04 يونيو 2025

وجهات سفر الشباب في صيف 2025 تحددها «ترندات» مواقع التواصل

محررة في مجلة كل الأسرة

شروق لشكري
شروق لشكري

ما الذي يجعل وجهة ما تتصدّر قائمة أماني المسافرين فجأة؟ وهل باتت «الترندات» على الـ«سوشيال ميديا» هي البوصلة الجديدة لاختيار الرحلات؟ في زمن تتغيّر فيه أولوّيات السفر بسرعة، لم تعُد الإجازة مجرّد وقت مستقطع، بل تجربة تُخطط بعدسة كاميرا، ومقطع فيديو ينتشر كالنار في الهشيم.. فكيف أصبحت مواقع التواصل المحرّك الأول لعالم السفر؟

مجلة كل الأسرة

مع تصدّر الـ«سوشيال ميديا» لأبرز المراجع والمحفزات للسفر، أصبح التخطيط للرحلات القصيرة انعكاساً لتحوّلات في وعي أفراد المجتمع، وتفاعلهم مع العالم من حولهم. فقد تشكلت أولويات المسافرين بناء على أبرز «ترندات» السفر التي تميّز كل عام، والتي تعرف من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي تنتشر بكثافة، في فترة التخطيط للإجازات السنوية، بخاصة الصيفية.

مجلة كل الأسرة

سافر إلى حيث لم يذهب أحد

«ترند» جديد يقوم على استكشاف أماكن «منسية»، أو «غير معروفة»، باستخدام «هاشتاغات» مثل #HiddenGems. ويهدف هذا «الترند» للابتعاد عن الوجهات السياحية التقليدية، كما تندرج تحته تجارب السفر التي تغوص في عمق الثقافة المحلية، مثل الطهو مع عائلات محلية، أو الإقامة في منازل السكان بدلاً من الفنادق. ومن خلال تجاربها، علقت شروق لشكري، صانعة محتوى السفر والسياحة، على الموضوع قائلة: «تخصّصي في السفر يركّز على خوض تجارب فريدة، وغير مألوفة. ومن الرحلات التي لا تزال عالقة في ذاكرتي، رحلتي الأخيرة إلى البرتغال، حيث زرت أماكن قد لا تكون مشهورة في منطقتنا، أو بين من أتابعهم، لكنها معروفة على مستوى عالمي، مثل جزيرة«ماديرا» البرتغالية، حيث خضت تجربة تقليدية تحوّلت اليوم إلى نشاط، أو «ترند» سياحي، وهي عربة خشبية تشبه الكرسي، كانت تُستخدم قديماً كوسيلة نقل من المرتفعات إلى المناطق المنخفضة. واليوم، يُتيحونها للسياح كنوع من الترفيه. كما أحبّ تجربة الحياة التقليدية في البيوت القديمة، ففي اليابان أقمنا في منتجع بُني على هيئة البيوت اليابانية التقليدية، من طريقة إغلاق الأبواب، إلى الأثاث، وحتى الأسرّة التي تُفرش على الأرض، ما يجعل الأجواء قريبة جداً من النمط الياباني الأصيل».

جودي الأنصاري
جودي الأنصاري

الأغاني.. سفير غير رسمي للسياحة

أما جودي الأنصاري، فتتحدّث عن مسار آخر أثّر في اختيار مكان الرحلة «أصبحت الأغاني تلعب دور «السفير العاطفي» لمدن وعواصم حول العالم. أغنية «آه يا لندن» التي انتشرت على «تيك توك»، أخيراً، لم تكن مجرّد تعبير عن خيبة عاطفية، بل تحوّلت إلى دعوة مفتوحة إلى الهروب إلى العاصمة البريطانية، حيث النسيان ممكن. وليس هذا «الترند» العربي الأول من نوعه، فقد سبقه النجاح العالمي لأغنية Despacito التي أعادت بورتوريكو إلى خريطة السياحة، و«Gangnam Style» التي وضعت حيّاً في سيؤول على لائحة الأماكن التي يجب زيارتها، وأغنية «Jerusalema» التي فتحت بوابة للتعرف إلى جنوب إفريقيا».

