12 سبتمبر 2022

هل المال طاقة؟.. إجابات لأسئلتك الهامة حول المال والوفرة

أستاذة وباحثة جامعية

أستاذة وباحثة جامعية

هل المال طاقة؟.. إجابات لأسئلتك الهامة حول المال والوفرة

ما الفرق بين الوفرة والازدهار؟ هل معتقداتنا اللاواعية هي التي تجر علينا الهموم والفشل ؟ كيف أتصرف مع زوجي الذي لا يرغب في جني المزيد من المال مثلي؟.

أسئلة وغيرها الكثير حول المال من تلك التي طرحها الناس على ليز بوربو مؤلفة كتاب" الوفرة والمال" لتجيب عنها بطريقة مبسطة بحسب خبرتها الطويلة في مجال التطوير الذاتي.

 كتاب "المال والوفرة" تأليف  ليز بوربو
 كتاب "المال والوفرة" تأليف  ليز بوربو

س. كيف يمكنك أن تؤكدي أن المال طاقة؟ أنا أرى أن الطاقة هي شيء خفي وليس ملموساً كما هو المال.

بحسب القاموس، الطاقة هي القوة التي تجعل من الممكن إحداث أثر كبير. المال بمظهره المادي هو ببساطة انعكاس أو نتيجة لقوتك الداخلية ولقدرتك على إيجاد الأشياء. لهذا السبب تستخدم كلمة «طاقة» للحديث عن المال.

حين ننظر إلى أشكال الطاقة الأخرى، كالهواء والماء والنار والشمس والريح، نلاحظ أنها موجودة بكميات لامحدودة والأمر سيّان بالنسبة إلى الطاقة التي تنتج المال. أضف إلى أن أي شكل من أشكال الطاقة يمكن أن يستخدم للخلق أو للتدمير، وكذلك المال.

في عالمنا المادي، المال هو وسيلة تبادل أوجدت بهدف الحصول على الممتلكات. إليكم مثالاً يثبت تماماً أن المال هو شكل من أشكال الطاقة: في مقابل الخدمات التي أديتموها إلى شخص ما تحصلون على المال الضروري لشراء هذا الكتاب. وعند شرائكم إياه، تدفعون مالاً مقابل الطاقة التي أنفقها أشخاص كثيرون، ومن بينهم أنا، في سبيل إنتاجه. وسأستخدم هذا المال بدوري لدفع ثمن الطاقة التي أنفقها شخص آخر وهكذا دواليك... هي سلسلة لا تنتهي. لذا يمكن أن نؤكد أن المال يمثل طاقة متجولة باستمرار.

أما سر الوفرة فهو في ترك هذه الطاقة تتجول بحرية بدل كبحها كما يفعل الكثيرون.

س. ما الطريقة لجذب المال إلى زوجين يكون أحدهما إيجابياً والآخر سلبياً؟

س. ما الطريقة لجذب المال إلى زوجين يكون أحدهما إيجابياً والآخر سلبياً؟

هو وضع كثيراً ما نشهده بين الأزواج. فالإيجابي بينهما يسيطر عليه انطباع أن الآخر يكبح كل شيء، والذنب بالتالي هو ذنبه إذا غابت الوفرة. أما السلبي فهو يأخذ على الإيجابي عدم واقعيته.

في الحقيقة، الاثنان يعيشان في مخاوف إزاء المال لكنهما لا يعبران عنها بالطريقة ذاتها. فأحدهما يخاف أن يتغير كثيراً في ما لو أصبح ثرياً في حين الآخر يخاف العوز في ما بعد. الوضع المثالي هو أن يعترف كل واحد منكما بمخاوفه إلى الآخر. كونا صادقين ومنفتحين وشفافين وليطرح كل واحد منكما هذا السؤال على نفسه: «ما الذي يمكن أن يحدث فيما لو حصلنا على مال وفير جداً؟» لا تجيبا بالقول: «سيكون هذا الأمر رائعاً»، فهذه الإجابة هي مؤشر على رغبتكما وليس على مخاوفكما. ثمة خوف يأتيكما من معتقد داخلي وهو أقوى من رغبتكما، لهذا السبب لا تنجح رغبتكما في الظهور.

