«الطريق الرومانسي» في بافاريا... رحلة العمر الأسطورية

أحد أشهر المسارات السياحية في العالم اليوم، «الطريق الرومانسي» في بافاريا، بألمانيا، الذي أصبح وجهة مفضلة لعشرات آلاف السياح والزوار ممّن يتمنّون عيش رحلة الأحلام.

كل من سار على هذا الطريق سيقول لك إنه أكثر من مجرّد طريق، إنه حلم أسطوري يمتد على مسافة نحو 460 كيلومتراً في جنوب ألمانيا، من فورتسبورغ إلى فوسن، يمرّ عبر بلدات تاريخية، ومعالم ساحرة، ومزارع عنب رائعة الجمال، وطبيعة تكاد لا تصدقها عيناك... كلها في طريق واحد لن تضيع فيه أبداً، اتبع بهجة قبلك وروعة المناظر التي تراها فقط، وهناك لافتات في كل شارع تدلّك على الاتجاه، مكتوب عليها (Romantische Straße).

أنشئ هذا الطريق، في خمسينيات القرن الماضي، للترويج للسياحة بعد الحرب العالمية الثانية، يجمع كل ما يتمنى أيّ سائح رؤيته، بين المعالم الثقافية، المعمارية، والمناظر الطبيعية التي تجسد روح ألمانيا القديمة. اليوم، لا يزال هذا الطريق مقصداً لمئات آلاف الزوار من حول العالم، الذين يبحثون عن تجربة فريدة، مملوءة بالسحر الأوروبي الكلاسيكي.
بدأت رحلتنا الفريدة من نوعها من فرانكفورت في حافلة سياحية خاصة لجولة «الطريق الرومانسي». ما تراه من حولك لن يجعلك تملّ، ولا تتعب، ولا حتى ترغب في النوم أثناء الرحلة، بيدك الهاتف أو الكاميرا، لتلتقط صوراً ستنطبع مشاهدها وذكرياتها في بالك، وستحفزك على العودة من جديد في كل مرة تراها.
خط سير «الطريق الرومانسي» وأهم المحطات فيه
هناك العشرات من المحطات البارزة والهامّة جداً لزيارتها على طول «الطريق الرومانسي»، جميعها نقطة تصوير خلّابة لعشاق السفر والسياحة، وحتى المستكشفين، والمغامرين، ومحبّي التاريخ والجغرافيا، من أبرزها:

فورتسبورغ (Würzburg): البداية المثالية، حيث القصور الباروكية المذهلة، الحدائق رائعة الجمال، المتاحف الملهمة، وجسر تاريخي على نهر الماين.

روتنبرغ أوب دير تاوبر (Rothenburg ob der Tauber): واحدة من أشهر المدن على هذا الطريق المميز، مدينة من العصور الوسطى، بأسوار تحتفظ برونقها التاريخي، وتحفظ لحد اليوم أسرار روعتها، ومنازل خشبية ملوّنة، علاوة على الأسواق الرائعة.

نوردلينغن (Nördlingen): المدينة المبنية داخل فوهة بركان! تحيط بها أسوار يمكن المشي عليها تماماً، لذلك فهي تجربة استثنائية ستأخذك إلى عالم آخر من الروعة.

دينكلسبوهل (Dinkelsbühl): مدينة أخرى من العصور الوسطى، بأجواء ساحرة لا تصدّق، وهدوء يعتبر ملاذاً وملجأ للباحثين عن الراحة، والسكينة، والتأمل.

أوغسبورغ (Augsburg): المدينة الأكبر، تتميّز بتاريخها الغني، ومتاحفها الفريدة، والقاعة المذهبة في مجلس المدينة، علاوة على «فوجراي»، وهو أقدم مجمع سكني ومجتمعي في العالم.

قلعة هاربورغ (Burg Harburg): من أقدم القلاع في ألمانيا، إضافة إلى عيش لحظات تاريخية فيها، فإنها توفر للزوار مناظر بانورامية تبهر العين.

فوسن (Füssen): المحطة النهائية في «الطريق الرومانسي»، وهي الأجمل، حيث قصر نويشفانشتاين الشهير، (قصر الأميرة النائمة الحقيقي الذي ألهم ديزني)، أشهر المعالم السياحية والأكثر تصويراً في العالم. ولا ننسى أيضاً قصر هوهينشفانغاو الذي يتميز بجماله، وهندسته المعمارية الفريدة.

كنوز مخفية على «الطريق الرومانسي»
ومع كل الجمال الذي تراه، والروعة التي لن تجعلك تغمض عينيك، فإن «الطريق الرومانسي» يخبئ كنوزاً مخفية، ومعالم غير معروفة تستحق الزيارة، والتأمل، كنوزاً سياحية لا تظهر كثيراً في الكتيبات، ولكنها مجموعة خلّابة من الأماكن الهادئة والرائعة التي تستحق الاكتشاف لعشاق التجارب الفريدة، نستعرض هنا بعضاً منها:
- كنيسة فيس.: تحفة من الطراز الروكوكو تقع وسط الطبيعة.
- بحيرات طبيعية: بين الجبال والصفاء... يمكن الاستمتاع برحلات بحرية هادئة، أو ممارسة الرياضات المائية في جوّ من السكينة ووسط الطبيعة الساحرة.
- وادي تاوبر: سكون الطبيعة... تشتهر بمزارع العنب، والكنائس القديمة، والمسارات الهادئة.

- شونغاو: مزارع الأجبان... مزارع صغيرة تصنع أجباناً بافارية تقليدية، يمكن تذوّقها وشراؤها مباشرة من المزارعين.
- المتاحف المحلية الصغيرة: في كل مدينة تقريباً، تجد متاحف تعكس الحياة اليومية في العصور الوسطى.
- المهرجانات والأسواق: مهرجانات الصيف، أو أسواق عيد الميلاد الشتوية، محطات لا تفوت إطلاقاً.

فيرتهايم... جوهرة رومانسية تلتقي فيها الطبيعة بالتقاليد والنكهات
أول محطة توقفنا فيها ضمن جولتنا المشوّقة كانت في مدينة فيرتهايم الخلابة، التي تقع عند التقاء نهرَي الماين وتاوبر، وهي واحدة من أجمل الأماكن التي تستحق المبيت فيها على «الطريق الرومانسي» في ألمانيا. تجمع هذه المدينة الصغيرة بين التاريخ العريق، والجمال الطبيعي، والضيافة الألمانية الأصيلة. وسواء كنتم من عشاق القلاع القديمة، أو المناظر الطبيعية، أو الباحثين عن نكهات محلية تقليدية، فإن فيرتهايم تقدم لكم تجربة لا تُنسى.
الطبيعة الساحرة في فيرتهايم
أول ما يجذب الأنظار في فيرتهايم هو موقعها الجغرافي المميّز: المدينة تحتضنها التلال الخضراء، وتحيط بها غابات كثيفة، وحقول عنب مترامية، بينما تنساب الأنهار من حولها بهدوء يبعث على السكينة. يمكن لمحبي الطبيعة الاستمتاع بالمشي، أو ركوب الدراجات على طول المسارات التي تقدم مشاهد بانورامية رائعة في كل موسم، من تفتّح الزهور في الربيع، إلى ألوان الخريف الدافئة.
تُعد قلعة فيرتهايم من أبرز المعالم السياحية، وهي قلعة مهيبة تعود إلى العصور الوسطى، تطل من أعلى تلة على المدينة، والوديان المحيطة بها. أما المدينة القديمة، فتتمتع بسحر خاص، حيث الشوارع المرصوفة بالحجارة، والمنازل ذات الإطارات الخشبية، والأبراج التاريخية التي تحكي قصص القرون الماضية.

