29 أبريل 2025

مصمّمة الديكور الداخلي كيت إنستون: تصاميم هذا الصيف تعكس بهجة وفرحة في كل التفاصيل

محررة الموضة والجمال

مجلة كل الأسرة

من لندن بدأت رحلة مصمّمة الديكور«كيت إنستون»، بقضاء ساعات من البحث والاطّلاع في مخزن الأقمشة، بشركة والدها المتخصصة في هذا المجال، وهي التي درست تسويق الأزياء، ليتحوّل الديكور إلى شغف حقيقي لديها، دفعها لتؤسّس علامتها الخاصة..

نتعرف أكثر إلى رحلتها من خلال هذا الحوار:

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

كيف اكتشفت شغفك بتصميم الديكور الداخلي؟

كان والدي مهندساً معمارياً، ومصمّم ديكور داخلي، ما جعلني أنشأ في بيئة يغلب عليها طابع التصميم، والهندسة المعمارية، وحبّ التراث، منذ سنٍّ مبكّرة جداً. فعوضاً عن قضاء العطلات العائلية على الشاطئ، كنّا نتنقّل بين مواقع التراث الوطني في إنجلترا، ونستكشف القصور القديمة، والمعالم التاريخية في أنحاء أوروبا.لذا وُلد في داخلي شغف حقيقي بالهندسة المعمارية منذ صِغري. فقد أدهشتني عظَمة تلك المواقع، وجذبتني التفاصيل الدقيقة فيها. 

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

ما هو مصدر الإلهام الذي تستمدّين منه الأفكار لابتكار تصاميمك؟

الإلهام موجود في كل مكان.. في الطبيعة، والهندسة المعمارية، والموضة، والفن، والكتب، وحتى تفاصيل الحياة اليومية. وأعتقد أنّ أكثر الأفكار أصالة وتميّزاً تظهر عندما نبتعد عن منصات التصميم المألوفة، بخاصة في المراحل الأولى من التصميم.

ما الرسالة التي تسعين إلى إيصالها من خلال تصاميمك؟

نؤمن بأنّ الجمال الحقيقي في التصميم ينبع من الأصالة. فالمكان الذي نعيش فيه يجب أن يكون امتداداً لهويتنا، لا محاولة لإبهار الآخرين، أو تقليد ما هو رائج. لا يقتصر التصميم على مواكبة الصيحات الرائجة، أو التعبير عن المستوى الاجتماعي، بل يكمن جوهره في ابتكار مساحة تُشعر ساكنيها بالبهجة، والراحة الحقيقية. 

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

ما رأيك في أجواء التصميم في دبي خاصة؟

في دبي، حيث يهيمن الطراز العصري على تصميم المنازل، أرى أنّ إدخال قطع قديمة تحمل لمسة من التاريخ يمكن أن يضيف دفئاً، وأصالة، ويمنح طابعاً استثنائياً. تُضفي هذه القطع القديمة على المكان لمسة من الرقة، وتوفّر تبايناً جميلاً بين الأساليب المختلفة. أفضّل المساحات الداخلية التي تجمع بين تصاميم متنوعة، إذ تروي حكاية فريدة، وتعكس شخصية المكان بطريقة مؤثّرة.

متى أطلقتِ علامتك الخاصة؟

أطلقت علامتي Blush منذ 17 عاماً. في ذلك الوقت، كنت قد توقفت مؤقتاً عن ممارسة مهامي كرئيسة لقسم التصميم في إحدى أبرز شركات تصميم الديكور الداخلي في لندن، لأخذ إجازة أمومة بعد ولادة طفلي الأوّل. وخلال تلك الفترة، تواصل معي أحد العملاء السابقين، عارضاً عليّ فرصة استثنائية لم أستطع رفضها. وقد شكّل هذا المشروع النواة التي انطلقنا منها، ليتوسّع الاستوديو تدريجياً بعدها.

