08 أغسطس 2023

كيف يمكن أن نتحكم بانفعالاتنا وردود أفعالنا؟

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف يمكن أن نتحكم بانفعالاتنا وردود أفعالنا؟

لا يخفى أهمية ودور المشاعر في التحكم في ردود أفعالنا. ولكي نوظفها بالشكل الصحيح لنتمكن من زيادة فرص نجاح علاقاتنا الاجتماعية وأخذ القرارات الصحيحة في حياتنا وزيادة ثقتنا بأنفسنا لابد من معرفة انفعالاتنا السلبية وكيفية التحكم بها.

أماني سالم
أماني سالم

في ورشة قدمتها المدربة الدولية المعتمدة في البرمجة اللغوية والعصبية وكوتش تعديل السلوك أماني سالم، عرفت الانفعالات على أنها «حالة من التوترات التي تنشأ نتيجة المواقف التي تحدث فيها اضطرابات داخلية وعدم وجود وكفاية الوظائف المعرفية اللازمة لمواجهتها»، توضح «هي طاقة شبيهة بالبراكين حال انفجارها، تنشأ بسبب تراكم المواقف وتولد صراعاً داخلياً بسبب عدم القدرة عن التعبير عنها»، تكمل «عادة ما ينشأ الصراع بين فريق الصامتين الذين يعتقدون أن الطرف الآخر أشخاص حقودون غير قادرين على فهمهم بينما هم في الحقيقة يعبرون عما في داخلهم بكل بساطة فيولد عن هذا التعبير صراع بين الطرفين»، كما تشير "الحل يكمن في حاجة الطرفين للتغيير ليتمكنوا من ضبط انفعالاتهم، على الشخص الصامت أن يتعلم تقبل الآراء الأخرى وعلى الطرف الآخر تعلم الطريقة المناسبة للتعبير لكن ذلك لا يمنع من الحاجة لالتزام الصمت في بعض المواقف، لذلك على كل شخص منا أن يشخص نمط شخصيته إلى أي اتجاه هو أقرب، للصمت أو الحديث!!! لذلك نحن كبشر نفضل الوسطية بين كل ذلك، حيث يمكن تشبيه الأمر بخط الإعداد الذي يبدأ من الصفر وينتقل للموجب ومن ثم السالب».

كيف يمكن أن نتحكم بانفعالاتنا وردود أفعالنا؟

إذاً السؤال: لماذا علينا ضبط انفعالاتنا، وهل هي فعلاً سبب ما نعانيه من أمراض؟

نعم، أكثر أسباب الأمراض التي نعانيها تنجم عن رد فعل على موقف، لكن لا يمكننا أن نسقط انفعالنا على موقف كسبب رئيسي، لكن يمكننا أن نصفه بالفتيل الذي أشعل الوضع نتيجة تراكم مواقف كثيرة سابقة، لذلك على كل فرد أن يعي طريقة تفكيره وزاوية رؤيته للمواقف، فالوصول للوعي والإدراك هو بداية التغيير.

تكشف سالم «الانفعال أنواع ويمكن لموقف بسيط أن يسبب لنا انفعالاً سلبياً كما يمكن أن يقودنا إليه الحزن الناجم عن الفقد، لكن علينا أن نضع له وقتاً وحدوداً ولا نتركه يأخذنا لأبعاد أخرى، فقد اكتشف العلماء أن جميع أعضاء أجسامنا مرتبطة بنسيج مرتبط بشعور».

آثار الانفعالات النفسية:

  • تضعف مناعة الجسم تجاه مقاومة الأمراض المختلفة.
  • تتسبب شدة الضغوط الناتجة عن العصبية أو الانفعال الزائد في إهمال الأطفال.
  • تتسبب الضغوط النفسية في ضعف التركيز وضعف الذاكرة، والتفكير غير المنطقي.

على الرغم من معرفتنا للتأثير السلبي لانفعالاتنا في الجانب الصحي، تنبه سالم«لخطورة عدم القدرة على إجادة التعبير عن الغضب أو التعامل معه وعدم امتلاكنا الحيل الدفاعية التي يمكن أن تساعد على تفريغ الانفعال كممارسة الرياضة أو الانشغال بالطهي أو لقاء الأصدقاء أو حتى التعبير عن المشاعر بالكتابة وعدم ترك زمام الأمور للمشاعر تقودنا».

«يشبه التحكم بالمشاعر التحكم بمقود السيارة الذي إن أحكمنا سيطرتنا عليه نجحنا في قيادة السيارة وإن فقدنا السيطرة عليه ربما يتسبب بحادث يودي بحياتنا»

كيف يمكن أن نتحكم بانفعالاتنا وردود أفعالنا؟

تطرح سالم عدة مصادر يمكن أن تساعدنا على اكتساب خبرة للسيطرة على غضبنا وانفعالاتنا:

  • خبرات الآخرين: اكتساب الخبرة من الآخرين بشكل مباشر أو من كتبهم يمكن أن يزيد من رصيد الشخص المعرفي ويترك أثراً إيجابياً.
  • الأسلوب العلمي والمنهجي: يمكن أن يؤدي حضور الدورات بشكل منهجي ومكثف إلى أن يخفف من نوبات الغضب التي يمكن أن تنتاب كل شخص.
  • الخبرات الذاتية: محاولة تكرار الخبرات الإيجابية والاعتزاز بها مصدراً من مصادر تعلم الفرد.
  • المحاولة والخطأ: لا تخفى أهمية التأثير الإيجابي لتكرار الخطأ والصواب كمصدر مهم من مصادر التعلم.

تحدد المدربة مجالات التوازن بمجموعة من العوامل:

  • الرغبة الداخلية، التغيير يبدأ من دافع داخلي للشخص.
  • تكرار المواقف، حدوث المواقف مرات متكررة تساعد الشخص على اكتساب المعرفة.
  • التوازن بين الرفض التقبل والموافقة، يتبع تقبل بعض الأشياء الموافقة على بعض المعتقدات، بينما يزيد الرفض من حجم المشكلة.
  • تقبل الآخر، تؤثر أنماط الشخصيات في طبيعة العلاقة بين الأفراد وغالباً ما يحدث التوافق بين الشخصيات المختلفة بينما لا تتوافق أنماط الشخصيات المتشابهة.
  • التوازن ما بين الصمت والتحدث والدفاع، من المهم أن يمتلك كل فرد الرضا والمعرفة الكافية بنمط شخصيته ليتمكن من معرفة الأوقات المناسبة لكل حالة من هذه الحالات.