التقاليد والتاريخ
فيرتهايم مدينة تنبض بالتاريخ، ويعود ذكرها لأول مرة في القرن الثامن الميلادي. تطورت عبر العصور لتصبح مركزاً تجارياً وثقافياً هامّاً. ويمكن للزائر التعمق في ماضي المدينة من خلال زيارة معالمها مثل كنيسة القديس كليان، وأبراج المدينة القديمة، والمتاحف التي توثق الحياة اليومية في ألمانيا القديمة.
من أبرز معالمها برج فيرتهايم، المعروف باسم البرج الأزرق، الذي يعود إلى القرن الثالث عشر، يقارنه الكثيرون ببرج بيزا المائل، في إيطاليا، لأن هذا البرج مائل أيضاً، وكان يُستخدم في الماضي كبرج مراقبة وسجن. يتميز البرج بقبته الزرقاء، وشكله المرتفع، ويوفر من أعلاه إطلالة بانورامية رائعة على مدينة فيرتهايم، ووادي نهر الماين. وهو محطة لا بد منها لعشاق التراث، والمعالم الخفية على «الطريق الرومانسي».
المطبخ المحلي والنكهات في فيرتهايم
تشتهر فيرتهايم بمطبخها الإقليمي الغني، الذي يعكس تنوع المكوّنات، والطابع الريفي لولاية بافاريا السفلى. وتُعد المنطقة المحيطة بالمدينة موطناً لمزارع العنب.
من أبرز المطاعم التي يمكن زيارتها:
- مطعم Dinges: يقع في ساحة تاريخية بجانب البلدية، ويقدم أطباقاً مبتكرة تعتمد على المنتجات الموسمية.
- Gasthaus Zum Ochsen: مطعم تقليدي بأجواء ريفية، يقدم أطباقاً ألمانية أصيلة، مثل لحم العجل المطهو ببطء، والنقانق البافارية، مع خدمة ودودة، وأجواء رومانسية، بجلسات داخل وخارج المطعم.
- Zum Vogel Strauß: لمحبّي اللحوم والأطباق الجريئة، يقدم المطعم تشكيلة واسعة من المشويات في جو غير تقليدي.
- KaffeeRaum Wertheim، أما عشاق القهوة والحلويات، فيمكنهم التوقف في هذا المقهى العصري الذي يقدم مشروبات فريدة، مثل قهوة اللوبيليا (من دون كافيين)، وحلويات مصنوعة يدوياً.

أمسيات لا تُنسى في فيرتهايم
في المساء، تضيء الأنوار الهادئة جدران القلعة، وتكتسب البيوت الخشبية القديمة لوناً ذهبياً دافئاً. تتناغم فيرتهايم بين الهدوء والجمال، وهي مدينة تُشعرك بأنك في قلب قصة رومانسية من الماضي، حيث الزمن يمشي ببطء، وتفاصيل الحياة البسيطة تصبح أكثر عمقاً.
فيرتهايم ليست مجرد محطة على «الطريق الرومانسي»، بل هي تجربة حقيقية لكل من يبحث عن الأصالة، والراحة، والجمال الطبيعي، والمذاقات المحلية. إنها مدينة صغيرة بحجمها، لكنها كبيرة بما تقدمه من إحساس، ودفء، وسحر.

عشاء في قلعة فيرتهايم... تجربة تاريخية وطهو فاخر
يقدم العشاء في قلعة فيرتهايم تجربة فريدة تجمع بين التاريخ وفن الطهو. في أمسية استثنائية، يستمتع الضيوف بأطباق راقية محضّرة من مكوّنات محلية، ينغمرون في جو رومانسي ودافئ، ووسط مشاهد بانورامية مطلة على المدينة والنهر الساحر، ما يجعلها سهرة لا تُنسى في قلب المدينة القديمة.
قرية فيرتهايم... وجهة تسوّق فاخرة
على مقربة نجد قرية فيرتهايم، وهي مركز تسوّق فاخر من نوع الآوتلت، تضم أكثر من 110 متاجر لأشهر العلامات التجارية العالمية، مثل أرماني، كوتش، لاكوست، ومايكل كورس، بأسعار مخفضة على مدار العام. تم تصميم القرية على شكل قرية أوروبية ساحرة، لتوفر تجربة تسوّق راقية في أجواء هادئة وطبيعية. كما تضم القرية مقاهي، ومطاعم، وخدمات مميزة، مثل التسوق من دون حمل الحقائب، ما يجعل كل زيارة تجربة ممتعة وفاخرة، مثالية لقضاء يوم مميّز.