يمكنكما كذلك أن تحاولا تذكر ما كان يعتقده أهل كل واحد منكما بخصوص المال. هل كانوا يقولون أشياء على غرار: «لسنا أثرياء لكننا أشخاص جيدون» (والمعتقد خلف هذا القول هو: الأثرياء أشخاص سيئون) أو: «لسنا أثرياء لكننا أصحاء» (المعتقد هو: الأثرياء مرضى)، أو: «اللعنة على المال الذي لا يجلب معه سوى المشاكل» (المعتقد هو: المال مصدر للمشاكل)؟

حين تنجحون في اكتشاف مخاوف كل واحد منكما اعتبرا أن من حقكما أن يكون لديكما مخاوف. والشخص الإيجابي عموماً هو الذي يجد صعوبة أكبر في رؤية مخاوفه لأنه مفرط الإيجابية على الدوام ولا يعطي نفسه الحق بالمخاوف.

ثم يتعين على كل واحد منكما أن يدون من ناحيته موقفه وكلماته إزاء المال وأن يقرر تغييرها. واستخدم عن قصد كلمة «يقرر» لأنه الجزء الأهم. أحسوا بهذا القرار في داخلكم واستخدموا إرادتكم لتحمل لكم أشياء جميلة وليس العكس.

س. إذا ربحت مليوناً هل يجب أن أعطي مالاً أو على الأقل أن أعطي جزءاً كبيراً منه؟

س. إذا ربحت مليوناً هل يجب أن أعطي مالاً أو على الأقل أن أعطي جزءاً كبيراً منه؟

الأشخاص الذين ينتظرون الربح من ورقة «لوتو» حتى يحققوا الثروة يعترفون بأنهم لا يؤمنون بأنفسهم ولا بقدراتهم الإبداعية ويريدون أن يأتيهم المال من الخارج. أنا لا أتحدث عن شخص يشتري بطاقة في المناسبات، ولكن عن أولئك الذين يواظبون على الشراء بانتظام.
قانون السببية يقول إنه ينبغي أن نعطي حتى نتلقى، وهذا صحيح في كل المجالات.

فمن يعطي بسهولة من أملاكه وأمواله وحبه، يثبت أنه في حالة ازدهار داخلي ويعرف في أعماق ذاته، أنه سيكون هناك ما يكفي دائماً. هذه القناعة هي التي تولّد مزيداً من الوفرة في حياته.
من يظنون أنهم مجبرون على العطاء حين يكسبون مبلغاً كبيراً من المال ليسوا في حالة ازدهار. يعطون نظراً لشعورهم بالذنب لأنهم كسبوا هذا المبلغ ولا يعتقدون أنهم يستحقونه، وبما أنه جاءهم من الخارج، فيجب أن يعيدوه إلى الخارج. هؤلاء الناس لا يحتفظون طويلاً بثروتهم.

من يعطي بفرح ومن دون توقعات، ومن أجل أن يسعد الآخر وحسب، يكون قد قدم هبة حقيقية

إليكم حكاية صغيرة أود أن أخبركم بها. ثمة شاب كسب مليونين وأعطى منهما لكل أسرته وأصدقائه، واشترى لنفسه الكثير مما كان يشتهيه. بعد مرور سنتين لم يعد يملك أي مال فطلب ممن أعطاهم مبالغ كبيرة، أن يدينوه بعضاً منها، فأجابوه بالقول: «كلا. لا أستطيع أن أدينك مالاً لأنك مسرف جداً ولا تعرف كيف تدير أموالك».

قوانين الوفرة تعتبر أن من يعطي بفرح ومن دون توقعات، ومن أجل أن يسعد الآخر وحسب، يكون قد قدم هبة حقيقية. أما من يعطي بدافع من واجب أو من أجل أن يتجنب الإحساس بالذنب، فإن دوافعه هذه ليست جيدة. وهكذا عطاء حينما يكون مدفوعاً بالخوف لا يكون عطاء حقيقياً.

للتأكد من أنكم تقدمون عطاء حقيقياً، اطرحوا على أنفسكم هذا السؤال: «إذا كان الشخص الذي أعطيه مالي يتصرف فيه بطريقة مخالفة تماماً لما أظنه جيداً أو لما أريده له، فهل سأشعر بالإزعاج؟»، إذا كان الجواب: كلا، فهو عطاء حقيقي، وإذا كان: نعم، عليكم أن تكونوا صادقين مع أنفسكم ومع الشخص الآخر. قولوا له إن لديكم توقعات وإنكم ستعطونه المال بشروط. فإذا ما قبل بها يرجع التناغم إلى العلاقة.