مجلة كل الأسرة

هل واجهتِ أيّ تحدّيات؟

من المؤكد أنّ إطلاق استوديو، وتوسيعه، وإدارته، ليست بالأمر السهل، إذ لا يخلو من العقبات، والتحدّيات. تعلّمت أنّ السرّ في مواجهة تلك التحدّيات يكمن في النظر إلى كل عقبة كفرصة للنمو والتطوّر، لا كعائق يعرقل المسار. لا شكّ في أنني أواجه التحدّيات التي تعترض طريق معظم الشركات، غير أنّ خصوصية مجال تصميم الديكور الداخلي تكمن في تعامله المستمر مع تفاصيل متغيّرة، ترتبط بذوق كل عميل، وتوقعاته، والجدول الزمني، وحتى الميزانية المتاحة. يعلّمنا كلّ مشروع شيئاً جديداً، ونزداد قناعة، مع كل تجربة، بأنّ التطوّر المستمر في العمل هو ما يمنحه تلك المتعة التي لا تضاهى.

في رأيك، كيف يمكن تطبيق مبدأ الاستدامة على عالم الديكور؟

الاستدامة في التصميم ليست مجرّد مسؤولية، بل هي فرصة حقيقية للتعبير عن إبداعنا، واهتمامنا بالبيئة المحيطة بنا. أحبّ بشكل خاص إعادة إحياء القطع القديمة، ومنحها روحاً جديدة، سواء عبر تغيير إطار لوحة فنية، أو إعادة تنجيد كرسي قديم، أو تجديد طلاء طاولة خشبية. أشعر بسعادة عميقة كلّما تمكنت من تحويل قطعة قديمة إلى تحفة تنبض بالحياة من جديد، بدلاً من الاستغناء عنها.  

أسهم الذكاء الاصطناعي في تغيير الطريقة التي نعرض بها أفكارنا للعملاء، فنحن نقدّم لهم ألواح إلهام رقمية، وعروضاً مرئية متكاملة، في وقت قياسي

ما هو الدور الحالي والمستقبلي للذكاء الاصطناعي؟

نعتبر الذكاء الاصطناعي أداة فعّالة تُسهم في تسهيل عملية التصميم، ودعمها، بدلاً من استبدال المصممين البشر. تؤدّي هذه التكنولوجيا دوراً أساسياً في تبسيط المهام الإدارية، ما يتيح للمصممين وقتاً أكبر للتركيز على مهمتهم الأساسية: الإبداع. كما أسهم الذكاء الاصطناعي في تغيير الطريقة التي نعرض بها أفكارنا للعملاء، فنحن نقدّم لهم ألواح إلهام رقمية، وعروضاً مرئية متكاملة، في وقت قياسي، ما يُغني عن اللجوء إلى المجسّمات التقليدية الثقيلة، والمعقدة، في المراحل الأولى من المشروع. وتُسهّل الرسومات السريعة التي ينتجها الذكاء الاصطناعي على المصمّم إيصال فكرته بفعالية، ما يفتح المجال للغوص في تفاصيل التصميم بوتيرة أسرع، وبمرونة أكبر.

مجلة كل الأسرة

ما هي أبرز التحدّيات التي تواجهينها عادة في التعامل مع العملاء؟

يُعدّ تحديد الميزانية المخصصة للمشروع من أبرز التحديات التي نواجهها خلال عملية التصميم. كثيراً ما يتردّد العملاء في تحديد ميزانية واضحة، خشية أن يتم استهلاك المبلغ بالكامل من دون دراسة كافية، أو تخطيط مدروس. لكنّ الشفافية منذ البداية تُسهم بشكل كبير في تسهيل هذه العملية، وتوجيه المشروع في المسار الصحيح. وتساعدنا الميزانية الواضحة من البداية على اتخاذ قرارات أفضل، وتصميم المشروع بطريقة ذكية وفعالة، فنختار بعناية ما يلبّي الميزانية لنوفّر على العميل الوقت، والتعديلات التي يمكن تفاديها.

