
إذا كنت مُصاباً بداء السكّري ولاحظت تساقطاً غير طبيعي في شعرك، فمن المُحتمل أن يكون ارتفاع مستوى السكّر في الدم هو السبب. إذ يُمكن أن يُؤثّر داء السكّري في جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الأوعية الدموية التي تُغذّي بصيلات الشعر، ما قد يُؤدّي إلى تساقط الشعر بشكل مُفرط. كما يرتبط داء السكّري بعدد من عوامل الخطر الأخرى المُؤدّية إلى تساقط الشعر، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية، والاختلالات الهرمونية.
متى يجب أن تقلق بشأن تساقط الشعر؟
من المُتوقع رؤية بعض الشعيرات المُتناثرة في فرشاتك يومياً. ويفقد البالغون عادة ما بين 50 إلى 100 شعرة، يومياً، وتُعرف هذه الحالة بتساقط الشعر.
يحدث تساقط الشعر عندما يمنع شيء ما نموّ الشعر. يمكن أن يكون تساقط الشعر مؤقتاً، أو دائما، وهناك العديد من الأسباب المحتملة، بعضها مرتبط بمضاعفات مرض السكّري، وعلاجه.
إلى جانب مجرّد رؤية المزيد من خصلات الشعر في مصرف الدش، إليك علامات أخرى تشير إلى أن تساقط الشعر أكثر خطورة:
- انحسار واضح لخط الشعر
- بقع صلعاء
- اتساع مركز الشعر أو خط جانبي
- تساقط الشعر على شكل كتل
- انخفاض ملحوظ في كثافة الشعر أو سماكته

كيف يُسبب مرض السكّري تساقط الشعر؟
يقول الأطباء أن الباحثين غير متأكدين مما إذا كان مرض السكّري، وارتفاع مستويات السكّر في الدم، يُسببان تساقط الشعر بشكل مباشر. لكن يرتبط كل من مرض السكّري من النوعين الأول والثاني، بمجموعة متنوعة من عوامل خطر تساقط الشعر المعروفة:
ضعف الدورة الدموية
تحتاج بصيلات الشعر إلى تدفق دم غني بالأوكسجين للنمو. ويمكن أن يُؤدي ارتفاع مستويات السكّر في الدم المزمن، المعروف باسم فرط سكّر الدم، إلى تلف الأوعية الدموية، وإضعاف إمداد بصيلات الشعر بالأوكسجين والمغذّيات. وهذا بدوره، قد يُعطل نموّ الشعر، ويؤدي إلى تساقطه. وإذا انخفض تدفق الدم إلى فروة الرأس، فقد يؤدي ذلك، نظرياً، إلى تقليل قدرة الشعر على النمو.
علاقة داء السكّري بالمناعة الذاتية
غالباً ما يُعاني مرضى داء السكّري من النوع الأول، أمراض مناعة ذاتية أخرى، ويرتبط كلٌّ من داء الثعلبة البقعية، والتهاب الغدّة الدرقية هاشيموتو، بتساقط الشعر.
وقد يكون هناك ارتباط علمي بين ما قبل السكّري، وداء السكّري من النوع الثاني، والثعلبة البقعية أيضاً. وفي إحدى الدراسات التي أُجريت على أشخاص مصابين بالثعلبة البقعية، كان الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بما قبل السكّري بنسبة 62%، مقارنة بمجموعة يتم التحكم فيها. ويشتبه الباحثون في وجود استجابات التهابية شائعة في الجسم بين الحالتين، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث.
وتُعدّ مُنشّطات GLP-1 فئة من الأدوية التي تُساعد على تنظيم سكّر الدم لدى مرضى السكّري من النوع الثاني. وقد سجلت العديد من حالات تساقط الشعر بسبب دواء سيماجلوتايد، المعروف أيضاً باسمه التجاري، أوزيمبيك، على نطاق واسع.
قد يكون سبب تساقط الشعر الناتج عن GLP-1 هو فقدان الوزن السريع الذي تُسببه هذه الأدوية، وليس الأدوية نفسها. كما يُعاني الأشخاص الذين يُحققون فقداناً كبيراً في الوزن باستخدام وسائل أخرى، تساقط الشعر المؤقت، أحياناً. ولكن يبيّن الأطباء إن الشعر ينمو من تلقاء نفسه، وقد يتمتع الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية بشعر أفضل على المدى الطويل، فعندما يكون الجسم في حالة صحية أفضل، مع تحكّم أكبر في الأنسولين، سيصبح شعر بعض الأشخاص أكثر كثافة، وينمو بشكل أفضل.
وفي حين أن تساقط الشعر الناتج عن GLP-1 قد لا يُشكل مصدر قلق كبير، إلا أن هناك أدوية أخرى معروفة بتسببها بتساقط الشعر، وبعضها يُوصف عادة لمرضى السكّري. ويتناول العديد من مرضى السكّري أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والنقرس، وأمراض الغدة الدرقية، والاكتئاب، ما قد يُسبب تساقط الشعر بشكل مؤقت، أو دائم.
