11 أغسطس 2025

كيف تتجنب ضغوطات العمل؟.. إليك 4 استراتيجيات ناجحة

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

في الكثير من الأحيان، نجد أنفسنا أمام ضغوطات في العمل تشتّت طاقتنا، وتحفزنا على الهروب من واقع صعب. وفي حين قد يلجأ البعض إلى استثمار هذه الضغوطات في «إنتاج» مهني، أو في تعزيز التواصل مع محيطه الاجتماعي، نجد تلك الضغوطات قد تعيق البعض الآخر عن أداء عمله، أو المهام المطلوبة منه، بالشكل المناسب.

ولذا، فمن المهم أن ندرك الأعباء الملقاة على عاتقنا وآليات التحرر منها، من دون التأثير في واقعنا النفسي، والاجتماعي، والأسري.

مجلة كل الأسرة

 وتؤكد إيمان عبد القاهر المصري، متخصصة في علوم الصيدلة، أن الضغوطات «جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بخاصة مع تزايد المسؤوليات والمهام المتراكمة»، ولكنها، في الوقت نفسه، تؤكد أن «هذا الضغط قد يكون دافعاً للإنتاجية».

 وتلفت إيمان إلى أنّ «التعرّض المستمر للضغوطات أمر جدّ سلبي يؤثر في الأداء المهني، وفي حياتنا الشخصية، ولذا من المهم فهم أسباب ضغوط العمل وتأثيراتها، والبحث عن أفضل الطرق للتعامل معها، وتجنبها».

مجلة كل الأسرة

ما هي أسباب الضغوطات؟

تؤكد إيمان المصري أن «ضغوطات العمل تنشأ نتيجة عوامل متعدّدة، بعضها مرتبط بطبيعة الوظيفة نفسها، وبعضها الآخر مرتبط ببيئة العمل والعوامل الخارجية.

ومن أبرز هذه الأسباب:

  • العبء الزائد: عندما تزداد المهام والمسؤوليات من دون توزيع عادل للوقت والجهد، يصبح من الصعب الحفاظ على الأداء المطلوب من دون الشعور بالإرهاق.
  • عدم وضوح التوقعات: غموض الأدوار الوظيفية، أو عدم تلقي توجيهات واضحة من الإدارة، يؤدي إلى ارتباك الموظف، ويزيد من الضغوط.
  • ضيق الوقت والمواعيد النهائية: العمل تحت ضغط مستمر لإنهاء المهام في وقت محدّد، من دون فترات راحة كافية، يؤدي إلى توتر مستمر وإرهاق ذهني.
  • بيئة العمل غير الصحية: التنافسية المفرطة، النزاعات بين الزملاء، أو عدم تقدير الجهود يمكن أن يجعل بيئة العمل مرهقة وغير محفزة.
  • عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية: عندما يطغى العمل على الحياة الشخصية، يشعر الموظف بفقدان السيطرة، ما ينعكس سلباً على صحته، النفسية والجسدية.

ما هي تداعيات هذه الضغوطات والإرهاق والتشتت ما بين العمل والمنزل؟

تفرز هذه الضغوط نتائج سلبية، تورد إيمان المصري أهمها:

  • الإرهاق الجسدي والعقلي: عندما تستمر الضغوط لفترات طويلة، يفقد الإنسان طاقته ويشعر بالتعب المستمر.
  • انخفاض الإنتاجية والإبداع: في ظل الضغط، قد يتحول العمل من كونه مجالاً للإبداع والابتكار إلى كونه وظيفة، ما قد يؤدي إلى تراجع الأداء وصعوبة التركيز، ويحدّ من قدرة الفرد على الابتكار.
  • مشكلات صحية: مثل الصداع المزمن، اضطرابات النوم، وارتفاع ضغط الدم، وقد تتفاقم مع الوقت.
  • التوتر والقلق والاكتئاب: يمكن أن تؤدي الضغوط المستمرة إلى شعور دائم بالقلق وانخفاض في مستوى الرضا عن الحياة.
  • تفكك العلاقات الاجتماعية: ينعكس الضغط على حياة الفرد الاجتماعية ويبعده عن أسرته وأصدقائه.
مجلة كل الأسرة

4 استراتيجيات للتعامل الإيجابي مع الضغوطات

رغم كل هذه التأثيرات، ثمة حلول يمكن انتهاجها بحيث تتوقف المصري عند خطوات عملية تجعل الحياة أكثر توازناً وإيجابية.

ومن أبرز هذه الخطوات:

أولاً: إدارة الوقت بفعالية هو المفتاح الأساسي للحد من الضغوط

لذا، يمكن اتباع بعض الخطوات البسيطة مثل:

  • وضع قائمة بالمهام اليومية وترتيبها حسب الأولوية.
  • تخصيص وقت محدّد لكل مهمة، مع تجنب التشتت والانشغال بعدة مهام في آنٍ واحد.
  • عدم التردّد في تفويض بعض المهام إلى الزملاء، متى كان ذلك ممكناً.
  • تعلّم قول «لا» عند الضرورة: من المهم تحديد حدودك لأن الإفراط يؤدي إلى الإرهاق، ما يمكّن من إنجاز عملك بجودة عالية من دون التأثير في صحتك.
مجلة كل الأسرة

ثانياً: توفير بيئة عمل إيجابية لتقليل التوتر، من خلال:

  • تعزيز البعد الاجتماعي في العمل عبر الحفاظ على علاقات جيدة مع الزملاء.
  • تجنب الدخول في صراعات غير ضرورية قد تستنفد طاقتك.
  • ترتيب المكتب بطريقة مريحة تساعد على الشعور بالهدوء والتركيز.

ثالثاً: العناية بالصحة الجسدية والعقلية

الحفاظ على الصحة الجسدية ينعكس إيجاباً على الحالة النفسية، ويمكن تحقيق ذلك عبر:

  • ممارسة الرياضة بانتظام: القيام ببعض التمارين اليومية، أو حتى رياضة المشي.
  • اتّباع نظام غذائي متوازن غني بالعناصر المغذية.
  • أخذ فترات راحة قصيرة خلال اليوم للحفاظ على النشاط والتركيز.
  • تجربة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل والتنفس العميق.
مجلة كل الأسرة

رابعاً: تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية

الفصل بين العمل والحياة الشخصية هو خطوة أساسية للحد من الضغوط، وفق آليات:

  • تحديد وقت واضح لنهاية يوم العمل، والحرص على عدم حمل ضغوطه إلى المنزل.
  • ممارسة الهوايات والأنشطة التي تمنحك شعوراً بالراحة والتجديد.
  • قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء لتعزيز العلاقات الاجتماعية.

وتوجز المصري: «بالطبع، لا يمكن اعتبار ضغوطات العمل سلبية في حال اتقنّا إدارتها بشكل صحيح عبر تلك الخطوات، لتحقيق التوازن بين العمل والحياة. فالضغوطات هي جزء من العمل، والعمل هو جزء من الحياة، ولكنه ليس الحياة كلها».