قصر فايكيرشايم.. جوهرة الباروك في قلب فرانكونيا
بعد تحركنا من فيرتهايم، توقفنا عند أيقونة معمارية وتاريخية على «الطريق الرومانسي»، حيث قصر فايكيرشايم في منطقة فرانكونيا، الذي يُعد مثالاً رائعاً لعمارة عصر النهضة والباروك. تحيط به حدائق فرنسية مصممة بعناية، ويوفر للزوار رحلة عبر الزمن من خلال غرفه المزخرفة بشكل فاخر، ولوحاته الجدارية الجميلة، وأثاثه العتيق، وتصميمه، وأدواته التي لا يزال البعض منها على حاله. كما يضم القصر مسرحاً باروكياً تاريخياً لا يزال يعمل حتى اليوم. يجذب قصر فايكيرشايم بسحره الخالد، وأجوائه الأنيقة، عشاق التاريخ، والفن، والطبيعة، ما يجعل كل زيارة تجربة ثقافية لا تُنسى في قلب ألمانيا. كل ذلك وسط بلدة صغيرة تحمل الاسم نفسه، تحتضن الزائر وتسكنه في جو من الهدوء، محاطاً بعبق التاريخ، وروعة المناظر، كأنه داخل واحدة من القصص القديمة.

دينكلسبول... لؤلؤة العصور الوسطى على «الطريق الرومانسي»
مرة أخرى توقفنا عند محطة تجمع بين كل عناصر الجمال، والإبداع التاريخي، مدينة دينكلسبول التي تُعد من أفضل المدن الألمانية المحافظة على طابعها التاريخي. تحيط بها الأسوار والأبراج، وتتميّز بمنازلها الخشبية الملوّنة، وأزقتها المرصوفة بالحجارة، وأجوائها التي تعيد الزائر إلى العصور الوسطى. تقع على «الطريق الرومانسي»، وتوفر تجربة أصيلة لعشاق التاريخ، من خلال كنائسها القوطية، ومهرجاناتها التقليدية، وأجوائها الدافئة الساحرة.

أوغسبورغ... ملتقى التاريخ والطبيعة والنكهات على «الطريق الرومانسي»
ها نحن نصل إلى محطتنا الأخيرة في جولتنا، وليست الأخيرة في «الطريق الرومانسي». تقع مدينة أوغسبورغ في ولاية بافاريا، بجنوب ألمانيا، وتُعد من أقدم المدن في البلاد، حيث تأسست في العهد الروماني باسم Augusta Vindelicorum. وعلى امتداد الطريق الرومانسي، تبرز أوغسبورغ كإحدى المحطات الكبرى التي تجمع بين عبق التاريخ، وجمال الطبيعة، والحياة الثقافية الغنية، والمذاق البافاري الأصيل. ولكل مسافر يبحث عن تجربة متكاملة، تفتح أوغسبورغ أبوابها لتقدم له مزيجاً لا يُنسى من الأصالة والحداثة.

