يشكّل مؤتمر «رائدات الأعمال في الشرق الأوسط»، الذي انطلقت فعاليات دورته الرابعة في دبي، منصة رائدة لتسليط الضوء على إنجازات المرأة في عالم الأعمال، وتحدّياتها، ويناقش أهمية دورها في تعزيز النمو في قطاع الرعاية الصحية، وتطوير القطاع التكنولوجي، وريادتها في القطاع المالي.
يضم المؤتمر، الذي عُقد برعاية الشيخ عبد الحكيم عبيد سهيل بطي آل مكتوم، مجموعة من أبرز رائدات الأعمال والشخصيات النسائية، من مختلف أنحاء المنطقة، ويسلّط الضوء على التحدّيات والفرص الراهنة التي تواجه المرأة في ريادة الأعمال، في مختلف الفئات العمرية، مع التركيز على أهمية دورها في تعزيز قطاعات مختلفة.
وفي إطار فعاليات المؤتمر، تم تسليط الضوء على أهمية تمكين المرأة، ودورها الحيوي في تعزيز الاستقلال المالي، حيث تناولت الجلسات موضوعات محورية تتعلق بدور الإرشاد الفعّال والدعم المجتمعي، في إكساب رائدات الأعمال المهارات اللازمة لتحقيق الرفاهية، وبناء مستقبل لهنّ، ولأُسرهن، حيث ركزت المناقشات على ضرورة وجود استراتيجيات تعاون وتعليم تعزز من قدراتهنّ في مختلف المجالات، مع التأكيد على دعمهنّ لتطوير مهاراتهنّ، المالية والإدارية، بما يسهم في تمكينهنّ وتعزيز مشاركتهنّ الفعالة في سوق العمل، ما ينعكس بالتالي على تطوير المجتمع ككل.
تناولت الجلسات أهمية المؤتمر، وغيرها من الفعاليات المشابهة، كمحطات حيوية لتوسيع شبكة العلاقات المهنية، وتبادل الأفكار المبتكرة لرائدات الأعمال، فهي لا تقتصر على تسليط الضوء على التحدّيات التي تواجه النساء في مجال الأعمال فحسب، بل تتيح أيضاً فرصة لاستكشاف حلول جديدة، وتبادل الاستراتيجيات الناجحة التي تمكّن المرأة من تحقيق المزيد من النجاح، والتأثير في مجالاتها، إضافة إلى الفرصة التي يمكن أن يوفرها هذا النوع من المؤتمرات لبناء جسور بين الأجيال المختلفة من النساء، في مجال الأعمال، حيث تتشارك الرائدات الخبرات مع القيادات الصاعدة، بما يعزز من استمرارية تقدمهنّ، وتكوين شراكات جديدة، واستكشاف الفرص الاقتصادية المحتملة التي قد تنشأ عن التعاون المشترك.
كما ركّز المؤتمر في جلساته، على قدرة المرأة على تولّي أدوار متعدّدة في المجتمع، بما في ذلك ريادة الأعمال، مع التأكيد على أهمية تمتع المرأة بالإصرار، والرؤية اللازمة لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، لكونها مصدراً للإبداع والإلهام، ومشاركتها في مختلف الأعمال خطوة جوهرية نحو تحقيق التنمية المستدامة.
وفي إطار مشاركتها في المؤتمر، سلّطت مروة المنصوري، عضو مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال أبوظبي، الضوء على الدور المتنامي للمرأة في مجال ريادة الأعمال، لا سيما في قطاع التكنولوجيا «وفي ظل التحولات الاقتصادية العالمية، برزت الكثير من النساء في المنطقة العربية كمحرّكات للتغيير والابتكار، رغم التحدّيات التي ما زالت تواجههن، حيث شكلت قصص نجاحهنّ نموذجاً مشرقاً، يعكس قدرة المرأة على المنافسة والإبداع في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية».
كما أكدت المنصوري «إن مشاركة المرأة في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات (STEM)، يشهد تزايداً ملحوظاً، وهو دليل على التحوّل الإيجابي نحو تمكين المرأة في القطاع التكنولوجي، حيث تشكل النساء 57٪ من خريجي هذه التخصصات في منطقة الشرق الأوسط، في حين وصلت النسبة في الإمارات إلى 61٪.»، تكمل «هذا التقدم لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة لسياسات حكومية واعية تدعم تمكين المرأة لتحقيق التنوّع، وتعزيز دورها في الاقتصاد والمجتمع».
pic5
من بين رائدات الأعمال المشاركات في المؤتمر، تحدثت ميثاء الحارثي، رائدة أعمال عمانية، عن قصة نجاحها المميزة، مشيرة إلى العقبات والتحدّيات التي واجهتها، تقول «بدأت مشواري في مجال تصميم الأزياء، ولا أنكر أنني واجهت في البداية الكثير من التحدّيات، لكن بفضل الدعم الذي حصلت عليه من المحيطين تمكنت من إقامة أول معرض خاص، وبعد سنوات من العمل في المنزل قرّرت أن ابدأ فصلاً جديداً في مسيرتي المهنية، بتأسيس علامتي الخاصة بالأزياء، بعد ذلك قرّرت خوض مجال آخر، بإطلاق مركز خاص للعناية بالجمال».
وتشير الحارثي التي توسع نطاق عملها لتكون الحصيلة متجرَين للأزياء، ومركزاً للعناية بالجمال «إن النجاح يعتمد على بناء استراتيجية واضحة، والتركيز على النفس، وتقديم منتج مميّز يلبّي احتياجات السوق، إلى جانب التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي في بعض المجالات، والعمل بجد، فالنجاح يبدأ من الداخل».
* تصوير: السيد رمضان