بعد مرور بضعة أشهر أو سنوات من الحياة المشتركة، يصعب الاستمرار على وتيرة الحب ذاتها كما في اليوم الأول. وحتى تحافظوا طوال الحياة على هذا الحب الذي يجمعكم، تعلموا أن تعبروا عنه بلغة يفهمها الآخر وأن تصغوا حين يقول لكم بطريقته: «أنا أحبك».
غلاف كتاب "في قلب لغات الحب الخمس"
كيف يمكن أن نفسر أن عدداً قليلاً من الأزواج قد اكتشف سرّ الإبقاء على جذوة الحب مشتعلة بعد الزواج؟ هذا هو السر الذي يكشفه لنا غاري شابمان في كتابه "في قلب لغات الحب الخمس"، ولكن هذا لا يعني أن الكتب الأخرى قد فشلت في الإجابة، لكنها أغفلت حقيقة أساسية وهي أن كل الناس لا يتكلمون لغة الحب ذاتها.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحب. لغة الحب لديك ولدى زوجك قد تكونان بعيدتين كبُعد اللغة الصينية من اللغة العربية. وقد لا تفتأ تحاول أن تعبر عن حبك بالعربية فإذا كان نصفك الثاني لا يفهمها لن تنجح أبداً في جعله يشاركك أحاسيسك. الصدق وحده لا يكفي. يجب أن نكون على استعداد أن نتعلم لغة الشريك حتى نحسّن التواصل معه.
لغة الحب الأولى: عبارات التقييم الإيجابي
إن التلفظ بكلمات مشحونة بالإيجابية هي طريقة في التعبير عن الحب، فالإطراءات وعبارات التقييم الإيجابي موصلات قوية للحب وهي تأتي على أنواع:
لغة الحب الثانية: اللحظات النوعية بين الزوجين
حين أجلس مع زوجتي على الكنبة وأكرّس لها كل اهتمامي لمدة عشرين دقيقة، وكذلك الأمر بالنسبة إليها، نكون قد أعطينا، الواحد للآخر، عشرين دقيقة من الحياة. نحن لا نستطيع أبداً أن نسترجع هذه الدقائق التي وهبناها من حياتنا إلى الآخر، وهذه طريقة شديدة العمق في تبادل الحب.
في اللحظات النوعية تحيا الحميمية ولا أتحدث هنا عن الجلوس الواحد بالقرب من الآخر، فهذا مجرد تقارب بدني وليس عاطفياً. تتميز الحميمية بالانتباه الشديد إلى الآخر. فحين يجلس أب على الأرض ويدحرج الكرة إلى طفله البالغ من العمر سنتين، لا تجده يهتم بالكرة؛ بل بطفله، لكن في حال كان الأب يتحدث إلى الهاتف وهو يلعب بالكرة مع صغيره يكون اهتمامه مجزأً.
تحتاج العلاقة العاطفية إلى إصغاء ودود بهدف فهم أفكار ومشاعر ورغبات الآخر. وقد يكون تعلّم الإصغاء بصعوبة تعلّم لغة أجنبية، لكنه ضروري إذا كنا نريد أن نعبّر عن حبنا.
ومن النصائح التي تُعطى في هذا المجال:
لغة الحب الثالثة: الهدايا أساسية مهما كان ثمنها
الهدية هي غرض يمكن أن تمكسوا به بين أيديكم وتقولوا: «انظر، لقد فكر بي» أو «لقد تذكرتني». الهدية بحد ذاتها ليست سوى رمز لهذه الفكرة، سواء أكانت غالية الثمن أم لا، المهم هو أنه/ قد فكر/ت بك. قد تكون الهدايا بأي حجم أو لون أو شكل. بعضها غالي الثمن في حين أن بعضها الآخر مجاني. بالنسبة إلى الشخص الذي يعتبر أن الهدايا هي لغة الحب الأساسية، لن يكون للثمن أي أهمية.
كل الأدبيات حول الحب تشير إلى أن روح العطاء هي جوهر الحب، فإذا ما قال الشريك لكم: «أنا بحاجة حقاً إلى أن تكون معي هذا المساء أو غداً أو بعد غد»، عليك أن تأخذ هذا الطلب على محمل الجد بالكامل.
لغة الحب الرابعة: خدمة لشريك الحياة
«لقد اهتممت به على امتداد عشرين عاماً وكنت ألبي أدنى رغباته. عاملني كما تعامل ممسحة الأرض، تجاهلني، أساء معاملتي، وأذلني أمام أصدقائي وأسرتي. أنا لا أكرهه ولا أتمنى له أي شر، لكن أنا أحمل منه الكثير في قلبي ولا أريد أن أعيش معه تحت سقف واحد بعد اليوم».
حين نعامل الشريك كما لو أنه شيء، كممسحة على سبيل المثال، نستبعد إمكانية الحب بيننا وبينه. وكذلك الأمر حين نجعله يشعر بالذنب (لو كنت زوج/ة جيد/ة لفعلت هذا من أجلي) لأن الذنب ليس لغة حب، وأيضاً التخويف (افعل ما أقول أو ستندم) فهو لا علاقة له بالحب.
تعلّم لغة تقديم الخدمات يقتضي أن يراجع بعض منا رؤيتهم لدور الزوج والزوجة. نتيجة التغيرات الاجتماعية ودخول المرأة مجال العمل، بدأت الصور النمطية التي تحدد دور المرأة ودور الرجل تهتز لكن هذا لا يعني أنها اختفت، بل على العكس. وإذا كنا نريد التعبير بشكل أفضل عن الحب، علينا أن نراجع ونحلل وربما نغير نظرتنا إلى الأدوار التقليدية للرجل والمرأة.
لغة الحب الخامسة: الملامسة الجسدية عاطفة وأمان
الملامسة الجسدية هي وسيلة قوية للتعبير عن الحب. إمساك يد الآخر، تقبيله، ضمه... يعتبر بعضهم أن الملامسة الجسدية هي اللغة العاطفية الأساسية، من دونها يشعرون بأنهم غير محبوبين ومعها يمتلئ خزان الحب لديهم ويشعرون بالأمان.
الملامسة الجسدية قد تبني علاقة أو تدمرها وقد تعبر عن الكراهية أو عن الحب. إن حمل طفل برقة بين ذراعينا هي حركة حب ولكنها ستكون أشد تأثيراً لمن هو حساس للملامسة الجسدية كذلك الأمر بالنسبة للكبار. وبين الزوجين تعبر الملامسة الغرامية عن نفسها بعدة أشكال.
وبما أن اللواقط الحسية منتشرة على مختلف أنحاء الجسم فإن أي حركة حب قد تكون تعبيراً عن الحب. مثلاً، إن الاقتراب من الشريك على الكنبة حين تشاهدان برنامجاً تلفزيونياً لا يستلزم الكثير من الوقت ولكنه تعبير قوي عن الحب. وملامسة الشريك حين تعبرون حجرة هو جالس فيها لا يتطلب سوى لحظة كما أن الشريك قد يكون حساساً جداً لقبلة خاطفة أو ضمة سريعة حين تذهب إلى العمل أو تعود إلى المنزل.
في وقت الأزمات نحن بحاجة أكثر ما يكون أن نشعر أننا محبوبون. لا نستطيع دائماً أن نغير الأحداث ولكن حين نشعر أننا محبوبون يمكننا أن نجتازها.