دليل شامل لعلاج نقص الفيتامينات في الجسم.. من الأخصائية سينثيا بو خليل

تلعب الفيتامينات دوراً أساسياً في دعم صحة الجسم، والحفاظ على مستويات الطاقة، إلا أن نقصها قد يسبب العديد من المشكلات الصحية، ما يجعل التشخيص المبكر، واتخاذ التدابير المناسبة، أمراً ضرورياً للحفاظ على الصحة العامة، وتعزيز النشاط اليومي.

عن تأثير نقص الفيتامينات في وزن الجسم وطاقته، تكشف سينثيا بو خليل، أخصائية التغذية في ميدكير دكتور سعيد الشيخ مركز أمراض الجهاز الهضمي والسمنة، شارع الشيخ زايد «يعاني الكثير من المرضى مشكلات تتعلق بانخفاض مستويات الطاقة، وضعف جودة النوم، والشعور المستمر بالتعب والإرهاق، إضافة إلى صعوبة فقدان الوزن، ما يشير، غالباً، إلى نقص في الفيتامينات والمعادن الرئيسية في أجسامهم، لذلك، يُعد فحص الدم خطوة أساسية لتحديد المشكلات الصحية المرتبطة بنقص الفيتامينات، بخاصة فيتامين (د)، الذي يلعب دوراً محورياً في صحة الجسم، وهو شائع بين المرضى، حيث يعاني العديد منهم من مستوياته المنخفضة، ما يزيد من خطر زيادة الوزن، ويجعل فقدان الوزن تحدّياً صعباً بالنسبة إليهم».

وتوضح «وغالباً ما يصف الأطباء جرعات، أسبوعية أو يومية، من فيتامين (د)، لمدة تصل إلى 6 أسابيع، ثم يُعاد فحص مستوياته في الدم. هذه الخطوة هامة لكون نقص فيتامين (د) لا يسبب زيادة الوزن فقط، بل يمكن أن يؤدي إلى التعب، وألم المفاصل، ما يؤثر في قدرة المرضى على ممارسة أنشطتهم اليومية، بنشاط وحيوية».
وتشير سينثيا إلى خطورة نقص أنواع أخرى من الفيتامينات «إلى جانب فيتامين (د)، يجب التحقق من مستويات فيتامين (ب) في الجسم، حيث تشمل هذه المجموعة فيتامينات B1 وB2 وB6 وB12، وغيرها، والتي تلعب دوراً رئيسياً في تحويل العناصر الغذائية الكبيرة – الكربوهيدرات، البروتينات، والدهون – إلى طاقة. وبالتالي، فإن نقص هذه الفيتامينات يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة بشكل ملحوظ، لذلك ينصح بتناول مكملات فيتامين (ب) المركّب، بخاصة في الصباح، لضمان توفير طاقة كافية للجسم طوال اليوم، من أجل تعزيز نشاط الجسم، ومساعدته على تحقيق التوازن الغذائي المطلوب، وتحسن الصحة العامة، وفقدان الوزن بنجاح».
وللحفاظ على مستويات فيتامين (د) في الجسم، تؤكد «تعتبر أشعة الشمس المباشرة المصدر الرئيسي لفيتامين (د)، ومع ذلك، فإن الاعتماد على أشعة الشمس وحدها ليس كافياً لعلاج هذا النقص، لذلك، عادة ما يوصي الأطباء بتناول مكملات، أو حقن فيتامين (د)، لتعويض النقص، إضافة إلى قابليته الكبيرة على الذوبان في الدهون، ما يعني أن الجسم يستطيع تخزينه لمُدد طويلة، ما يجعل نقصه يظهر في مرحلة متأخرة، وقد يستغرق الأمر وقتاً لملاحظة تحسّن مستوياته في الجسم عند العلاج».

كيف تعوّض نقص فيتامين (د)؟
لتعويض نقص فيتامين (د)، توصي أخصائية التغذية باتّباع هذه الخطوات:
- التعرّض لأشعة الشمس: يجب التعرض المباشر لأشعة الشمس لمدة 15-20 دقيقة يومياً، ويفضل أن تكون بعض أجزاء الجلد مكشوفة، مثل اليدين أو الساقين، ومن دون وضع أي واقٍ للشمس خلال هذا الوقت.
- تناول مكملات فيتامين (د): في بعض الحالات الطبية الخاصة، مثل السمنة، أو التليف الكيسي، أو لدى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تقل فيها أشعة الشمس المباشرة، أو في فصل الشتاء، يجب تناول مكملات فيتامين (د)، حيث لا يمكن الاعتماد على الشمس فقط.
- الحصول على فيتامين (د) من الطعام: على الرغم من أن الأطعمة الغنية بفيتامين (د) قليلة، إلا أن الخيارات المتوفرة تشمل الأسماك الدهنية، الكبد، الفطر، زيت كبد سمك القد، وصفار البيض. كما تحتوي بعض الأطعمة المدعمة على فيتامين (د)، مثل حبوب الإفطار، عصائر البرتقال، وبدائل الحليب، كحليب اللوز، أو الشوفان. وتنوّه بأن «عوامل مختلفة مثل مشكلات طبية معينة، أو استخدام أدوية مثل مضادات الحموضة، قد تؤثر في امتصاص فيتامين (د)، لذا يفضل الجمع بين التعرّض لأشعة الشمس وتناول المكملات، للحصول على أفضل النتائج».

وللحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، من دون الحاجة إلى مكملات إضافية، توصي سينثيا بو خليل بـ«اتّباع حمية البحر الأبيض المتوسط التي تتميز بتنوّعها، واعتمادها على مكونات صحية غنية بالفيتامينات، والمعادن، كما تركز على تناول كميات وفيرة من الفواكه والخضراوات يومياً، إضافة إلى الحبوب الكاملة والبقوليات التي تشكل جزءاً أساسياً من الوجبات، إضافة إلى زيت الزيتون الذي يعد عنصراً رئيسياً في هذا النظام، إلى جانب تناول الأسماك بشكل منتظم، وكميات معتدلة من اللحوم، والدجاج. كما يشمل النظام كذلك المكسّرات والبذور، التي تضاف إلى العديد من الوصفات، ما يوفر مصادر غنية بالبروتينات والدهون الصحية، بفضل تنوّع مكوناته وتوازنها، لذلك يعد هذا النظام الغذائي خياراً مثالياً لتلبية احتياجات الجسم من الفيتامينات والمعادن بشكل طبيعي».

وعن كيفية تجنب أضرار الفيتامينات، وكيفية تناولها، توصي سينثيا بو خليل «بأن يكون استخدام الفيتامينات عند الحاجة فقط، مع التركيز على الحصول عليها من مصادر طبيعية قدر الإمكان، للحفاظ على مستويات فيتامين (د). على سبيل المثال، يفضل تعريض البشرة لأشعة الشمس المباشرة لمدة 15-20 دقيقة يومياً، أثناء ممارسة نشاط بدني في الهواء الطلق، كما أن التنوع في النظام الغذائي يلعب دوراً أساسياً في تحسين امتصاص الفيتامينات بشكل طبيعي. ومع ذلك، هناك حالات معيّنة تتطلب تناول المكملات الغذائية، مثل نقص الحديد، أو فيتامين (د)، أو فيتامين B12، حيث يصبح تناول المكمّلات أمراً ضرورياً لتعويض النقص الشديد، إضافة إلى ضرورة استشارة الطبيب، أو اختصاصي التغذية، قبل البدء بتناول أيّ مكملات، لتجنب الإفراط في استهلاكها، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى التسمم نتيجة تناول كميات زائدة عن حاجة الجسم».