دينا عثمان
دينا عثمان

العمل أثناء السياحة  

العمل من أيّ مكان ليس مجرّد «ترند»، بل هو مفتاح للإبداع، وللحرية، ولحياة مهنية بطعم مختلف، حيث تقول دينا عثمان: «لماذا يجب أن يكون المكتب بين أربعة جدران، ومكتباً دوّاراً؟ حقيبتي، وجهازي المحمول، وشاحن متنقّل، واتصال جيد بالإنترنت.. تلك هي عدّتي التي أبدأ بها رحلتي. وبفضل كثرة أسفاري، لم يعد «العمل من أيّ مكان «مجرد «ترند» عابر، بل تحوّل إلى أسلوب حياة حقيقي. عملت من مقهى صغير في روما، ومن شاطئ ساحر في بالي، وحتى من قطار سريع يشقّ طريقه بين مدينتين، فالفكرة لا تكمن في تبديل المكان فقط، بل في تجديد الروح مع كلّ تجربة، فلم يعد العمل روتيناً يومياً جامداً، بل أصبح مغامرة مفعمة بالحيوية».

الهروب من التكنولوجيا

حفز «ترند Summer Calling» الذي اجتاح منصات الـ«سوشيال ميديا» في الآونة الأخيرة، نيفين منير للمغامرة، وأثار حنينها إلى البحر، والشمس، والسفر «بدأ «الترند» بمجموعة من الفيديوهات التي يوثق فيها المستخدمون استعداداتهم لفصل الصيف، ولكن «لترند» الذي تفاعلت معه أكثر هو «ديجيتال ديتوكس»، للهروب من التكنولوجيا، وضغوط الحياة الرقمية، وتجربة الحياة البسيطة في الغابات، أو الجبال».

مهند بن جموعة
مهند بن جموعة

السفر لتجربة مطاعم ومقاهٍ معروفة

من جهته، يبيّن الرحالة وصانع محتوى السفر مهند بن جموعة «في زمن «الإنستغرام» و«التيك توك»، لم يعُد دافع السفر يقتصر على الاستجمام، أو الاستكشاف، بل أصبح «الترند» دافعاً بحد ذاته، فكثير من الشباب اليوم يخططون لرحلات قصيرة فقط لتجربة كوب قهوة من مقهى اشتهر على الـ«سوشيال ميديا»، أو لتذوّق حلوى من مطعم ذاع صيته بفيديو لا يتعدّى 30 ثانية، والتقاط صورة في نفس الزاوية التي التُقطت فيها آلاف الصور قبلهم، ومشاركتها مع المتابعين، وبعض هذه الأماكن باتت أيقونة لمجرّد انتشارها. وبالنسبة إلى وجهات السفر«الترند» لهذا الصيف، فهي فيتنام، موسكو، وبولندا. هذا التحوّل لا يعكس فضولاً جديداً نحو ثقافات مختلفة فقط، بل يعبّر أيضاً عن رغبة حقيقية في خوض تجارب فريدة خارج الإطار السياحي المعتاد».

السفر من أجل التطوع

يختار بعض المسافرين وجهات تتيح لهم المشاركة في مشاريع تطوعية، مثل تعليم الأطفال، بناء المساكن، أو حماية الحياة البرية. هذه التجارب تمنح بعداً إنسانياً للسفر، وبصفته طالباً جامعياً، يقول سالم البلوشي «اكتشفت أن سياحة التطوّع ليست فرصة للسفر واكتشاف أماكن جديدة، فحسب، لكنها تجربة تغيّر نظرتك إلى الحياة. شاركت في برنامج تطوّعي الصيف الماضي، في إحدى القرى الإفريقية، وكنت أساعد على تعليم الأطفال، ومساعدة الفرق الطبية، أحسست لأول مرة بأنني لست مجرّد سائح، لكنني جزء من المجتمع الذي أزوره».

وليد المصراتي
وليد المصراتي

استكشاف الدول التي كانت مغلقة

بينما يوضح وليد المصراتي «بصفتي صانع محتوى سفر، لاحظت في الفترة الأخيرة توجهاً متزايداً من الناس لاستكشاف وجهات كانت لفترة طويلة مغلقة، أو يصعب السفر إليها، مثل كوريا الشمالية، ولبنان، وسوريا. هذا التوجه نابع من فضول ورغبة في خوض تجارب مختلفة عن الوجهات التقليدية. كثير من المتابعين يسألونني عن هذه الدول، ليس من باب المغامرة فقط، لكن لأن فيها عمقاً تاريخياً وثقافياً وشعبياً غنياً جداً. الناس أصبحوا يبحثون عن التجارب الأصيلة، عن القصص وراء هذه المدن، وعن التواصل مع المجتمعات المحلية. طبعاً دائماً ما نوصي بالسفر المسؤول، واحترام قوانين وثقافة كل بلد، والتأكد من سلامة المناطق قبل السفر».