يواجه الأطفال تحدّياً صعباً عندما يجدون أنفسهم مرفوضين من قبل أقرانهم، غير قادرين على تكوين صداقات، أو الاندماج، وقد لا يبدو أمراً عابراً بالنسبة إلى البعض، ليترك أثراً عميقاً في نفسيتهم، وثقتهم بأنفسهم، وبالتالي ينسحب على تحصيلهم الدراسي، ونموهم الاجتماعي، إن لم تتم معالجته.
ما يطرح السؤال: لماذا يرفض بعض الأطفال؟ وكيف يمكن للأهل مساندتهم لتخطي هذه التجربة القاسية؟
تقول الكاتبة والمدرّبة في تطوير الذات موزة الزيودي «يصدم الكثير من الآباء والأمهات حين يكتشفون أن طفلهم غير محبوب، أو لا يحظى بقبول بين أقرانه. هذا الرفض لا يعني بالضرورة، وجود مشكلة لدى الطفل، لكنه قد يترك أثراً عميقاً في نفسيته، وثقته بنفسه، إذا لم تتم معالجته بطريقة واعية، ومدروسة».
لكن ما هي الأسباب وراء الرفض الذي يواجه بعض الأطفال وصعوبة الحصول على صداقات؟
تكشف الزيودي «لا يعني الرفض حكماً على قيمة الطفل، بل هو تفاعل معقد بين طباعٍ وسياقات يمكن اختصارها بأسباب عدّة، منها:
تشير موزة الزيودي إلى أن «الطفل يمرّ بتجارب رفض عابرة بين أقرانه، وهو أمر قد يعد طبيعياً في البدايات. لكن إذا طال هذا الرفض، أو ترافق مع عزلة وانطواء، يصبح مؤشراً يحتاج إلى الانتباه. فالطفل لا يحلل المواقف بعقلية الكبار، بل يختزن الكلمات والنظرات، وقد يترجمها إلى شعور داخلي بأنه غير مرغوب فيه، تنعكس على نفسيته، وصورته عن ذاته، لذلك يمكن إيجاز بعض آثار الرفض بـ:
وعندما يواجه الطفل رفضاً من أقرانه، بدافع الحب والحرص، يتصرف بعض الأهل بطرق غير مناسبة، ما يزيد الأمر سوءاً، بدل التخفيف من حدته، هنا توجز موزة بعض الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الآباء والأمهات، والتعرّف إلى ما ينبغي تجنبه، وما هي البدائل الصحيحة التي تساعد الطفل على تجاوز التجربة بثقة وأمان:
تؤكد موزة الزيودي أن «تجاوز الرفض حدود المألوف يترك أثراً واضحاً على سلوك الطفل ونفسيته، ويصبح دور الأهل أكثر من مجرّد متابعة، بل مسؤولية تستلزم التدخل والدعم. فالتواصل مع المدرسة، أو الاستعانة باختصاصي نفسي للأطفال، يمكن أن يشكّل خطوة وقائية أساسية تضمن حماية الطفل من ترسخ مشاعر العزلة، أو فقدان الثقة بنفسه. ولأن الوقاية تبدأ من تنمية المهارات، يمكن للأهل أن يزودوا أبناءهم بأدوات بسيطة تهيئهم للتعامل الإيجابي مع الآخرين، منها: