07 أكتوبر 2025

مهندسة الديكور إيمان خليفة: التصميم الداخلي حكاية قادرة على تحسين حياتنا

محررة الموضة والجمال

مجلة كل الأسرة

بدأت مهندسة الديكور الأردنية إيمان خليفة رحلتها الأكاديمية في مجال إدارة الأعمال، مما منحها مهارات أساسية في التنظيم والتخطيط. ومع مرور الوقت، اكتشفت أن شغفها الحقيقي يكمن في التصميم الداخلي، في كيفية تنسيق الألوان، وترتيب الأثاث، وصناعة مساحات تنبض بالحياة. هذا الشغف تحوّل تدريجياً من مجرد اهتمام شخصي إلى مسار مهني اختارت أن تكرّس له حياتها.

كيف اخترت التصميم الداخلي ليكون محور حياتك المهنية؟

التحقت بكلية الفنون التطبيقية، ومنذ تخرجي لم أتوقف عن تطوير نفسي، فحرصت على حضور دورات متقدمة في برامج الإظهار من بلدان مختلفة، بالإضافة إلى زيارات ميدانية متكررة لمواقع العمل للتعرف عن قرب على الخامات والتشطيبات ومواجهة التحديات العملية. هذه التجارب صقلت خبرتي ومنحتني قدرة أعمق على فهم تفاصيل التنفيذ بدقة، وساعدتني على توسيع رؤيتي في عالم التصميم الداخلي ليصبح بالنسبة لي أكثر من مجرد مهنة، بل رسالة وشغف متجدد.

مجلة كل الأسرة

انتقلتِ من إدارة الأعمال إلى عالم الديكور، كيف اتخذتِ هذا القرار؟

أنا من مواليد جدّة ونشأت وتربيت في المملكة العربية السعودية، ومنذ طفولتي كنت أحب تنسيق الألوان وتجربة ترتيب الأثاث في البيت، وكنت أشعر بمتعة خاصة حين أرى كيف يمكن لتغييرات بسيطة أن تعطي المكان روحاً مختلفة. مع مرور الوقت أدركت أن هذا الشغف ليس مجرد هواية، بل رسالة أريد أن أكرّس لها حياتي. قرار الانتقال من إدارة الأعمال إلى التصميم الداخلي كان نقطة التحوّل التي سمحت لي بتحويل شغفي إلى مسار مهني يعبّر عن ذاتي ويمنحني شعوراً بالرضا والإلهام.

مجلة كل الأسرة

تبدأ رحلة التصميم وتنتهي من العميل ورغباته، كيف تستغلين مصادر إلهامك وأفكارك الأخرى لإقناعه؟

أؤمن أن كل تصميم داخلي يبدأ بالعميل. شخصيته، أسلوب حياته، واحتياجاته اليومية هي ما يشكل النقطة المحورية لأي مشروع أقوم به. بالنسبة لي، لا يكفي أن تكون المساحة جميلة فقط، بل يجب أن تعكس هوية صاحبها وتروي قصته بطريقة واضحة وملهمة.

بعد فهم شخصية العميل، أستمد الإلهام من الطبيعة؛ الألوان، الخامات، والأشكال العضوية تمنح المساحات دفئاً وحياة، وتجعل كل زاوية تنبض بالحيوية. كذلك، يلعب الفن والعمارة دوراً محورياً في عملي، حيث أستلهم من التصاميم الكلاسيكية والمعاصرة أفكاراً يمكن إعادة تفسيرها بأسلوب عصري يتناغم مع شخصية العميل. أيضاً السفر والتعرف على ثقافات متنوعة يفتح أمامي آفاقاً جديدة، ويزودني بخامات وألوان وزخارف تضيف عمقاً وثراءً للتصاميم، ما يجعل كل مساحة فريدة وأصلية.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

ما هي أبرز التحديات التي تواجهينها أثناء تنفيذ المشاريع؟

في عالم التصميم الداخلي، لا يوجد مشروع يخلو من التحديات، فلكل مساحة قصتها الخاصة. أحياناً نواجه فروقاً في القياسات أو مشكلات غير متوقعة في الموقع، وأحياناً يكون التحدي في التناغم بين الألوان والأثاث والإضاءة مع الالتزام بالميزانية والجدول الزمني.

