في الكثير من الأحيان، تكون مشاعرنا عرضة للانهيار تحت تأثير صدمة ما، أو توقعات مبالغ فيها، أو حتى نتيجة لإحساسنا المفرط بالأشياء من حولنا، ما يضعف قدرتنا على «لملمة شتاتنا».
تُطلعنا المدربة نصرة الحبسي، مدرب قيادة وتنفيذي معتمد، على الذكاء الانفعالي، ودوره الفاعل في فهم وتنظيم المشاعر والتفاعل مع الآخرين، وهو يتسم بمهارات عدة، منها الوعي بالذات، تنظيم المشاعر، التحفيز الذاتي، ومهارة القدرة على التعبير عن مشاعرنا بشكل فعّال، والتفاعل الإيجابي مع البيئة المحيطة.
تتوقف الحبسي عند اختبار الذكاء الانفعالي للعالم دانيال جولمان، الذي قدم فهماً شاملاً للذكاء الانفعالي كمجموعة من المهارات العاطفية والاجتماعية، ويعتبر كتابه «الذكاء الانفعالي: لماذا يمكن أن يكون أكثر أهمية من الذكاء العادي؟»، مرجعاً في فهم الذكاء الانفعالي.
يهدف اختبار الذكاء الانفعالي الذي تشير إليه الحبسي إلى قراءات عدة:
- معرفة العواطف لشخص ما، والإحاطة الذاتية، تميّز الإحساس أثناء حدوثه.
- إدارة العواطف، القدرة على معالجة الأحاسيس.
- معالجة العلاقات ومهارة إدارة العواطف في الآخرين.
ويقيس الاختبار الذكاء العاطفي لجهة «القدرة على التعرف، وتصنيف حاجات الفرد ومشاعره، وتكييف هذه الحاجات حتى تتلاءم مع الغايات البعيدة وحاجات الآخرين»، في ظل ما تسببه الانفعالات الشديدة، أو العواطف من «خروج عن السيطرة».
اختبار الذكاء الانفعالي
تؤكد الحبسي أن «تطبيق هذا الاختبار يتطلب تعليمات لجهة إيراد البيانات، كالاسم والجنس، ومن ثم الإجابة عن أسئلة الاختبار بـ«أ.معظم الوقت ب- أغلب الوقت جـ- أحياناً د- نادراً هـ - أبداً تقريباً»، مع أهمية اختيار الإجابة الدقيقة بالنسبة إليك.
- عندما أشعر بالانزعاج، لا أعرف من أزعجني أو ما هو الشيء الذي أزعجني.
- كل شخص لديه مشكلات.. ولكن هناك أشياء كثيرة خاطئة عندي.. ولذلك لا أستطيع أن أحب نفسي.
- بعض الأشخاص يجعلونني أشعر بأنني شخص سيئ، مهما فعلت.
- عندما أخطئ أقول عن نفسي عبارات تحطم من نفسي، مثل: إنني شخص فاشل. غبي، لا أستطيع أن أعمل عملاً ناجحاً.
- أشعر بالحرج والارتباك عندما يتوقع مني أن أظهر عواطفي.
- تأتيني حالات مزاجية أشعر فيها بأنني قوي وقادر وكفوء.
- عندما أشرف على إنجاز أمرٍ ما، أو هدف معين، تأتيني عقبات تمنعني من الوصول إلى أهدافي.
- لا أستطيع التوقف عن التفكير الزائد في مشاكلي.
- من الأفضل أن أبقى بارداً وحيادياً إلى أن أعرف الشخص الآخر بشكل جيد.
- لديّ صعوبة في قول أشياء مثل: أنا أحبك، حتى عندما أشعر بذلك بشكل حقيقي.
- إنني أشعر بالضجر، الملل، السأم.
- إنني أقلق على أمور لا يفكر فيها الآخرون عادة.
- احتاج إلى الدفع من شخص ما، كي أتابع مسيري
- حياتي مملوءة بالطرق المغلقة.
- لست راضياً عن عملي إلا إذا امتدحه شخص ما
- يقول لي الآخرون إنني أبالغ في ردودي على مشكلات صغيرة
- لست سعيداً لأسباب لا أفهمها
طرق فعّالة للتحكم في أوجاعنا
هذه هي بعض أسئلة الاختبار، وإذ يمكن لهذا الاختبار أن يفهمنا مستوى الذكاء الانفعالي ويساعد الأفراد في تعزيز صحتهم النفسية، تزودنا المدربة الحبسي ببعض الطرق الفعالة للتحكم والتغلب على أوجاعنا:
- ابدأ اليوم بفكرة جيدة وجميلة: الأفضل أن تكون هذه الفكرة فاتحة يومنا صباحاً، ونضع نصب أعيننا بُعيد الاستيقاظ أن «يومنا سيكون يوماً جيداً».
- مبدأ الاستراحات القصيرة: يمكنك إيجاد اللحظات التي تجد راحتك فيها، وتجتذب أنفاسك العميقة بعيداً عن المشاغل، ولأجل انتظام أوقات استراحاتك يمكن ضبط منبه الهاتف لتذكيرك بها، إلى أن تصبح تلقائياً جزءاً من يومك، مع ضرورة الابتعاد عن التفكير في العمل والمشاغل.
- لا تتحدث عن العمل، أو الدراسة، في استراحة الظهيرة: بدلاً عن ذلك قم، مثلاً، بنزهة قصيرة على القدمين.
- تأمل يومك عند المساء: قبل ذهابك للنوم تأمّل ولو لدقائق ما قمت به في ساعات النهار، ما كان جيداً فيه، وما أزعجك منه.
- اكتب يومياتك: من المهم أن تكتب يومياتك في فترة التوتر، حتى لو كانت ثلاث إلى أربع جمل يومياً. وبهذا ستشعر بأنك خلّصت تفكيرك وذهنك من بعض ما شهدته في يومك.
- احتفظ بورقة وقلم قرب سريرك: قُبيل أن تغفو يمكن أن تطرأ على بالك فكرة متأخرة، أو ربما شيء مهم ليومك القادم، تدوّنها في الورقة.
- أهم الأفكار تلك التي تطرأ قبل المنام: يجب أن تكون جميلة، وحين تنام بهذا المزاج المعتدل، فإنه سيرافقك حين تستيقظ صباحاً.
