قد يبدو نزيف الأنف مخيفاً، ولكنه في الأغلب غير ضار. يحتوي الأنف على أوعية دموية قريبة من السطح الخارجي، لذلك تصاب بسهولة، ما يتسبب بتسرّب الدم من إحدى فتحتي الأنف، أو كلتيهما. ليس من غير المألوف رؤية نزيف الأنف عند المراهقين. عادة، يحدث هذا في الشتاء، أو في المناخات الجافة جداً.
نستعرض هنا بعض التفاصيل الهامّة والأساسية لمعرفة أنواع وأسباب وعلاج نزيف الأنف عند المراهقين بالذات، والوقاية منه، ومتى يجب رؤية الطبيب، ونصائح لوقف نزيف الأنف.
أعراض نزيف الأنف عند المراهقين
تشير الدراسات إلى أن معدل نزيف الأنف يميل إلى أن يكون أقلّ عند المراهقين (الذين تراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً)، مقارنة بالأطفال الأصغر سناً. وفي أواخر سِن المراهقة، يكون نزيف الأنف غير شائع. ومع ذلك، فإن التعرف إلى أعراض نزيف الأنف يمكن أن يساعدك على التعامل معه بشكل صحيح، كما يمكنك من معرفة متى يجب عليك زيارة الطبيب.
إليك بعض الأعراض
- خروج الدم من إحدى فتحتي الأنف، أو كلتيهما.
- تدفق الدم إلى الحلق أثناء الاستلقاء أو إمالة الرأس إلى الخلف.
- إحساس بوجود سائل يتدفق إلى أسفل الحلق.
- ألم أو انزعاج (إذا أصيب الأنف).
أسباب نزيف الأنف عند المراهقين
يمكن أن يحدث نزيف الأنف لأسباب مختلفة.. وفي ما يلي الأسباب الأكثر شيوعاً:
- الهواء الجاف: أثناء المناخات الجافة، أو الشتاء، قد تجف الممرات الأنفية، ما يجعل الأوعية الدموية هشة، وعرضة للتمزق، ويؤدي تمزق الأوعية الدموية إلى نزيف الأنف. ووفقاً لما يؤكده الخبراء فإنه يمكن أن يسهم المناخ الجاف، أو البيئة الداخلية الساخنة، في جفاف الأغشية المخاطية، ما يترك قشوراً داخل الأنف تسبب الحكّة، ثم تنزف عند محاولة التقاطها.
- الأدوية: يمكن أن يكون نزيف الأنف أحد الآثار الجانبية للحساسية، أو أدوية البرد، أو استخدام بخاخات الأنف.
- العدوى: قد يؤدي الالتهاب المزمن، والعدوى، والتهاب الجيوب الأنفية، أيضاً إلى جعل أنسجة الأنف عرضة للنزيف.
- الإصابة: ربما يؤدي تنظيف الأنف بالأظافر، أو النفخ بقوة شديدة، إلى إتلاف الجزء الداخلي من الأنف، ما يتسبب بحدوث نزيف.
بعض الأسباب الشديدة التي قد تؤدي إلى نزيف الأنف الأمامي والخلفي هي:
- ارتفاع ضغط الدم: على الرغم من ندرته، إلا أن ارتفاع ضغط الدم قد يكون أحد أسباب نزيف الأنف.
- الحادث أو الصدمة: إذا دخل جسم غريب إلى الأنف، أو إذا أصيب أنفك في حادث، فقد يتسبب ذلك في نزيف الأنف.
- تعاطي المخدرات: قد يكون نزيف الأنف المتكرر، إلى جانب أعراض أخرى مثل فقدان الوزن، واتساع حدقة العين، والتغيير في نمط الحياة، بسبب تعاطي المخدرات أو الكحول.
- الأمراض المرتبطة بالدم: يمكن أن يكون نزيف الأنف أحد أعراض اضطرابات النزيف والحالات، أو السرطان، مثل سرطان الدم لدى المراهقين.
- انحراف الحاجز الأنفي: ينحرف النسيج الذي يفصل بين فتحتي الأنف، ما يؤدي إلى نزيف متكرر من الأنف، وهي حالة أقلّ شيوعاً.