بهذه الطريقة تدركون أنه لا يمكنكم أن تعطوا دائماً من دون توقعات. وحين تقبلون بما أنتم عليه، وتعتبرون أن هذا من حقكم في هذه اللحظة، ستتمكنون في المستقبل من القيام بعطاءات حقيقية أكثر فأكثر.

س. كثيراً ما تكرّرين أنه من المهم أن نعيش اللحظة الراهنة. هل هذا يعني أن ننفق كل أموالنا الآن وألا نقتصد للمستقبل؟

س. كثيراً ما تكرّرين أنه من المهم أن نعيش اللحظة الراهنة. هل هذا يعني أن ننفق كل أموالنا الآن وألا نقتصد للمستقبل؟

كلا. لا أقصد هذا أبداً. عيشُ اللحظة الراهنة هو أن نحب كل ما نعيشه في كل لحظة، وهو أن نضع فرحاً في كل ما نفعله ونرى الفائدة في كل تجربة نعيشها.

من يقتصد ليحرم نفسه الآن خوفاً من أن يصيبه العوز في ما بعد، لا يعيش اللحظة الراهنة. متى ما كان الخوف هو الذي يحفز المرء فهو لا يعيش اللحظة الراهنة؛ بل يعيش في المستقبل.

ومن يرتاح لما يعيشه هنا والآن، ويقتصد بهدف أن يضع المال جانباً في حال صادف فرصة جيدة، يعيش ملء اللحظة الراهنة. وهذا يشبه الشخص الذي يقضّـي ساعتين من وقته ليخطط لأسابيعه المقبلة من العمل أو لمشاريعه المقبلة. فإذا كان يقوم بهذا التخطيط بمتعة، وليس بقلق، فهو يعيش اللحظة الراهنة.

س. زوجي لا يحدّثني إلا في شؤون المال وممتلكاته. أجد هذا الأمر متعباً. ما العمل حتى لا أعود أسمعه؟

س. زوجي لا يحدّثني إلا في شؤون المال وممتلكاته. أجد هذا الأمر متعباً. ما العمل حتى لا أعود أسمعه؟

هل تعرفين أكثر ما يزعجك في هذا الوضع؟ هل تجدين أنه يمنح أهمية كبيرة للأمور المادية؟ تذكّري أن الإنسان حينما ينتقد شخصاً آخر فهو ينتقد ذاته. فالوضع الذي يزعجنا لدى شخص ما، مؤشر على أننا ننزعج حين نتخذ الموقف ذاته ولا نقبل أنفسنا.

فهل من الممكن أن تكوني أنتِ أيضاً متعلقة بالممتلكات المادية ولا تعطين لنفسك الحق في أن تكوني كذلك؟ هل من الممكن أنك تسيطرين على نفسك حينما تتظاهرين بأن المال والممتلكات ليست مهمة بالنسبة إليك؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت غير صريحة مع نفسك. وإذا كنت غير متأكدة أو حتى إذا كنت متأكدة من العكس، أقترح عليك أن تسألي الأشخاص الذين يعرفونك في حال ما لو لاحظوا عليك تعلقاً ببعض الممتلكات. طالما أنك لم تتقبلي تعلقك الخاص، سيحتل هذا الأخير مساحة متزايدة وستحتاجين إلى سيطرة متزايدة على نفسك حتى لا تُظهري حقيقتك.

أعط لنفسك الحق في أن تتعلقي بالأمور المادية. اقبلي نفسك كما أنت الآن، من دون أن تحكمي على نفسك ولا أن تنتقديها. هكذا ننمي الحب للنفس وسيكون من الأسهل عليك بعدها أن تقبّلي زوجك. لن تتمكني من إحداث أي تغيير حين تصمّين أذنيك أو حين تحاولين تغيير زوجك. الشرط الأساسي هو البدء بقبول النفس، من أجل أن تتحسن علاقتكما الزوجية.