الطبيعة والهدوء الأخضر في أوغسبورغ
رغم طابعها العمراني، فإن أوغسبورغ تضم العديد من المساحات الخضراء الرائعة. الحديقة النباتية في أوغسبورغ (Botanischer Garten) تمتد على مساحة عشرة هكتارات، وتضم حدائق متنوّعة مثل الحديقة اليابانية، وحدائق الورود، والنباتات الطبية، فضلاً عن بيوت زجاجية للنباتات الاستوائية. التنزه هناك رحلة سكون وطمأنينة عبر العالم الطبيعي.
وبالقرب من المدينة، يقع منتزه الغابات الغربية لأوغسبورغ (Naturpark Augsburg-Westliche Wälder)، وهو مساحة شاسعة من الغابات والتلال، توفر مسارات للمشي وركوب الدراجات، وتُعد مثالية لمحبي الطبيعة والاسترخاء بعيداً عن صخب المدينة.
الجمال المعماري وسحر التاريخ
يُترجم تاريخ أوغسبورغ الطويل إلى مشهد معماري مميّز. شارع ماكسيميليان (Maximilianstraße) هو الشريان الرئيسي في البلدة القديمة، ويزخر بمبانٍ من العصور القوطية، وعصر النهضة والباروك. تصطف على جانبيه المقاهي، والمحال، والمباني الفخمة، في مشهد يحاكي الزمن الجميل.
من أبرز معالم مدينة أوغسبورغ:

قاعة المدينة (Rathaus)، تحفة فنية من عصر النهضة، وواحد من أبرز المعالم التاريخية في ألمانيا. تم بناؤه في أوائل القرن السابع عشر بأسلوب النهضة المتأخرة على يد المهندس المعماري إلياس هول. يشتهر المبنى بالقاعة الذهبية التي تتميز بزخارفها الغنية، وأسقفها المذهّبة. كان Rathaus مركزاً للإدارة والسياسة في المدينة، ولا يزال حتى اليوم رمزاً للفخر التاريخي والثقافي لأوغسبورغ. ويُعدّ من أهم الوجهات السياحية، حيث يعكس عظمة الهندسة المعمارية في تلك الحقبة، ويُظهر دور أوغسبورغ كمركز هام خلال عصر النهضة الألمانية.

برج بيرلاخ (Perlachturm): المطلّ على ساحة البلدة. من المعالم البارزة أيضاً في مدينة أوغسبورغ. تم بناء البرج في الأصل كبرج مراقبة في القرن العاشر، ثم أعيد بناؤه وتطويره في القرن السابع عشر، بأسلوب عصر النهضة. يبلغ ارتفاعه نحو 70 متراً، ويوفّر منظراً بانورامياً رائعاً للمدينة من الأعلى. اليوم، يُعد من أهم الوجهات السياحية في هذه المدينة، حيث يجذب الزوّار بموقعه المميّز، وتاريخه العريق، ويُعد رمزاً لتراث المدينة وثقافتها الغنية.

حي فوغر (Fuggerei): أقدم مجمّع سكني اجتماعي في العالم مأهول حتى اليوم. أسّسه رجل الأعمال الثري ياكوب فوغر عام 1521، لمساعدة العائلات الفقيرة من الكاثوليك العاملين. يتكوّن الحي من بيوت صغيرة جميلة، وحدائق هادئة، ويُطلب من السكان دفع إيجار رمزي سنوي قدره 0.88 يورو فقط، مع الالتزام بثلاث صلوات يومية. ويتميّز هذا الحي الصغير بأجوائه التاريخية، وشوارعه الضيقة الهادئة، ويستقبل الزوّار من مختلف أنحاء العالم. يعكس هذا الحي روح التكافل الاجتماعي في أوروبا في العصور الوسطى، ويُعد من أبرز معالم أوغسبورغ الثقافية والتاريخية.

مسرح العرائس أوغسبورغ (Augsburger Puppenkiste): من أشهر مسارح الدمى في ألمانيا، وله مكانة خاصة، حيث يزوره الصغار والكبار، على حد سواء. تأسس عام 1948 في مبنى مستشفى قديم، وسرعان ما اشتهر بعروضه الإبداعية التي تستخدم دمى الخيوط الخشبية. قدّم المسرح العديد من الشخصيات المحبوبة التي أصبحت جزءاً من الثقافة الألمانية من خلال برامج تلفزيونية شهيرة. يتميّز المسرح بجوّه الساحر، وأسلوبه الفريد في سرد القصص. اليوم، يُعتبر رمزاً للتراث الفني في أوغسبورغ، ويجذب الزوّار من جميع أنحاء العالم.