كيف توقف نزيف الأنف لدى المراهقين؟
تختفي معظم حالات نزيف الأنف من تلقاء نفسها. ومع ذلك، فإن معرفة كيفية التعامل مع نزيف الأنف يمكن أن تساعد المراهقين والآباء على إيقاف النزيف بسرعة، وتجنب المضاعفات المحتملة...
وفي ما يلي بعض النصائح التي يجب على طفلك اتّباعها وتجنبها لوقف نزيف الأنف:
- اجلس بشكل مستقيم أو قف منتصباً.
- انحنِ للأمام وتنفس من خلال الفم.
- اضغط على الأنف قليلاً فوق فتحتي الأنف لمدة 15 دقيقة تقريباً. يمكن للضغط إيقاف النزيف.
- ضع كيساً من الثلج على الأنف.
- استخدم مضيّقاً موضعياً للأوعية الدموية (في حال توفره).
لا تفعل هذه الأشياء عند نزيف الأنف
- لا تستلقِ أو تميل رأسك رأساً إلى الخلف، لأنه بهذه الطريقة قد يتدفق الدم إلى القصبة الهوائية، ما يؤدي إلى الاختناق، أو السعال.
- لا تضغط على الأنف بعد توقف النزيف.
- لا تحشُ الأنف بالمناديل، ولا تنفخ الأنف عندما ينزف.
- لا تخدش أو تلتقط الخثرة المتكونة داخل فتحة الأنف بعد النزيف.
- لا تضع إصبعك في الأنف، أو تنفخ أنفك لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، قد يؤدي هذا إلى إزالة الخثرة، وإيقاف الأوعية الدموية عن الالتئام.
- يجب على المراهقين تجنب الأنشطة الشاقة، مثل الرياضات الخارجية، ورفع الأثقال الثقيلة. ويجب عليهم أيضاً تقليل تناول المشروبات الساخنة والطعام لمدة 24 ساعة بعد النزيف. والأهم من ذلك، يجب أن يبقوا هادئين أثناء نزيف الأنف، لأن القلق يمكن أن يجعل النزيف أسوأ.
متى يجب زيارة الطبيب؟
وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة في بريطانيا فإن نحو 60% من الأفراد قد واجهوا نزيفاً في الأنف في مرحلة ما. ومع ذلك، فإن 10% فقط منهم يعانون أعراضاً جانبية كافية تستدعي العناية الطبية. استشر طبيباً، بخاصة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، إذا كان المراهق يعاني نزيفاً متكرراً في الأنف.
عموما، يجب عليك أيضاً استشارة الطبيب في الحالات التالية:
- نزيف الأنف متكرّر ولا تتحسن الحالة
- غالباّ ما يستمر النزيف لأكثر من عشر دقائق
- نزيف الأنف بسبب إصابة
- عدم القدرة على التنفس
- دخول جسم غريب إلى الأنف
- كمية الدم كبيرة جداً
- الشعور بالضعف الشديد أو الدوار
- وجود دم في اللثة، أو البول، أو البراز
- كدمات غير مبررة
وبناءً على التشخيص والأعراض، قد يقترح الطبيب خيارات العلاج.
علاج نزيف الأنف عند المراهقين
إذا كان نزيف الأنف ناتجاً عن حالة كامنة، فإن علاج هذه المشكلة سيعالج نزيف الأنف أيضاً. وفي حالات أخرى، فإن أكثر طرق العلاج شيوعاً لنزيف الأنف لدى المراهقين هي:
- حشو الأنف: قد يستخدم الطبيب إسفنجات أنفية، أو شاشاً شريطياً لوقف النزيف وتسريع التخثر.
- الكي: هو إجراء طبّي قد يستخدم فيه الطبيب تياراً كهربائياً، أو الليزر، أو نترات الفضة لحرق الأوعية الدموية التي تنزف.
- الأدوية: بناء على السبب (مثل ارتفاع ضغط الدم)، قد يصف الطبيب لبعض المراهقين أدوية للسيطرة على النزيف، والألم.
- الإصلاح الجراحي: في حالة انحراف الحاجز الأنفي، أو كسر الأنف، قد تكون هناك حاجة إلى إجراء جراحي. إحدى الطرق هي ربط الشرايين، حيث يتم ربط الأوعية الدموية لمنع النزيف.
يتم علاج نزيف الأنف تحت إشراف الطبيب. ومع نمو المراهق، من المرجّح أن يكون هناك حل كامل لنزيف الأنف بمساعدة العلاج.