س. كيف أتصرّف مع زوجي الذي لا يرغب في ما أرغب فيه؟ أودّ امتلاك مزيد من المال من أجل المتعة، ولكنه يقول دائماً إن حظنا كبير، وإن لدينا مالاً أكثر من الآخرين في الأسرة، ويجب أن أركز على ما لديّ، وأنا لا أستطيع أن أقبل هذا.

س. كيف أتصرّف مع زوجي الذي لا يرغب في ما أرغب فيه؟ أودّ امتلاك مزيد من المال من أجل المتعة، ولكنه يقول دائماً إن حظنا كبير، وإن لدينا مالاً أكثر من الآخرين في الأسرة، ويجب أن أركز على ما لديّ، وأنا لا أستطيع أن أقبل هذا.

زوجك يعبر فقط عمّا يؤمن به، فهو يعتبر أنه لا يحق له أن يطلب المزيد. هل سألته ما الذي سيحل به لو طلب أكثر، أو ما رأيه في أولئك الذين يطلبون المزيد دائماً؟ إذا قال إنه سيشعر بأنه أناني أو ظالم في ما لو طلب أكثر، فهذا ما يؤمن به. وطالما أنه يؤمن بهذا فلن يكون له المزيد أبداً. وفي المقابل هذه القناعة ملك له ولا يمكنك أن تغيريها مكانه، هو وحده يمكنه أن يغيرها متى شاء. يجب أن تقبلي بأنكما مختلفان الواحد عن الآخر.

ومن ناحيتك، إذا ما كنت تريدين المزيد من المال، فما عليك سوى أن تفعلي ما ينبغي فعله، من أجل أن تحققي ما تريدينه. لا يمكنك أن تعتمدي على زوجك أو على أي شخص آخر لإرضاء رغباتك. إذا كنت قادرة على الرغبة في شيء معين فهذا يعني أنك تملكين ما يلزم لتحقيقه. متى وكيف ستفعلين: يعتمد على درجة رغبتك وإرادتك، والأعمال التي ستقومين بها.

س. أجد صعوبة كبيرة في القبول بفكرة أن زوجتي تحقق راتباً أعلى من راتبي، أرى نفسي أقل منها، فهل يجب أن أجد وظيفة ثانية؟

س. أجد صعوبة كبيرة في القبول بفكرة أن زوجتي تحقق راتباً أعلى من راتبي، أرى نفسي أقل منها، فهل يجب أن أجد وظيفة ثانية؟

ما تشعر به ينبع من معتقد قديم كان الرجال فيه يظنون أنفسهم أنهم متفوقون على النساء. لقد آن الأوان لتتخلص من هذا المعتقد. ولربما أنك تواجه هذا الوضع لإعطائك المناسبة حتى تتخلص من هذا المعتقد الذي لا يجلب لك أي إحساس بالسعادة.

كل البشر قد خلقوا متعادلين، وما يعطي انطباعاً باللامساواة بينهم هو الفرق في درجة إدراكهم لما هم عليه. الفرق في مستوى الوعي هو الذي يجعلهم يتصرفون بشكل مختلف.

الراتب والمنصب والأملاك المادية والمظاهر لدى الشخص، لا علاقة لها بتفوقه أو بدونيّته. أنا أتفق مع فكرة أن بعضهم أفضل من بعضهم الآخر، وأنه يسهل على بعضهم أن يبرعوا في مجال معين أو في مجالات أخرى، لكن هذا لا يعني أن ثمة شخصاً متفوقاً على شخص آخر.
هل حدثت زوجتك بمشاعرك؟ إذا كنت لم تفعل بعد، فأقترح عليك أن تفعل. اشرح لها بالضبط ما تشعر به، وقل لها إن هذا لا علاقة له بها؛ بل له علاقة بما يشكّل قناعاتك.

وإذا كنت تجد صعوبة حقيقية في تحمل هذا الوضع، فقد تكون فكرتك بالبحث عن وظيفة ثانية حلاً سديداً. زِن كل الفوائد والمضار مع زوجتك واختر الحل الذي يبدو لك هو الأفضل. وعلى أية حال، فإنك لن تخطئ؛ بل ستعيش تجربة إضافية تغنيك؛ لأنك ستتعلم أشياء جديدة بخصوص نفسك. فحين نعيش تجارب متعددة ندرك ما هو الأفضل بالنسبة لنا.

 

مقالات ذات صلة