في رأيك، ما أبرز الأخطاء التي يرتكبها الأفراد عادة عند تصميم ديكورات منازلهم؟

1- من أكثر الأخطاء الشائعة في تصميم المنازل هو الانسياق وراء الصيحات الرائجة. صحيح أنّ بعض الصيحات تضيف طابعاً عصرياً لافتاً، إلا أنه من المهم أن نتذكر أنّ الصيحات تتبدّل بسرعة، وقد تختفي تماماً، كما ظهرت. يكمن السرّ في تنسيق التفاصيل العصرية مع قطع تدوم مع الزمن، ما يضمن استمرار رونق المنزل، بعيداً عن تأثيرات الموضة العابرةبشكل عام، يبقى الهدف الأساسي تصميم مساحات دافئة، وفريدة، تعكس المشاعر، وتسهم في تحسين المزاج، مع إبراز الشخصية المميّزة للسكان، في كل تفاصيل المكان.
2-من الأخطاء الشائعة الأخرى، نذكر تصميم المنزل بهدف إبهار الآخرين، سواء من خلال استعراض المكانة الاجتماعية، أو محاولة تلبية توقعات الآخرين. يجب أن يعكس منزلك شخصيتك، وأسلوبك الخاص، بدلاً من أن يكون مجرّد مكان يهدف لإرضاء الآخرين.
3- أخيراً، من الأخطاء الشائعة التي تُرتَكب أيضاً، هو التوفير في التفاصيل الخاطئة، ما قد يؤثر سلباً في التصميم، ويقلل من جودته على المدى الطويل. من الضروري استثمار المال في شراء المواد ذات الجودة العالية، وقطع الأثاث المناسبة، لأنها تعزز جماليّة المكان، وتمنحه لمسة من الأناقة المستدامة. باختصار، يجب أن يعكس المنزل المصمَّم بعناية تطلّعاتك الشخصية، ويبقى متألقاً بتصاميم لا تتأثر بمرور الوقت، ولا تفقد جودتها

مجلة كل الأسرة

كيف نتغلب على ارتفاع درجة الحرارة في رأيك؟

أنصح الجميع باختيار النافذة  الحرارية عالية الجودة، وتطبيق تقنيات العزل المناسبة، إذ تساعد هذه الحلول في الحفاظ على درجة حرارة معتدلة داخل المنزل، حيث تمنع تسرّب الحرارة، وتبقي الجو الداخلي مريحاً.

كما أنني شخصياً من محبّي المراوح المعلّقة في السقف، فهي قادرة على تجديد الهواء بلطف، وترطيب الأجواء، ما يساعد على تخفيف الحرارة من دون التسبب بالجفاف الناتج عن أجهزة التكييف.

من المهمّ أيضاً، استخدام ملاءات نظيفة تسمح للبشرة بالتنفس، حيث تساعد هذه الخطوة على توفير نوم مريح خلال الأشهر الحارّة. وأنصح باختيار أقمشة طبيعية، مثل القطن، أو الكتان، فهي تبقى باردة على البشرة حتى بعد ملامستها لفترة طويلة.

وأخيراً، من المهم تصميم المساحات الداخلية بطريقة تسمح بدخول الضوء الطبيعي، للحفاظ على إشراقة المكان، مع الحرص على أن تبقى خالية من الفوضى. فالمساحات الواسعة والمضيئة تشعرنا بالبرودة، سواء من حيث الشكل، أو الإحساس الفعلي. ويسهم اختيار لوحة ألوان محايدة، وتصاميم بسيطة في إضفاء لمسة من الهدوء، والانتعاش على المكان، خلال أشهر الصيف الحارّة.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

ما هي أبرز الصيحات لربيع وصيف 2025 في عالم تصميم الديكور الداخلي؟

تتمحور صيحات التصميم الداخلي في ربيع وصيف 2025 حول الفرح والتميّز. فقد عادت الألوان لتتألّق من جديد، لاسيّما الألوان الدافئة، والمفرِحة، مثل الأصفر الخردلي، الأصفر الفاتح، البرتقالي الفخاري الناعم، والمرجاني. تُحاكي هذه الدرجات ألوان أشعة الشمس، فتمنح المكان لمسة من التفاؤل، ما يجعلها الخيار المثالي للأشهر المعتدلة.

ولا تزال القوامات تؤدّي دوراً مهماً في التصميم، حيث تنسجم المساحات الداخلية مع مواد متنوعة مثل البوكليه، الكتّان الخام، الراتان، والسيراميك التقليدي، لتوفّر مظهراً طبيعياً مع لمسة فريدة من نوعها.

كما نلاحظ عودة التفاصيل التزيينية، مثل الشرابات، الأطراف المتموجة، والتضليعات التي تضيف لمسة ساحرة وغير تقليدية على المكان.

من جهة أخرى، تحافظ قطع الأثاث الشبيهة بالمنحوتات على مكانتها، بخاصة عند تنسيقها مع قطع فينتاج، أو قديمة. فالطابع الذي يجمع بين العناصر المختارة بعناية يشعِرنا بالدفء، والخصوصية، على عكس التصاميم المبالغ فيها التي قد تفتقر إلى تلك اللمسة الشخصية.