركبات مثل الكلوروفيل والأحماض الأمينية، ويُعطي الماتشا نكهته المميزة ولونه الأخضر الغني، ثم تُجفف الأوراق وتُطحن ناعماً حتى تتحول إلى مسحوق، ومن هنا جاء اسمه، الذي يُترجم حرفياً إلى «شاي مسحوق» باللغة اليابانية.

على الرغم من ارتباطه الواسع بالثقافة اليابانية وطقوس شاي الزن، إلا أن الماتشا نشأ في الصين. وقد جلبه الرهبان البوذيون إلى اليابان في القرن الثاني عشر، واستخدموه للتأمل. ومع مرور الوقت، أصبح عنصراً أساسياً في ثقافة الشاي اليابانية، وخاصةً في طقوس الشاي الرسمية.

من منظور صحي، يُقدم الماتشا العديد من الفوائد التي يُقدمها الشاي الأخضر، بفضل محتواه العالي من البوليفينولات، بما في ذلك الفلافونويدات، وهي مضادات أكسدة معروفة.

ومع ذلك، ولأن أوراقه تُستهلك كاملةً على شكل مسحوق، فقد يُوفر الماتشا جرعةً أكثر تركيزاً من هذه المركبات المفيدة.

مجلة كل الأسرة

الماتشا.. إمكانات كثيرة وأبحاث قليلة نسبياً

يُروج للماتشا نظراً لفوائده الصحية المُحتملة الواسعة كمضاد للأكسدة، ومضاد للميكروبات، ومضاد للالتهابات، ومضاد للسمنة، وحتى مضاد للسرطان، إضافة إلى تحسيناتٍ مُحتملة في وظائف الدماغ، وتخفيف التوتر، وصحة القلب، وتنظيم سكر الدم.

ولكن هناك مُشكلة: مُعظم الأدلة التي تدعم هذه الادعاءات تأتي من دراسات معملية (على الخلايا أو الحيوانات)، وليس من تجارب سريرية مُحكمة على البشر. لذا، على الرغم من أن الأبحاث الأولية واعدة، إلا أنها بعيدة كل البعد عن كونها قاطعة.

هناك أمر واحد مؤكد: يحتوي الماتشا على الكافيين، أكثر من الشاي الأخضر العادي، وإن كان أقل عادةً من القهوة. للكافيين نفسه فوائد صحية موثقة جيداً عند تناوله باعتدال، بما في ذلك تحسين التركيز، والمزاج، والتمثيل الغذائي، وحتى تقليل خطر الإصابة بأمراض معينة مثل الزهايمر والباركنسون.

لكن الجرعات العالية يمكن أن تسبب آثاراً جانبية مثل الأرق، والقلق، وارتفاع ضغط الدم. لا ينطبق هنا مبدأ «الأكثر هو الأفضل»، ولا تزال الجرعة المثالية من الكافيين غير واضحة.

مجلة كل الأسرة

الماتشا والقهوة.. أيهما أفضل؟

عند مقارنة الماتشا بالقهوة، يتمتع كلاهما بخصائص مضادة للأكسدة وفوائد مماثلة للقلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، خضعت القهوة لدراسات أكثر شمولاً، مع إرشادات أكثر وضوحاً: يبدو أن ثلاثة إلى أربعة أكواب يومياً هو الحد الأقصى الآمن لمعظم الناس.

بالنسبة للماتشا، فإن الإرشادات أكثر تحفظاً بعض الشيء، حيث تشير المصادر إلى تناول كوب إلى ثلاثة أكواب يومياً، ربما بسبب ارتفاع مستويات البوليفينول.

يمكن أن تتداخل التانينات والبوليفينولات الموجودة في كل من الشاي والقهوة مع امتصاص الحديد، وخاصةً من الأطعمة النباتية. قد يزيد شرب كميات كبيرة بانتظام، وخاصةً قرب أوقات الوجبات، من خطر الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد.

لذلك، يُنصح بتناول هذه المشروبات قبل أو بعد ساعتين على الأقل من الوجبات، خاصةً لمن يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً في الغالب، أو من يعانون انخفاض مستويات الحديد.

ملاحظة أخرى: كلٌّ من القهوة والماتشا مشروب حامضي قليلاً، وقد يُسببان اضطراباً هضمياً أو ارتجاعاً لدى الأشخاص ذوي المعدة الحساسة. مع ذلك، قد يكون الماتشا خياراً أفضل للبعض. فعلى عكس القهوة، يحتوي الماتشا على إل-الثيانين، وهو حامض أميني يعزز الاسترخاء وقد يختلف عن آثار الكافيين المسببة للتوتر، ما يجعله بديلاً ألطف للأشخاص المعرضين للقلق.

لكل من الماتشا والقهوة فوائد صحية محتملة، ويعتمد الاختيار الصحيح على احتياجاتك وتفضيلاتك الشخصية. فقد أجريت دراسات معمقة على القهوة، ووجد أنها قد تكون مثالية لمن يتحملون الكافيين جيداً ويستمتعون بتناول عدة أكواب منها يومياً. من ناحية أخرى، يعد الماتشا خياراً رائعاً لمن يرغبون في استهلاك كمية أقل من الكافيين مع الاستفادة من مضادات الأكسدة، دون الشعور بالإرهاق أو التوتر.

فقط تذكر أن تستمتع به باعتدال، خاصة إذا كنت تعاني مشكلات في الهضم أو تعاني نقص مستويات الحديد.