المذاق البافاري والضيافة الأصيلة في أوغسبورغ
لا تكتمل زيارة أوغسبورغ من دون تذوّق المطبخ المحلي. المأكولات هنا تتنوع بين الأطباق البافارية الثقيلة، والنكهات الأوروبية المعاصرة.
أبرز المطاعم في المدينة
Ratskeller: يقع في قبو قاعة المدينة، ويقدّم أطباقاً تقليدية مثل النقانق البافارية، مع جو تاريخي أصيل.
August: للذوّاقة، يقدم تجربة طعام راقية تجمع بين مكونات محلية وتقديم عصري.
Bayerisches Haus am Dom: مثالي لمن يبحث عن الوجبات البافارية الكلاسيكية في أجواء مريحة.
مقهى Anno 1578: لعشاق القهوة والحلويات، تجربة ممتعة وسط المدينة القديمة.

كيف تسافر على «الطريق الرومانسي»؟
وسائل النقل:
السيارة: الخيار الأكثر مرونة، حيث يمكنك التوقف متى، وأينما شئت.
حافلات سياحية: هناك خطوط مخصصة تسير بين المدن الأساسية، متوفرة بشكل موسمي.
الدراجات الهوائية أو المشي: توجد مسارات مجهزة لعشاق الطبيعة والمغامرة، بخاصة بين القرى الصغيرة.
المدة المثالية
للاستمتاع بالطريق بالكامل من دون استعجال، يُنصح بتخصيص 5 إلى 7 أيام، ما يسمح بزيارة المدن، والتجوّل في الأسواق، وتجربة الحياة المحلية.

أفضل الأوقات للزيارة
الربيع والصيف: طقس معتدل، مناظر طبيعية خضراء، أجواء حيوية.
الخريف: ألوان طبيعية مذهلة، وهدوء نسبي.
الشتاء: أجواء ساحرة، بخاصة مع تساقط الثلوج، وأسواق عيد الميلاد، لكن بعض المناطق قد تكون مغلقة جزئياً.

نصائح عملية عند السفر على «الطريق الرومانسي»
احجز مبكراً: خاصة في الصيف أو موسم الكريسماس.
استعد للطقس: خاصة إذا كنت تنوي المشي أو التنقل بين القلاع.
كن مستعداً للغة: اللغة الألمانية تُستخدم غالباً في القرى، لكن هناك من يتحدث الإنجليزية بالطبع، ويمكنك الاعتماد على تطبيقات الترجمة، أو تعلم بعض العبارات الأساسية.
قيادة السيارة: بعض الطرق ضيقة، أو تمر عبر مدن تاريخية لا تسمح بالدخول الكامل للسيارات، فاحرص على وجود مواقف خارجية.

لماذا لا يزال «الطريق الرومانسي» وجهة مفضلة للزوار؟
رحلة عبر الزمن: من القرون الوسطى إلى عصر الباروك.
تنوّع المشاهد: من الكروم والحقول إلى الجبال والبحيرات.
تجربة ألمانية أصيلة: بعيداً عن المدن الكبرى، تعيش التجربة الريفية التقليدية الحقيقية.
الهدوء والرومانسية: مناسبة للأزواج، العائلات، أو المسافرين المنفردين الباحثين عن الجمال والسكينة.
وأخيراً، «الطريق الرومانسي» ليس مجرّد خط سير، بل هو دعوة للاسترخاء، للتأمل، ولعناق جمال ألمانيا الكلاسيكية. إنها تجربة تعيد للزائر الشعور بالدهشة، كما لو كان يسير داخل قصة خيالية. وسواء كنت محباً للتاريخ، أو الفن، أو الطبيعة، أو ببساطة تبحث عن لحظات لا تُنسى، فإن هذا الطريق سيمنحك كل ذلك، وأكثر.
اقرأ أيضاً: ميونخ... تاريخ وحداثة وأناقة في درّة بافاريا