مع انطلاق أمسيات «ليالي الفن» في مركز دبي المالي العالمي، تحوّلت منطقة «جيت فيلج» إلى لوحة فنية نابضة بالحياة، حيث تتمازج الألوان والأصوات في سيمفونية إبداعية فريدة، وتتجلّى في هذا الحدث روعة الفن المعاصر، واستعراض مجموعة من الأعمال الفنية المذهلة التي تجسد الأفكار في منحوتات فنية إبداعية، وتركيبات فنية مبتكرة، إضافة إلى فن الخزف، وألوان الرسم، والإبداعات التي يولّدها الذكاء الاصطناعي، حيث تنبض الأمسيات بعروض فنية آسرة، وعروض حية مذهلة، تضفي على المكان أجواء من البهجة والإلهام.
«نساء على جادة الفن»
وفي اليوم الأول من ليالي الفن، تم افتتاح معرض «نساء على جادة الفن»، الذي يحتفي بنساء من 112 دولة، حيث قدمت كل فنانة عملاً فنياً يسلط الضوء على شخصية نسائية ملهمة. فقد سلطت الدورة التاسعة عشرة من «ليالي الفن» في مركز دبي المالي العالمي، الضوء على الإبداعات النسائية في عالم الفن، والتي تنوعت بين التصميم، والفن التشكيلي، إلى النحت، وتصميم الأثاث، وصولاً إلى الأعمال التركيبية التي استخدمت مواد معاد تدويرها، للتأكيد على أهمية الاستدامة، وحماية البيئة.
استقطاب المزيد من المواهب النسائية
وخلال حديثه لـ«كل الأسرة»، أوضح صالح العقربي، الرئيس التنفيذي للعقارات في شركة مركز دبي المالي العالمي للاستثمارات، أن هذه الدورة تتميز بتركيزها على دور المرأة، بخاصة المرأة الإماراتية، في عالم الفن، وأضاف «شهد المعرض تطوراً كبيراً هذا العام، حيث يضم 350 عملاً فنياً لأكثر من 200 فنان، من أكثر من 100 دولة، إضافة إلى الجلسات النقاشية التي استعرضت دور المرأة في الفن، فنحن في مركز دبي المالي العالمي نحرص على دعم النساء في هذا القطاع، فقد شاهدنا أن نوعيات الأعمال الفنية متنوعة، وتتبنى المزيد من الرسائل المجتمعية، أبرزها الاستدامة، والحفاظ على البيئة، كما حرصنا على احتضان العديد من المواهب المحلية الشابة، ودمجها مع الأعمال العالمية للاستفادة، وتبادل الخبرات فيما بينهم».
فن تعزيز التراث الإماراتي
من جهتها، أكدت الفنانة الإماراتية عائشة الياسي، أن ليالي الفن فرصة للتعريف بأعمالها الفنية المستدامة، فقد شاركت من خلال مؤسسة دجة استوديو، بتصميم كرسي أطلقت عليه اسم «كثب»، يعكس التراث الإماراتي بطريقة عصرية مستدامة.
أعمال فنية تترجم المشاعر الإنسانية
أما الفنانة التشكيلية السودانية الشابة شيماء محمد، فقد وجدت طريقها في الفن السريالي، وتحويل المشاعر الإنسانية الداخلية لأعمال فنية ملموسة، تعبّر عن هذه المشاعر، وتبيّن «شاركت في ليالي الفن بمنحوتة فنية بعنوان « النغمة الأخيرة»، ترجمت من خلالها أسطورة قديمة تقول إن البجع يموت وحيداً، ويغني أغنية أخيرة قبل الموت، فأنا بشكل عام أحب هذا النوع من الفن الذي يتحدث عن مشاعرنا، بطريقة غير مباشرة».
فن إعادة التدوير
وبالنسبة إلى الفنانة التونسية منى فارسي، فقد قدمت مجسداً فنياً على شكل وردة، وصمّمته من قطع معاد تدويرها، مثل الأقمشة، والجلو،د والأسلاك، ولفتت إلى أن «المرأة بشكل عام، لديها حس المسؤولية تجاه البيئة من خلال قدرتها على إعادة استخدام الأشياء لعدة مرات، بل تحويلها لقطع جمالية، وهذا دورنا كفنانات أن ندعم هذه التوجه ونعززه بين أفراد المجتمع».
الفن يسلط الضوء على القضايا الإنسانية
بدورها قدمت الفنانة العراقية سُرى الطحان، من خلال مشاركتها في ليالي الفن، عملاً فنياً يعكس العاطفة، ومشاعر الأمومة التي تمتاز بها المرأة العربية، من خلال لوحة فنية عن امرأة عراقية ملهمة، تعمل على مساعدة الأيتام، وأوضحت أن القضايا الإنسانية التي تتم ترجمتها في أعمال فنية تخلد، وتسهم في تعزيز الشعور بالآخرين.