هل تعلم أن أكثر من 70% من تواصلنا مع الآخرين يمر عبر لغة الجسد، أي الحركات والمشية والجلسة وتعابير الوجه والنظرة ؟ ستتعلم بفضل كتاب «فك رموز لغة الجسد» للمؤلفة إيزابيل دوفيرنوا كيف تفك رموز كل هذه اللغة غير اللفظية لتكتشف الكاذب من الصادق والمحب من العدواني ولتثير محبة الآخرين أو تكسب إعجابهم مما سيحسن علاقتك معهم.
حددت إيزابيل دوفيرنوا مجموعة كبيرة من الإشارات غير الكلامية التي ينبغي ألا نهملها:
كتاب «فك رموز لغة الجسد» - Décoder Le Langage Du Corps
قشعريرة البدن
حين يقشعر البدن لا تزال القلة القليلة من الوبر التي بقيت لنا من عصر الكهوف تقشعر في حالات الخوف أو الغضب كما يفعل وبر القط ليضاعف حجم جسمه. وحتى لو لم تعد هذه الظاهرة مرئية اليوم كما أنها لم تعد تخيف أحدًا، إلا أن جسمنا يواصل مناورته حتى يخيف الآخرين وغني عن القول إن الوبر يبقى رمزًا للرجولة.
الارتجاف
هو نتيجة البرد أو انقباض عضلي، وهو تعبير عن نشاط مفرط في الجسم. فالشعور بالرهبة الناتج عن فيض من هرمونة الأدرينالين، يشل العضلات ويجعلنا نتكلم منقطعي النفس ما يتسبب بارتجاف الصوت.
ويمكن أن نرى أثر الارتجاف في حالة الجمود وليس في حالة الحركة. وإذا كنت عرضة لهذه الحالة وترغب بإخفائها، ما عليك سوى أن تتحرك أو أن تحرك يديك.
التعرق
هو ناجم عن حالة إحماء ومظهر من مظاهر نار داخلية لا تكون دائمًا ناجمة عن الحرارة المحيطة ولكن أيضًا عن الخوف أو الرهبة. إن تناول ملعقة ملح قبل نصف ساعة من مداخلة عامة، على سبيل المثال، سوف يقلل من إفراز الماء وبالتالي من التعرق.
الاحمرار
حين نخاف أو نغضب، «نطلق» لونًا أحمر على وجهنا ورقبتنا والمناطق الواقعة تحت بصر الآخرين من أجل أن ندافع عن أنفسنا أو أن نخيف الآخر.
جفاف الفم
حين نكون في وضع صعب قد يتوقف إفراز اللعاب ليجف الفم ومعه الشفتان ويكمن الحل في عض اللسان بقوة حتى لو لم يكن هذا الأمر ممتعًا، لأن عض اللسان يجعل اللعاب يتدفق.
طريقة المشي وسرعته
طريقة المشي واتساع الخطى تكشف جميعها الكثير من الأمور لا سيّما حركات القدمين. فهذا الجزء الأبعد عن الوجه يجعلنا نظن أنه غير ذي أهمية لمحدّثنا، وهذا بالتحديد ما يجعله عاملاً كاشفًا لأفكارنا العميقة. تسمح الساقان بالوقوف والتنقل وإذا كانتا غير ملتصقتين الواحدة بالأخرى فهذه علامة ثقة بالنفس، والشخص المرتاح مع نفسه وقابل بها يتمتع بمشية تتسم باستقامة الجسم والخطوة الواثقة. وعادة ما يُلاحظ القادة البرغماتيين والديناميكيين بخطواتهم الواسعة والناشطة وطريقة دخولهم الحماسية إلى القاعة ليحتلوا المكان ويبدوا تصميمهم وحيويتهم.
ومن يضع عقبه بقوة على الأرض ويمشي بسرعة محدقًا أمامه يبدو صاحب إرادة وواثقًا من نفسه. وفي فترات الإحباط، نميل إلى المشي الأكثر بطئاً وجرجرة القدمين مع النظر إلى الأرض وتقويس الكتفين وارتخاء العنق، كمن يقول «أنا انطلق خاسرًا ولم يعد لدي أي طاقة للعمل».
أما التحرك بخطوات صغيرة وببطء، فقد يعطي انطباعًا بالتردد والحيرة أو قلة الثقة بالنفس. وفي المقابل، إن المشية القافزة قد تدل على الخفة والدينامية ولكن كذلك على قلة إحساس بالواقع، في حين أن الخطوات السريعة والمتقاربة غالبًا ما تعبر عن الاضطراب أو التسارع.