مشكلات الغدة الدرقية
يُعاني مرضى السكّري خطراً أكبر للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، وقصورها. وترتبط هذه الحالات المتعلقة بالغدة الدرقية ارتباطاً وثيقاً بتساقط الشعر. ووفقاً لإحدى الدراسات، قد يُعاني 33% من المصابين بقصور الغدة الدرقية، و50% من المصابين بفرط نشاطها، تساقط الشعر المفرط.
نقص الحديد
هناك صلة بين ارتفاع مستويات A1C (الهيموغلوبين السكّري) ونقص الحديد، ويمكن أن يُسهم نقص الحديد بشكل مباشر في تساقط الشعر. ويلعب هذا المعدن دوراً في إنتاج الهيموغلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي ينقل الأوكسجين إلى الخلايا في جميع أنحاء الجسم.
متلازمة تكيس المبايض
متلازمة تكيس المبايض، اضطراب هرموني يصيب النساء في سنّ الإنجاب، ويشترك في عامل خطر مشترك مع داء السكّري من النوع الثاني، مقاومة الأنسولين، وغالباً ما تتعايش الحالتان. ويمكن أن تتسبب متلازمة تكيس المبايض بإنتاج الجسم لكمية زائدة من هرمون التستوستيرون، ومن الآثار الجانبية الشائعة لذلك تساقط الشعر.
التوتر
قد يكون التعامل مع حالة مزمنة أمراً شاقاً، ويرتبط التوتر بتساقط الشعر أيضاً.

نصائح للتعامل مع تساقط الشعر لدى مرضى السكّري
استشر أخصائي رعاية صحية فوراً
يمكن أن يساعدك التحدث إلى طبيب، ويفضل أن يكون طبيب أمراض جلدية، على تحديد ما إذا كان تساقط الشعر الذي تلاحظه يقع ضمن النطاق الطبيعي، أو ما إذا كانت هناك مشكلة صحية كامنة. وإذا كنت تعاني بقعاً صلعاء، أو انخفاضاً غير مبرر في كثافة الشعر، فقد تساعد اختبارات الفحص المبكر على تحديد السبب الجذري، واتخاذ التدابير الوقائية بسرعة.
قد تستغرق العلاجات من 6 إلى 12 شهراً، حتى يبدأ مفعولها. وإذا تمكن الطبيب من تشخيص السبب مبكراً، فسيكون العلاج أكثر فائدة، حيث يمكن أن يساعدك التعامل معه في وقت مبكر أيضاً، على الحفاظ على شعرك، وإبطاء تفاقم تساقطه.
تناول أدوية
هناك العديد من الأدوية المُعتمدة لعلاج تساقط الشعر، من أشهرها:
- مينوكسيديل (روجين) للرجال والنساء
- فيناسترايد (بروبيشيا) للصلع الوراثي لدى الرجال
- دوتاستيرايد (أفودارت) لتساقط الشعر لدى الرجال
- يساعد مينوكسيديل في علاج تساقط الشعر الهرموني، كما أنه يزيد من تدفق الدم لزيادة نمو الشعر، وسمكه.
ويوصي الأطباء عادة باستخدام مينوكسيديل بتركيز 5% للرجال والنساء. ويجب وضعه على فروة الرأس مرة واحدة يومياً للنساء، ومرتين يومياً للرجال، لمدة ستة أشهر على الأقل، قبل ملاحظة أي تحسّن.
ولكن، من الهام للغاية استشارة الطبيب قبل اللجوء إلى أي علاج.
المكملات الغذائية
يعاني العديد من مرضى السكّري نقصَ التغذية. ومن الممكن أن يُسبب نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية تغيّرات في بنية الشعر، ويؤثر في نموه، مثل نقص فيتامين ب12، ما قد يؤدي إلى تساقط الشعر. كما أن انخفاض مستويات فيتامين «د»، وهو أمر شائع لدى مرضى السكّري من النوعين الأول والثاني، قد يُسهم أيضاً في تساقط الشعر.
مراجعة سريعة
قد يُسبب مرض السكّري تساقط الشعر بسبب ضعف الدورة الدموية، أو الاختلالات الهرمونية، أو مشكلات المناعة الذاتية، أو الأدوية. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لإثبات وجود صلة أقوى. فإذا كنت تعاني تساقط شعر غير طبيعي، فمن الضروري استشارة مقدّم رعاية صحية، ويفضل طبيب أمراض جلدية، للمساعدة على تحديد سببه، واستكشاف خيارات العلاج.
يمكن إبطاء تساقط الشعر، أو إيقافه، باستخدام الأدوية الموصوفة، والحلول المتاحة من دون وصفة طبية، والمكملات الغذائية. كما أن التحكم في التوتر، وتحسين مستوى السكّر في الدم قد يساعدان على إدارة تساقط الشعر المرتبط بمرض السكّري، وتحسين الصحة العامة.
اقرأ أيضاً: 10 أعراض غير عادية لمرض السكّري.. ومتى يجب أن تستشير الطبيب