أحياناً يبدو التفكير الزائد وكأنه طوق النجاة والخلاص من مشكلاتنا، لكن على العكس تماماً؛ فالتفكير الزائد والمتواصل عادةً ما ينبع من الخوف والقلق.. وبالتالي فهو لا يقودنا سوى نحو الأفكار السلبية والمزيد من القلق والتوتر!
وهنا يكون الحل الوحيد هو محاولة التخلي عن التفكير الزائد والاسترخاء وترك زمام الأمور قليلاً، وقد تفاجأ بحلٍ بسيط لم يكن يخطر على بالك.
لذلك لا بأس إن كانت الصورة غير مكتملة أمامك في الوقت الحالي، دع الأمور تأخذ مجراها وتعرف معنا إلى 4 خطوات ستساعدك على التوقف عن التفكير الزائد.
تذكر أن التفكير الزائد يسرق منك اللحظة الحالية
التفكير الزائد هو من أكثر مُسببات التعاسة.. فهو يخلق في أذهاننا مشكلات لم تكن موجودةً في الأساس، بل وقد يُزيد من مخاوفنا من المستقبل ويُصور لنا مشكلات جديدة قد لا تحدث أبداً. فكل ما يفعله التفكير الزائد عن حده عادةً هو أنه يسرق منا اللحظة الحالية فيصبح في غير مقدورنا الاستمتاع بها. لذلك قم ببساطة بتحويل تركيزك إلى الأمور التي تسعدك وحاول الاستمتاع باللحظة الحالية التي تعيشها مع عائلتك، وابدأ من الآن في إعادة تدريب عقلك على التفكير بشكل أكثر إيجابية.
التفكير الزائد لا يجلب معه السلام الداخلي
التفكير الزائد لا يجلب معه سوى الأفكار السلبية والوساوس والخوف من المستقبل، لذلك لا تدع نفسك تنساق وراء هذا النوع من الأفكار، بل قم بتدريب نفسك على البحث عن الجوانب الإيجابية للأمور، وذكّر نفسك بأن سلامك الداخلي أهم من إيجاد حلول فورية لمشكلاتك. وحينما تصل إلى هذه المرحلة من الاسترخاء والهدوء النفسي ستجد الحلول بدأت تتضح أمامك تلقائياً.
انتبه لأفكارك وحاول إيجاد التوازن في حياتك
ما الذي يُحدثك به عقلك أغلب الوقت؟ هل هي أفكار سلبية أم إيجابية؟ ندرك أنه من الصعب أن تكون أفكارنا دائماً إيجابية في خِضم كل ما يمر به العالم في الوقت الراهن، لكن مع ذلك حاول ألا تنساق كثيراً وراء الأفكار السلبية وذكّر نفسك كم مرة ظننت أنها نهاية العالم بالنسبة لك وبعدها جاءت الانفراجة وتغيرت الأمور للأفضل على عكس مخاوفك.
عِش اللحظة الحالية فقط
اللحظة الحالية هي كل ما نملك من الحياة، فالأمس قد ولّى بحلوه ومُرّه، والمستقبل ليس بيدنا ولا يعترف بحساباتنا. لذلك لا تسمح لأفكارك بأن ترجع بك إلى الماضي أو أن تجمح بك نحو المستقبل، لأن السماح لمثل هذه الأفكار بالسيطرة على عقلك يمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب والتوتر المزمن، وما يتبع ذلك من مشاكل صحية خطيرة.
لهذا عليك أن تعرف أن معظم القلق الذي نشعر به هو نتيجة لأننا نعيش بأذهاننا في وقتٍ غير الوقت الحالي، إما في الماضي أو في المستقبل. لذلك درّب عقلك على أن يعيش فقط في الوقت الحاضر كلما شعرت بأن أفكارك بدأت تأخذك إلى مكانٍ أو زمانٍ آخر، وستشعر بالكثير من الراحة النفسية.