أما الخطوات الصغيرة والمعدودة فهي تشي بنوع من الحذر أو حتى بشكل من الانطواء إذا كانت القدمان متجهتين نحو الداخل. وسواء أكانت الخطوة خفيفة أو ثقيلة، مجرجرة أو قافزة، فإن من ليس لديه شيء يخفيه يمشي متباعد القدمين.
وكثيرًا ما تفسر المشية المجرجرة والجسم المحني قليلاً نحو الجانب على أنها علامة شك وتردد أو قلة دينامية.
وضعية القدم
حين يركز المرء على وجهه أو يديه، كثيرًا ما يهمل قدميه ما يجعل ملاحظتهما أكثر أهمية. فالقدمان كما اليدان والساقان، تشيان بتوتر إيجابي أو سلبي. وقد تكشفان نوعًا من الرضى بالنفس حين تتحركان بإيقاع وطاقة وتتمددان وتلف الواحدة على الأخرى. ولكن لف الساقين يجب أن يترافق مع مؤشرات جسدية أخرى إذ يمكن أن يدل على توتر وقلق.
القدم التي تلتف حول ساق الكرسي بحثًا عن مواساة باللمس من أجل أن تخفف التوتر أو القدم التي تتحرك على الدوام أو تضرب على الأرض قد تعبر عن رغبة الشخص في الابتعاد عن وضعية مقلقة بالنسبة إليه.
والقدم المضطربة قد تدل على فقدان الصبر إزاء ما يقال أو ما يدور كما لو أن تحريك القدم يمكن أن يسرّع في وتيرة الحديث.
وفي حالة الغضب أو الانزعاج الشديد، قد تقوم القدمان بحركات ضرب خفيفة بدل أن تتحرك بعصبية. وأخيرًا فإن القدمين اللتين تلتفان نحو الداخل قد تدلان على نوع من قلة ثقة بالنفس، أو أيضًا قد تعبران عن رغبة صاحبهما في أن يكون في مكان آخر.
وفي حال دخول شخص ثالث على شخصين آخرين، فإن وضعية أقدام الشخصين قد تتغير وقد تنفتح أطرافها لاستقبال القادم الجديد، وفي الحالة المعاكسة، فهذا قد يعني أنهما لا يرغبان في أن يزعجهما أحد.
انفتاح أو انطواء؟
حركات الجسم الانفتاحية تجعلنا أكثر تقبلاً للمعلومات وحركات الجسم الانطوائية تميل إلى عزلنا عن العالم.
1- حركات الانفتاح:
* أنت في هذه الحالة تعبر عما يلزم من ثقة بالنفس وتعطي الانطباع بأن لديك أفكارًا خاصة ولكنك لا زلت متشوقًا لمعرفة آراء الآخرين، كما أنك قادر على الإصغاء إلى محدثك باهتمام مع استعداد كامل لإبداء الرأي لتبدو مرتاحًا مع نفسك وصادقًا ومستقيمًا ومنسجمًا مع أفكارك.
2- حركات الانطواء
حين يكون لا الهرب ولا الهجوم ممكنين، تبقى حركات الانطواء التي تسمح بحماية النفس:
حركات طمأنة النفس
طالما أن الأمور تسير بشكل طبيعي، تكون حركاتنا طبيعية ومسترخية وأحيانًا متناغمة مع حركات محدّثنا، ولكن حين تظهر صعوبة ما، وقد تكون خشية ممّا قد يقال أو عدم جرأة على التعبير عما نفكر به أو عدم الموافقة على الطريقة التي تحوّل بها الحديث، ينزع جسمنا إلى التعبير عن حاجتنا إلى الحماية.
وقد تقفل ذراعانا وساقانا الواحدة على الأخرى، وتشد يدانا على بعضهما بعضًا أو تتشابك أصابعنا. وكما لو أننا أطفال، قد نملس شعرنا أو نلعب بخصلة منه أو نداعب ذراعنا. وهذه كلها حركات موجهة نحو النفس وليس نحو الآخر، وهي قادرة على جعلنا ننغلق على التبادل والحوار.
وتدل اليدان المضمومتان على الرغبة بأن نمسك بيد أنفسنا وقد تكشف محاولة لقمع موقف سلبي لا يمكننا التعبير عنه صراحة. وإذا ما كانت اليدان مضمومتين على مستوى الوجه، فهذا يعني أن التوتر على أشده، وإذا كانتا على مستوى الفم، قد يبدو وكأنهما تمنعان من البوح بمشكلة معينة، أما على مستوى الساقين أو الحوض فهما تعبران عن إحساس بالضعف لتشكلا نوعًا من الحاجز الواقي.
وبشكل عام فإن ضم اليدين يوحي بالتوتر أو بموقف دفاعي ووحدها الأصابع المتشابكة مع الإبهام المنتصب تكون علامة ثقة المتكلم بنفسه.