تأتي بذور نبات دوّار الشمس من مركز، أو رأس نبات دوار الشمس، حيث تؤكل البذور الخفيفة النيّئة بأشكال وطرق عدّة.. محمّصة، مطبوخة، مجفّفة، مطحونة، ومعصورة كمصدر للزيت. ولكن ما لا يعرفه الكثير أنّ هناك فوائد صحيّة جمّة لبذور دوّار الشمس، وليس تناولها مجرد «تسلية».
بذور نبات دوّار الشمس غنية بمضادات الأكسدة الواقية للصحة، والدهون الجيدة، والألياف، والبروتين النباتي، وفيتامين E، والمعادن، وقد تدعم أيضاً إدارة الوزن الصحي. وهناك العديد من الطرق البسيطة لدمج هذه البذور الغنية بالمغذيات في الوجبات الصحية، والوجبات الخفيفة، والحلويات.
بذور نبات دوّار الشمس تعزز وظيفة المناعة
تدعم بذور نبات دوّار الشمس جهاز المناعة بطرق عدّة، فهي تمتلك خصائص طبيعية مضادة للميكروبات، ومضادة للبكتيريا، ومضادة للفيروسات، ما يساعد على صد الجراثيم التي يمكن أن تسبب لك المرض. كما أنها غنية بالسيلينيوم والزنك، اللذين يلعبان أدواراً حيوية في وظيفة المناعة. وكل من هذه العناصر الغذائية لها أيضاً تأثيرات مضادة للالتهابات.
توفر حصة صغيرة إلى حد ما من هذه البذور (ربع كوب)، نحو 40% من كمية السيلينيوم الموصى بها يومياً، وأكثر من 13% من الزنك.
قد تدعم بذور نبات دوّار الشمس صحة القلب
أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة في الكثير من المجتمعات. وفي حين أن النشاط البدني المنتظم، وعدم التدخين، من الوسائل المهمة للوقاية من أمراض القلب، فإن التغذية تلعب دوراً رئيسياً، أيضاً، وقد تساعد بذور نبات دوّار الشمس على ذلك.
خلصت إحدى المراجعات البحثية إلى أن بذور النباتات، بما في ذلك بذور نبات دوّار الشمس، تحمي صحة القلب بسبب الإجراءات التآزرية (المجتمعة) للدهون الجيدة، ومضادات الأكسدة، والألياف، والبروتين، والمعادن. فمن خلال عملها الجماعي، يكون لهذه العناصر الغذائية آثار إيجابية في تنظيم نسبة السكّر في الدم، والسيطرة على ضغط الدم، والالتهابات.
وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الأطعمة الكاملة، مثل بذور نبات دوّار الشمس، التي تحتوي على مجموعة من المركبات النشطة بيولوجياً، غالبا ما تحمينا أكثر من العناصر الغذائية الفردية، مثل الألياف المعزولة.
كما نظرت دراسة أخرى في العلاقات بين استهلاك البذور وعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، لدى ما يقرب من 900 رجل وامرأة.
وجد الباحثون أن النساء اللاتي تناولن البذور مرة، أو مرتين شهرياً، بما في ذلك بذور نبات دوّار الشمس، كان لديهن مستويات أقلّ بكثير من الكوليسترول الكلّي، والكوليسترول الضار (LDL) مقارنة باللواتي لم يتناولن البذور، ولم يلاحظ أيّ تغييرات بالنسبة إلى الرجال.
ومع ذلك، فإن الرجال الذين تناولوا المزيد من بذور نبات دوّار الشمس كان لديهم أوزان أقل. وإضافة إلى ذلك، لم يكتسب أي من الرجال والنساء، وزناً عند زيادة وتيرة استهلاك البذور.
قد تساعد بذور نبات دوّار الشمس على منع أو إدارة مرض السكري
في الولايات المتحدة، يعاني أكثر من واحد من كل ثلاثة بالغين مرض السكري، لكن 80% منهم لا يعرفون أنهم مصابون بهذه الحالة. يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بأمراض القلب، وأمراض الكلى المزمنة، وفقدان البصر، ولكن يمكن الوقاية منه، أو تأخيره باتّباع أسلوب حياة صحي.
خلصت مراجعة بحثية إلى أن البذور، بما في ذلك بذور نبات دوّار الشمس، يمكن أن تلعب دوراً في خفض مستويات السكّر في الدم، ويمكن استخدامها لعلاج مرض السكّري من النوع الثاني. ويقول العلماء إن المكونات النشطة بيولوجياً في هذه البذور تشارك في تحسين تنظيم نسبة السكّر في الدم، وعلاج مقاومة الإنسولين.
قد تدعم بذور نبات دوّار الشمس الوزن الصحي
بسبب احتوائها على الألياف، ومستويات الدهون، والبروتينات المشبّعة، تعد بذور نبات دوّار الشمس خياراً جيداً للتحكم في الوزن.
كما قد تلعب التأثيرات المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات، لحامض الكلوروجينيك الموجود في هذه البذور، دوراً في تنظيم الوزن.