لكن أبرز ما أواجهه هو المواءمة بين رؤية العميل من جهة، والجانب العملي للتنفيذ من جهة أخرى. كذلك، قد تظهر عقبات تقنية أو تأخيرات في توريد المواد. ومع ذلك، أنظر لهذه العقبات كفرص لصناعة حلول مبتكرة وسريعة، فهي لا تثري خبرتي فقط، بل تجعل كل مشروع تجربة فريدة يضيف لي بُعدًا جديدًا في مسيرتي المهنية.

الذكاء الاصطناعي أداة تعزز من عملنا ولا تستبدله، لأنه يمنحنا مساحة أكبر للتركيز على الجانب الفني والجمالي

كيف ترين دور الذكاء الاصطناعي في عالم التصميم الداخلي؟

أرى أن الذكاء الاصطناعي أحدث نقلة نوعية في عالم التصميم الداخلي، فهو يمكّن المصممين من توليد أفكار مبتكرة بسرعة، ويساعد في اختيار الألوان والخامات بدقة، ويقدّم حلولاً واقعية تتناسب مع المساحات المختلفة. بالنسبة لي، أعتبره أداة تعزز من عملنا ولا تستبدله، لأنه يمنحنا مساحة أكبر للتركيز على الجانب الفني والجمالي، بينما يتولى التفاصيل التقنية بكفاءة أكبر.

ومع ذلك، أؤمن أن جوهر التصميم سيبقى دائماً مرتبطاً باللمسة الإنسانية، بالإحساس، بالعاطفة، وبالرؤية الإبداعية التي تترجم شخصية كل عميل إلى واقع ملموس. التقنية تدعمنا، لكنها لا يمكن أن تحلّ محل البصمة الإنسانية الفريدة في التصميم.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

ما هي الخامات المفضلة لديك؟

أحب استخدام الخامات الطبيعية مثل الخشب والحجر والرخام، لأنها تضيف دفئاً وعمقاً للمساحات، كما أفضّل الزجاج والمعادن لإضفاء لمسة عصرية وأناقة على التصميم. أحياناً أحب دمج الخامات الناعمة كالقطن والكتان في الأثاث والستائر لخلق توازن بين الجمال والراحة، وأحياناً أخرى نلجأ للجاكار والحرير في التصاميم الكلاسيكية الفاخرة. اختيار الخامات بالنسبة لي يعتمد دائماً على وظيفة المساحة، أسلوب التصميم، وطبيعة استخدام العميل، بحيث تكون المساحة عملية وجميلة في الوقت نفسه.

كيف تصفين لنا أسلوبك التصميمي؟

أسلوبي التصميمي يجمع بين الجمال والوظيفة، حيث أسعى دائماً لخلق مساحات عملية ومريحة تعكس شخصية العميل وتعزز من تجربته في المكان. أحب دمج العناصر الطبيعية والخامات الفاخرة مع خطوط عصرية أو كلاسيكية متناسقة، مع الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة والإضاءة والألوان. بالنسبة لي، كل تصميم هو حكاية خاصة، أحرص من خلالها على أن تكون المساحة متناغمة، أنيقة، ودافئة في الوقت نفسه.

ما هي أهم المشاريع التي تعتزّين بها؟

أعتز بكل مشروع أعمل عليه، فبالنسبة لي كل مشروع هو كمولود جديد، أرافقه من الفكرة الأولى حتى يصبح واقعاً ملموساً. أحب المشاريع التي تجمع بين الجمال والوظيفة، مثل تحويل مساحات سكنية محدودة إلى بيئات دافئة وعملية، أو تصميم فيلات فاخرة تعكس شخصية العميل. أفتخر أيضاً بالمشاريع التي تمكنت فيها من دمج خامات طبيعية وفاخرة مع حلول مبتكرة و لمسات جمالية للتحديات الميدانية، لتخرج المساحة متكاملة، متناغمة، وجميلة.

مجلة كل الأسرة

ما هي الرسالة التي تسعين إلى إيصالها من خلال تصاميمك؟

رسالتي أن التصميم الداخلي ليس مجرد ديكور جميل، بل هو لغة تعبيرية قادرة على تحسين حياتنا اليومية. أسعى لأن أوصل فكرة أن كل مساحة يمكن أن تتحول إلى بيئة ملهمة ومريحة، تجمع بين الوظيفة والجمال، وتترك أثراً عاطفياً طويل المدى على من يعيش فيها.