لتقييم ذلك، نظرت إحدى الدراسات الصغيرة في تأثيرات مستخلص بذور نبات دوّار الشمس مع كمية موحدة من حامض الكلوروجينيك في أوزان وتركيبات الجسم لـ 50 شخصاً، بالغا يعانون السمنة.
وتم تعيين المتطوعين بشكل عشوائي لتلقّي إما مستخلص بذور نبات دوّار الشمس، وإما دواء وهمي بالعدد نفسه من السعرات الحرارية يومياً لمدة 12 أسبوعاً.
وشهدت مجموعة مستخلص بذور نبات دوّار الشمس انخفاضاً ملحوظاً في وزن الجسم، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) وقياسات الخصر، بخاصة عند النساء فوق سن 30 عاماً. كما أن تناول مستخلص هذه البذور قد خفض مستويات الكوليسترول في الدم.
قد تقلل بذور نبات دوّار الشمس من متلازمة التمثيل الغذائي
متلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة من الحالات التي تزيد معاً من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكّري، والسكتة الدماغية، وغيرها من المشاكل الصحية الخطرة..
قد يتم تشخيص إصابتك بمتلازمة التمثيل الغذائي إذا كان لديك ثلاث، أو أكثر من الحالات التالية:
نظرت دراسة حديثة في العلاقة بين تناول الجوز والبذور العادية، ومتلازمة التمثيل الغذائي لدى أكثر من 22000 من البالغين الأمريكيين.
وكشفت البيانات أنه بالمقارنة مع الذين لا يتناولون الجوز والبذور، فإن النساء، وليس الرجال، اللواتي يتناولن المكسّرات أو البذور بانتظام، لديهن خطر أقل للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي.
إضافة إلى ذلك، فإن النساء اللاتي تناولن كميات كبيرة من المكسّرات والبذور كان لديهن مستويات أقل من السكّر في الدم أثناء الصيام، وقيم كوليسترول HDL أفضل مقارنة باللواتي لا يتناولن المكسرات والبذور.
قد تقلّل بذور نبات دوّار الشمس من مرض الكبد الدهني غير الكحولي
مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو حالة تتراكم فيها الدهون في الكبد. وتزيد السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري من النوع الثاني من احتمالية الإصابة بهذا المرض.
نظرت إحدى الدراسات إلى بيانات أكثر من 25000 شخص بالغ في الولايات المتحدة، ووجدت أن استهلاك الجوز والبذور مرتبط بانخفاض فرصة الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
وبالنسبة إلى النساء، كان هذا ملحوظاً في جميع فئات استهلاك المكسرات والبذور، ولكنه كان أكثر وضوحاً في المجموعة المعتدلة (التي تناولت نحو أونصة واحدة يومياً).
أما عند الرجال، فقد تم ربط تناول معتدل من المكسرات والبذور بانخفاض خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني الكبدي بنسبة 9%، مقارنة بمن لا يتناولون المكسرات والبذور.
العناصر الغذائية في بذور نبات دوّار الشمس
بذور نبات دوّار الشمس مملوءة بالمواد المغذية، حيث إن أونصة واحدة (نحو ربع كوب) من هذه البذور من دون القشرة توفر:
مخاطر تناول بذور نبات دوّار الشمس
على الرغم من أن حساسية بذور نبات دوّار الشمس ليست شائعة، فمن الممكن أن تكون لديك حساسية تجاه هذه البذور.
ففي إحدى الحالات، كان لدى رجل يعاني حساسية تجاه حبوب اللقاح ردّ فعل تحسّسي شديد تجاه بذور نبات دوّار الشمس أيضاً، بسبب التفاعل المتبادل، ما يعني أن جسده حدّد المسبّبَين للحساسية بأنهما سبب واحد.
ومرة أخرى، على الرغم من ندرتها، تم الإبلاغ عن حالات انسداد معوي لدى الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من بذور نبات دوّار الشمس بقشورها.
وأخيراً، هناك خطر محتمل للتلوث البكتيري إذا تم إنبات بذور نبات دوّار الشمس في المنزل. وتعتبر الظروف الدافئة والرطبة المثالية للإنبات، مثالية أيضاً لنمو البكتيريا الضارّة التي قد تكون موجودة في البذور. لهذا السبب، يوصي الخبراء باتّباع تعليمات السلامة الدقيقة للغاية إذا كنت تزرع البذور في حديقة المنزل.
مراجعة سريعة
بذور نبات دوّار الشمس غنية بالمغذيات ومضادات الأكسدة، وتوفر البروتين النباتي، والدهون الصحية، والألياف. يساعد استهلاكها على دعم وظيفة المناعة، وقد يساعد على تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب، والسكّري من النوع الثاني، والسمنة.
من أجل السلامة، استهلك بذور نبات دوّار الشمس من دون قشرتها، ولا تزرعها في حديقة المنزل إلا إذا كنت تستطيع القيام بذلك بأمان، من دون زيادة نمو البكتيريا.
وإذا كنت تعتقد أنك قد تكون لديك حساسية من هذه البذور، فلا تتناولها، وتحدث إلى الطبيب حول تحديد موعد لاختبار الحساسية المناسب.